أنا على السّطح

  عبدالرحمن عفيف

أنا على السّطح 

منّا هذا الخيط الأحمر
الذي لا يمتّ بوصلة إلى بنطلوننا
وقميصي أبيض أو أزرق أو أخضر
أركب درّاجتي بعد أن غيرت وضع
الكرسيّ نحو الأعلى
كي لا تصل قدماي إلى الأرض
هكذا أريح وجاكيتي جينز أزرق
أحسّ بحاجة ملحّة جدّا إلى

أن أدخّن والشمس ساطعة.
أنا على السّطح

خريف الشّعراء بقي هناك
قميص الهواء وشرائط العندكو
هناك وحل الشّعراء
قلق الرّيح وأنا جرّبت البيت وسطحه
ورفعت سطول الوحل وقشّه المبلّل
رفعت نظري أنظر إلى قصر مصلّح البرّادات
وزيزفون الكهرباء.
وبنطلوني رفعته إلى الركب لأدعس
على وحل السّطح
– لئلاّ ينقّط البيت في الآتي
وأنكبّ على مشاعري بالمشط وماء
الكحول.
أصفر العندكو الذي صنع الشّعراء.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…