عن الفنانة سمر عبد الرحمن دريعي

المحامي حسن دريعي

بداية أتوجه إليك يا سمورة
يا بنة أعز الناس ….
لأقولها لك لست بمطبل ولا بمزمر..
لأنني أمقت الطبالين والزمارين
في كل المناحي والنواحي من هذه الحياة التي تزعجني..
” تكركبني “…
 تلاوينها المضعضعة ..
الباهتة.. اللاهثة ..
 حتى مع الأسماء التي تخال نفسها لامعة ..أو دخلت النجومية.. أو العالمية الفنية..

لا.. لا.. لا.. أبداً ..
ولكنني مأخوذ بحدية بالغة من أعماق أعماقي ..
مأخوذ بافتنان من خلجات ..خلجات..  قلبي العاني ذاته ..
مأخوذ ومأسور مع كل دفقة دم .. خفقة قلب ..
من وإلى البطينين ..أيمنه وأيسره ..
ولا أدري أنني ..إن كنت في حلم أم في خيال وأنا أقف مبهوراً بخشوع صومعي أمام لوحات تتدلى بإباء واعتزاز.. وبوقع يفرض نفسه ..
وبمنتهى الشفافية والتناسق في مواقعها على جيد كل جدار من جدران منزلها ..
وكأن هذه الجدران قد شيدت في وجل ليوضع عليها هذه اللوحة أو تلك …
لتوضع في أماكنها الموصوفة والمرسومة لها بديكورية رائعة أخاذة …
من المدخل وأنت تفاجأ بمجرد ولوجك يسرة بلوحة كبيرة الحجم تبحر بك إلى أعماق الزمن ، إلى الماضي السحيق..
 متحدية الزمن والماضي معاً..
في إيجاده لونية تؤرخ لهذا التاريخ المعاش يوماً ..  زمناً ما ..
تقف أمام لوحة أثرية تريد الفنانة سمر أن تقول من خلالها أنا أجيد وبإتقان أن أغوص في الزمن والتاريخ وإلى فن الأقدمين …
هي عودة الفنانة سمر إلى التاريخ ونبشه من ركام زمن ارتحل ولم يترك سوى إبداعات فناني ذلك الزمن والعصر..
وعلى قبالة منها إلى الغرب قليلاً وبتناغمية سيمفونية يخفق لها القلب بضربات متسارعة كعادته.. عندما يعشق أيضاً كعادته..
 ..” بزناخة ” .. أياً ما .. شيئاً ما ..
في وعلى هذه ”  القبالة ” .. ترسم الفنانة سمر نفسها بجذور مرتحلة في عراقة ذاكرتها الممتدة إلى أصالة راحلها.. ” عبد الرحمن دريعي” ..
 عازف الناي الشهير.. الرسام الشهير ..الشاعر الشهير ..النحات الشهير..
الحب والحبيب .. الفرحة والآهة والغصة .. الضحكة والدموع المنهمرة ..
الوصية والرسالة .. وهو لم يترك لا وصية أو رسالة ..
ولكنه قالها لها دون سواها وهو يلهث بأنفاسه الأخيرة المتأنية المودعة للحياة ، كل الحياة .. وهو لا يدري أنها أعماق متآكلة في معزوفات،لابل في سيمفونيات..
 ” جتو .. جمي جتلي .. خليلي غازي .. ليلي دايكي .. الخ ” ..
نعم .. نعم .. نعم ..
قالها لها : أنت الوصية والرسالة أيتها السمورة الغالية ..
فهي كما صعقت بها أنا .. وبانبهار لاحدود له ..أنها في واقع الواقع هي الوصية والرسالة التي تركتها أيها الراحل الكبير لها ..
لا..لا..لا..
لم يمت .. يعيش معي .. يكلمني ..
يمشي معي إلى هذه اللوحة التي لألوانها لغة خاصة بها تجيد ترنيمة مفرداتها بإتقان منقطع النظير ..
اللون..نعم اللون في لوحات الفنانة سمر هذه محكي بلغة سمرية خاصة بها دون سواها ..
سمر رسمت نفسها بدقائق قسمات وجهها وبإبداع ..
بعيون ، بأنف ، بشفتين ، بملامح الوجه وبدقائق اللوحة تضع بالمشاهد على جناحي ” رخ ” إلى المستقبل البعيد، بل والبعيد جداً ، بألف حلم وحلم ..
تقودني قدماي إلى حيث اللوحة الثالثة ..
 إلى حيث لم أعرف نفسي إلا جريئاً كما تلمذني حقيقة .. كما أوصاني حقيقة  الراحل عبد الرحمن دريعي ..الدروس الأولى في الجرأة في تلك الليلة الكانونية العاصفة المزمجرة وأنا طفل في السادسة من عمري أو أقل.. نعم أقل..
 متكورين حول مدفأة ” الجلة ” تلك ..
هل هو التحدي في عالم فني غير مطروق نهائياً .. من قبلها ، من أي فنان أو فنانة  في تناول جسد المرأة ، بشكلية .. بريشة .. بألوان ..في غاية الروعة والإبداع الفني ..
هل الفنانة سمر دريعي تدخل بكامل قناعتها ووعيها كافة مسارات التحدي كفنانة تشكيلية.. ؟..
رغم وعورة مساراتها ومسالكها ..
أعتقد ومرغماً.. يجب أن أقول بالجرأة ذاتها :
 أن الفنانة سمر دريعي ترسم أعماقها .. ذاتها .. نفسها .. بجرأة غير مرسومة  أو مكتوبة .. أو مقروءة ..أو مسموعة .. وحتى معهودة .. بأسلوبها ورسمها وألوانها لجسد المرأة عارية..
 في ” أفكار وتكوينات.. ونماذج.. ”  في غاية التألق والروعة ” …
متحدية بتناولها لجسد المرأة بريشتها المستفردة بها في غابات .. صحراوات .. أدغال الأنوية الفحولية التي لا تعرف من المرأة سوى الشبق الجنسي الحيواني المبتذل ..
ودون أن يعترف وبإيمانية :
أن ثديي المرأة الجميلين أطعماه حليباً ” نبع الحياة “..
أن بطن المرأة حمله أنجبه .. ” وهو الحياة “..
أن جسد المرأة أخرجه إلى النور ..
 إلى الحياة الأولى في أول ” واق له ” فكانت الحياة كل الحياة ..
 لتقول الفنانة الرائعة سمر :
جسد المرأة ليس دائما “ً أيها الفحولي ”  لممارسة القهر الجنسي ..
بل هو تكوين رباني إلهي بمنتهى التعقيد والتكوين  ليس في قدرة كل فنان رسمه بعيداً عن الشهوة ..
بعيداً عن الإثارة الجنسية ..
 وإنما إبراز عظمة هذا الجسد المرسوم بمنتهى الإبداع والحداثة ..والتكوين..
قائلة هذه ريشتي  وهذه ألواني  وهذه مدرستي الخاصة بي ..
الخاصة بي تماماً كما.. سماها.. أبي الراحل ..
 وهذه أنا .. كما أنا .. وأنا دون غيري.. ولا علاقة لي بغيري .. ولا بريشة غيري .. ولا بألوان أو تقنية أو مدرسة غيري..
تعال وشاهد ريشتي في الجسد الذي أرسمه والذي هو ليس بجسد معروض في سوق النخاسة ..
أو هو بجسد لا قيمة له حتى لدى من يدعون أنهم مثقفون مبدعون في كل فنون وصنوف الفن والأدب ..
هذا هو جسد أمك .. جسد أختك .. وإن لم تمانع جسد حبيبتك .. إن كنت ..
 مم وزين … فرهاد وشيرين.. خجي وسيامند…
هذا هو الجسد الذي أرسمه لك أيها الفحولي الشرقي ..
فإن كنت مثقفاً فجاوبني ببراءة .. بصدق .. وبجرأة ..
من منكم لايعبد .. لايقدس .. لا بل ويخر ساجداً لجسد المرأة هذا..
وإلا لماذا كل هذه ” القعقعة .. والفرقعة .. والزمجرة ” حول رسم جسد المرأة ..
 فإن كنت مثقفاً حقيقياً فأقدم لك فكري وريشتي وألواني المختزلة في آمال وأحلام وطموحات الناي الحزين ..ناي أبي  ..
وإن كنت متخلفاً فبئسك وبئس تخلفك فهذا شأنك ..
 فأنا لا أنتمي إليك ولا إلى زمنك أبداً … فأنا كما أنا …
كما كان مثلي وقدوتي في الحياة..أبي ..
لأنني سأكون رسالته الجريئة في هذه الحياة التي هي حياتي ما دمت أعيش وأتابع رحلتي المتأنية في غير عجالة من أمري..
… أتابع رحلتي مع الفنانة سمر مشدوداً بناظري المسمرتين على الجدار الذي يليه .. باحثاً عن اللوحة التالية ..
 ألج الصالون .. صالون الفنانة سمر بخطى متثاقلة حذرة .. وكأنني أسمع صدى صوتها المدوي في فسحة المكان الذي أمسيت فيه وإليه وبتحد إصراري
سجل .. سجل .. سجل ..
هل أرضتك .. أم أغضبتك لوحاتي ؟..
وفي الصالون ويقيناً لكل صالون أربعة جدران لفقير أم لغني .. إلا صالون الفنانة سمر تخاله وكأنه له عشرة جدران .. للغنى الفني الكبير ففيه اثني عشرة لوحة بريشتها وبمختلف الأحجام ..
 لصالونات الأغنياء جدار شرقي..”مبهرج “.. وغربي ..” مبحبح” .. وشمالي ” معجعج ” .. وجنوبي مطل على حديقة أو ساحة لها اسمها في مركز المحافظة..
معجعج بالنور بالرغم أنهم وجلهم لايعرفون شيئاً عن الظل والنور ولا حتى في المنظور ..
ولكن صالوناتهم هذه تعج بالتحف النفيسة من كل البلدان ، ويعرفون بالمال..
“الظل والنور والمنظور”.
ولكن صالون الفنانة سمر ليس ككل الصالونات لأنني فيه ما وجدت نفسي إلا هائماً في سمواتي مع هذه الغرفة ولوحات سمر فيها لأغوص بحماس في أعماق الأرض ولون ترابه وعبق رائحته بعد ” زخة مطر ربيعية ” .. في كل لوحاتها ..
رغم أنني لست بصدد دراسة فنية لهذه اللوحات لأن الدراسات الفنية لها أصحابها . أما أنا فلست سوى خير معبر عن أفكاري ومشاعري وأحاسيسي ليس إلا..
ولكنني بالرغم من كل شيء أعيش حالة ذاتية خاصة بي ..
 أعيش حالة من الانبهار أمام ما لم يكن مقدراً ومتوقعاً لدي أبداً ..
لا..لا..لا..
أنا مجبر للاعتراف والإقرار..
وبيقين جازم ، حازم ..
بأن حواسي كلها صائبة وسليمة وصحيحة ، وصادقة في كل شيء وأنا أقف وجهاً لوجه أمام  لوحات الفنانة الرائعة سمر دريعي .. بل والرائعة جداً ..
أنا لا أصف واقع الحال وأعيشه بعاطفية..
لا أبداً..
وإنما أطلب من كل صاحب حس سليم أن يعيش الحالة معي ثم يصدر أحكامه وتقييمه ..
الجدار الشرقي الذي بدأت به ..
هي لوحة بمنتهى البساطة في اللون وفي ” الحذاقة ” الفنية ، هي لوحة باللون الرصاصي فقط وأبيض تأسيس مساحة اللوحة ذاتها  ..
تذكرت وعدت القهقرى بخيالي إلى الماضي السحيق إلى اثنين وأربعين عاماً خلت..
 إلى ثلاث لوحات بالأبيض والأزرق.. في آخر معرض مشترك لنا في دار المعلمين بالحسكة ..
اللوحة الأولى “.. القدوة والمثال فنياً ..”  للفنان الكبير عمر حمدي “..
 بعنوان.. ” استجمام تحت ضوء القمر ..
واللوحة الثانية له أيضاً ولو على استحياء بمشاركة مني كما كان حال عمر في يوم ما، مع كل من كان معه وحوله ممن توفر عندهم الحد الأدنى من الموهبة الفنية..  
 تلك اللوحة المعلقة على جدار غرفة أحبها وأحترمها من بيتي ، من مكتبي كمحام في عامودا  ..
..” صورة من سرقت من عمري عمراً “..
واللوحة الثالثة كانت  لي بعنوان ”  سماوية ” .. وهي المتبقية الباقية من ذلك المسروق والمنهوب من عمري الذي بقي … 
وعندما نقف أمام لوحة مرسومة بإتقان بلونين تتوجه وتخاطب مرغماً براعة الرسام في لونيه هذين ..
حقيقة يظهر نبوغ الفنان في تمكنه من هذين اللونين…
رسام اللونين يعني قبل كل شيء تمكنه التام والبارع والمبدع مع..
.. ” الفحم “..
إننا أمام لوحة بهذه المواصفات الإبداعية التي تجعلك ..
تحسسك بصقيع القطب شماله وجنوبه..
فتعيش وتعايش زحافة تجرها الكلاب للوصول إلى تلك القبب..تلك البيوت الثلجية المتناثرة على غير انتظام..
 وفي اللوحة في تلك القمم.. الجبال الثلجية .. ومع الأشجار المحملة بثلوجها ..
ورغم الإحساس بالقشعريرة التي تسيطر على جسدك الدفيء ..
 إلا أن اللوحة تمنحك الدفء كل الدفء بجمالية اللون الأبيض والرصاصي والإبداع فيهما ..
وتليها لوحة زهرية الألوان هي عبارة عن زنبقة مرسومة بإبداع وبألوان زاهية في دمج رائع للألوان الترابية ..
 لتبقى جمالية اللوحة التي تعطي الأعماق بهجة ما توقعتها أبداً ..
ولأكون أمام لوحات بهذه الروعة وباللون الترابي الذي لا يمكن السيطرة عليه في كافة الاستخدامات إلا من متمكن منها تماماً ..
وما وجدت بكل صدق الفنانة الرائعة سمر إلا متمكنة منه ومسيطرة عليه .. وهنا تكمن قوة الفنانة وإبداعها ..
والعودة من جديد إلى الأرض والتراب وعبق رائحته في اللوحة الثالثة في هذا الصالون بالطريقة الفنية الرائعة ذاتها مستخدمة كافة تدرجات اللون البني المسيطر بإطلاق على كامل مساحة اللوحة ..
اللون البني في ثورته .. في هدوئه … و.. حتى في خموده .. وأجمل ما فيها هو ذلك العمق اللامحدود الذي يخال لك أنك لن تستطيع الخروج منه… تفارق اللوحة ولا تريد مفارقتها .. مغادرتها …
وإلى لوحة ” سيامند وخجي ” تلك الدراما الكردية المؤلمة في عشق كردي أسطوري لهذين العاشقين ..
هذه الدراما التي رسمها فنانين كرد كثر ..ولكن الفنانة سمر رسمتها أيضاً بأسلوبها الخاص بها أيضاً بألوانها الترابية ..تجعلك تعيش جمالية اللون من جهة والتكوين من جهة ..والحدث الفجائعي من جهة ثالثة ..
في العيش معهما في مأساتهما في قمة ذلك الجبل الأجرد .. ومستخدمة الأسلوب ذاته في تعاملها ومعانقتها اللون البني والذي تجعل منه ألواناً متمازجة متماوجة وذلك عن طريق قدرتها في السيطرة على اللون وجعله مطواعاً رهن رغبتها وإشارتها ومشيئتها ..
 وقبل متابعتي رحلتي هذه مع لوحات الفنانه سمر أقف عند نقطة هامة يجب الوقوف والمكوث عندها ..
وهي أنني من خلال تماساتي مع فنانين تشكيليين في اللاذقية ودمشق والحسكة واليوم في حلب هؤلاء الذين يرسمون بالألوان الترابية ..
ما وجدت قدرات خارقة في هذا التعامل الرائع مع اللون الترابي كما وجدته لدى الفنانة سمر لدرجة أنني وللوهلة الأولى خلتها أنها ألواناً زيتية..
وأعتذر من كل فنان تشكيلي له أسلوبه في التعامل مع اللون الترابي ، أسلوبه الخاص به دون سواه ..
هي لقدرات الفنانة سمر وبمنتهى الإبداع.. 
وهذا ما سأقف عنده من خلال زيارتي الثانية لمرسمها ولوحات معرضها المقبل الجديد كل الجدة حتى في اللون أيضاً…
إذاً هي لخصوصية الفنانة سمر في تعاملها مع الألوان الترابية من خلال صدق إحساسها وريشتها وأفكارها ومشاعرها في كل لوحة ترسمها..
أقف وجهاً لوجه أمام زنبقة أخرى مرسومة باللون البني أيضاً والتي لم أجد فيها إلا أن كل شياطين التعاسة والكآبة والحزن والألم قد ركبوا ريشتها عندما رسمتها ..
وعلى نقيضها اللوحة اليتيمة على الحائط الغربي وهي عبارة عن زهرة باللون الزهري والتي تبعث في نفسك الأمن والطمأنينة ..
أما الحائط الشمالي فعليه ست لوحات باللون اليتيم الذي هو البني ذاته صغيرة الحجم بتكوينات جميلة متعددة ..
هذه اللوحات التي خيل إلي استحالة عرضها في استقلالية عن بعضها ، أي تجمعها علاقة ديالكتيكية لا انفصام فيها ..
تشكيلات متعاضدة ، مناصرة بعضها البعض …
وكانت الزيارة الثانية إلى مرسم الفنانة سمر لأن الزيارة الأولى كانت على عجالة كبيرة لتكون كل المشاهدات خاطفة كومض البرق لم أستطع أن ارسخ في ذاكرتي فكرة واضحة عن مقتنيات المرسم في هذه العجالة، سوى الاستخدام الرائع جداً جداً للون البنفسجي ..
وهذه الزيارة نقلتني من حال إلى حال تماماً ..
ولكن وفي كل الحالات هي أكثر من عشر لوحات لا يجوز الاقتراب من ساحتها..
من حرمها المقدس ..
قدسيتها المقدسة والمحرمة قبل عرضها  في معرضها القادم في مدينة حلب في 20/5/2010
ولكن ما أود قوله بصدق لا حدود له بصدد هذه اللوحات التي شاهدتها في المرسم والتي..
.. ” طيرت لي  نافوخي تماماً ” ..
وفي الطريق لوحات كثر وجدتها مشدودة في أطرها ..
لأن البون شاسع بين لوحات بيتها ولوحات المرسم وسيشاهدها الجمهور .. وسيكونون الحكم الفصل في المشاهدة وفي التقييم ، وبالتالي في التقدير ..   
بينهما ألف سنة ضوئية .. قفزة غير معقولة ..
تطور أسطوري في علم التكوينات واللون والريشة والفكر الفني  لدى الفنانة الرائعة وبامتياز سمر دريعي ..
حقيقة أقف مذهولاً وباندهاش أمامها ..
 شاداً بإعجاب .. بحب .. باحترام على يديها قائلاً لها :
 بوركت يا عزيزتنا الغالية ..
بوركت يا إرث عازف الناي الحزين ..
ويقيناً سيكون لك ذاك المستقبل الأكيد.. الزاهر..
ولكنني وأخيرًا أحذرك من أية التفاتة لك إلى الخلف..إلى الوراء..
ففي الخلف والوراء انتحار وموت أكيد..
وإلى اللقاء..
 في معرضها الذي يلي القادم الذي أصرت أن يكون في مدن  عامودا والدرباسية والقامشلي والحسكة وحبذا لو رحب بالمعرض جميع المراكز الثقافية في مدن الجزيرة  كلها ..
 دون غيرها …من مدن سوريا كلها..
صحيح أنها ليست من ليست مدن موطن ولادتها ..
وإنما حلب الشهباء .. هي.. هي..  
ولكن عامودا موطن ومسقط رأس وولاة أبيها ..
عازف الناي الحزين .. “عبد الرحمن دريعي ” ..  
                       
**     **     **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمر دريعي في صـــالة الخانجي
ملحق الثورة الثقافي
25/5/2010
تحت عنوان «جسد1ـ طبيعة2» يُفتتح في صالة الخانجي للفنون التشكيلية بحلب معرض الفنانة السورية المغتربة سمر دريعي
مساء الخميس المقبل الساعة السابعة مساء. ويستمر لمدّة أسبوع. ويتضمن المعرض ثلاثين عملاً جديداً، تعكس فيها الفنانة رؤيتها الخاصة للجسد والطبيعة بوصفهما أصل الحياة وغايتها.‏
 

أدناه بعض أعمال الفنانة سمر دريعي:

 

—————–


المحامي حسن دريعي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…