رحلة القصيدة, مهداة إلى روح محمد ابراهيم (أبو شيركو)

  رضوان بافي داستان/ ديركا حمكو

أيّ زمان هذا
نسينا أرواحنا المطلة
على سرابٍ حافل
دم قلبي يتمخض ألماً
وأنا أتذكر صورتك المعلقة
بين شعيرات رموشي
كي نلتقي
تجري مسافات الزمن
التي تهدر لمسات عين محدقة

ألمح خيالك سراباً بين أمواج مرتعشة
لم نسر بعد
يا ليلٍ تجف أنفاسه
ويبلع كلّ صبر النهار
ويمد يداً بين أنات غريق
في الصمت وسكينة الروح
روحاً تغازل منشديها الويل والآهة
على روض ينزف في غيابه
ألحان وجدٍ
وتنشد البلابل أملاً سرمدياً
أنا بشرٌ أحس كما تحس
الوردة بنسيم عطر
تلدغني مشاعري من داخلي
فانا مدينة إحساس
لكن بدون تجوال
أرمق بين أجسادٍ غيابه
وروحاً مسافرة مع قوافل الشهداء
لتبقى لغزاً
أيا ليلُ
غنّ على دموعي
ليتها تذرف على (بافي شيركو) برهة
ولكن دون جدوى
أحلامي دائماً متناثرة كما كلماتي
آتية على أطراف المحن.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…