حوار ثقافي مع الشاعر«فوزي الأتروشي»

أجراه :جميل داري

فوزي الأتروشي رسول الشعر والورد والجمال.. يكتب على شجر القلب ..القلب الواسع الذي لا يحد ..العميق الذي لا يسبر غوره..كاهن الورد..حوذي الجمال..عاشق الوطن والإنسان …
له روحان: روح شعرية جميلة ..وروح إنسانية نبيلة..
كان ينبغي أن أعرفه منذ عهد بعيد لأرتوي من وجيب قلبه وأتامل الفرح والعذاب في عينيه المغرورقتين بالحب والشعر والطفولة..

لا ليس الشاعر الجميل بحاجة إلى تعريف به مني.. لأنه دوني يفتح قلبه ويتحدث بكلمات مجنحة تحلق في سماء الحلم ..هذه السماء البعيدة التي ترغمنا أن نرتقي للوصول إلى تخومهاالقصية  ” ويقيننا أن الوصول محال” على حد تعبير نزارقباني..
طاب لي في أمسية شعرية شارقية أن اتجاذب الكلام مع هذا الإنسان الطيب لأعرف منه مباشرة رؤاه في الشعر والحياة..فقعدت معه وجها لوجه.. وقلبا لقلب.. على هامش تلك الأمسية..فرأيته أحد رسل الأولمب.. يصول ويجول على فرس الكلمات…ممتشقا أحلامه الجميلة جمال نفسه السمحة الطيبة التي تموج بالحب والشعر والجمال…

س1 / يقول ميخائيل نعيمة: ” كل ما في الطبيعة جميل وثمين وشريف.. ولكن أجمله وأثمنه وأشرفه على الإطلاق هو الإنسان “.. ما تعليقك على عبارة نعيمة السابقة ؟

ج1/ الإنسان هو القيمة المحورية العليا التي تدور حولها كل القيم الأخرى , وهو الغاية والمرجعية التي لا يجوز أن تتجاوزها أية منظومة أخلاقية سياسية فكرية حضارية, فهو الذي يبني ويراكم ويضاعف المنجز الحضاري ويبقى الشك مرافقاً لأية فكرة أو أيديولوجيا أو نسق فلسفي حتى تبرهن بالدليل القاطع أن غايتها سعادة الإنسان على الأرض وصنع الاستقلال وجعل حدود الحرية لا نهائية.. وشرعنة التوق الإنساني الأزلي نحو الاستمرار والتنمية والسعادة والعدالة . لذلك سقطت منظومات فكر وهياكل دول وأمبراطوريات حين ابتعدت عن تحصين إنسانية الإنسان , وازدهرت الحضارات التي راكمت الوعي بالجمال والفن والحب والتواصل والإعمار والحرية .” ميخائيل نعيمة” تعلم في المهجر أن الإنسان قاهر الاستبداد وحامل شمعة الأمل وراعي الحضارة التي نغرف منها الآن . وكانت أمنيته أن تكتحل عيناه بالمشهد ذاته في الشرق وأن لا يتحول الإنسان إلى وسيلة تطحنه أيديولوجيا القهر والقمع والاضطهاد.. وكم أتمنى أن يتحقق حلمه وتستوعب حكومات وأنظمة القهر في منطقتنا استحالة فك الارتباط بين الانسان والحرية . أوجه مقولة الشاعر “ميخائيل نعيمة” إلى كل أصحاب سياقات الفكر الضيق والعنصري والمتعالي على الإنسان.. لكي يسجلوا في دفتر يومياتهم- ولو مرة- هذه الحكمة الشهيرة التي تجعلهم يخجلون مما فعلت وتفعل أيديهم بكرامة الإنسان.. الإنسان شريف وجميل وثمين… وأشرف ما فيه أن يلتزم بقوة الحكمة لا حكمة القوة , وأثمن ما فيه أن يكفَّ عن استغلال أخيه الإنسان تحت أي شعار كان , وأجمل ما فيه أن يتخلى عن الحقد تجاه المختلف الآخر وأن يجزل له العطاء والحب… لأن كل الحضارات بنيت بحزمة هائلة من الألوان المتنوعة وليس ثمة حضارة واحدة بلون واحد وقلب واحد ونسق فكري واحد .

س2/ استوحيتُ من حبك الورد أبياتاً أقول في بعضها: ” أنت تهوى حضارة الورد حتى  لأرى في عينيك غابة ورد”…. ما شعورك عندما ترى الورد يسحق ويحرق.. ؟

ج2/ أروع إنجاز حضاري سيتحقق إذا استطعنا زرع ثقافة الورد وثقافة الحب في مجتمعاتنا , فالحب كما تعلم مختوم بالشمع الأحمر ولا وجود له في منطقتنا إلا في الكتب والأشعار والأغاني , أما في الواقع فهو مهزوم وحرام وصاحبه محكوم بالإعدام , وقصة “مم وزين” الكوردية هي بالأصل سرد لعذاب ومعاناة الفتاة “زين” التي رحلت إلى القبر دون أن تلتقي بحبيبها…. وكلما مررت بقبرهما شعرت برهبة لا تطاق وبأحزان لا طاقة لي لكبتها.. لأن حال الحب مازال كما كان معترفا به في بطون الكتب ومستهجنا على أرض الواقع . وحين تنعدم ثقافة الحب فلن يبقى مكان للورد فهو أساساً بشرى لانفراج الطبيعة في كوردستان على مناخات أجمل وأنقى وهو استهلال للمواعيد التي ستأتي وهو إشارة لبدء موسم العناق والتواصل والقبل , أما رائحة الورد ففيها دعوة تحريضية لا تقبل التأجيل للكتابة والفرح والغناء , فالبراعم تعلن صلاتها للسماء وهي تنفتح نحو الأعلى.. وكلما تعانقت الزهور عاد للإنسان يقينه أن  الطبيعة هي الأم الحنون التي تجدد نفسها على مدار العام… والسؤال هو: لماذا لا يجدد الإنسان ذاته وقلبه وفكره بالحب والعناق والتواصل لكي يبعد الحقد والعنف والتنافر والتناحر.. ؟  لذلك فإن الورد حين يسحق ويحرق فإن الحب هو الذي يحترق معه والشعر والحضارة وكل المشاعر الإنسانية الرقيقة والدافئة . دعونا إذن ننحني للورد ونسقيه بالحب  قبل الماء وبالعطف لأنه رسول الحب عبر التاريخ .

س3/ كيف تنظر إلى الشعر ؟ وهل تتخيل حياة دون شعر.. ؟
 
ج3/ ثمة شاعر فرنسي لا أتذكر اسمه الآن تخلى مؤقتاً عن كتابة الشعر وذهب للقيام بعمل يدوي يعينه على العيش لضيق ذات اليد , وبعد أيام تخلى عن العمل وعاد لكتابة الشعر , وحين سأله الأصدقاء عن السبب قال ما مفاده: إن عمله يعينه فعلاً على كسب قوت يومه ولكنه لا يساعده على تغيير العالم وتطوير الإنسان , أما الشعر فإنه الأداة التي تغير وتطور وتحرض على الأجمل والأنقى ولذلك عدتُ إلى رحابه . ثمة استحالة لتخيل الحياة بلا شعر… لأن موت الشعر يتبعه موت الغناء وجفاف وتصحر الأحلام والخيال والمشاعر , وبما إن الإنسان خلق للحلم ولكي يتخيل ويحب ويعشق ومن خلالها يبني الحضارة ويواصل الحياة لذلك فإن الشعر لصيق الحياة وأحد عناوين استمرارها على وجه الأرض , ثمة طفل يغني ويشعر داخل كل إنسان , الفارق أن الشاعر هو لسان حاله ولسان حال الملايين في التعبير عن العواطف بلغة جميلة وأنيقة ومبهرة وخلاقة لا تتوفر لكل إنسان , لأن كتابة الشعر لها شرطان: الموهبة وصقل الموهبة بالقراءة المستمرة لإثراء التجربة وجعلها تفيض بالقصائد الرائدة .

س4/ هل حقاً إن الشعر يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهل للشعر قيامة.. ؟

ج4/ الشعر قائم ونابض وخلاق ويوميات أي واحد منا تحتوي على كم كبير من الساعات التي نقضيها ونحن نسمع الكلمات المغناة والقصائد التي تهطل على الذاكرة حتى ونحن في أشد ساعات العمل رتابة . الشعر الجميل موجود ومطلوب وهو يجدد كل يوم نفسه , الذي يلفظ أنفاسه هو الكلام الرديء والجمل المتطفلة على عالم الشعر , والشعراء الذين أقحموا الشعر في الضبابية والغموض والعتمة والتصحر والترهل , دون أن يدركوا أن لهم رسالة موجهة إلى الآخر الذي يجب أن يفهمها ويتذوقها وبخلاف ذلك فهم المذنبون والأميون.. وليس القراء .

س5/ ناظم حكمت قال: ” قلبي ينبض مع أبعد نجم” أثمة شبه بين قلبك وقلب ناظم .. أم إن قلبك ينبض مع أبعد ورد.. يا عاشق الورد.. ؟

ج5/ قلبي يحرَّضني طبعاً على الانفتاح على أبعد وردة ومعايشة نبضها.. وعشقي للورد نابع من أنني أؤمن برسالة الحب والتواصل والتفاؤل , فالنجم في السماء والورد في حضن الطبيعة كلاهما علامتان لزرع الفرح والنور والحب وقطع دابر العتمة والظلام والتنافر والحقد , “ناظم حكمت” شاعر عظيم وهو الذي بعث بقصيدة لزوجته وهو في السجن قائلاً: ” إن لم أحترق أنا و لم تحترق أنت فمن ينير الطريق” . لا يستطيع الشاعر أن لا ينبهر بزرقة البحر والسماء وبمهرجان الورد وجنة النور التي تهديها النجوم لنا إنها الأشياء الجميلة التي تجعلنا -ونحن في قمة اليأس- نفتح نافذة الأمل والحياة والتقدم لاستشراف المستقبل تطبيقاً لمقولة “نجيب محفوظ” لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة” .

س6/ (رسول حمزاتوف) صاحب (داغستان بلدي) قال :” أنحني مرتين.. مرة حين أشرب من النبع… ومرة حين أقطف وردة ” وأنت متى تنحني.. ؟

ج6/ النبع والورد وقلب الحبيبة ومزارات الأحبة وعناوين وأمكنة الذكريات كلها تستحق الانحناء . فأنا أنحني أمام من يقدم عطاء أكثر , ومن يجعل مساحة الوطن كله هي دائرة عمله , ومن يجعل القضية العادلة مشروعه الحياتي ومن يؤمن أن الحب عنوان الحضارة , وأن الأنثى والرجل يخلقان معاً أسس الحياة الإنسانية السعيدة , أنا أنحني أمام المختلف عني والأقوى مني في الحجة والدليل . أخيراً لا بد أن أنحني أمام قبور الذين قبلوا الحزن والجوع والعطش والآلام لكي يمنحوا الوطن شيئاً من الفرح وينزعوا له الحرية .

س7/ ماذا لديك من ذكريات شعراء العراق الذين ابتلعتهم المنافي – أحياء وأمواتاً – الجواهري .. البياتي الحيدري… نازك .. لميعة… ؟

ج7/ مع كل هؤلاء الشعـــــراء قضيت أشهراً وسنوات وأنا أقرأ لهم بلهفـــــــة وشغف لا متناهيين . عام 1972-1974 كنت طالباً في جامعة بغداد / قسم القانون وفي الوقت ذاته أصغر موظف في جريدة التآخي في بغداد . وأذكر أن المرحوم “دارا توفيق” رئيس التحرير حينذاك قرر دفع مبلغ “30”  دينارا شهرياً لي للعمل في الجريدة ساعتين يومياً…. وكان هذا المبلغ كبيراً بمستوى معيشة تلك الأيام . ولأن البيت كان يوفر لي كل شيء , فقد خصصت هذا الراتب لشراء الدواوين الشعرية للجواهري والسياب ونازك الملائكة والبياتي ونزار قباني ولميعة عباس عمارة وغيرهم من القامات الشعرية الباسقة . قرأت أغلب دواوينهم فكانوا قريبين مني إلى حد الذوبان . وكان أن التقيت بالجواهري في مؤتمر المعارضة العراقية الأول في بيروت , أما بلند الحيدري فكان لي معه عدة لقاءات في لندن وكنا معاً ضمن المدعوين إلى مؤتمر حقوق الأقليات المنعقد في قبرص عام 1994 . ومن خلال عملي السياسي والثقافي توطدت علاقاتي بأغلب المثقفين العراقيين وكذلك بعض العرب . كتبت مقالات رثاء بمناسبة رحيل الجواهري والبياتي وبلند الحيدري . إن حزني كبير لأن نخبة من شعراء العراق رحلوا وقد جردوا من الجنسية ولم يهنؤوا حتى بقبر في وطنهم .

س8/ بلقيس حميد حسن شاعرة عراقية منفية في “لاهاي”  أرادت:
أن تنحني عند شط” السوق” باكية     وتذكر الأهل والإخوان بالترب
فرغبت في العودة إلى بلدتها الجنوبية “سوق الشيوخ” لتزور الترب الحبيبة ولم تستطع… وأنت قلت:إنك كل مرة تزور” أتروش”  تبدأ بمقبرتها… الآن قل لي: ما سر هذا الولع بالمقابر وأنتم بلد المقابر الجماعية بكل امتياز وجدارة..؟

ج8/ المقابر حاضنة ذكريات وعناوين مرجعية لحياة الطفولة وهي تحتوي أجساد من أحرقنا العمر في حبهم والذوبان فيهم , فالجد والأم والجدة والحبيبة وكل الأحباء والأصدقاء ينامون هناك وهم في نومهم يبثون إلينا رسالة أمل… إنهم مازالوا متواجدين ولو على هيئة قبر مزدان بالأزاهير والهدوء وزقزقة العصافير . إن حرمة قبور من نحبهم متصلة بحبنا لهم وهم أحياء . لذلك لا يمكنني أن أزور “أتروش” دون أن أمر على قبر جدي وجدتي ووالدي. أما والدتي فإنها تنام بسلام في مقبرة الكرخ في بغداد. كأنني في زيارتي للمقابر أعلن ولائي مجدداً لمن أحبهم وأعدهم على تنفيذ وصاياهم واللحاق بهم بعد أداء الرسالة في الحياة.

س9/ أقول: كتب النفي والمنافي عليكم        أمحال أن تشربوا نخب عود ؟؟
لك تجربة ثرة وطويلة في المنافي..  ماذا أعطاك المنفى..وماذا أخذ منك…؟؟

ج9/ المنفى كان لي وطناً.. فحين يطول أمد البقاء في المنافي يصبح المكان أليفاً وحنوناً ولا يعود المرء يشعر بالاغتراب . وتجربتي في المنفى علمتني أن أواصل بناء أواصر خضراء مع الوطن وأن أتواصل معه بالفعل والعمل والكتابة… لأن قضية الوطن ومصلحته العامةهما اللتان أجبرتاني على النزوح والمنفى , كان المنفى لي ميدان عمل وعطاء واندماج بالثقافات الإنسانية ومراكمة الخبرة وتعلم لغات عديدة هي (الانكليزية – البلغارية – الألمانية – الاسبانية) واكتساب معارف جديدة حول الشعوب والعادات والأديان , لذلك تقزَّمت لديَّ واضمحلـَّت الهويات الصغيرة وغدت هويتي الإنسانية هي التي أعتز بها وأحاول تنميتها وتطويرها وأقاوم أية هوية أخرى تمنعني من التواصل مع الإنسان أينما كان.. والذي يعيش في ظل الحضارة الاوروبية ويندمج بها ويستوعبها سيجد بلا صعوبة أنها تتجه نحو خلق المواطن العالمي الذي يتجاوز الحواجز والأسلاك القومية , الدينية , المذهبية , المناطقية , الإثنية إلى الهوية الإنسانية الكبرى .

س10/في مدينة الشارقة الإماراتية مسطح عشبي أخضر كبير في وسط المدينة وقد كتب عليه بالورد الطبيعي الذي تحبه” ابتسم أنت في الشارقة”  كيف ترى نفسك في هذه المدينة بين محبيك ومحبي الشعر والورد…؟؟

ج 10/ أنا في الشارقة أشعر بفيضان حب يكاد يغرقني بالمحبة والمشاعر الدافئة , وهو الحلم بعينه أن يجتمع الورد والشعر والبحر والأيادي التي تصفق والقلوب التي تزحف لتتعانق مع بعضها , أنا معجب إلى أبعد الحدود بالأجواء الرومانسية… وهذه القاعة في الشارقة أضافت إلى إعجابي المزيد … ختاماً أنا في الشارقة شعرت أن الشراكة في حب الشعر هي الشراكة التي لا تنفصم عراها .

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…