نوروز .. لفظة سحرية تثير مشاعر الاكراد أينما كانوا .. فتزيل غمامة الحزن من النفوس لتصقلها وتبث الوهج في الوجوه لتجددها و تشحذ الهمم وتوقظ نشوة الانتصار الذي تم منذ عصور خلت … تجسد حاجة الانسان الى الطبيعة ولجوئه لها كلما ألمت به الشدائد فيفضي لها بسره ويشكو لها ظلم الظالمين في الارض لتلهمهم هي من صمتها الصبر ومن جمالها حب الحياة ومن ديمومتها المقاومة والتجديد …
انه نوروز العيد القومي للأكراد.
ولكن هل نوروز ملحمة حبكت فصولها مخيلة عبقرية وتناقلتها الاجيال عبر القرون ام حقيقة وقعت بالفعل لكنها بقيت خارج أسوار التاريخ و تناستها أقلام المؤرخين لأسباب هي الاخرى مجهولة…!
إذا كانت المراجع والوثائق الدينية قد حملت في ثناياها أحداث ومعتقدات تحولت الى مناسبات و أعياد مثل الفطر والأضحى عند المسلمين والفصح والميلاد عند المسيحيين كأعياد دينية وإذا كان التاريخ الحديث قد لفت الأنظار الى المقهورين في العالم بتحديد يوم لعيد العمال وآخر للمرأة في العقود الاخيرة كمناسبات وأعياد إنسانية وإذا كان التوق الى الحرية قد حدا بالشعوب الى طرد الاستعمار من أوطانها وإحياء ذكرى الاستقلال كل عام على شكل أعياد وطنية فان قصة نوروز وفي كل المراجع والروايات تحمل كل هذه المعاني التي تمس حياة البشر فالبطل في روايات نوروز هو عامل حداد والعدو طاغية متجبر والمكان بقعة واسعة من ارض المشرق والنهاية تتمثل في القضاء على الشر والأشرار وإحلال عهد الخير والازدهار وبزوغ فجر جديد .
يحتفل الاكراد بعيد نوروز منذ أزمنة غابرة ويعتبرونه عيدا قوميا وتقويم جمهورية مهاباد الكردية اعتبر يوم نوروز عيدا للشعب الكردي لكن شعوبا اخرى ايضا مثل الفرس والأفغان والطاجيك والبل وش التي تنحدر أصولها من هضبة ايران وحتى الاوزبك والقرغيز الذين ينحدرون من قبائل الهون تحتفل بنوروز وهؤلاء جميعا لا يختلفون في تسمية وأهمية هذه الذكرى ولا يختلفون كذلك في توقيتها المصادف في الحادي والعشرين من شهر آذار كل عام كما لا يختلفون كثيرا في طريقة وطقوس الاحتفال وان كان إشعال النيران لدى الاكراد بشكل خاص يعتبر ركنا أساسيا يسبق الاحتفال بالعيد ( ليلة العيد ) تروى قصة نوروز لدى كل قوم بحيث تخدم تاريخها وثقافتها ونهضتها على وجه التحديد ولكن لا احد يقدم وثائق تاريخية تبين واقعة اسمها نوروز محددة بالزمان والمكان مثل سقوط روما مثلا فكل ما يروى عن نوروز هزيل بعض الشيء ولا يرقى الى مستوى حدث تاريخي موثق بالزمان والمكان كما ان الموضوع لم يلقى اهتماما من قبل الباحثين والمؤرخين وربما يعود ذلك لأسباب من بينها:
1- تجنب الخوض من قبل المعنيين في بحث وكشف هكذا موضوع كونه لا يفضي الى أحسن مما هو قائم في معتقد وثقافة الشعوب وبالتالي إبقائه عامل وحدة كما هو بين مختلف الفئات والتيارات .
2- عدم توفر مصادر تاريخية تجزم في نسب نوروز كحدث وقع في زمان ومكان محددين وكذلك الأسباب والنتائج التي ادت وتمخضت عنها رغم الأهمية الكبيرة التي أولتها وتوليها شعوب عديدة في المنطقة لنوروز حتى صارت من تراثها وثقافتها .
3- الإقرار ضمنا بان نوروز رواية ملحمية غير موجودة كحدث تاريخي او قصة رمزية لحدث سياسي او اجتماعي عظيم وقع بالفعل ولكنها مبسطة على قدر وعي وإدراك الناس في غابر الأزمان بغية استيعابها . وفي الرواية القديمة يمكن تبرير التناقضات الزمنية وتسارع الأحداث دون تمهيد فالأشخاص ولدوا مع بدايةقصة نوروز وانتهوا بنهايتها كما هو الحال مع بطل الرواية نفسه ( كاوا).
الملامح العامة هي نفسها لقصة نوروز في كل الروايات من حيث واقع الظلم والحاكم الجائر والقهر والعجز في صفوف الرعية لحين ظهور البطل المخلص ومن ثم القضاء على الظلم وإشعا ل النيران ايذانا ببدء يوم جديد و مرحلة جديدة .
سنورد موجز بعض الروايات التي عرف بها نوروز في أوساط الشعب الكردي و ربما هناك روايات اخرى نجهلها اهم واقرب الى روح نوروز وسندخل في مناقشة متواضعة آملين اغناءها من قبلكم .
الرواية الاولى : … كان ملك الزمان – الملك الضحاك – ظالما متجبرا وكان قد ظهر على منكبيه نتوءان قبيحان يشبهان راسي حنشين ! عجز أطباء الزمان عن استئصالها فاضطروا الى دهن كل نتوء بمخ إنسان كل يوم مما أدى الى ذبح شخصين كل يوم من بين الرعية… ومع الزمن دب الرعب بين الناس فهجروا البلاد الى الجبال والوديان ثم ثار فيهم (كاويان الحداد) واجتمع حوله الناس … و ثاروا على الملك الضحاك وكان هذا عيدا …1
الرواية الثانية : … ان ازدهاك او زحلق قد قتل الملك (جم شيد) العادل وحل مكانه لكن الطبيعة عاقبته فابتلي بداء عجيب عجز عن شفائه الأطباء حتى تدخل الشيطان بان وصى بمداواة مكان المرض بمخي شابين كل يوم وهكذا حتى رئف كل من ارمائيل وكرمائيل…2 الذين كانا مسؤولين عن إحضار الأدمغة البشرية ودهن مكان الوجع بها فبدؤوا باستبدال الأدمغة البشرية بأدمغة النعاج وترك الشباب للهروب الى الجبال وهنك تجمعوا وتكاثروا ليشكلوا فيما بعد بداية النسل الكردي الى ظهور فريدون الذي قضى على زحلق وهنا يقارن اسم ((كاوا)) ب(( فريدون )) على أن كليهما وقع ضحية الملك فوالد فريدون وابن كاوا الحداد كانا من بين الذين قطعت رؤوسهم ..فيقومان بتحريض الناس وقيادتهم إلى الثورة على السلطان المتجبر – الضحاك – ثم ربطه بالسلاسل وجره الى جبل(( دنيا وند)) حيث مات ميتة بطيئة شنيعة..ثم تعود الناس إلى العمران والمدن وتبدأ الحياة من جديد.. .وان نوروز ما هو الا اليوم الذي حمل فيه الجن الملك جمشيد الى برج الحمل وقت حلول الشمس في اول يوم من السنة…..3
الرواية الثالثة: … ان الملك الضحاك كان ذو طباع شاذة وكان يميل الى الفسق والفجور حتى أصيب بمرض شاذ تأتيه على شكل نوبة فلا ينام ولا يهدا حتى يأمر بإحضار فتاة من بنات مملكته فيجامعها ثم يقتلها ليهدا من بعده … فدب الذعر والخوف إرجاء المملكة واضطر الكثير من الناس الى ترك المدينة والفرار ببناتهم الى الجبال … ياتي الدور على ابنة الحداد كاوا واسمها (نيروز) فترفض ويرفض الحداد ثم يلجا الى الدهاء والحيلة فيرتدي لباس النساء ويدخل على الملك الظالم ويقتله بمطرقته ثم يشعل النيران معلنا الخلاص من الظالم وداعيا جموع الفارين الى العودة … 4
الرواية الرابعة – … المكان مدينة باشا ر في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حيث مات الملك العادل يا شار وخلفه ابنه بختك الذي لم يكن نسلا صالحا بل كان مهووسا بالملك والجبروت فأصابه نوع من الجنون وصارت تتراءى له العفاريت والجن طوال الليل .. كان يخشى الانفراد ويأمر حاشيته بالسهر طوال الليل حتى ساءت حالته وانتشر خبره …. العفاريت تهاجم الملك !! تدخل كاهن معبد النار وكان داهية وخبيثا أراد الإيقاع بين الملك والرعية للاستيلاء على الحكم فعرض على الملك طريقته في العلاج وتتلخص طريقته في تحدي العفاريت بارتداء لباس العفاريت نفسها والخروج ليلا لاصطياد الشبان من ذوي الحرف والصنعة ( نجار حداد حايك ..) كونهم نخبة المجتمع و إخراج أدمغتهم وتناولها وهكذا كل يوم الكاهن والملك يترافقان في صيدهما اليومي وفي كل ليلة ضحية جديدة وشاب جديد مقطوع الرأس في أزقة المدينة .. العفاريت .. الملك ..يقتل الشبان !! شاع سر الملك والكاهن لكنهما ذات ليلة هاجما معا دار الأخوين (نافدا ر )الحداد و (كهدار) الحايك وقتلا كهدار وما كان لناف دار إلا ان يثار لأخيه..فتمكن من حشد الناس وقد ساعده في ذلك صدقه وصنعته النادرة فشكلوا جيوشا شنت الهجوم على قصر الملك فقتلته والكاهن ونصبت نافدا ر ملكا فأشعلت النيران للدفء و الإنارة .. ثم سمي الملك ب (كاوا ) ! او خوشناف . ..5
الرواية الخامسة ..: يعتبر نوروز اليوم الأول من العام الشمسي ويوم التاسع من آذار حسب التقويم اليوناني – انتفض الأكراد تحت راية كاوا الحداد ضد البادشاه ضحاك الذي ألقي في النار لانه كان ظالما …..وبعد حرق البادشاه نصب على العرش ملك جديد باسم فريدون الذي عم في عهده الحرية والخير والازدهار …..6
الرواية السادسة…:من المعروف أنه في الألف الأخيرة قبل الميلاد كانت بلاد الرافدين تحت سيطرة الآشوريين وكانت إمبراطوريتهم في أوجها مترامية الأطراف من بلاد الشام وحتى آرارات …وعلى التخوم الشرقية والشمالية الشرقية كان ثمة الميديين ….وتخومها الجنوبية الأكاديون …وكان الآشوريون يتسمون بوحشية في معاملة الخصم ( كما يرد في لتاريخ ) وقساة على القبائل والشعوب المجاورة كسلخ جلود الناس وهم أحياء أو قطع رؤوس من نزل بهم العقاب حتى على مرأى من الأمهات و غدا السلطان الآشوري كابوساً جاثماً على صدور الناس والشعوب الخاضعة لسلطانهم …وحتى المجاورين لبلادهم ..إذ كان للآشوريين حملات موسمية ضد الميديين في الشمال ينهبون ويحرقون …..وفي عام 612 قبل الميلاد تمكن الميديون في عهد الملك (كيخسارو) من عزل الآشوريين عن قبائل جنوب روسيا وتحالفوا مع الكلدانيين للقضاء على الآشوريين وضرب (نينوى). وفي ربيع ذلك العام وجه الميديون فيضانات نهر دجلة المعروفة في بداية فصل الربيع صوب أسوار المدينة فأصابها الغرق واخترقتها جيوش الميديين (آريانا) ..وقضوا على عرش الآشوريين ..ويقال أن ملكهم (شراكو) كان قد أحرق نفسه وأسرته وقصره لكي لا يقعوا أسرى بيد الميديين الذين أعلنوا سقوط (نينوى) يوم الحادي والعشرين من آذار 612 قبل الميلاد واحتفلوا بالنصر الذي كان كبيرا بقدر ما عانوه من ظلم كبير ……وتأسست على إثرها مملكة (ماد) أو ((مادستان)) ويقال أن (مادستان) تا سست على اراضي (كردستان ) الحالية تقريباً وأن الميديين هم أجداد الأكراد……..7
مناقشة:
إن التمعن في معاني (نوروز) وفي ما روي عنه وبقائه حيا في ذاكرة ووجدان الأجيال المتعاقبة منذ آلاف السنين واشتراك شعوب عديدة في الاحتفال به سنوياً يوحي بأنه ثمة حدث هام جدا قد وقع وربما غير حياة الناس …أو حاجة ما انتظرتها الشعوب مثل انقلاب او ثورة في ذلك الزمان ملبية رغبة ملحة أو حاجة حياتية أو شيء كهذا او ان ينتظر الإنسان حدثاً ما ثم يحدث بالفعل….أو في فترة الانتظار حيث يتخيل المرء شكل الحدث المرتقب ونتائجه وتأثيره ولحظة البداية وهكذا…………
و((نوروز)) سواء كانت حقيقة أم خيال أدبي على غرار (غلغاش) أو سيمفونية (نينوى) القديمة فإنها جاءت تعبيراً عن متطلبات واقع معيشي ما في زمان ما ومكان ما…..وفي كل الروايات ثمة مشتركات هامة وهي وجود حاكم ظالم وشعوب مقهورة وبروز بطل مغوار من بين صفوف الشعب يعتمد على الشجاعة والحكمة لينقل الناس الى عهد جديد ويبدأ عهد الخير والأمان .
ولكن معظم الروايات المعروفة عن (نوروز) تبقى هزيلة لا يقبلها المنطق العلمي ..ويرجح أن تكون الروايات عبارة عن نسج من الخيال الأدبي كتعبير عن حدث عظيم مثل سقوط (نينوى) مثلاً وما كان للحدث من أهمية في حياة شعوب المنطقة كافة آنذاك….أحاطها الأدباء والفلاسفة والرواة بهالات من التبجيل والتضخيم ….ربما لجعلها أقرب إلى وجدان الناس ومستوى الوعي السائد آنذاك …وما للجانب الروحي من أثر في حياة الناس …وربما لكي تبقى خالدة تتناقلها الأجيال……؟!
لم تاتي رواية تاريخية بهذا الاهتمام أبداً من فراغ وإنما ثمة بالتأكيد نقطة مركزية يشكل الأساس الذي بنى عليه الناس فيما بعد قصصا محاطة بهالات وظلال وخيالات ….فسقوط (نينوى) على يد الميديين عام 612 ق.م وما كان للحدث من أهمية آنذاك في حياة الشعوب لا بد وانها احدثت تحولا اجتماعيا واقتصاديا …حيث انزاح الكابوس الآشوري وزال الرعب الذي كان جاثماً على صدر الشعوب والقبائل …وانتهت وحشية الانسان ضد الانسان التي هي أكثر ضراوة – احيانا – من وحشية الوحوش نفسها …وما عرف به الآشوريون من بطش وتنكيل وتمثيل بالخصم والضحايا !؟ فمن الممكن اذا ان تتحول سقوط اشور الى مادة ينسج منها الحكماء والادباء رواية مثل نوروز ….
كان يكون (كاوا) مثلاً اسماً لقب به الملك (كيخسرو) الذي الذي قضى على الحكم الاشوري و الذي اهتم كذلك بمهنة الحدادة وجعلها حرفة هامة لتطوير أدوات الحرب والزراعة بتحويل المعادن القاسية بواسطة النار…كناية عن ندرة من في شجاعته و عظمته بعد ان تعهد ببداية عهد جديد ويوم جديد… ……,و( ازجدها ) تسمية أطلقت على الطاغوت الآشوري ….وحكاية الثعبانين في رأس الملك إنما عبروا بها عن ظهور عدوين اثنين للملك الاشوري الذي سمي ب ( ازجدها ) لشره ومكره و هم الميديون في الشمال والكلدانيون في الجنوب …والبحث عن الدواء عبروا بها عن محاولة الآشوريين للإيقاع بينهم وتحريض قبائل جنوب روسيا ضد الميديين …وانتهى الظلم الآشوري ليلة الحادي والعشرين من آذار عام 612 ق.م وتحولت المدينة إلى عرس حقيقي أشعلت فيه النيران للإضاءة والدفىء و كذلك كنوع من الامتنان للرب والتقرب منه …وما للنار من مكانة هامة في ثقافة ومعتقدات شعوب المنطقة فأمضت الشعوب ليلتها محتفلة بالحدث العظيم ….ثم أمست تقليداً سنوياً …وكذلك مادة تستوحي منها الناس الحكايات والأساطير وتراث شعوب المنطقة غني بمثل هذه الملاحم والحكايات……….!ْ
لماذا للأكراد في نوروز أكثر من غيرهم …؟
– بفرض أن ما قلناه آنفاً هي الحقيقة …وأن الميديين هم الذين سطروا هذه الملحمة وأنهوا تاريخ حقبة سوداء في تاريخ المنطقة فسيحق للأحفاد أن يفتخروا بمآثر الأجدادوالباحثون في التاريخ سيؤكدون العلاقة بين الاكراد والميديين .
– الظروف السائدة في كردستان حالياً من قهر واضطهاد تتشابه إلى حد ما مع ما قبيل (نوروز) و( EJDIHA) لا زال موجوداً وإن كان في عصر العولمة ..! والأنظمة التي تحكم كردستان لا زالت تمارس الظلم والاضطهاد والاعتداء والمطلوب لا زال (نوروز) جديد……
– المسميات في رواية ((نوروز)) مستمدة على الأغلب من اللغة المادية أو اللهجات الكردية….
– فكلمة (EJDIHA) هي كلمة كردية وتعني التنين أو الحنش ويرمز بها إلى الخبث و الشر والطغيان وعند الكتابة بالأحرف العربية واللغة الكردية وبسبب عدم وجود حرف موازي ل (J) اللاتينية في العربية كتب حرف ( ز) ( ازدها ) ونطق ال(ز) بالكردية يقصد بها حرف ال(الضاد) في العربية وكذلك الحاء والهاء وربما أثناء الترجمة الى العربية وتدوين الرواية برزت هذه الثغرة فحورت الكلمة لتصبح ازدها اضدها او الضحاك !. مثلاً كلمة (فرض) بالعربية تلفظ( فرز) بالكردية وكذلك قضاء= قزا وكذلك رمضان= رمزان ثم ان الضحاك يعني الذي يُِضحك كثيراً فأين هذا من مضمون الرواية …!؟
– عبارة (( نوروز)) او (NU- ROJ )هي من الاسماء المركبة في اللغة الكردية على غرار ( خوش ناف ) مؤلفة من كلمتين( NU ) ويعني الجديد و( ROJ ) ويعني اليوم والكلمة كاملة تعني اليوم الجديد وليس له معنى بلغة أخرى أقرب وأدق من معناها في اللغة الكردية . و كلمة النيروز التي ترد في بعض المراجع العربية اضحت دلالة على العيد والاحتفال والابتهاج… وتنسب اصلا الى العيد الكردي نوروز.
– ( كاوا ) أقرب إلى اسم استفهام باللغة الكردية أو بمعنى سؤال كا – وا ؟ ويعني أين ذاك ؟ وكذلك تأ تي كلمة ((KA- WA !)) في بعض لهجات اللغة الكردية للإعجاب والتأكيد وندرة المِثل كأن تقول الناس((KA WA MERE MERXWAZ)). وتعني اين ذلك الرجل الشجاع ويقصد هنا اين من في شجاعة ذلك الرجل ! اما اسم فريدون الذي يرد في بعض المصادر الفارسية فيدخل على الرواية دون مبرر لغوي او تاريخي وربما كان من اصل الكلمة الإنكليزية (FREEDOM ) بمعنى الحرية او التحرر او الانعتاق من جور الملك الظالم أي العيد او الحرية او نوروز وليس اسم علم لشخص وبالتالي ليس اسم البطل… وربما تكون مثالا على محاولات تشويه التاريخ الكردي من قبل حكام وساسة ومؤرخي الامم الاخرى …
– ( النار) للنار مكانة هامة في تاريخ الشعوب الآرية والشرقية عموماً والشعب الكردي بشكل خاص فيرمز به إلى النور و يستخدمونه للاهتداء وللدفء والتقرب من الرب ف زرادشت حين وحد بين إلهي الخير والشر في شخصية الإله الواحد عبر عن ذلك بإشعال النيران و الميديين هم أول من استخدموا السهام النارية في حروبهم ضد الأعداء وذلك بعد طلائها بالزيت والنفط ورميها بسرعة معينة…8 ,ويرمز بالنار بالغة الكردية إلى النشاط والحركة ((FILAN KES AGIRE SORE)) بمعنى فلان نشيط وسريع كاللهب في الحطب اليابس .. كما يرمز به إلى الحزن واللوعة ((MIRINA FILAN KES AGIRE)) بمعنى ان موت فلان احرق قلبي مثل النار , حتى ان موقد النار في البيت الكردي كان يتميز عنه في البيوت الأخرى فيجد الجالسون حوله متعة في تحريك الجمر والحطب ….وكذلك الرماد .
طقوس نوروز عند الاكراد :
نوروز.. في ثقافة الاكراد هي ماثرة قومية ومعلم انساني يجسد شموخهم في وجه الظلم الذي لم يبرح حياتهم بعد وتحديا متجددا في وجه الظالمين …نوروز هي دعوة للالتقاء واللقاء ورمزل انتصار الحق على الباطل .و.بداية لعهد الخير والحرية و الازدهار في ربوع المنطقة وعبر القرون والاجيال ترسخ نوروز في عرف وثقافة الشعب الكردي وتحول الى كرنفال سنوي يجسد حب الكردي للطبيعة وشوقه الى الحرية وحاجته للقاء الناس والخلان على دفئ شمس اذار في الحادي والعشرين من كل عام ..