حقيقة.. نحن الكرد نفتقد لمرجعية عليا ينضوي تحت لوائها المهتمون بالشأن الثقافي الأدبي.. والفني الكرديين وغيرهما ويحسب حسابها , لذا ترى من هب ودب يتناول ما يتناول دون مسؤولية ووعي بالرسالة التي آلا على نفسه حملها , دون خجل أو حياء من سوء الأحدوثة إن وجدت.
وعليه.. حمل ما هب ودب (مع كل الاحترام والتبجيل لخطواتهم ومبادراتهم الطيبة تلك وحسن طويتهم ونيتهم الصادقة حينها ) مع كل من وجد في نفسه نفسا أدبيا وقدرة على الكتابة من ذخيرة قرائية محدودة.. وليس عن اختصاص وحس شاعري حقيقي , شمروا عن السواعد واشهروا أقلامهم ونفضوا الغبار عن بعض أوراقهم الصفراء القديمة , وبدؤوا بنشر نتاجاتهم المقلدة والمباشرية و (الإبداعية) في مجلات استجدت , ووزعت مجاميع شعرية بين معجب ومندهش عن طاقات كامنة .. لان الساحة الأدبية كانت فارغة كأرض بور خصبة تنتقي بذورها .
وهم – من كل هذا على ذاك- مشكورين ونثمن غاليا غيرتهم وحرصهم الشديد ونقدر عاليا نخوتهم تجاه أبناء جلدتهم وثقافتهم وأدبهم , ولا نقول ذلكم هم المهمشون الذين يبحثون لهم عن وجود تحت الشمس, بل ما بدر منهم كان لإعلاء شأو الكرد ليس اقل أو أكثر.. ولا أزيد هنا.
حقيقة لا أريد أن أطيل في هذا المنحى , وعن السبب الذي كان لهؤلاء في حينه , وهل كان سعيهم الدؤوب هو إلى الشهرة وظهور الاسم والصورة على صفحات المجلات , والقول في الأفواه والألسن والتواجد في الأمسيات التي كثرت انعقادها ..؟ , وإلا إلى ماذا كان يعزى ذلك الاهتمام المفاجأ لتبني الأدب إجمالا , ابتداء من الشعر ومن ثم العروج إلى الخاطرة والقصة والمقالة .. وأخيرا إلى النقد والدراسات ..الخ . وهكذا كان الانخراط أفواجا في زخم المشهد الثقافي والهم الأدبي المستجد ..
وبعدما راحت السكرة واتت الفكرة , وزادت الحالة عن حدها لتنقلب إلى ضدها , فكانت تلك الصحوة التي غربلت وفرقت بين الدعي والأصيل , وأظهرت المعدن الحقيقي والمزيف , فأحجمت من كان يلهث خلف الشهرة , وثمنت من كان يحترق بنار الإبداع الحقيقي لمواصلة المسيرة إلى شوطها النهائي دون الوقوف هنا وهناك , وهي تحمل في قناعاتها بان لها رسالة , وتحرص وتثابر إلى اقتناص صفقة العمر في عمل يخلد أدبه في أدب شعبه المغبون المضطهد الذي يتعرض نهارا جهارا إلى تهميشه وإلغائه ليقول بأنه موجود موجود رغم انف الآخرين..
كانت المسيرة تسير وهي تتطلع إلى الشمس في افقها .. الكل معا , يمدح ويقييم عاليا كل ما يكون , ولسان حالهم يقول:”الموجود أحسن من لا شيء” , “وان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي ابدا ” و”ليس بالإمكان أحسن مما كان ” إلى أن تم حده واكتمل عقده , وجاء حينها ليقال غيرة عليه. ما هذا , وكفى استهتارا بما يصار , وليس هكذا يكون الأدب استسهالا وغنيمة .
الحقيقة هي انه كثيرون يكتبون وقليلون يقرؤون , وهذا القليل قليلا ما ينقد ويقيم , بل يشجع وهو يأمل خيرا , إلى أن أتخمت الساحة الأدبية وابتذل المشهد الثقافي , وحين انحدر الحس النقدي والتقييمي لديهم نحو الدرك الأسفل , وما آل إليه من إسفاف بقيم العلم والمعرفة , ظهر من بيننا من يقرا وينتقد بحرفنة ومنهجية ويضع النصاب في مكانه , ويضع النقاط على حروفها , اُنبرى بجدية دون تملق أو تماهي , وقطعا .. واجزم بأنه لا يريد أن يكون وصيا على الأدب وتدرجاته بل حرصا وغيرة ووعيا ومسؤولية لخدمة الأدب القويم.
وكما يقول الكاتب إبراهيم محمود في كتابه “وعي الذات الكردية” : ثمة ما ينبغي التعرض لـه ,(ويضيف) كلٌ ، يكتب أو يقرأ دون الاهتمام المطلوب ، بهذا المسمى بـ(الآخر)، ليس هناك نقد فعلي، ليس هناك قراءة فاعلة، ليس هناك وعي للذات الكردية على صعيد الكتابة، في مستوى الشعار أو التوصيف المقدَم به، ثمة انغلاقات وتزكيات متبادلة، وترويج معلومات وتغنّ بالذات.)
موضوع مقالنا هذا هو كاتب مقتدر أصدر بيانا في الفترة الأخيرة جمد فيه كل نشاط بحثي ودراسي نقدي للحالة الثقافية والأدبية وفروعها في محيطنا الكردي في سوريا , وقد أدار ظهره للمتابعات والمناقشات الإبداعية على النت , لما لاقاه من إجحاف وغبن وتجنٍ من متابعيه كما يدعي , وهو قد ملّ من سوية الطروحات الشليلية والحزبية والحاراتية ..الخ , والتي لم تجلب له غير وجع الرأس والعداوات والمواقف المبتذلة , وأدخلته في حزازات هو في غنى عنها بسبب عدم فهم الآخرين له وفهم رسالته النقدية البحثية على الوجه الأكمل .. وهكذا كان تنامي ذلك القرار.
ومن هنا ادعوا كل الخيرين إلى ضم صوتهم إلى صوتي لدعوة الكاتب الباحث إن يراجع موقفه (من الساحة الأدبية في منطقتنا الضيقة ذات الآمال الكبيرة) , ويرجع عن انكفاءه , فهو الميزان والبارومتر والمعيار والمسبار لإبداعاتنا, دون هذا أو ذاك , فما قيمة أدب لا ينتقد أصولا , أكان مادة أبداعية أم شخصية اعتبارية في محيطنا المستجد , لان ليس احد فوق النقد .. الكل سواسية والكل مسؤول في وعي الذات للشخصية الكردية المتشكلة على سمتها.
دعوة أن يرجع عن موقفه , لان ليس غيره من يستطيع كشف المستور والظاهر في حياتنا الإبداعية الأدبية , وضبط إيقاع ووتيرة شؤوننا الثقافية , ونقدها بروح الأخ الأكبر والمتفهم وليس غير , هو ينتقد (وهذا مؤلم كمبضغ الجرّاح) ولكنه يداوي , والنقد كما هو معروف يقام على نوعين : احداهما أن ينتقد العمل كحالة أبداعية جديدة متشكلة حديثا بصيغة غير مسبوقة ..ويتم نقدها ليتوالف المرء معها, أو ينتقدها لمنهج معرفي ونمط سائد, وهي في كلتا الحالتين حالة سوية تقود وتؤدي إلى جسم سليم معافى.
إذن .. النقد حالة ايجابية وظاهرة سليمة في المجتمعات التي تبني نفسها على أسس واعية , حتى يميز الغث من السمين , والدعي من الأصيل وحتى يحس في الضمير بان هناك رقيب يتهذب الأدب من كل زيوان وبارومتر لاتجاه بوصلة نقدية لرسالة الأدب والإبداع . وهو المأمول أن نرتقي إلى مستوى حضاري وننتقي بالنقد إلى الأفضل , ونتخلى عن هذه المهاترات والنظرة الشخصية الضيقة بنقدنا المنحدر نحو درك الإسفاف.
ونحن المحرومون من أدب وثقافة معترف بها , بحاجة الآن إلى أدب ملتزم مسؤول يعبر عن تطلعات شعبنا في هذه الظروف القاسية أكثر من أي وقت مضى , والى كل الجهود الخيرة من مهتميها بروح المسؤولية التاريخية لأمة تبحث عن موطئ قدم تحت الشمس , والذي عانى كثيرا من التجاهل والتهميش والإلغاء, والأدب مرآة الشعوب التي تعكس من خلالها عن تطلعاتها من آمال وآلام .. فمن سيهذب أدبنا ومن يشذبه , وينـزع عن ورودنا أشواكها لتعطر وتفوح بين العالمين إن لم يكن احد من أبنائها , واحد الغيورين الذي يناكف شرف الكلمة الصادقة وطهرانية الحقيقة وقدسيتها.
وللعودة .. كما هو معروف بأنه حرّك السائد الذي كان يخيم على الساحة الثقافية الكردية , وانه ومنذ سنوات خمس اقل أو أكثر , وبعد أن ألقى بحجرة ذهبية إلى ساكن بحيرة ماءنا الراكد نقديا , ولما تشكلت دوائرها الذهبية , تعدوى الوعي واستنبطت المسؤولية نبراسا وهديا لدن الجميع , وبات كل واحد يكتب أو ينشر يشعر في لاوعيه بان هناك من يقرا بتمعن وبنهم ولا تفوته شاردة ولا واردة إلا ويستقصي أبعادها الإبداعية والفنية بالمعايير والمناهج النقدية الممكنة , وسيكتب عنها ويعريها من لبوسها المزيف إن كانت تتسربل به , حتى أصبح يحسب له حسابا وكأنه مراقب للسوي فينا دون السلبي في ذات كل نفس مبدعة , كما هي عادة الجرّاح فهو يجرح ليداوي حتما.
إن أي حدث يحدث في الشأن الكردي أدبيا أو ثقافيا , ووقفتَ لحظة لتبلور موقفا , ستجد في النت رأيه السباق فيها , وموقفه منها والذي يعبر عن مجموع الأدباء في سوريا (مع كل الاحترام لكل الأقلام الكوردية والشخصيات التي تتناول الشأن الثقافي والهم القومي), انه مَلك النت دون منازع وهذا مبعث فخر), هو ذو إنتاج غزير ويواكب الحدث في سخونته مع دفق مشاعره وأحاسيسه الصادقة دون ريب .
واعتقد وأعزو ما أعلن عنه , وما عزمه ذلك إلا ما يراه من تحول الجمهور من اللباب إلى القشر دون ترو أو تمحيص , لما يقابل به من ردودٍ انفعالية محمومة ضيقة كأنها قضية محسومة بينهما لاعتبارات شخصية بحتة , وهو قطعا بعيد عن هذا السفاف من الأمور , فهو باحث وناقد حصيف وليس شيئا آخر ويشعر بمسؤولية الكلمة , وهو لا يبحث عن النجومية وإبراز العضلات لأنه فوق هذا وذاك.. وهو بعيد كل البعد عن هذه المهاترات , وإنما يريد أن يرتقي بنقدنا إلى مستوى حضاري تسمو مع تطلعات شعبنا الطامح للعزة والكرامة الإنسانية الغائبة.
ولكن عشب الدار مر , والنبي في قومه دجال . لدن المشهد الأدبي والثقافي لمثقفي وكتاب الجزيرة السورية الكرد حصرا .. وبخاصة المهتمين بالشأن الكوردي والثقافة والأدب الكورديـين.
ولعلي اهمس في أذن الباحث القدير – إن قيمتك لا تقاس بنقد صفر أو نحاس إنما أنت تزان بالذهب, وإذا كانت السوق كاسدة الآن فليس معنى ذلك عدم البيع. فالتاريخ سجل العظماء الذين لن يضيع لهم مجدا , والفورة أو الكاريزما الهوبراتية لن تصنع تاريخا (تأكد من هذا) لأنها زوبعة في فنجان وفقاعة صابون , ورسم دارس على الرمال سيذرها الريح مع كثبانها وأشواك حلفها ” وان اتتك مذمة من ناقص فاعلم بانك كامل “.
أتفاجأ الآن , وأنا اسمع ما تعتزم القيام به أو ما صرحت به “وأرجو أن لا يتمم”, وأنت الصلب المشاكس عن الصواب , كجبل لا تهزه الريح.
حقيقة .. لقد منّ الله على هذه البقعة الضيقة الكبيرة بآمالها , بباحث حصيف وناقد مقتدر وجريء , فان لم ينل كده على الفور , فإنما التاريخ لن يضيع كده أبدا .. وليس هذا فحسب فالمنقود يعي أو سيعي موقفه عاجلا أم آجلا وآجله من ترادفات آنية وان لم يُظهر ذلك .. ففي قرارة نفسه يصدقك ولكن غرور الطاووس يمنعه كأنه واقف على دن عسلٍ دون الآخرين , دون أن يعرف بأنه سيرى بفضله الطريق قويما مزدانة الصراط بالنجوم والأقمار .. ولكن هيهات للغرور مربض وقصر الظل في الظهيرة.
وأرجو بحرارة أن ينال صوتي أذنا لدن الكاتب الباحث لمراجعة متأنية , ونحن الذين نتلقف بلهفة كل ما يكتب نقدا أو بحثا أو معالجة لحالة آنية ,.. لأنه حرّك الركود الذي كان يساد الساحة الثقافية الكردية , ولي أمل كبير -وأؤكد من سابقة بأنه راجع نفسه حينها منذ أعوام لما وجد نفسه في مناظرة حادة مع احدهم , ولكن أتت مناشدة ومناشدات من هنا وهناك وعادت الأمور إلى سابقها -, ومن هنا أومن بان دعوتي ستلقى أذنا من لدنه , وسيتفضل بمواصلة المشوار الذي آل على نفسه تبنيه.
فأقول مجددا لا تعتزل, واشهر قلمك على المدى سيفا , فها هي رقاب إبداعاتنا أمامك ولا يخيفك شيئا منا إن نحن تململنا قليلا , واشحنا بنص وجوهنا عن قلمك , ارصدْ كل نأمة في المشهد الأدبي والثقافي لمثقفينا وكتابنا .. احكِ عن كل ما تراه سلبيا وقيّم كل ما تراه ايجابيا.. انتقد أن كان هناك موقفا منتقدا , إني أقول بملء فمي: احكِ عن كل شيء , انقدنا لنستقيم , وان وجدتَ شيئا جيدا حينها باركنا لنستديم.. لان ليس هناك ما نخسره أكثر من الإسفاف والجهل والسطحية والابتذال.
” يحضرني هنا قول حاجو آغا لجكرخوين حين كان الاخير يحارب البيك والاغا والشيخ بالقول:
– لا يخذلنك رهبة ولا خوف من احد .. قلْ كل ما تريد لنستقم , وانقد كل ما تراه من عيوبنا ونواقصنا .. كبيرنا وصغيرنا .. ولا تقصر , هذه مهمتك وهذا دورك لتصلح ما فسد واعوج , وما تراه المناسب واللازم لمستقبل الأيام ..”
لا تعتزل, وتركن قلمك لنفسك وحدها , فهي لنا فلا تحجمها عنا , إن ما تقول هو بالتأكيد ليس نضب وعقم أدبي ودراساتي , بل هو موقف انفعالي (نرجو أن يزول سريعا وتعود إلى سرب الحمام ذوات الرؤوس السود) ملكا, ونرجو ونأمل أن تعلق مزق أوصاله أمام الريح على شجرة الأمنيات أو على قبر شيخ ولي.
لا تعتزل, فيفرح بعض ضيقي الأفق , ونخسر نحن , وتخسر النهضة الكردي لمسيرة ابتدأت منذ عقدين وتُوجت في 12 آذار – قامشلو . وما تتعرض له من هجوم وسهام هو نتيجة نجاحك وعلو كعبك , وقيل سابقا ” لا ترمى الا الشجرة المثمرة بالحجارة”.
لا تعتزل, ففي العمر متسع لقول كل شيء دون كيت أو كات حتى الرمق الأخير.. والجعبة ملئ بالشموس والأقمار والربيعات , والسهام تغزو القلوب سهما تنغرز على السهام , والقلب الدامي ينبض بالحب , ويصفد ألحانه بالنجيع , فافاً يا فلكا دائرا على هرمه فالتآليب تدور على نولها , وأنت ترها عاموديا وهم البائسين يرونها أفقية السفلى.
لا تعتزل, وسقْ وامخر بالسفينة إلى بر الأمان , ولا يخفنك الأنواء ولا الأمواج , فأنت الربان وبين يديك الشراع والمجداف , فسطر حلما كان غائبا وصراطا ضائعا , ولا يحزنك ما يجري فهذا شيء طبيعي يجري لكل العظماء في نجاحاتهم وهم يمشون وعيونهم شاخصة الى الاعلى.
لا تعتزل, الميدان أمامك والمرمى على بعد مرمىٍ منك , فهدّف وسجل لنا أهدافا نفرح ونبتهج بها .. أعطْ باصاً وقسم ووزع هنا وهناك , لتصل للمرمى المستور بالورق والكرتون , وانفض الحراك النصّي أيان كان .. وحكمُ الساحة المفتوحة موجود , والجماهير الحاشدة تشاهد كل شيء.
القافلة تسير وليس حريا بها ان تخلف احد اهم روادها وراءها..
نعود ونقول .. موضوع مقالنا هو كاتب مقتدر نتابعه باهتمام , وكان سابقا قد اُتهم بشكل رخيص: ” بأنه أدار ظهره لساحته وقد عاد يبحث عن نجومية ما هاهنا ” , وهذا غير دقيق وقول يجافي الحقيقة , فحين كان هناك لم يكن احد هنا , ولما وجد هنا رجع بألق إليها , ولما استفحل المكان وتألق واشتعل أواره رجع إلى ساحته مقتدرا ذا علم وحرفنة , ” وأغالط بشدة من يدعي بانه رجع خائبا من صيده بخفي حنين (!) ليبصم بصمة هنا في المكان الشاغر , وهو ممتلئ بحس قومي أصيل في ذاته , ووعيا ناضجا بالمسؤولية تجاه كرديته , حقيقة الكردياتية هي قطعا ليست الحزبية , أو الشليلة أو الادعاء بمحاربة طواحين كيت وكات . إن الآخرين يطلقون أحكاما شخصية بحتة ضيقة أشبه ما تكون كأنها حسد وضيقة عين , فأقول الأرض بور وفيها متسع للكل لكل أنواع البذار.
هنا لا أريد أن اذكر أشياء ستبدو مني كأني أشبه برجل شوباش حين أقول بان ذلكم الباحث ذو القلم الفياض الذي بدأ بتعلم لغته كتابة , وبلغة فصيحة مشافهة وتبنيها وبدأ يلقي بها مداخلاته وأمسياته , وقد عمل جاهدا لسد النقص المحتمل في أسلوبه في فترة زمنية قصيرة تحسب له , وما ذاك إلا دليل مكمل للحالة الأولى التي تبدأ بتقصي المنهج النقدي لدى الساحة الأدبية والثقافية لدى الكرد في منطقة الجزيرة .. وما فعله أيام انتفاضة الكرد وأحداث القامشلي عندما امتشق قلمه بجرأة وهمة مع القليلين والكثيرين إلا دليل عودة ميمونة على الرحب والسعة.
حرام أن نضيع هكذا قبس من بين أيدينا بفظاظة وجلف ونسكتْ هكذا علّامة يرشدنا , لماذا..؟ ألانه لا يطبل أو يزمر كالبعض للبعض , لذات الفرد هنا أو هناك , بل ينتقد بروح الباحث والدارس , ويصفي القمح من الشوائب والزيوان ..
بالتأكيد الأمر عائد إليه أولا وأخيرا والقرار منوط به وحده , وسيرى ما يرتأيه ويراه مناسبا مفصلا على مقاسه , وسيسعدنا بكل تأكيد في الحالتين , ولكن سنسعد أكثر ان لم يترجل هذا الفارس عن حصانه وأن يعلق ما أعلن عنه في بيانه (إلى الأصدقاء والخصوم باسم حقيقة مهدورة) وهو يعلن الوداع.