
كوثر فتاة جزائرية رائعة وطيبة ما بعده طيب لقبت نفسها بـ(روح طاهرة) وهي فعلا روحا طاهرة بكل ما للكلمة من معنى, تعرفت عليها صدفة وأنا ادخل إحدى مواقع الدردشة (تشات).
عندما اكتب لها أحس بأنني أتحدث مع ملاك طاهر كلها عفة وأدب وأخلاق , ليست مثل مثيلاتها واوكد دخولي لهكذا مواقع قد يكون نوع من الفضول ليس إلا ؟ وبرغم دخولي إلى النت قليلا إلا أنها كانت تنتظرني بشوق.
تراسلني وتعتبرني الأخ والصديق الوفي الذي يرشدها ويدلها على الطريق الصحيح كونها من عائلة محافظة وتريد أن تذلل الطرق أمام مستقبلها بالحكمة والعقل, كنت محل ثقة لهذه الإنسانة التي تبعدني عنها مسافات وتقول فخورة أنا بصداقة رجل صالح وطيب وذو أخلاق حميدة
وبدأت بسرد حكايتها:
– ولايتنا يا سيدي بعيدة عن العاصمة فاضطررت بالسفر جوا , حينها جلس بجانبي شاب وأثناء التحليق تعرفنا على بعضنا و حدثني بأسلوب راق وبكل أدب واحترام : هل أنت من العاصمة
– لا , أنا…. من هذه الولاية وسأذهب للعاصمة لتقديم أوراقي الجامعية.
أيتسم حيث رسم على وجهه هلالين متعاكسين وقال:
– العفو , اسمي مسلم , من سوريا.
استدرت وجهي حياءا وكأنني ارتكبت خطئا , ثم لاشعوريا اتجهت عيناي صوبه وقلت : أهلا بك يا أخ مسلم , آسف لعدم فهمي حسبتك تقول عن دينك .
– لا …لا تأسفي, عادي جدا , يحصل مع كل الناس.
((…….بفضول كتبت بأصابع كأنها تعزف على الكيبورد , حسنا وبعدين …؟ ومن ثم ضغطت على الانتر ….)) .
((……..عظيم لحد الآن مافي شي , عادي جدا ويحصل مع معظم المسافرين )).
– دعني أكمل , الصدمة بعد عودتي للبيت بأسبوع تقريبا .حيث زارنا ضيف لم نعرف من هو حتى اخبرني والدي بان الضيف هو من كان مسافرا معك وقد جاءني خاطبا إياك لنفسه وكان علامات القبول والرضا مرسومة على ثغر والدي وقال لقد أمهلته بعض الوقت حسب العادة والعرف .
– انتابني شعور لايوصف كله غبطة وسرور , والله حسيت كأنني حمامة لها جناحين و بدها تطير .
((مازحتها ……….. تطير , لوين إلى سوريا ؟…)).
– أي والله تذكرت , صحيح مش أنت كمان من سوريا , أليس كذلك ..؟
– لا.. لم يعمل أية مشكلة , بس خلقت لنا مشكلة لم تكن عالبال ولا عالخاطر , أنا قلقة جدا ويائسة وأصبحت أعاني من مشكلة نفسية .
– تفضلي !…
– كان محترما , طاهرا .
– لهذا سميت نفسك بالروح الطاهرة …؟
((………….كنت بشوق لمعرفة نهاية القصة أو مشكلة التي تحكيها لي صديقتي ……..وكتبت لها بحروف كبيرة …..وبعدين شو صار ……..ثم انتر ….)).
التفت خطيبي لناحية والدي وكاد الدم ينبجس من وجهه وتغيرت سحنته وقال : يا عمي , جميعنا مسلمين وإيماننا بالله قوي , وان الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل …أليس كذلك ؟.
هز والدي رأسه ونظر إلى خطيبي نظرة غريبة لم يستقبله ألبته وفي صدره غصة خانقة
– يا عمي هذا الرجل مجرم , سفاح قتل الكثير من أبناء شعبه , لا يعدون ولا يحصون , ألا تشاهد التلفاز كيف يخرجون أمواتهم من القبور الجماعية …………..
ولم يتمم حديثه حتى توسعت حدقتا والدي ورد عليه بغضب:
– أنت لست مسلما , أنت كافر مثلهم , كيف تقول هذا على بطل من أبطال المسلمين , تؤيد الناس الذين جلبوهم الأمريكان. عندما كنت شابا أتذكر زيارة صدام لنا .
((….تأخرت عن الكتابة قليلا ثم أرسلت صورة فلاشيه لعين تدمع و تذرف, أحسست إن صديقتي قد أجهشت بالبكاء ….))
– لم تبكين ماذا حصل لخطيبك ؟,
…….بعد لحظات رأيت شاشتها الاسمية كتبت عليها : كاجين …kajîn .