سنين بعد الضجيج

  فرج بصلو

إنك تبحث عنها في حقول الياسمين
لتقول لها: بقينا نفس الشيء
نحن أناس طيبين
وفي نهاية الأمر
النفاق بعيد عن قلوبنا
 فقط إذا …
وتريدها أن تترك الباب مفتوحاً
لأنك ستجدها
فيما خلف الشروحات
وستحبها
لأنها مثلنا جميعاً مجبولة من أخطاء
ومذلات وفخر وآلام وندم
وأحلام عن غد قد يكون
فقط إذا …

ولتترك الباب مفتوحاً
إنك تذكر عيونها فقط لثانية
خاضت فيها عاصفة ما قبل الربيع
إلى وضوح الليل الأزرق
وهي تحتضن الدنيا بكل ما فيها
من وجود وعدم
فقط إذا …

 

إنك تمرر سكاكين الذاكرة بالذاكرة
لأنك نسيت أن تقول: نامي بأمان
أيتها الطفلة, لقد مر الخيّال
وعبر كالبرق دونما تلحظيه

إنك تحن إلى شبّاكها
سنين بعد الضجيج
لأن الموت يطفيء عيون الزمان
والجمال يبقى كالنور
مرسوماً على فواتير الأيام

إنك تحمل بجيوب فؤادك
رذاذ البلور الملوَّن
إذ لا زلت تسمع
أنين ناي الفراق
وترى الدم والدمع
على كافة سبل الوطن…

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…