ملف المرأة (حقوقها وتحررها) (5) مع الكاتبة والشاعرة: مالكة عسال

إعداد : حسين أحمد
Hisen65@hotmail.com

قضية المرأة قديمة جديدة, تطلع علينا في كل يوم أقلام تنبري للدفاع عن قضية حقوق – المرأة وتحررها, وهي أقلام ذكورية في اغلب الأحيان .يجدر بالإنسان في مثل هكذا موضوع أن يتساءل: من هم الذين يحولون دون حصول المرأة على حقوقها !؟ بل ما هي هذه الحقوق .؟! ولكي يتفاعل الموضوع بأكثر, ولابراز جوانب الخلل والعطب التي رافقت حياة المرأة تاريخياً . نوجه أسئلتنا المدونة أدناه إلى السادة الكتاب والشعراء والإعلاميين المحترمين الذين يناولون موضوع المرأة بأقلامهم النيرة – واقعاً و طموحاً.
            الأســــــــــــئلة :

س (1) – ماذا تريد المرأة تحديداً .!؟

مالكة عسال: حقوقها الشرعية والقانونية والكونية والإنسانية، أن تُعامَل كإنسان ،قبل أن تكون امرأة دون حيف  أو تمييز ،دعْك من المرأة ،المتعلمة أو الموظفة أو الحضارية ،واطّلعْ على وضع  المرأة الأمية أو التي  في البادية ،والمناطق المهمشة، فهي ما تزال تعيش وضعيات الحياة البدائية :مجرّدة من كل حس إنساني ،إما وعاء لتفريخ الأطفال ،أو قطعة من قطع أثاث  البيت، أو آلة  خدوم تلبي رغبات أفراد الأسرة …ولا حق لها في إبداء الرأي، بحجة أنها امرأة ولا تفهم في أمور الدنيا شيئا، هذا إن لم توصف بأنها ناقصة عقل ودين ….

س ( 2) -هل هناك من سلب حقاً من حقوق المرأة قهراً ..؟

مالكة عسال:  طبعا العديد من الأسباب والمسببات: العقل الذكوري الذي مازال يهيمن على بعض الذهنيات  ..
– الموروثات الثقافية التي تَحِن إلى  ضباب الماضي التي تُقِر أن الرجل هو الكل في الكل ،وأن المرأة مجرد امرأة، كائن ضعيف لاحول له ولا قوة …
– السلطوية التي تمارس عليها من طرف أسرتها أو زوجها أو أبيها ،أو أخيها ،أو ابنها ..
– أشغال البيت الجاثمة على رأسها، وكأنها من اختصاصها هي وحدها ….

س (3) -ما هي رؤية المرأة المستقبلية في تنشئة الأجيال .؟

مالكة عسال : تنشئة الأجيال ليس مسؤولية المرأة وحدها، بل الرجل والمجتمع والدولة والمدرسة ووزارة الصحة، ووزارة التعليم ،.. فالطبيعة في أول الأمر ،لم تقسم العمل بين الرجل والمرأة، وخصصتها هي بتنشئة الأطفال وتربيتهم ..فالأطفال تلزمهم عدة حاجات وحاجيات نفسية واجتماعية ومادية وتغذية، بعضها على كاهل المرأة، والآخر على مسؤولية الرجل ،وما تبقى حكرا على المجتمع والدولة، لذا يجب إعادة النظر في هذه الأمور وتطويرها، حتى ينشأ الأجيال من جميع النواحي: الصحية والجسمية والعقلية والنفسية، بتكامل هذه العناصر بعضها مع بعض، وتكثيف جهودها لتضطلع بهذه المبادرة ….

س (4) -هل تكتفي المرأة بحقوقها الإنسانية المتاحة بحسب الشريعة الإسلامية .؟

* مالكة عسال : الإسلام متع المرأة بجميع حقوقها، ولكن الخروقات، وقلب المفاهيم، وتمطيط الشريعة وتقويلها مالم تقله، وعدم الاجتهاد فيها، هو ماجعل المرأة لاتتمتع بكامل الحقوق …

س (5) – إن هؤلاء الذين يطالبون بحقوق المرأة عليهم أن يجاهروا بالإعلان عن ماهية هذه الحقوق ..؟

مالكة عسال : هذا السؤال تمت الإجابة عنه في السؤال الأول …

س ( 6) -إذا كان هناك من اضطهد المرأة فلاشك أنه الرجل . إذا  كيف للذي اضطهدها “أصلا” أن يطالب لها بالتحرر والاستقلالية..؟

مالكة عسال : من قال لك أن الرجل هو الذي طالب أو يطالب بحقوق المرأة ؟فالمطالبة بالحقوق  مسيرة تاريخية ،عبرت عنها النساء باحتجاجاتهن عن اضطهادهن وتهميشهن، شاجبة الظلم، بإعلاء الصرخة عبر التاريخ، فَعدْ إلى ذكرى 8 مارس، ستقف بجلاء على دواعي هذه الذكرى، التي سقطت فيها عدة نساء ضحيات مظاهرات نضالية، نذكر منها أم سلامة الإرانية، وأخريات أمريكيات واللائحة تطول …

س (7) –  أية حقوق ( بالمقابل) تقّر بها المرأة للرجل….؟

مالكة عسال : ليس فيه مقابل، فالمرأة والرجل ليسا ندّا لندّ على حلبة، تتبادلان بالمقايضة ،أو المقابلة (خذ هذه وأعطني تلك).. المرأة والرجل مكملان لبعضيهما ..هما معا يكونان جسدا واحدا ..والأمور يجب أن تسير بالتفاهم ، في توزيع المسؤوليات على نحو تكاملي دون حسابات تذكر..

س (8)- هل أن لحقوق المرأة وتحررها من صلة جوهرية بقضايا مثل :الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج وغيرها..

مالكة عسال : تبقى آخر شيء تفكر فيه المرأة …

س (9)-  من عجب العجائب أن المرأة لا تطالب بحق من حقوقها ولكن الذي يطالب لها بالتحرر والاستقلالية هو الرجل وأي رجل أنه: رجلاً لا يريد لها إلا أن تتخلى عن أجمل ما حباها الله من الطيبات.

مالكة عسال : هذا السؤال أجبت عنه في سؤال رقم 6 فليس الرجل هو من طالب أو يطالب لها بالحقوق أولا ،وثانيا إن كان بعض الرجال يؤيدون المرأة على انتزاع حقوقها المشروعة، فليس بالتخلي عما وهبته لها الشريعة الإسلامية ،ولكن بالمطالبة بالاجتهاد في بعض الحقوق، التي تبدو للبعض أنها تعارض الشريعة الإسلامية، فالشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان …..

س (10) – لا ريب أن المرأة حصلت على حقوقها الاجتماعية – الوظيفية- وما يتعلق بإبداء الآراء والأفكار, ولقد حصلت أيضا على حقوقها التعليمية سواء في التدريس أو الإدارة أو المناصب الوزارية أو حق الترشيح في الانتخابات سواء أكانت في البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية,وهي في أمان في كنف القانون والشريعة…بعد كل هذا ماذا تريد المرأة  من الرجل….!؟

مالكة عسال : أن يعاملها ككائن إنساني ،وألا ينظر إليها نظرة ضعف تمييزية (الدرجة الثانية بعده)

س ( 11) – هل فكرت المرأة ما أصاب الناس في العالم من الإمراض, والويلات ,وغير ذلك من أسبابٍ إلا من تلك الحرية العمياء التي تتشبث بها المرأة أو من يردون لها ان تفعل ذلك .؟؟

مالكة عسال : خطأ خطأ خطأ..؟! وهذه قمة النظرة حول الأقدام، وليس في بعد النظر من شيء ،فهل اضطهاد العراق وتدميره كان سببه امرأة ؟وهل طحن فلسطين الآن سببه امرأة؟ وهل تعاطي المخدرات  سببه امرأة ؟ أليست في نظرك السياسات الخاطئة المنتهجة من بعض الدول الأقوى، وممارساتها على الشعوب الضعيفة هي السبب ؟ أليس في نظرك القهر والفقر هما  السبب (بعض دول أفريقيا) مثلا ..أليست الفاقة هي الدافع الأساسي…؟

س (12) – هل المرأة التي تسقط بإرادتها ورغباتها في حبائل الرجل تبقي لنفسها, شيئاً من عزة النفس ..؟

مالكة عسال : ولم الرجل ينصُب حباله حتى يُسقِط المرأة ؟ أليس في نظرك أن الرجل هو طرف ثان في الزلة بامتياز …؟

س ( 13)- قضية تعدد الزوجات في الإسلام والتي باتت مدعاة نقداً وتحامل كبيرين هل فكروا هؤلاء بشروط تعدد الزوجات في الإسلام ولعل من ابرز شروطها العدل والمساواة. فان كان قضية قد استوفت العدالة فأي ضيرا في هذا ..إلا أن الإسلام يرفض الزنا بكل إشكالها وأنواعها حفاظا على الفرد وصحة الإنسان وتماسك الأسرة ضمن المجتمع .بالمقارنة لو عدنا إلى قانون الزوجات في الغرب نرى إنه لا يحق للفرد الا زوجة واحدة فقط .. ولكن يجاز له باقتران بأكثر من واحدة تحت مسمى (بوي فريند و كيرل فريند) أي (صديقات الزوج و أصدقاء الزوجة) فهؤلاء لهم في كل يوم ان يغيروا بين هذا وذاك ..؟!

مالكة عسال: مسألة تعدد الزوجات مع الظروف الآنية، باتت من رابع المستحيلات، نظرا للإكراهات المادية ،والضيق النفسي، أما مسألة الغرب، فتلك حياتهم الخاصة وفق ظروفهم، ولا شأن لنا في التدخل فيها، فهم يمارسون حريتهم بكل ديمقراطية على أكمل وجه …ولو أن الغربي  هو أيضا لا يؤمن بالخيانة، وتعدد الصديقات، بقدر ما يؤمن بالحب.

 مالكة عسال 
من مواليد13/6/54 بمدينة ابن أحمد إقليم سطات. 
قاصة وشاعرة لها مساهمات في أغنية ومسرح الطفل  
وهاوية الرسم الكاريكاتوري 
كاتب عام لبيت الأدب المغربي  
عضوة بجمعية إيطو النسائية  
ومشرفة على ركن الشعر باتحاد كتاب الانترنيت
ومشرفة على ركن الشعر بمنتدى مجلة أقلام الأدبية  
سفيرة منتديات  “واتا الحضارية”: الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين  
وعضوة بالعديد من المنتديات والمواقع والمجلات والصحف
الإلكترونية  
*** 
عُمْر الكتابة وجيز جدا  
إذ ابتدأ ت مع اجتياح أمريكا للعراق سنة 2003  
أول قصيدة كانت بعنوان”” فلسطين”” في 27/10/2003  
ثاني قصيدة كانت بعنوان ””جراح”” في 30/10/2003  
كل الكتابات تنصب في البعد الإنساني، وهموم الشعوب ضحايا الحروب خاصة .. 
كتبت عن المرأة والطفل والشهيد وإنسان الأرصفة والشوارع ،من طالهم الإقصاء الاجتماعي .  
لها3 إصدارت  
دمعة : 
ديوان شعر في مارس2005 عن دار القرويين للنشر بالدار البيضاء ..لقي ترحيبا واسعا من طرف النقاد على الصعيدين المغربي والعربي ،حيث أقيمت له قراءات نقدية وعاشقة من طرف قراء تُدرَج أسواؤهم كالتالي :  
1- القاص محمد القطيب التناني  
2- الشاعر سامي دقاقي  
3-الشاعر مصطفى الفرحات  
4-الشاعر والناقد التونسي فوزي الديماسي
5- دراسة عن شخص مالكة عسال من طرف الصحافي رشيد قدوري  
فراد يس منفلتة :  
مجموعة قصصية في شتنبر2005 عن دار سعد الوارزازي بمدينة الرباط،وأقيمت له قراءة واحدة من طرف الدكتورة أسماء غريب بإيطاليا  
وشم ا لأمس على الأضرحة:  
ديوان شعر فبراير 2007 عن دار النشر تلال بمدينة المحمدية مازال بحوزة الشاعرة  لم يوزع بعد .. 
ولها حاليا عدة مخطوطا ت منها : 
– متى نأكل تفاحة آدم: ديوا ن شعر مخطوط جاهز للطبع  
– مدن تحت المجهر : مجموعة قصصية متكاملة منقحة جاهزة هي الأخرى للطبع  
-دراسات ما يقرب من كتاب متكامل وهي عبارة عن دراسات نقدية وعاشقة لمجموعة دواوين شعرية ومجاميع قصصية لكتاب عرب ومشارقة  
– حوارات ما يقرب من كتاب من طرف وصحف ومواقع ومنتديات وطنية وعربية  
لديها أربع مسرحيات الطفل وديوان أغاني الأطفال 
وأقيمت معها حوارات في مختلف الإذاعات الوطنية ضمن برامج متعددة: 
– إذاعة وجدة ضمن برنامج ””حدائق الشعر”” مع الدكتور محمد بن عمارة 
– إذاعة طنجة ضمن برنامج””أصوا ت شعرية ”” مع الشاعر حسن مرصو 
– إذاعة عين الشق ضمن برنامج ””فضاء وإبداع”” مع الأخ أحمد علوة 
– إذاعة عين الشق ضمن برنامج ”” من وحي الصيف””مع الأخ محمد با عمران 
-إذاعة أف- أم : ضمن برنامج ””سكن الليل ”” مع الأخ محمد البقالي 
-إذاعة الرباط مع السيد سمير الريسوني ضمن منتدى الشباب  
– إذاعة الرباط مع الأخت حياة بلعولة ضمن برنامج تأملات  
-إذاعة فاس مع الأخ نجيب طلال ضمن برنامج بقعة ضوء
    -إذاعة كازا:أف-أم مع المذيع ماء العينين
     -إذاعة الدار البيضاء مع المذيع باعمران 
كما شاركت مالكة عسال في عدة ملتقيات شعرية وتكوينية بعدة مدن مغربية.وكذلك ضمن لجن مغربية لانتقاء شعراء شباب من كافة التراب المغربي بالدار البيضاء ومدينة سطات ..  
حصلت على عدة جوائز:  
-جائزة أغنية الطفل يونيو 2002من نيابة وزارة التربية الوطنية والتعليم  
-جائزة لقاء شعري25مارس 2004  
-جائزة مسرح الطفل يونيو2005 من نفس النيابة السابقة  
-تكريم بمدينة المحمدية من طرف جمعية “شراع “بمشاركة جماعة المنصورية
-تكريم من طرف إذاعة أف-أم مع المذيع البقالي محمد
-تكريم من طرف الجمعية للمترجمين واللغويين والمبدعين العرب برسم سنة 2008 
-حاصلة على ما يقرب من 30 شهادة المشاركة والتقدير

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…