الانسحاب

أحمد حيدر
 
ليسَ حباً بالمجدِ
ولا ابتِهاجا ًبالفوز
بميداليةِ ذهبية
والدخول إلى عالم ِالأضواء
رأى نفسَهُ بينَ المتنافسين

في اللعبة
كانَ يعرفُ جيداً
بأنَّ المسافةَ طويلة جداً
والمشاركينَ لاعبون َمحترفون
يُجيدونَ فنونَ اللعبة وأسرارها
وما يجري خلفَ الكواليس
ويعرفُ أيضاً
بأنهُ لاعبٌ مغمورٌ
لن يتعاطف معهُُ الجمهور
ولن ينحازَ الحكام
 والمراقبونَ إلى جانبهِ
إذاما تعثرَ بقدميه ِ
قبل صافرة البداية
وُنقلَ على حمالةٍ للعلاج
خارج مضمار الملعب
لن يتهافت عليه ِالمعجبون
والصبايا المعجبات
لالتقاط الصور التذكارية
و لن ينتظرهُ
طابور الصحفيين 
ومراسلو الفضائيات
عند خط النهاية
كان واثقاً 
بأن شيئاً من هذا
لن يحدث
سيخرجُ ربما متنكراً
من الباب الخلفي للملعب
ليتجنبَ شتائم الجمهور
والزجاجات الفارغة
والحجارة
التي ستنهال ُعلى رأسهِ 
سيعود ُإلى بيته  ِ
ربما لن يصل سالماً
وبعد أن يغلق الباب وراءه
سيحكي لأطفالهِ بالتفصيل 
 ماجرى في الملعب ِ
وخلف َالكواليس
ويعلنُ توبتهُ
ويعترف
بأن اسمهُ أدرج َسهواً

في هذا السباق المقيت

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…