-أخافُ مجيء اللّيل لأنّه يخيّمُ على نفسي وجسدي كالشّبحِ المخيفِ مع قدومِ زوجي كوحشٍ يجرّني إلى تلك الغرفةِ
الموبوءةِ….
وتابعتْ :أهلي ضحوا بي ,كانوا يضربوني حتى أرغموني على ترك المدرسة….
لدى الاستفسارِ والتّساؤلِ من الأبِ الحنون أكّدَ على أنّه فعلَ ذلك (خوفاً من العنوسةِ والفقرِ) ثمّ أضافَ السّبب الآخر والذي يكمنُ في اختطافِ ابنتيه من قبل رجالٍ أرغموه على الموافقة على تزويجهنّ منه.
إذاً خوفاً من أن تظلّ ابنته عانساً من غير زواج طوال عمرها أو تُزوّج بعجوزٍ يتكئ على عصا المرضِ أو الموتِ –إن طال مكوثها عنده- وكذلك هرباً من الفقر والعوز اللذين جعلاه يتخيّلُ أنّ زواجَ الطّفلة سيقلّصُ من عددِ أفرادِ أسرته ما يخفّفُ بالتّالي من أعباءِ المصروف اليوميّ وخوفاً من تعرّضِ بناته للاختطاف والاعتداء قامَ بتزويج ابنته الطّفلة.
زوّجها وهي في الثامنةِ من عمرها من رجلٍ في الثامنةِ والعشرين من العمر,وكأنّه أراد أن يعلن للجميع أنّه يستحقُ الشّكرَ والثّناء على فعلته لا اللوم والعتاب,لأنّه زوّجها من شابٍ يكبرها بعشرين سنة بدل أن يزوّجها بعجوزٍ في السّبعين أو الثّمانين.
أمّا الزّوجُ الذي لم ينكر أنّه تزوّجها فعلاً فأضافَ أنّ الزّواج تمّ بموافقتها وموافقةِ والديها ,ولكنّه أنكر أن يكون قد اعتدى عليها أو ضربها وقسا عليها.
لن أعلّقَ على ما قاله لأنّ قوله لايحتاجُ إلى تعليق إلا فيما يخصّ موافقة الطّفلة فكيفَ يدعي أنّه حصل على موافقةِ الطّفلة وهي التي أكدت على أنّ أهلها أخبروها بأنّ عقد الزّواج سيتمّ الآن ولكنّها لن تنتقلَ إلى بيتِ زوجها إلا بعد أن تصبحَ صبيّة وتكملَ دراستها, وأضافت أنّها لم تكن لدها أيّة فكرةٍ عن معنى الزّواج.
وهنا تتدافعُ أسئلة واستفسارتٌ عدّة نفسها وبقوّةٍ على أرضِ الواقع:
لماذا جرى ما جرى؟! ولماذا حدث ما حدث؟! لماذا تُزوّجُ الطّفلة؟؟!! ما مفهوم الزّواج لدينا؟ كيف ننظرُ إلى بناتنا؟ هل هناك فرقٌ بيننا كبشرٍ وبين أسلافنا الذين عاشوا قبل مئاتِ الأعوام ,بل قبل آلافِ السّنين,مع الأخذ بعين الاعتبار التّقدّم الشّامل علمياً وتكنولوجياً بيننا وبينهم.
الفقر, العَوَز, السّرقة,الاختطاف, الاغتصاب, الاعتداء, الظّلم, ال….ال…. والعنوسة , والمهر, والشّرف والعرض, و….و….. مِنِ اختلقَ هذه المفرداتِ؟ مَن المسؤول عن حدوثها؟ كيف تُخلق ولماذا؟ مِن الذي يغذيها ويسقيها؟ هل المسؤول فردٌ أم جماعة أم جهة أم شريحة معيّنة, أم مجتمعٌ ,أم دولة, أم العالم المتواجدُ في الكون برمّته الذي تفنّنَ في خلقِ مفرداتٍ تحوّلتْ إلى مفاهيم, ومن ثمّ إلى أعرافِ, وقوانين مقدّسة لايجوز المسّ بها أو تجاوزها.
والقانونُ نفسه مَن الذي وضعه ولماذا؟؟!! وهل هناك حقاً قوانين تنصفنا نحنُ البشر,بمعنى آخرهل خلقنا قوانيننا لننصفُ نحنُ البشر بعضنا البعض بها(كوننا مَنْ وضعها)؟؟!! ما الفرقُ بين شرائعنا وقوانينا العتيدة وبين شريعةِ الغابِ التي ننعتها –جهارا,ًنهاراً- بالقسوةِ والظلمِ والهمجية؟؟؟؟
أسئلةٌ واستفساراتٌ برسم الإجابةِ ,فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!