الوديعة

هل حقاً أن ” أجمل الأشياء هي التي لا أستطيع الحصول عليها ” وهل هنالك في طيات المستقبل المنظور واللامنظور ما هو أجمل وأغلى وأثمن مما فقدته ؟
سؤال أتركه للمستقبل
عفواً لقد كان ما فقدته وديعة عندي خبأتها في مقلة العين ، في تجويف الصدر ، في عضلة القلب والشرايين ، لكن فجأة ومن غير استئذان ، من غير إعلام جاءني صاحب الوديعة يطلبها مني .

قلت له دعها عندي فقد صارت جزءاً مني ، دعها عندي فقد صارت قطعة من كبدي ، أعطني بعض الوقت ، أمهلني قليلاً حتى أكمل رسالتي معها ، أنهي برنامجي الذي وضعته لها ، ثم أسلمها إليك مهيأة جاهزة ، لكنه لم يستمع لشكواي ، لم يستجب لتوسلاتي بل طالب بها كما هي وفي الحال وعلى عجل .
رضخت للأمر الواقع ، استسلمت للإرادة الأقوى ، ثم سلمت أمري لله بعد أن تاهت كلماتي أمام هول المشهد وفظاعة الحدث ، وتحطمت دفاعاتي على صخرة الواقع المر ، لكنني صممت أن أبتسم ( وسط بحر من الدموع ، وأن أبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس ) .
توفيق عبد المجيد أبو لورين

14 شباط 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…