Hisen65@hotmail.com
د. كاترين ميخائيل:
– الشرائع الدينية بأكملها عادت لا تناسب مع العصر والتكنلوجيا الحديثة.
– لاتوجد آية قرأنية صريحة تقول اقتلوا المرأة بل العكس حرم الوأد في عهد الاسلام.
– تعدد الزوجات هو مخالف للقوانين والمعاهدات الدولية.
– لمجرد إشاعة الأقاويل عن علاقات حب بين الجنسين تقتل المرأة بحجة غسل العار.
– لماذا المرأة وحدها دائما هي الضحية وهي الملامة.
– المكياج الذي يستعملنه المحجبات هو اكثر بكثير من المكياج الذي يستعملنه السافرات وهذا باعتراف اصحاب المحلات.
س (1) – ماذا تريد المرأة تحديداً .!؟
د. كاترين ميخائيل : المرأة في الشرق الأوسط تطالب الحكومات في هذه الدول تخصيص برامج واسعة النطاق لمكافحة الأمية بعيدة عن البرامج الحزبية والسلطوية. ثانيا تحتاج ان تدخل العالم السياسي في هذه الدول وتدخل الانتخابات كمنتخبة وناخبة وبنسب تماثل التركيبة السكانية. قرأت بعض الإحصائيات تقول نسبة النساء أكثر من 55% في الشرق الأوسط. تحتاج تعديل الدساتير والقوانين التي تعتبر المراة مواطن من الدرجة الثانية وبشكل خاص قانون الأحوال الشخصية. اخراج الدساتير من الأيدلوجية الدينية قضية مهمة وملحة.
تحتاج تثبيت برامج الضمان الاجتماعي وتثبيت وظيفة الحمل والولادة وتربية الطفل وظيفة اجتماعية تصرف عليها من ميزانية الدولة لرفع معنويات المراة وتحسين الاحوال المعيشية للاسرة. تحتاج الى مسح كامل لهذه الدول لمساواة اجور المراة بأجور الرجل. تحتاج برامج تثقيفية خاصة بالمرأة منها برامج صحية برامج اجتماعية وتعليمية, وخصوصا المراة الريفية المدمرة في هذه البلدان التي لم تهتم بها الحكومات في الدول النامية قاطبة ولهذا السبب الهجرة مستمرة من الريف الى المدينة وهذا خلل في ديمغرافية هذه البلدان دون تخطيط مسبق.
يجب ان تلتزم الحكومات في هذه الدول بقرارات المعاهدات والمواثيق الدولية التي توقع عليها فيما يخص حقوق الانسان وقضايا المراة بالذات. المراة المعطلة في هذه الدول تشكل طاقة بشرية كبيرة يجب زجها بالعملية الانتاجية لتطلق طاقاتها نحو المساهمة في عملية بناء الاقتصاد والمجتمع . تطوير اقتصاد هذه الدول لم ولن يحصل الا بزج طاقات بشرية من سكان البلد نفسه والمراة تشكل جزء كبير من تركيبة السكان.
س ( 2) -هل هناك من سلب حقاً من حقوق المرأة قهراً ..؟
د. كاترين ميخائيل : العادات والتقاليد البالية القبلية سلبت حقوقها والان لاتتلائم مع العصر ويريد المتطرفون من رجال الدين ومن الفكر القبلي والعشائري ابقاء المجتمع ساكن دون ان يلتحق مع موجة العصر الحديثة في اطار تطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاتصالات الحديثة. هنا تتصارع الافكار القبلية والحضارات والثقافات القديمة مع الثقافات الحديثة المتمثلة بعلاقات انتاج متطورة. الدساتير التي تمثل الايدلوجية الدينية تضطهد المراة وبحجة تطبيق الشريعة لكن التطبيق يأتي وفق مزاجات وشهوات ذكورية بحتة المسيطرة على السلطة بعيدة عن ما تتطلبه الحياة اليومية. وهنا اقصد رجال الدين الذين يفسرون ما ورد في الشرائع الدينية كل على هواه تحت هيمنة الفكر الذكوري فقط.
سؤالي لهؤلاء علماء الدين من منهم ضليع بالاقتصاد وكل المجتمع الان تديره الالة الاقتصادية ؟
ومع تجربتي العراقية مع رجال الدين في البرلمان العراقي يريدون قمع مطالب النساء في الحرية والمساواة مع الرجل يحاولون ترسيخ الخرافات وتدخل ”الالهة“ وممثليهم في حياتهن، وتحقيرهن على اساس اختلاف الجنس، ومطلب العلمانية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، والغاء العمل المأجور، فهي بمجموعها وبمفردها مطالب محرمة، بل وفاسقة بنظرهم، لانها لا تتفق ومصالح “المؤمنين الصالحين” ممثلي التيار الاسلامي في مجلس النواب العراقي .
س (3) -ما هي رؤية المرأة المستقبلية في تنشئة الأجيال .؟
د. كاترين ميخائيل : المراة لازالت تعاني من التخلف والامية والجهل بنسب عالية في كل الشرق الاوسط وعليه تربيتها للاجيال القادمة ستكون بنفس مستوى وعيها. قال الشاعر العراقي “الام مدرسة لو اعددتها * * اعددت شعبا طيب الاعراق” وعليه علينا تربية الام وهي التي تنتج لنا اجيالا طيبة الاعراق.
س (4) -هل تكتفي المرأة بحقوقها الإنسانية المتاحة بحسب الشريعة الإسلامية .؟
د. كاترين ميخائيل : الشرائع الدينية بأكملها عادت لا تناسب مع العصر والتكنلوجيا الحديثة. كانت تناسب حينها مع طريقة وأسلوب الحياة. الان تتعارض مع الحياة العصرية وهنا يظهر التناقض ونتيجة هذا التناقض بين الحديث والحفاظ على القديم يولد صراعات لم تكتفي بالصراعات الدينية بل تنفجر قسم منها إلى صراعات عسكرية وارتكاب جرائم كثيرة وهذا يحصل لدى المتحفظين والمتطرفين من الأيدلوجيات الدينية وكان واضحا في البصرة العراق قتلت المئات من النساء البريئات للأسباب التالية منهن كن سافرات لن يضعن على رأسهن قطعة قماش مساحتها متر مربع. لمجرد إشاعة الأقاويل عن علاقات حب بين الجنسين تقتل المرأة بحجة غسل العار. منهن كن يعملن في صالونات الحلاقة , منهن ذهبن بسفرات جامعية مع زملائهن الطلبة كل هذا جرى بدفع وتشجيع من الأيدلوجيات الدينية وفي القسم الغربي الان دخلت ظاهرة غريبة على الشعب العراقي وهي الانتحاريات ويقف ورائها التيار الديني المتطرف. لماذا تقتل المراة بحجة غسل العار واخذ هذا يتواجد في المناطق التي تسيطر عليها الأيدلوجيات الدينية وتنطلق من مبدأ “وامرو بالمعروف وانهوا عن المنكر” علما لايوجد اية قرأنية صريحة تقول اقتلو المراة بل العكس حرم الوأد في عهد الاسلام. الخلط بتفسير الايات هو الذي يجعل الإسلام يفهم بتبني أيدلوجية القتل بالنسبة للمراة.
س (5) – إن هؤلاء الذين يطالبون بحقوق المرأة عليهم أن يجاهروا بالإعلان عن ماهية هذه الحقوق ..؟
د. كاترين ميخائيل : التحدث عن حقوق المراة قضية كبيرة ومعقدة وحساسة يعطى لها أيدلوجية ضد الفكر الذكوري المهيمن على المجتمعات الشرقية التي تطلق على نفسها المجتمعات المتحفظة. التحدث عن التفاصيل موجودة وكل من يكتب يأخذ مجال معين وهذا موجود لكن ربما تسألني هل الإعلام يقوم بوظيفته الحقيقية او الصحيحة ؟ جوابي لا , الاعلام مقصر في الشرق الأوسط والعالم اجمع , وضع المرأة في دول الشرق يحتاج أكثر اهتمام من قبل الإعلام المحلي والعالمي. يحتاج الى برامج موجهة لتوعية الرجل والمراة معا. لست عدوة للرجل بل أطالب بحقي من المجتمع الذي يمثل المراة والرجل. هنا يجري تنافس بين الاراء وكسب جماهيرية لكل طرف من أطراف التنافس الشرعي. الصراع هو بين الأيدلوجيات القديمة والحديثة. لكن بين المرأة والرجل تنافس على كسب الحقوق .بمعنى المعركة ليست بين الرجل والمراة. المعركة بين الايدلوجيات.
س ( 6) -إذا كان هناك من اضطهد المرأة فلاشك أنه الرجل . إذا كيف للذي اضطهدها ” أصلا ” أن يطالب لها بالتحرر والاستقلالية..؟
د. كاترين ميخائيل : سؤال مهم. كل من يعرف قليلا عن الاقتصاد سيقول المراة في الشرق الاوسط قوة بشرية هائلة ولديها طاقات كبيرة مهدورة عليه يجب استغلال هذه الطاقات ووضعها في خدمة المراة نفسها اولا ومن ثم وضعها في خدمة بلدها. اليوم الاقتصاد العائلي يجبر الرجل الى السماح للمراة بالعمل. ثانيا الرجل الشرقي الواعي ادرك ان التعليم للمراة مهم جدا والتعليم هو الذي يرشدها للبحث عن العمل والتعليم يرشدها للمطالبة بحقها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. الوعي الثقافي والوعي الانساني هو الذي ينهض الرجل والمراة لمواكبة العصرنة الحالية لهذا السبب رجال الشرق الواعين يملكون هذا الوعي ويقفون الى جانب الانسان المضطهد وهي المراة او الرجل. يجب التمييز بين الفكر الذكوري وبين الرجل ككيان بيولوجي. ليس جميع الرجال ضد المراة.
س (7) – أية حقوق (بالمقابل) تقّر بها المرأة للرجل….؟
د. كاترين ميخائيل : المجتمع عندما يتطور يطور المراة والرجل. ليست المراة مثقلة بالعادات والتقاليد الرجل أيضا تحدد تفكيره وذهنيته العقلية القديمة التي ولى زمانها وعادت تصطدم مع أسلوب الحياة الحديث. تخليص المجتمع من العبئ الثقيل للعادات والتقاليد المروثة هو إقرار بحقوق الرجل.
س (8)- هل أن لحقوق المرأة وتحررها من صلة جوهرية بقضايا مثل :الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج وغيرها ..
د. كاترين ميخائيل : هذه ليست الرئيسية لكن جزء من حركة التطور. أين حق المراة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني والتعليمي. لماذا يفهم فقط في هذه المجتمعات ان الازياء والحفلات والسهرات والمكياج هي فساد للمرأة والمجتمع. تعال معي نفرزن كل واحدة. الازياء: دار الازياء في فرنسا كان ربحها في الأعوام الأخيرة بلايين الدولارات من عملية تصميم الحجاب والجبة الطويلة للمتحجبات هل هذا فساد ؟ تذهب المراة في كل هذه الدول الى الحفلات الساهرة مع ذويها منذ ان تكونت البشرية كانت مجالس الخلفاء مليئة بالجلسات الليلية الثقافية كانت المراة تساهم بها هل هذا عار ؟ لماذا يحق للرجل وليس للمراة ؟ المكياج الذي يستعملنه المحجبات هو اكثر بكثير من المكياج الذي يستعملنه السافرات وهذا باعتراف اصحاب المحلات في هذه الدول المتخلفة اقتصاديا واجتماعيا. باعتراف دور ومحلات العطور في اوروبا والغرب. ان الشرقيات يستعملن العطور اكثر من نساء الغرب.
بهذا الخصوص اتحدث عن بلدي لاني ضليعة بهذه القضية في بلدي العراق.
هل اصبح المتزمتون بالدين اليوم غيارى على العراق والعراقيات ؟ هؤلاء الذين ياخذون من الحجاب ايديولوجية اسلامية بحتة. هؤلاء لم اجدهم يوما مهتمين باقتصاد ونفط العراق, و البرنامج الدراسي والتربوي , والخطط التنموية في العراق , وتطوير حياة الانسان العراقي, لكن الايدلوجية الوحيدة لهم هي الحجاب وبعدها ياتي التدخل الشخصي في حياة الفرد مثلا المأكل والملبس وعدم سماع الموسيقى وفرض الصوم والصلاة . بالشكل الذي يرغبون في عزل المراة في البيت وكانها عبدة للرجل يامرها بلبس الحجاب كما يشاء. ويكون النظام الفحولي القديم قد عاد الينا، ليقول كل شئ تحت امرة (الملا) الذي لا يمتلك حتى شهادة الابتدائية، انا دكتورة قضيت كل حياتي في العلم والمعرفة يجب ان اخضع لما يقره الفحل الذي لا يملك من المعرفة والثقافة شيئا, اليس هذا بنظام للرق ؟ يلبسني الحجاب والعباءة السوداء وفق مزاجه. اذا كان في المنطقة (الملا) تربى في الدول الجارة المتطرفة يرثي لحالي , يجب ان البس الحجاب والجبة والعباءة السودة والجواريب السوداء فماذا أفعل ؟ اما اذا كان الملا منفتحا قليلا فمن الممكن ان البس الحجاب مع بنطلون بهذا اكون محجبة متطورة. يجب ان اطلب الحرية وانا في بلدي. الذي حصل الان بدأ صراعنا الجدي مع الذين يرغبون ان يرجعونا الى الوراء. وفي قمتها كانت تصريحات احد اعضاء الجمعية الوطنية عندما اتهم المنظمات النسوية العلمانية (بالاباحية الاخلاقية) والدعوة الى حريات بلا حدود. انا اسال عضو الجمعية كم منظمة نسوية من التي اتهمتها سرقت اموال الدولة مثلما عمل بعض اعضاء حكومتك وانت احد المسؤولين عن هذه الاموال ؟ هل السرقة عجز اخلاقي ام لا ؟ عندما نطالب بحقنا هذا عمل لا اخلاقي وعندما تتعدون على حرياتنا هل هذا اخلاقي بنظرك ؟ اصبحنا لا نعرف اين تكمن القيم الاخلاقية ؟ هذه هي الاسس في علم الايدولوجية الحجابية.
س (9)- من عجب العجائب أن المرأة لا تطالب بحق من حقوقها ولكن الذي يطالب لها بالتحرر والاستقلالية هو الرجل وأي رجل أنه: رجلاً لا يريد لها إلا أن تتخلى عن أجمل ما حباها الله من الطيبات.
د. كاترين ميخائيل : هذا غير صحيح حركة التحرر في الشرق في العراق ومصر ولبنان وسوريا وفي شمال افريقيا ايضا نشأت والمراة واحدة من اركانها الاساسية هذا السؤال تجني على التاريخ ويشهد التاريخ اسماء خالدة في العراق في وثبة كانون كان الجسر مغلق وقفت فتاة عراقية وجابهت الدبابة وعلى اثرها سميت فتاة الجسر وسمي الجسر جسرالشهداء. في انتفاضة 1991 نزلت المراة مع اخيها الى الشارع وساهمت في الانتفاضة وقتلت كما قتل اخيها الرجل ساهمت المراة العراقية بثورة العشرين كانت المراة الامية تقرأ الشعر الشعبي على قلبها بين المتظاهرين وتحمس الجمهور للمساهمة والاستمرار في الثورة. في مصر كانت ام كلثوم من تحي الحفلات بين صفوف الجنود في ساحات المعركة. المراة العراقية ساهمت في الكفاح المسلح وحملت السلاح ضد نظام صدام الديكتاتوري وانا واحدة منهن.
س (10) – لا ريب أن المرأة حصلت على حقوقها الاجتماعية – الوظيفية- وما يتعلق بإبداء الآراء والأفكار, ولقد حصلت أيضا على حقوقها التعليمية سواء في التدريس أو الإدارة أو المناصب الوزارية أو حق الترشيح في الانتخابات سواء أكانت في البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية, وهي في أمان في كنف القانون والشريعة…بعد كل هذا ماذا تريد المرأة من الرجل ….!؟
د. كاترين ميخائيل : سؤالك هذا غير منصف. اولا نسبة الامية في الدول العربية تكاد تصل 70% بين صفوف النساء. المجتمع العربي تسوده علاقات انتاجية اقطاعية غير متطورة وهذه العلاقات الانتاجية هي تستغل الرجل والمراة لكسب لقمة العيش والابتعاد عن التعليم والتوجه الى المدرسة . واذا كانت 15% من عدد النساء او اقل يعملن في المجالات السياسية التي ذكرتها فهل هذا يعني ان هذا يشمل جميع النساء ؟ ولم تنصف المراة في الدساتير والقوانين التي تعتمد الشريعة مصدرها الرئيسي للتشريع اذ تعتمد على مبدأ “حق الذكر لانثيين “هل هذا انصاف تعتبر المراة نصف الرجل ؟ اذا كان القانون لاينصف اكثر من نصف المجتمع كيف تسألني مثل هذا السؤال ؟
س ( 11) – هل فكرت المرأة ما أصاب الناس في العالم من الإمراض, والويلات, وغير ذلك من أسبابٍ إلا من تلك الحرية العمياء التي تتشبث بها المرأة أو من يردون لها ان تفعل ذلك .؟؟
* د. كاترين ميخائيل : التطور في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لايستطيع ان يوقفه لاانت ولاانا عجلة الزمن ماشية. لم يكن احدا يجبر المراة في الدول المتطورة ان يكون لها صديق او لم يكن هذه حريتها لكن لم يمنعها احدا هناك قانون يحميها. وليست كل نساء الغرب يصادقن ويذهبن مع رجال اخرين لماذا يفهم من التطور فقط كلمة بوي فريند وحرية الجنس هذا ما يحاول رجال المحافظين جعله الاولية في تفكيرهم. كيف اتصلت الان بلحظات معي وانت في سورية وانا في الولايات المتحدة ؟ انت لاتعرفني وجها لوجه. هل هذا صنعه رجال الايدلوجية الدينية؟ اقول بصراحة اكثر ان الجنس يسيطر على سلوك الرجل الشرقي اكثر من الغربي ومن هنا يأتي كل هذه الايدلوجية تتمركز في نقطة واحدة هي غرائز الرجل في الشرق .اما بخصوص الانحراف الجنسي فهو موجود منذ خلق البشرية وفي مجتمعنا موجود لكنه مخفي والعلاقات غير الشرعية موجودة منذ القدم. اثبت علماء الاجتماع ان اول مهنة ظهرت في الوجود هي البغاء وفي مجمعنا موجود كل ما موجود في الغرب الفرق ان في الغرب مفضوح في الشرق مخفي. اما بخصوص الطلاق فهي ظاهرة موجودة منذ القدم ومجتمعاتنا تمارسها ايضا لكن الملايين من الحالات العائلية تضطهد المرأة ولا تطلب الطلاق لأسباب اجتماعية سبق وأوردتها لانها هي الضحية وهي المعاقبة ميزان العدالة غير العادل في بلداننا الشرقية هو سبب كوارثنا.
س (12) – هل المرأة التي تسقط بإرادتها ورغباتها في (حبائل) الرجل تبقي لنفسها, شيئاً من عزة النفس ..؟
د. كاترين ميخائيل : السؤال بحد ذاته منحاز للرجل لماذا تفرض على المراة إنها تهين نفسها اذا ارتكبت خطأ مع الرجل لماذا لا نحاسب الرجل بنفس المكيال ؟ ماذا تقول للقروي الذي يرسل زوجته وابنته للعمل من الصباح الى المساء كأجيرة تكسب المال للعائلة يأخذها منها ويذهب ويتزوج من ثانية. ماذا تقول عن هذه الحالة ؟ لماذا المرأة وحدها دائما هي الضحية وهي الملامة. العرف الاجتماعي في المجتمعات الشرقية متخلف وهو دائما منحاز للفكر الذكوري. تدين هنا المرأة مسبقا وتصور ان الصراع هو بين المراة التي تفهم وتطالب بحقوقها وبين الرجل بشكل عام وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثيرين من المثقفين. الصراع ايدلوجي بين القديم والجديد, بين المحافظين والقابلين الحداثة والمراة تشكل جزء اساسي منها. هذا الموضوع يحتاج ان يغنى بالكتابة والنقاش والجدل والحوار السلمي. هناك اعداد هائلة من جمهور الشرق ضاع في هذا الصراع ولايعرف اين يصف نفسه. السبب واضح لان المثقف عادة هو الذي يدير عملية توجيه المجتمع الى الهدف المنشود ويجعل المواطن البسيط يأخذ موقف من الصراع. لعدم تحرر المثقف من قيود القديم وعدم فسح المجال للمثقف ان يدلو بدلوه بعيدا عن مراقبة الاجهزة الامنية بعيدا عن تهديدات المتطرفين والقادمين علينا بالسيف لفرض الدين, باءت رسالة المثقف تأخذ طرقا ملتوية احيانا, واحيانا اخرى لا يدخل المثقف هذا الميدان وهنا يكون الجمهور البسيط في متاهة حقيقية , لكن هذه الحالة مؤقتة. المطبخ الحضاري العصري يطبخ طبخته لكن على درجة حرارة هادئة. والله كفيل لنا ان يرينا هذا اليوم قريبا.
س ( 13)- قضية تعدد الزوجات في الإسلام والتي باتت مدعاة نقداً وتحامل كبيرين هل فكروا هؤلاء بشروط تعدد الزوجات في الإسلام ولعل من ابرز شروطها العدل والمساواة . فان كان قضية قد استوفت العدالة فأي ضيرا في هذا ..إلا أن الإسلام يرفض الزنا بكل إشكالها وأنواعها حفاظاً على الفرد وصحة الإنسان وتماسك الأسرة ضمن المجتمع .بالمقارنة لو عدنا إلى قانون الزوجات في الغرب نرى إنه لا يحق للفرد الا زوجة واحدة فقط .. ولكن يجاز له باقتران بأكثر من واحدة تحت مسمى (بوي فريند و كيرل فريند) أي (صديقات الزوج و أصدقاء الزوجة) فهؤلاء لهم في كل يوم ان يغيروا بين هذا وذاك ..؟!
د. كاترين ميخائيل : تعدد الزوجات هو مخالف للقوانين والمعاهدات الدولية وهذه المعاهدات توضع من قبل اناس اخصائيين ذو معرفة كبيرة بالمجتمع وعوامل تطوره وعليه يجب ان تقبل هذه القوانين وهذه القوانين حرمت تعدد الزوجات لان هذه الظاهرة هي ايدلوجية ذكورية بحتة فأنا اسأل هل يسمح الرجل لتعدد الرجال لزوجة واحدة بمعنى اخر التعامل بالمثل. والميزان هو رمز العدالة لماذا تكون احدى كفي الميزان ثقيلة ولايسمح للكف الثانية ان تتوازن ؟ مهما اختلفت التسميات التي يضاف لها كلمة الزواج فهي لاتمثل غير الزنى التي هي محرمة في كل الاديان. المجتمعات الغربية تمارسها نعم لكن ليس باسم الزواج واسم الدين وكل من يمارسها يعرف انها تخالف تعاليم الكنيسة او التعاليم الدينية. سوف اتحدث عن المراة العراقية لغزارة المعلومات التي املكها عن القوانين العراقية بهذا الخصوص.
جاء في لائحة الاعلان العالمي لحقوق الانسان المادة 16 مايلي:
1- للرجل والمراة متى بلغا سن الزواج حق الزواج وتأسيس اسرة دون اي قيد بسبب الجنس او الدين, ولهما حقوق متساوية عند الزواج واثناء قيامه وانحلاله.
2-لايبرم عقد الزواج الا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملا لااكراه فيه وفي قانون الاحوال الشخصية عام 1989 في العراق نصوص تجحف بحق المراة منها. المادة الثالثة من الباب الاول الزواج الفقرة رقم 4 تنص (لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة الا باذن القاضي ويشترط لاعطاء الاذن تحقق الشرطين التاليين:
1- ان تكون للزوج كفاية مالية لاعالة اكثر من زوجة واحدة.
(الفقرة 5) اذا خيف عدم العدل بين الزوجات فلا يجوز التعدد ويترك تقدير ذلك للقاضي . (الفقرة 6) كل من اجرى عقدا بالزواج بأكثر من واحدة خلافا لما ذكر في الفقرتين 4و5 يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة او بالغرامة بما لا يزيد على مائة دينار او بهما.
اين حق المراة العراقية في هذه اللائحة العالمية ؟ عندما تشاركها امراة ثانية في الحياة الزوجية؟
.. ثانيا العراق هو دولة وقعت على لائحة حقوق الانسان. اذن ألا يكون هذا خرق صارخ بحق القانون العالمي .؟ ام ان اخصائيي القانون في العراق (المتزمتين منهم تخصهم قضية تعدد الزوجات) فهم يغضوا النظر عنها , كما يحصل عند بعض الدول المجاورة حيث اصبحت المراة اداة لتلبية رغبات الرجل ويتعامل معها كأنها سلعة ممكن ان يملكها او يرميها متي ما شاء .
اتسائل لو رجعنا الي سجلات المحاكم منذ ان تأسست الحكومة العراقية لحد يومنا هذا كم حالة توقف عندها الحاكم بسبب الحالة المادية للزوج؟ . اعتقد انه ينسى اويتناسى ان يسأل الرجل هذا السؤال مما يشجع الرجال للاقدام بالزواج من الثانية والثالثة و لم يفكر الزوج بان هناك عائق امامه في القانون.
يذكر القانون، على الزوج ان يعدل ويترك الامر الى الحاكم. لو رجعنا الى الوراء مئة سنة لا نرى حالة واحدة رفضها الحاكم بسبب عدم العدل وكيف يمكن للحاكم ان يحكم على قضية شخصية صرفة وقبل حصول الزواج ماهى المستمسكات التي يضمنها الحاكم قبل حصول الحدث. اذن واضح جدا ان القانون اعرج.
كم قاضية عراقية جيئ بها للقضاء العراقي وبالذات قضايا الزواج والطلاق كي تتحسس مشاعر ومعاناة اختها العراقية ؟ فالقانون ناقص وتطبيقه غير عادل. وكم رجل عراقي سجن بسبب خرق الفقرتين 4و5 ؟ وكم رجل عراقي دفع غرامة بسبب خرقه للقانون ؟الجواب هذا ليس من شهامة القضاة والحكام في العراق.
نحن النساء العراقيات امام امتحان صعب. في لجنة كتابة الدستور صراع قوي بين فريق المدافعين عن حقوق المراة وهم فئة من النساء والمحامين والقضاة والعلماء الاسلاميين ذوي العقول المتحررة الذين يطالبون العدالة السياسية والاجتماعية , وبين المتطرفين المتزمتين الذين يقعون تحت تأثير الدول الجارة المتخلفة التي تقع تحت قائمة القوى الذكورية والمتطرفة في المنطقة. ولهذا السبب تحاول هذه القوى استبعاد المراة من النظام القضائي والحياة السياسية التي تؤثر تأثيرا فعالا في حياة المراة العراقية.
واكثر من ذلك هناك فئات غير قليلة من النساء العراقيات “وخصوصا اللواتي جيء بهن على نظام المحاصصة” الى الحكم لا يملكن اي وعي بحقوقهن القانونية “قانون الاحوال الشخصية” التي يتضمن الحياة العائلية السليمة للاسرة العراقية. انا ابنة العراق التي تنادي بالحفاظ على وحدة العائلة العراقية المقدسة. لست مع اي انفلات اخلاقي واجتماعي كما واني لا استطيع ان اتناسى القيم والاخلاق العالية التي يمتلكها مجتمعنا العراقي الاصيل ولكني اود ان اوكد ان مجتمعنا العراقي ذكوري “كما هو الحال في معظم الدول الشرقية” مما يقنع قسم من النساء العراقيات ان هذا شكل طبيعي في مجتمعنا الشرقي وهذا نظام عادل (اما بمحض ارادتهن او تحت ضغط عليهن) المسألة الاخطر “هنا عندما يطلب المضطهد اضطهاده بنفسه, او يجهل اضطهاده عن وعي او قلة وعي”, كلاهما مرض فتاك في المجتمع وبالتالي يؤخر عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي. والغريب جدا ان في معظم الدول الشرقية تناضل المراة للتخلص من الاضطهاد الواقع عليها لكن في العراق تنعكس المعادلة عند بعض النساء من القوائم المتزمتة بالايدلوجية الدينية التي لا تفقه معنى حقوق المراة في القانون العراقي.
في العراق تحل قضايا الدماء بين العشائر بأهداء عروسة لعشيرة الضحية وتسمى فصلية. في اي ميزان من موازين الشرائع الدينية موجود هذا اوجه السؤال للاخ الصحفي صاحب ملف المراة ؟
اتمنى ان يحذو حذوك بقية الكتاب والصحفين. كلما انهالت علينا اسئلة محرجة للنقاش كلما تطور النقاش ودخل في التفاصيل الصغيرة لكل مشكلة اجتماعية حساسة مثل هذه. قبل عشرين عام لم نتجرأ ونتكلم بهذه الصراحة لكن بفضل التكنلوجية العالية الديمقراطية سائرة في الشرق شئنا ام ابينا. اشكرك ثانية.
د . كاترين ميخائيل :
ولدت 1950 في كركوك.
أكملت دراستها المدرسية في ثانوية القوش للبنين.
تخرجت من جامعة الموصل 1974.
حصلت على شهادة الدكتوراه في هندسة النفط 1982.
التحقت بعدها بقوات البيشمركة لمحاربة نظام صدام.
أصيبت بالسلاح الكيميائي الذي استعمله صدام ضدنا عام 1987 في كلي زيوة .
من ضحايا الأنفال عام 1988عاشت في مخيمات اللاجئين في تركيا حوالي سنة.
عملت أستاذة جامعة في الجزائر .
تجولت العالم باحثة عن موطن تستقر به ولم تجده لحد الآن.
بتاريخ 11-9-2006 وقفت لتحاكم الطاغية صدام على جرائمه في الأنفال في محكمة الجنايات العليا في بغداد.