المخرج الكردي العراقي عساف: السينما الكردية مازالت تجريبية

رأى المخرج الكردي العراقي رافين عساف أن السينماء الكردية “مازالت في مرجلة التجريب واكتشاف الذات”، وأعرب عن تفاؤله بوجود انعطافات وخطوات إيجابية فيها، وشدد على ضرورة أن تلعب أوروبا دوراً في الاهتمام بثقافة الأقليات والقوميات التي تعاني من أنظمتها السياسية
وعساف (51 سنة) المقيم في ألمانيا والذي يعرض له حالياً فيلم “رائحة التفاح” ضمن تظاهرة العروض الخاصة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي، قال في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء حول فيلمه الجديد (رائحة التفاح) “إنه فيلم يتحدث عن ثلاث قصص متشابكة، بعد عشرين سنة على ضرب مدينة حلبجه في كردستان العراق بالأسحلة الكيميائية، ولأول مرة يُنتج فيلم يتحدث عن الأسلحة الكيميائية بشكل مكثف”، على حد وصفه
وأشار إلى أنه “من إنتاج الحكومة الكردية المحلية بالتعاون مع شركة إنتاج ألمانية، وقد عرض في عدة مهرجانات في أوروبا وبعض الدول العربية”، وقال “هو قريب من السينما الإيطالية قبل الحرب، وحاولت أن أكون قريب من الواقع، فكل الممثلين هواة عدا واحد، والحوار مأخوذ من الشخصيات نفسها، وحركة الكاميرا تحاول أن تقترب من طبيعة الديكودراما” أي الوثائق التمثيلي

وأضاف عساف “الهدف من الفيلم بشكل رئيسي هو توثيق ضرب مدينة حلبجه بالغاز الكيميائي وأخذ العبر والدروس بأن الأسلحة الكيميائية هي أخطر أنواع الأسلحة في العالم، ويجب أن تعمل الإنسانية من خلال الحكومات والمؤسسات على أن تحد من انتشار هذا النوع من الأسلحة” على حد تعبيره

وتابع عساف الذي عمل صحفياً ثم منتجاً قبل أن ينتقل إلى الإخراج “إن الغرض من هذا الفيلم هو أن لا نحاول المطالبة بالتعويض المادي من بعض الدول الأوروبية التي ساعدت النظام العراقي السابق في امتلاك هذا النوع من السلاح، وإنما أن نقوم بفتح صفحة جديدة من الحوار بين المتضررين والمتأذين من هذه الأسلحة والأوروبيين الذين يهملون أحياناً احتياجات الأقليات والقوميات التي تعاني من مشكلة مع الأنظمة السياسية”.

وحول الجديد الذي يضيفه الفيلم للسينما الكردية، قال “يضيف الفيلم أمرين، الأول أنه يدعو لأن نكون صريحين وجريئين في نقدنا لمجتمعاتنا وأقلياتنا وقوميتنا ولأي جانب آخر سلبي في حياتنا، إضافة إلى النظر للمستقبل بشكل جديد، ومن هذا المنطلق أعتبر الفيلم خطوة في بناء السينما الواقعية الكردية السليمة بعيداً عن منهج الاستغلال الاستهلاكي موجود في سينمات تحاول أن تكتسب عاطفة لموضوع وبصيغة مبهرجة للوصول للمتلقي”، والأمر الثاني “هو خطوة لإنتاج سينمائي كردي متطور” على حد تعبيره

وحول مستقبل السينما الكردية، قال “من المعروف أن السينما الكردية خلال السنوات الثلاث الأخيرة أنتجت ثلاثة أو أربعة أفلام سنوياً، وهي مازالت تجريبية، فلا يمكن لفيلمين أو ثلاثة أن يصنعوا سينما، ولكن هناك انطلاقات وانعطافات إيجابية في السينما الكردية”. وأردف “مستقبل السينما الكردية متوقف على أبعاد سياسية مختلفة خاصة بالعراق وإقليم كردستان، كما يعتمد على مدى تأثير البيروقراطية على هذا الفن”، ورأى أن الحكومة العراقية في بغداد “غير مهتمة كثيراً بتطوير السينما ودعم السينمائيين، وشدد على أن العراق يمتلك مادة ووثيقة تاريخية محلية وعالمية من الخسارة جداً فقدانها” على حد قوله
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

نظّم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بالتعاون مع اتحاد كتاب كردستان سوريا أمسية ثقافية احتفاءً بتوقيع إصدارين أدبيين لكل من الكاتبتين يسرَى زبير إسماعيل وليلاس رسول، وذلك في مدينة إيسن الألمانية، وسط حضور نوعي من المهتمين بالشأن الثقافي من كتاب وشعراء وصحفيين ومتابعين للشأن الأدبي الكردي.

افتتحت الأمسية بتقديم الكاتب خورشيد شوزي لمجموعة الشاعرة…

ماهين شيخاني

 

كان يحمل ساعة في معصمه، لكنها لم تكن تشير إلى الوقت…

بل إلى المهام.

منذ لحظة استيقاظه وحتى انطفاء آخر رمشٍ في جفنيه، كانت الحياة تُديره كأنها آلة لا تتوقف.

بيته؟ يمرّ به مرور الكرام.

زوجته؟ تراه أقل مما ترى صورة ابنها على الجدار.

أولاده؟ صاروا يتحدثون إليه بصيغة الغائب، وكأنهم يخاطبونه في خبرٍ عائلي، أو عبر رسالة واتساب.

صباحًا،…

النقل عن الفرنسية مع التقديم : إبراهيم محمود

 

ما قيل ولم يُقَل بعد وأبعد:

قيل في الشّعر أنه أول الأصوات الأقرب والأكثر تمثيلاً لما هو إنساني- كوني، ولا بد أنه آخر الأصوات استبقاءً تعبيراً عن هذه المكانة المعتبَرة. الشّعر هنا يتعدى كونه عبارات ذات معنى، إنه الترجمة الأكثر مكاشفة للمخفي، للمؤلِم، للمعذّب، للمنشود، للمفقود، وللمأمول، إنه ما…

غريب ملا زلال

حين يذكر اسم ملك مختار، أو ملاك مختار كما نحب أن نسميها، تدفعنا الذاكرة إلى الفنان الفرنسي جان ميشيل (1920-2014)، الفنان اللغز كما يعرف عنه. الفنان الذي افنى عمره في الرسم سرا، حيث الميل التام نحو العزلة الغارقة في اوجاع تتحدث ما امكن عن علامات بها يقتفي…