فرياد برازي
رغم ان الامر لم يكن مفاجئاَ على نحوٍ ما إلا إن حجم المشكلة هذه المرة بدا اعظم من أن يحتمل ولو على سبيل التصور وفق ادنى تقدير…
رغم ان الامر لم يكن مفاجئاَ على نحوٍ ما إلا إن حجم المشكلة هذه المرة بدا اعظم من أن يحتمل ولو على سبيل التصور وفق ادنى تقدير…
وهذه المرة أيضا اثبت بنو جلدتي (من الكرد طبعا) انهم لايزالون دون مستوى المبادرة الخلاقة بالشكل الذي يتناسب وحجم قضاياهم بما تحمله من كم الآلام والآمال الطافح , الذي بات يجرفهم إلى غير هدى في تيار متدفق عجزت مجازيفهم القديمة البالية على أن تقاومه فتمنعهم من الانحدار أكثر نحو دوامة الانانية والصراعات الدونكيشوتية. ليأتي على البقية الباقية من رمق الهوية الكردية التي ستخسر بالتأكيد إن بقي صراعها مع الذات محتدما وهو أسوا أنواع الاستنزاف الذي لن تخفيه كل الصور المكابرة والتضاهر بالحيوية الزائفة .
يكاد هذا التصور (العاطفي أكثر منه جدليا) أن يصبح قاعدة عامة أو قاسما مشتركا او حتى سمة ملازمة لكل تظاهرة كردية الطابع والمنشأ لدينا في سورية. بدأ من بالاجتماعات السياسية وانتهاء بحفلات الاعراس. فهي إذا حالة ثقافية ذات خلفية تنبع من تراكم تاريخي مظطرد واضح المظاهر اوجد جملة من البديهات ذات الشحنة السلبية و التي باتت تخلف لدينا طاقة مخيفة في القدرة على جلد الذات فعلى سبيل المثال: من منا يخجل أن يزدري الواقع السياسي الكردي في سورية بحيث ينزع منه صفة (الجدية) في النضال أو يحمل كل مشروع أو حتى طرح سياسي صفة البروباغاندا الحزبية. هذا في السياق السياسي إما الاجتماعي فا الصورة هنا ايضا جلية المعالم, فالمجتمع بلا مؤسسات حقيقية تغلب عليه حالة يسميها علماء الاجتماع (حالة القطيع) وهو ما اثبتته بجلاء احداث انتفاضة 12 اذار, اما السياق الثالث وهو موضوع بحثنا هنا فلا يكاد يذكر بالمقارنة مع السياقين الآخرين الذين احتلا من مساحة الذهنية الجمعية الكردية النصيب الاعظم لكنه ليس أقل إن لم يكن أعظم اهمية منهما أو هو السياق الفكري وهنا فحدث ولا حرج فالحيز اوسع والخطوط الحمر اقل بكثير فالتشوه الذي اعترى الحالة الكردية جراء عوامل الاضطهاد والقمع وخلاف ذلك من المصطلحات والمرادفات التي تعج بها ادبياتنا ترك اعمق الاثر على سمات الفكر الكردي الذي اجتر ومج نفسه مرارا وتكرارا بحيث بدت معها قدرته على تجديد ذاته موضع تساؤل (ودونما اغفال للموضوعية منها) فهي ذاتيه بالدرجة الاولى لان البحث والابداع موضوعان نابعان من الذات فالارتقاء بالسوية الفكرية للمرء لا تكلفه الكثير هذه الايام وإن تواجدت بذرة الابداع والخلق فهي ستنبت لا محالة وهنا ياتي دور المؤسسة أو الجهة الراعية (حيث بيت القصيد) فهي إن وجدت فلا بد أن تكون بحجم الرسالة التي تؤديها سواء من حيث طرح أو التنظيم .
والتجربة الكردية في سورية (رغم المآخذ الواردة آنفا) ذات باع في هذة المضمار فالمشروع الثقافي الكردي في سورية الذي بدا منذ العشرينات سبق المشروع السياسي زمنيا وتطورا فكان زاخرا بالمبادرات الفردية التي ارست اسسا راسخة لواقع فكري وثقافي خصب تكلل في فترةٍ ببعض النوى المؤسسية (جمعيات + روابط) دفعت بالتجربة الابداعية الكردية نحو الامام اشواطا فاوجدت اسماءِ لامعة لا يزال صدى اقلامها مدويا حتى يومنا هذا كما تم رفد هذه المسيرة بالكثير من الفعاليات والانشطة والمناسبات الادبية والفنية التي اغنت المناخ الثقافي السائد آنئذٍ لكن هذه التجربة وباي حال لم تكن بمنآى عن أن تطالها يد الارادات السياسية والانانيات الشخصية التي بدات بتقويضها شيئا فشيئا لتجهز في الاونة الاخيرة على ما تبقى من اطلالها …
فمنذ ايام فقط اختتمت احتفالية الشعر الكردي مهرجانها الذي خلا من الشعر تماما ولم يخرج بشيء ملفت ومميز وانما اظهر علامات واضحة على داء التهاب المفاصل المزمن الذي لم تسلم منه حتى طباعة النصوص الشعرية الموضوعة على طاولة الالقاء والذي اربكت العديد من المشاركين لما كان فيها من اخطاء مطبعية فادحة كما أن اللجنة الموقرة الراعية للمهرجان التي لم تكن تفقه اللغة الكردية اربكتنا نحن ايضا وجعلتنا نضرب اخماسا باسداس فيما يتعلق بالمعايير المعتمدة لديها في اختيار القصائد والنصوص (أو ربما في اختيار اصحاب القصائد والنصوص) وهي لم تكن بأي حال معاييرا ادبية لان بعضا من تلك النصوص لم يكن اكثر من خطاب سياسي ركيك ليس إلا كما أن المستويات اظهرت تباينا حادا بين تجارب مخضرمة ليست بحاجة إلى هذا المهرجان واخرى لا تملك من السوية ما يؤهلها حتى لمجرد الاصغاء إليها.
وفعلا لقد كان المهرجان (طبخة) بكل معنى الكلمة طبخة تفوح منها روائح عديدة (سياسة-علاقات شخصية – مواقف غير معلنة) عدا رائحة واحدة فقط هي رائحة الشعر التي بتنا في شوق اليها في زمن لم يعد فيه للكلمة قيمة الا بمقدار ما تحقق من المصلحة والانانية وبقي أن نذكر المفاجأه الاخيرة فيما يتعلق بالمهرجان ضمن هذا المقال وهو اكتشاف شخصي فلقد اكتشفت أن القصيدة الكردية في سوريا لم تتخطى بعد عتبة قصيدة (kime ez) للشاعر جكر خوين وهي قصيدة رغم قيمتها التي لا تنكر خطابية سياسية والاكتشاف حصل من خلال مقدمي ذلك المهرجان الذين ايضا كانوا يفتقدون اللغة الام (الكردية) الذين كانوا لا يفتأون يرددون منها المقاطع تلو المقاطع بين الفقرات وهو إن دل على شيء فهو يدل على الجهد الضئيل الذي بذل من اجل التحضير للمهرجان وإلا فما السر في ترديد مقاطع القصيدة ظلت وما تزال مطروقة في الاسماع والاقلام والحناجر لعقود من الزمان وكأن لا قصيدة غيرها في كل هذا الركام الهائل من النتاجات الشعرية الكردية وفي المحصلة لم تجدِ هذه المحاولة من القيمين عليها لتحريك المياه الاسنة الا الى إثارة الزيد من الشوائب التي كانت راسبة في قاع المشهد الثقافي الكردي في سورية الامر الذي ادى بالرؤية إلى مزيد من التعكير والضبابية في استشراق مستقبل نير لحركتنا الادبية…؟
كلمة اخيرة …..
الشعر كجنس ادبي له اسسه النظرية والمؤسسية الخاصة وهذا معناه إنه يملك مشروعا خاصا والمهرجان حالة عابرة على الكيان الشعري ليس إلا
والتجربة الكردية في سورية (رغم المآخذ الواردة آنفا) ذات باع في هذة المضمار فالمشروع الثقافي الكردي في سورية الذي بدا منذ العشرينات سبق المشروع السياسي زمنيا وتطورا فكان زاخرا بالمبادرات الفردية التي ارست اسسا راسخة لواقع فكري وثقافي خصب تكلل في فترةٍ ببعض النوى المؤسسية (جمعيات + روابط) دفعت بالتجربة الابداعية الكردية نحو الامام اشواطا فاوجدت اسماءِ لامعة لا يزال صدى اقلامها مدويا حتى يومنا هذا كما تم رفد هذه المسيرة بالكثير من الفعاليات والانشطة والمناسبات الادبية والفنية التي اغنت المناخ الثقافي السائد آنئذٍ لكن هذه التجربة وباي حال لم تكن بمنآى عن أن تطالها يد الارادات السياسية والانانيات الشخصية التي بدات بتقويضها شيئا فشيئا لتجهز في الاونة الاخيرة على ما تبقى من اطلالها …
فمنذ ايام فقط اختتمت احتفالية الشعر الكردي مهرجانها الذي خلا من الشعر تماما ولم يخرج بشيء ملفت ومميز وانما اظهر علامات واضحة على داء التهاب المفاصل المزمن الذي لم تسلم منه حتى طباعة النصوص الشعرية الموضوعة على طاولة الالقاء والذي اربكت العديد من المشاركين لما كان فيها من اخطاء مطبعية فادحة كما أن اللجنة الموقرة الراعية للمهرجان التي لم تكن تفقه اللغة الكردية اربكتنا نحن ايضا وجعلتنا نضرب اخماسا باسداس فيما يتعلق بالمعايير المعتمدة لديها في اختيار القصائد والنصوص (أو ربما في اختيار اصحاب القصائد والنصوص) وهي لم تكن بأي حال معاييرا ادبية لان بعضا من تلك النصوص لم يكن اكثر من خطاب سياسي ركيك ليس إلا كما أن المستويات اظهرت تباينا حادا بين تجارب مخضرمة ليست بحاجة إلى هذا المهرجان واخرى لا تملك من السوية ما يؤهلها حتى لمجرد الاصغاء إليها.
وفعلا لقد كان المهرجان (طبخة) بكل معنى الكلمة طبخة تفوح منها روائح عديدة (سياسة-علاقات شخصية – مواقف غير معلنة) عدا رائحة واحدة فقط هي رائحة الشعر التي بتنا في شوق اليها في زمن لم يعد فيه للكلمة قيمة الا بمقدار ما تحقق من المصلحة والانانية وبقي أن نذكر المفاجأه الاخيرة فيما يتعلق بالمهرجان ضمن هذا المقال وهو اكتشاف شخصي فلقد اكتشفت أن القصيدة الكردية في سوريا لم تتخطى بعد عتبة قصيدة (kime ez) للشاعر جكر خوين وهي قصيدة رغم قيمتها التي لا تنكر خطابية سياسية والاكتشاف حصل من خلال مقدمي ذلك المهرجان الذين ايضا كانوا يفتقدون اللغة الام (الكردية) الذين كانوا لا يفتأون يرددون منها المقاطع تلو المقاطع بين الفقرات وهو إن دل على شيء فهو يدل على الجهد الضئيل الذي بذل من اجل التحضير للمهرجان وإلا فما السر في ترديد مقاطع القصيدة ظلت وما تزال مطروقة في الاسماع والاقلام والحناجر لعقود من الزمان وكأن لا قصيدة غيرها في كل هذا الركام الهائل من النتاجات الشعرية الكردية وفي المحصلة لم تجدِ هذه المحاولة من القيمين عليها لتحريك المياه الاسنة الا الى إثارة الزيد من الشوائب التي كانت راسبة في قاع المشهد الثقافي الكردي في سورية الامر الذي ادى بالرؤية إلى مزيد من التعكير والضبابية في استشراق مستقبل نير لحركتنا الادبية…؟
كلمة اخيرة …..
الشعر كجنس ادبي له اسسه النظرية والمؤسسية الخاصة وهذا معناه إنه يملك مشروعا خاصا والمهرجان حالة عابرة على الكيان الشعري ليس إلا
اما المشروع الحقيقي فيمكن في تلاقي الاقلام الجادة وتمازج الطاقات في اطار واحد لخلق حالة شعرية تصبح هي المعيار السليم لكل تجربة اخرى والارتقاء بادبنا الكردي في سورية إلى الدرجة التي يليق فيها باصالتنا وحجم قضيتنا …….