رمياً على السفوح

  فرج بصلو

ضاع مني جبل تسلقته
نشوان, حيث شيعت طفولتي
رمياً على السفوح
فرحت أسكرُ
معلقاً أبصاري بالبرندي الأحمر
بالتوت الأرضي الريان
بفرفوريات رقيقة

وببزور عبّاد الشمس
ليَ كل شيء شفاف
من شروق الشمس
حتى سواد العين
ورموش عرائس الخمر


لا مطر على أساطيح العمر الآن
فقط خدوش الدهر
ومصباح مهشم
على جدار
مكلس


دائماً عند أطراف سبل الهروب
كمعطف خالٍ من جسد
معلق أو مرمي
أو مطوي على رف
في خزانة


ألملم أفكاري
كأني بقايا فتافيت كعكة
عيد ميلادكِ
مثلما يلملم الإنتظار بقايا حياتي


تقولي غداً
أقول: غداً سترسميني
على ورق
لأني فلتُ
من أحضانكِ

فاتكِ الموعد
ولا من توقيت جديد

لا من يد تمتد إليَّ
إذ لا أحد يعلم
مدى غرقي في حب
ذاتي

لا من سلم مائل
على شوب الهوا
لا من شباك مقضّب يطل
على شارع الوجد

ولا من حبل مبتل
على جرّار مائي
فدلائي
استقاها الهوى
ومن الآن لست سوى
خطوط فحم
عرجّت على الذهن
خلت سوادها
لمن من السواد ارتوى

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

ولد الكاتب والصحفي والمناضل الكوردي موسى عنتر، المعروف بلقب “آبي موسى” (Apê Musa)، عام 1918 في قرية “ستليلي” الواقعة قرب الحدود السورية، والتابعة لمدينة نصيبين في شمال كوردستان. ترعرع يتيماً بعد أن فقد والده في صغره، فحمل في قلبه وجع الفقد مبكراً، تماماً كما حمل لاحقاً وجع أمّته.

بدأ دراسته في مدارس ماردين، ثم انتقل…

أسدل يوم أمس عن مسيرتي في مجلة “شرمولا” الأدبية الثقافية كمدير ورئيس للتحرير منذ تأسيسها في أيلول 2018، لتبدأ مسيرة جديدة وسط تغييرات وأحداث كبرى في كُردستان وسوريا وعموم منطقة الشرق الأوسط.

إن التغييرات الجارية تستدعي فتح آفاق جديدة في خوض غمار العمل الفكري والأدبي والإعلامي، وهي مهمة استثنائية وشاقة بكل الأحوال.

 

دلشاد مراد

قامشلو- سوريا

19 أيلول 2025م

الشيخ نابو

في زمن تتكاثر فيه المؤتمرات وترفع فيه الشعارات البراقة، بات لزاما علينا أن ندقق في النوايا قبل أن نصفق للنتائج.

ما جرى في مؤتمر هانوفر لا يمكن اعتباره حدثاً عابراً أو مجرد تجمع للنقاش، بل هو محاولة منظمة لإعادة صياغة الهوية الإيزيدية وفق أجندات حزبية وسياسية، تُخفي تحت عباءة “الحوار” مشاريع تحريف وتفكيك.

نحن لا نرفض…

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…