طفولة ميتة

  حسن اسماعيل اسماعيل

عندما تبدأ القصة
باندثار المعاول
فوق قبور الآلهة
عندما يقلمون أغصان مدينتي
ويطعمونها بهجائن لا تثمر
ويمنعون النسغ من أن يتم دورته

لا بد أن تنطلق الهوادج لتهاجر
اللبلاب قيد أشلاء مدينتي المبعثرة
وتاهت ضحكات أطفالها المسائية
وهم يلاحقون الجراد ونور الحباحب
غزوات براءتهم الظافرة
إلى حقول البطيخ والقاوون والحمص الأخضر
لم تعد سوى شرائط في الذاكرة
 
تلاحقني طيور الخفاش
وأنا أتصفح شوارع المد والجزر
في الليالي القاحلة
يقتلني ضجيج الصمت الساكن على الشرفات
مواء الهررة المخصية
وهي تغازل صفائح القمامة
همسات الشهوة المكبوتة خلف الجدران
وأتأمل صرخات الشيب المتسارع
وهي تنعي إلي حفلات القمح المسلوق
واندثار طفولتنا حول نارها المقدسة
وعشق أقدامنا للأرض
دون أن تحتمي بقلاع الأحذية
وحربنا الضروس مع جحافل الدبابير
وهي تلسع أجسادنا بحرابها المسمومة
فلمن كل هذا السراب
 
  hassankurd1978@hotmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

 

رجع “أبو شفان” إلى البيت في ساعةٍ متأخرة، يجرّ خطواته كما لو كانت أثقل من جسده المنهك. وجهه مكفهر، ملامحه كانت كمن ذاق مرارة أعوام دفعةً واحدة. ما إن فتح باب الدار، حتى لمح ابنه البكر “مصطفى” جالسًا في العتمة، ينتظره كأنه ينتظر مصيرًا لم يأتِ بعد.

– “أهلاً أبي… تأخرتَ الليلة”.

– “كنتُ في مشوار…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

مَدرسةُ فرانكفورت ( 1923 _ 1970 ) هِيَ مَدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفةِ النَّقْدية ، مُرتبطة بمعهدِ الأبحاثِ الاجتماعية في جامعة غوتة في مَدينة فرانكفورت الألمانية ، ضَمَّتْ المُفكِّرين والأكاديميين والمُنشقين السِّياسيين غَير المُتَّفقين معَ الأنظمة الاقتصادية الاجتماعية المُعَاصِرَة ( الرأسماليَّة ، الفاشيَّة ، الشُّيوعيَّة ) في ثلاثينيات القرن…

عبدالاله اليوسف

 

لكن الهواءَ يحفظُ صوتكَ في الشقوق

بين تنهيدةٍ

ونَفَسٍ لم يُكمِلِ الطريق

 

قلبُكَ

ساعةٌ لا تُعيرُ الوقتَ اهتمامًا

تمرُّ عليها الأزمنةُ

ولا تشيخ

 

تخجلُ

من مرايا الوجوه

فتعيدُ تشكيلنا

كما تشاء

كأنك تصنعُنا من بُعدٍ

بحركةِ عينيك فقط

 

نلتفت

حولنا

أضيافك

نرتدي ظلالًا

ولا ندري

غريب ملا زلال

ليست سوى الحرب
تأكل أضواءنا
و رجالها
في دهاليز المملكة
يكيلون دماءنا
مُذ عرفت
أن الرب
في عليائه يستريح
كمحارب قديم
أتى تواً
من الجبل
و أحلامنا ..
آمالنا
تذهب في الريح
بحثاً عن أشلائنا
هل كانت الأمور
في السموات العشرة
على ما يرام
حين خلت المدينة
من أبنائها
إلا من بقي نائماً
تحت الركام
و زخات المطر
بعد القصف
هل كانت
دموع الرب في عليائه
على عباده
أم كانت
رذاذات صرخة
لطفل يبحث عن أمه
كل المعابد
لا تصلح لإطفاء الحريق
فالرب متعب
والكهان متعبون …