حسين أحمد :
Hisen65@gmail.com
آدي أحمد , أمراة شنكالية , تكتنز في كبدها تركة ثقيلة من اوجاع وكدرات الانسان الشرقي , الذي تجاوز كل القوانين والدساتير التي وضعتها الطبيعة بقساوتها وتمردها, فهي الصوفية في طقوسها تتلو مآسيها وبعدها وهجرتها الخالدة.
إنها أمراة زاردشتية سليلة الشمس والنار تارة تذوب في تنسكها الميثروي حتى الفناء وتارة اخرى تحترق لتوقد نيران اليتم والتاوه على اقدارها التي لم تهنىء فيها للحظة واحدة بهدوء وسكينة . تقول آدي أحمد: (اثناء هذه الحياة المرة ما كنت مرتاحة اطلاقاً نتيجة مضايقات بعض الافراد كوننا كنا غرباء عن المنطقة.
Hisen65@gmail.com
آدي أحمد , أمراة شنكالية , تكتنز في كبدها تركة ثقيلة من اوجاع وكدرات الانسان الشرقي , الذي تجاوز كل القوانين والدساتير التي وضعتها الطبيعة بقساوتها وتمردها, فهي الصوفية في طقوسها تتلو مآسيها وبعدها وهجرتها الخالدة.
إنها أمراة زاردشتية سليلة الشمس والنار تارة تذوب في تنسكها الميثروي حتى الفناء وتارة اخرى تحترق لتوقد نيران اليتم والتاوه على اقدارها التي لم تهنىء فيها للحظة واحدة بهدوء وسكينة . تقول آدي أحمد: (اثناء هذه الحياة المرة ما كنت مرتاحة اطلاقاً نتيجة مضايقات بعض الافراد كوننا كنا غرباء عن المنطقة.
وقد قاسيت كثيراً من الأمراض, وكنا نراجع الطبيب الوحيد في بلدة عامودا (ميشيل حداد) بواسطة عربة بأربعة عجلات تجرها البغال وهي الواسطة الوحيدة التي توازي في هذا المتن شاحنة من طراز (هونداي), وكانت الانارة المنزلية عبارة عن قنديل من زيت الكاز, وكان سعر الصفيحة ثلاثة ليرات سوريا, أما ثمن كيس القمح فكانت سبعة ليرات, وربطة التمر بعشرة ليرات, وكيلو التبغ بليرة واحدة , والخاروف بليرتين , والنعجة بأربعة ليرات سوريا.
كنت اربي اولادي واضعهم في مرجوحة (hêlan) معلقة من طرفيها باعمدة سقف الدار, هذه هي حكايتي بايجاز, وأنا الآن على فراش المرض بعد تهشم قدمي اليمنى, ولولا ذلك كنت سأنافس فتيات القرية على العمل, ولكن هاهو القدر يغلبني ويلوي هامتي ويجعلني طريحة الفراش .وعلى كلّ حال احمد رب العالميين واشكره كثيراً, رغم أن قلبي مليئ بالحزن والاسى العميقين على رحيل الغوالي الذين غادروا هذه الحياة الفانية, فأنا سعيدة ومبتهجة مع كلّ من حولي, واتمنى لكم الخير والشكر) .
آدي أحمد من مواليد (1920) قرية ( guh bel) قضاء موصل – العراق , تنتمي الى مرتبة المريديين وهي إحدى الطبقات الايزيدية, لقد تزوجت في العراق من السيد: أحمد علي شرو وكان عمرها انذاك (14) سنة ولكنها مع زوجها انتقلت الى سوريا قرية (كندور- gundor)- فيما بعد سمية بـ kinda – حتى يتهرب زوجها من الخدمة العسكرية في العراق عام (1934), وأثناء انتقالهم الى هذه القرية – التي تبعد عن مدينة عامودا قرابة سبعة كيلو مترات- عملوا بسكب اللبن لتأسيس دار للسكن. تقول : (كنا نسكن مع حيواناتنا التي سقناها معنا من العراق وكان زوجي يحرث الدونم (الارض) بالبغال والمحراث اليدوي وأنا انثر البذار امامه وفي موسم الحصاد كنا نعمل بالمناجل ونجمع القطاف بيادر ثم ندرسه بالنورج (cencere) الذي تجره البغال) .
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن انقطعت جسور الاتصال والتواصل بينها وبين اقربائها ومحبها الذين تركتهم ورائها بمسقط راسها في العراق ولم تسمع همسة عابرة عن اخبارهم وعن اوضاعهم ,وما الذي حدث لهم من مصائب وافراح خلال الفترة التي فارقتهم . لذلك لا تتذكر شيئاً عن ماضيها المؤلم سوى الوالدين والاخوة والاخوات ممن شاهدتهم انذاك .أما الآن فلا تسمع غير أسماءهم وقد فقدت ثلاث من إخواتها وأثنين من اخوانها بالاضافة الى الأبوين , وكم كانت تظهر لمن تلتقي بهم عن مدى حبها وحنينها بان ترى اهلها في العراق الذين هجرتهم عنوة ,وهي لا تزال بمثابة طفلة صغيرة.
آدي أحمد : أمراة جريئة بكلّ معنى الكلمة باعمالها وافعالها ومواقفها, وخاصة فيما تعني طائفتها الايزيدية, ودعائها الوحيد الذي تتلوه على الدوام هو لأن يعم الخير والبركة على كل الاقوام والشعوب المضطهدة والخلاص من نير الاستعباد,رغم إنها عاشت في قرية تمتزج بالقوميات المتعددة من العرب والكرد والمذاهب الايزدية والمسلمة ,رغم معايشتها لكل هذا التطورالذي غزى العالم من السطحية والمضمون للاجيال المتعاقبة التي عايشتهم آدي إلا انها أبت وبشدة أن تغير قطعة واحدة من زييها التقليدي التي حافظت عليه وتباهت به طيلة سنواتها المضنية- كما صانت على عقيدتها – الالشية – وهي تضع :(كوفية بيضاء طولها (6 امتار) , مع هندام كامل من البياض الناصع الزي الشعبي المرغوب به لدى الطائفة الايزدية)
وابان اقترانها من السيد :أحمد علي شرو الذي لم يدوم طويلاً ,انجبت آدي صبي وستة إناث, والفاجعة المذهلة التي تعرضت لها آدي لم تكن في الاعتبار نهائياً وهي أن ترى موت ولدها الوحيد – الذي كانت تتامل فيه مستقبلها من الناحية وغربتها عن اهلها من ناحية ثانية كانت تصفه بقرة عينها – وهو في ريعان شبابه بعد زواجه من ثلاثة نساء انجب منهم (19) طفل بين ذكر وانثى .
من اللافت في حياة السيدة آدي أحمد إنها تعرضت في كهولتها لعمل جراحي ليقول لها طبيبها المشرف : اريد نزع الكوفية من على راسك ليتسنى لي معالجتك بيسر اجابت عليه السيدة آدي : (اتخلى عن المعالجة ولا اتخلى عن كوفيتي).
ــــــــــــــــــــ
ملاحظة :
· – عائلة احمد علي شرو: هي اقدم عائلة سكنت في قرية (كندور)
· – عدي : آدي
كنت اربي اولادي واضعهم في مرجوحة (hêlan) معلقة من طرفيها باعمدة سقف الدار, هذه هي حكايتي بايجاز, وأنا الآن على فراش المرض بعد تهشم قدمي اليمنى, ولولا ذلك كنت سأنافس فتيات القرية على العمل, ولكن هاهو القدر يغلبني ويلوي هامتي ويجعلني طريحة الفراش .وعلى كلّ حال احمد رب العالميين واشكره كثيراً, رغم أن قلبي مليئ بالحزن والاسى العميقين على رحيل الغوالي الذين غادروا هذه الحياة الفانية, فأنا سعيدة ومبتهجة مع كلّ من حولي, واتمنى لكم الخير والشكر) .
آدي أحمد من مواليد (1920) قرية ( guh bel) قضاء موصل – العراق , تنتمي الى مرتبة المريديين وهي إحدى الطبقات الايزيدية, لقد تزوجت في العراق من السيد: أحمد علي شرو وكان عمرها انذاك (14) سنة ولكنها مع زوجها انتقلت الى سوريا قرية (كندور- gundor)- فيما بعد سمية بـ kinda – حتى يتهرب زوجها من الخدمة العسكرية في العراق عام (1934), وأثناء انتقالهم الى هذه القرية – التي تبعد عن مدينة عامودا قرابة سبعة كيلو مترات- عملوا بسكب اللبن لتأسيس دار للسكن. تقول : (كنا نسكن مع حيواناتنا التي سقناها معنا من العراق وكان زوجي يحرث الدونم (الارض) بالبغال والمحراث اليدوي وأنا انثر البذار امامه وفي موسم الحصاد كنا نعمل بالمناجل ونجمع القطاف بيادر ثم ندرسه بالنورج (cencere) الذي تجره البغال) .
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن انقطعت جسور الاتصال والتواصل بينها وبين اقربائها ومحبها الذين تركتهم ورائها بمسقط راسها في العراق ولم تسمع همسة عابرة عن اخبارهم وعن اوضاعهم ,وما الذي حدث لهم من مصائب وافراح خلال الفترة التي فارقتهم . لذلك لا تتذكر شيئاً عن ماضيها المؤلم سوى الوالدين والاخوة والاخوات ممن شاهدتهم انذاك .أما الآن فلا تسمع غير أسماءهم وقد فقدت ثلاث من إخواتها وأثنين من اخوانها بالاضافة الى الأبوين , وكم كانت تظهر لمن تلتقي بهم عن مدى حبها وحنينها بان ترى اهلها في العراق الذين هجرتهم عنوة ,وهي لا تزال بمثابة طفلة صغيرة.
آدي أحمد : أمراة جريئة بكلّ معنى الكلمة باعمالها وافعالها ومواقفها, وخاصة فيما تعني طائفتها الايزيدية, ودعائها الوحيد الذي تتلوه على الدوام هو لأن يعم الخير والبركة على كل الاقوام والشعوب المضطهدة والخلاص من نير الاستعباد,رغم إنها عاشت في قرية تمتزج بالقوميات المتعددة من العرب والكرد والمذاهب الايزدية والمسلمة ,رغم معايشتها لكل هذا التطورالذي غزى العالم من السطحية والمضمون للاجيال المتعاقبة التي عايشتهم آدي إلا انها أبت وبشدة أن تغير قطعة واحدة من زييها التقليدي التي حافظت عليه وتباهت به طيلة سنواتها المضنية- كما صانت على عقيدتها – الالشية – وهي تضع :(كوفية بيضاء طولها (6 امتار) , مع هندام كامل من البياض الناصع الزي الشعبي المرغوب به لدى الطائفة الايزدية)
وابان اقترانها من السيد :أحمد علي شرو الذي لم يدوم طويلاً ,انجبت آدي صبي وستة إناث, والفاجعة المذهلة التي تعرضت لها آدي لم تكن في الاعتبار نهائياً وهي أن ترى موت ولدها الوحيد – الذي كانت تتامل فيه مستقبلها من الناحية وغربتها عن اهلها من ناحية ثانية كانت تصفه بقرة عينها – وهو في ريعان شبابه بعد زواجه من ثلاثة نساء انجب منهم (19) طفل بين ذكر وانثى .
من اللافت في حياة السيدة آدي أحمد إنها تعرضت في كهولتها لعمل جراحي ليقول لها طبيبها المشرف : اريد نزع الكوفية من على راسك ليتسنى لي معالجتك بيسر اجابت عليه السيدة آدي : (اتخلى عن المعالجة ولا اتخلى عن كوفيتي).
ــــــــــــــــــــ
ملاحظة :
· – عائلة احمد علي شرو: هي اقدم عائلة سكنت في قرية (كندور)
· – عدي : آدي