خلّجاتٌ لاسعة

ريـوي كربري

يخالجني الموت في صحراء عمري
تنتابني قشعريرة الهجر كل لحظة
بين سقام البعاد وزُعاف الشوق، حين تحترق الأوردة وتندثر الآهات في سفوح كياني.
نزرعُ الآهات، ونحصد الألمَ كموسم القمح الأصفر
وخبز الحنين يحترق في تنور الغربة.
أشواكٌ تجللنا كقيودِ زنازين العراق.

تعذيبٌ كل صباح مع كل يومٍ جديد يزحَف إلينا باكياً.
يأتي الغروب وفي وجنتيها باقاتٌ مشردة من أطياف الأحبة
نتذكر و ….. و نبكي في كلِ ذكرى
ومن لظى أدمعٍ خجلة تشققت شفاهنا واسمرّت ملامحنا
والفؤاد الجريح كجرح أنثى معَذَبة يشتدُّ نبضاً كل حين
يأتي الليل علينا كأرجوحة طفلٍ انكسرت في يومٍ عاصف
وسهادٌ مع انحدارِ النجوم التي تحفر في الحشا كل وجعٍ
أما كوابيس اللّقيا؛ فلا تتركُ للنعاس طريقاً إلينا.
هكذا قُدِّرَ لنا…. !!!
فهل تأتي الأقدار يوماً لتُمسكَ بين قبضتيها كفن البعاد وترثي فينا وجعَ الفراق
بقايا صَرَخاتٍ أُجهِضتْ في زقزقةِ عصفورٍ مكسور الجناح تحت أمطار شتاءٍ قاسٍ.
صرخاتٌ تمخضتْ بيت زوابع الهجر وعواصف البعاد
وها نحنُ ننتظر الأقدار ماذا ترسم لنا، وبأي لون..؟!
لعل الهجر يتَرَحمُ بنا
ولعلَ الأشواق المحطمة تهدأ، وتُعلِن ثباتها..
فلرُبما بعد الصبرِِ يأتي حينها.
 
 

  Rêwî girpirî     

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

رضوان شيخو

يا عازف العود، مهلا حين تعزفه!
لا تزعج العود، إن العود حساس..
أوتاره تشبه الأوتار في نغمي
في عزفها الحب، إن الحب وساس
كأنما موجة الآلام تتبعنا
من بين أشيائها سيف ومتراس،
تختار من بين ما تختار أفئدة
ضاقت لها من صروف الدهر أنفاس
تكابد العيش طرا دونما صخب
وقد غزا كل من في الدار إفلاس
يا صاحب العود، لا تهزأ بنائبة
قد كان من…

ماهين شيخاني

الآن… هي هناك، في المطار، في دولة الأردن. لا أعلم إن كان مطار الملكة علياء أم غيره، فما قيمة الأسماء حين تضيع منّا الأوطان والأحبة..؟. لحظات فقط وستكون داخل الطائرة، تحلّق بعيداً عن ترابها، عن الدار التي شهدت خطواتها الأولى، عن كل ركن كنت أزيّنه بابتسامتها الصغيرة.

أنا وحدي الآن، حارس دموعها ومخبأ أسرارها. لم…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

فَلسفةُ الجَمَالِ هِيَ فَرْعٌ مِنَ الفَلسفةِ يَدْرُسُ طَبيعةَ الجَمَالِ والذَّوْقِ والفَنِّ ، في الطبيعةِ والأعمالِ البشريةِ والأنساقِ الاجتماعية، وَيُكَرِّسُ التفكيرَ النَّقْدِيَّ في البُنى الثَّقَافيةِ بِكُلِّ صُوَرِهَا في الفَنِّ، وَتَجَلِّيَاتِها في الطبيعة ، وانعكاساتِها في المُجتمع، وَيُحَلِّلُ التَّجَارِبَ الحِسِّيةَ، والبُنى العاطفية ، والتفاصيلَ الوِجْدَانِيَّة ، وَالقِيَمَ العقلانيةَ ،…

إبراهيم اليوسف

الكتابة البقاء

لم تدخل مزكين حسكو عالم الكتابة كما حال من هو عابر في نزهة عابرة، بل اندفعت إليه كمن يلقي بنفسه في محرقة يومية، عبر معركة وجودية، حيث الكلمة ليست زينة ولا ترفاً، مادامت تملك كل شروط الجمال العالي: روحاً وحضوراً، لأن الكلمة في منظورها ليست إلا فعل انتماء كامل إلى لغة أرادت أن…