طفولة ميتة

  حسن اسماعيل اسماعيل

عندما تبدأ القصة
باندثار المعاول
فوق قبور الآلهة
عندما يقلمون أغصان مدينتي
ويطعمونها بهجائن لا تثمر
ويمنعون النسغ من أن يتم دورته

لا بد أن تنطلق الهوادج لتهاجر
اللبلاب قيد أشلاء مدينتي المبعثرة
وتاهت ضحكات أطفالها المسائية
وهم يلاحقون الجراد ونور الحباحب
غزوات براءتهم الظافرة
إلى حقول البطيخ والقاوون والحمص الأخضر
لم تعد سوى شرائط في الذاكرة
 
تلاحقني طيور الخفاش
وأنا أتصفح شوارع المد والجزر
في الليالي القاحلة
يقتلني ضجيج الصمت الساكن على الشرفات
مواء الهررة المخصية
وهي تغازل صفائح القمامة
همسات الشهوة المكبوتة خلف الجدران
وأتأمل صرخات الشيب المتسارع
وهي تنعي إلي حفلات القمح المسلوق
واندثار طفولتنا حول نارها المقدسة
وعشق أقدامنا للأرض
دون أن تحتمي بقلاع الأحذية
وحربنا الضروس مع جحافل الدبابير
وهي تلسع أجسادنا بحرابها المسمومة
فلمن كل هذا السراب
 
  hassankurd1978@hotmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ا. د. قاسم المندلاوي

في هذه الحلقة نقدم للقارئ الكريم نبذة مختصرة عن فنانين آخرين، احدهم من غرب كوردستان، الفنان الشهيد يوسف جلبي، الذي تعرض الى ابشع اساليب الاضطهاد والتعذيب من قبل السلطات السورية الظالمة، وخاصة بعد سيطرة نظام البعث سدة الحكم عام 1966. فقد تعرض الكثير من المطربين والملحنين والشعراء الكورد في سوريا…

يسر موقع ولاتى مه أن يقدم إلى قرائه الأعزاء هذا العمل التوثيقي القيم بعنوان (رجال لم ينصفهم التاريخ)، الذي ساهم الكاتب : إسماعيل عمر لعلي (سمكو) وكتاب آخرين في تأليفه.

وسيقوم موقع ولاتى مه بالتنسيق مع الكاتب إسماعيل عمر لعلي (سمكو). بنشر الحلقات التي ساهم الكاتب (سمكو) بكتابتها من هذا العمل، تقديرا لجهوده في توثيق مسيرة مناضلين كورد أفذاذ لم ينالوا ما يستحقونه من إنصاف وتقدير…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

 

غازي القُصَيْبي ( 1940 _ 2010 ) أديب وسفير ووزير سُعودي . يُعتبَر أحدَ أبرزِ المُفكرين والقِياديين السُّعوديين الذينَ تَركوا بَصْمةً مُميَّزة في الفِكْرِ الإداريِّ العربيِّ ، فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ التَّنظيرِ والمُمارَسة ، وَلَمْ يَكُنْ مُجرَّد كاتب أو شاعر ، بَلْ كانَ إداريًّا ناجحًا تَوَلَّى مَناصب قِيادية عديدة…

ماهين شيخاني

كانت قاعة المحكمة الباردة تشهد حواراً أخّاذاً بين محامٍ شيخ وقاضٍ متمرس. توجه المحامي بسؤاله المصيري: “لو كنت مكان القاضي، ما مدة الحكم الذي ستصدره على سهى يا أستاذ؟”

أجاب الرجل بهدوء: “أقصر مدة ممكنة.”

ابتسم المحامي مرتاحاً: “أحسنت، أنت قلبك طيب وعطوف.”

………

الفلاش باك:

في ليالي الخدمة الإلزامية، كان قلب الشاب العاشق يخفق بشوقٍ جامح….