بدأ ذلك الحلم البعيد يطوف خيالي ويجوب وجداني بعنف القصيدة يوما بعد يوم يغزو أحلامي يؤرق جسدي الغض ذي الثلاثة والعشرين ألماً
يحدث ثورة ليقظ مضجعي
و …..جسدي
ذلك الخارج لتوه من معركة بعد عراك السنين التي تعقب جنون الروح كما الحرب التي خضتها وأنا احمل آلة تصدر أزيزاً أحارب السراب من أجل السراب
هذه الليلة ……..
تنساب نسمات صيفٍ جنوني بالروائح العطرة روائح المواسم والسنابل والشمال الحزين . تبعث في داخلي المقسم ……. المجزأ بآلام المخاض
نشوة بدايات فراغ شُكل في قلبي نشوة تدغدغ أطراف ذلك الحلم البعيد القادم لا محالة
تلك اللحظة التي تعقب بعث الروح في الجسد لحظة الانفصال الأزلي ولحظات عاصفة بالقبلات الجارفة تبلل صفحة روحي وجسدي تلك اللحظة الهاربة التي تبعث بيَ إلى شيء من الحس الانهزامي
كنت بفراغي الرهيب أبحث عنها كذلك الطفل المولود لتوه يريد أن يلثم حلمتي ثديي أمه باحثاً عن حياة ما بعد الحياة .
وأنا……….
وأنا الهارب بخوف المنهزم أترقب ضياعاً أفرز بحكم التحول العددي لظهور أشياء غريبة ظهرت تصبغ جسدي في جغرافيته الغضة
تلك التي قسمته سنوات من عمر الإله ( ج ا ل د ي ر ا ن ) وما بعدها وما قبلها
وأنا ملتزم بــ..
هروب لهروب
سكون ما بعد الهروب أشياء تشد كياني لهروبٍ جديد .
تُرِكت أماكني …وأُمنياتي
غادرَته ألعاب عظام فك الجمال الصفراء ( ضحايا حروبي السرابية )
وأمي منهمكة في تشكيل لوحة سريالية تشدني لتلك الآيات ( الإنسان أخو الإنسان )
وآخر من بعيد يحمل أداة خفية
قادم …………
قادم ُ
متمتماً بخوف
المجد لمن في الأعلى ( ? )
وعلى الأرض السلام وفي جعبته كيس من اللعنات
وللناس مسرات بحجم الجحيم
وآيات تشبهها تباع وتشترى بشيء من الحديد ومن قطرات مائي التي شكلتها دموع أنهاري
وبعد…..
تُراني
لما أقول لكم قصتي هذه ؟
ربما لما حصل معي اليوم وأنا أزف ثلاث وعشرين حزنا وألماً من عمري
وأنا أشعر بجذورٍ تمتد من أخمص تاريخي إلى تلك الغربة التي تنطوي وتتلون بألوان ثلاثية مقدسة دنستها جحافل الفاتحين لقبور أجدادي
تليها أصوات حمائم أسمعها أو أكاد معلنةً موتي وبعثي من موتي ثم موتي من جديد
وبعد موتي الأخير بالفرمان المقدس
حملت في جيب تاريخي المقدس ورقة حمراء ألزمتني على الغربة في ……………..؟
وبعد ….
ماذا بعد ….
نسيت أن أقول لك يا قارئي رغماً عني من أين أنا
أنا وبكل عجزي و هزائمي المجيدة وبفخري الأُسطوري ألسرابي أسكن في شمال قلبك
هل أحسست بوجودي يوماً ؟
أم أنك لم تحس مثلي بشمال قلبك ؟؟
رغم أنني أسكنه
وبعد ……
سأسرد لك قصتي .
لكن أنبهك على أن تقرأني بكل بكائي ورقتي تصاحبك أصوات حجل بيادري
أنا من قرية تدعى كــ…
أظنك عرفتها فهي مشهورة
تسكن معي شمال قلبك
مكانها أكثر من جبل الجودي
بحمله الذي أسكنه إياه نوح وثمانين من أتباعه ..
بحكاية أزلية مقدسة ترددها بقدسية أصوات تجهل ذالك المكان المقدس في روحي
هل عرفتها …
هل عرفتها ؟
في تلك القرية تسكن غادتي اسمها سلمى أحببتها وهي أحبتني قبل مأساة خلاص روحي من تسعة أشهر في سجن أمي
أحببتها …
واتخذت على حبها أربعة أصدقاء
سلمى … سأحكي لكم عنها قليلاً
تصر سلمى أن تبدو بكل بهاءها بكل جبالها وجمالها وألوانها تلبس على جسدها الطفولي رداءً من النعناع البري تزين ثوب سلمى مزركشات من ثوب عروس ( مم ) الأسطورة زين
وبكو ما فتيء يخيط لها أثواب وأثواب لتبدو في نهاية المطاف نهاية القيافة
تشد شعرها بتلات شلير
سلمى تقاسمها أصدقائي الأربعة
أحدهم أخذ من وشاحها الأسود غطاءً لرأسه
والباقون إتخذوا من منمنماتها الميدية ربطات عنق يتباهون بها في حفلاتهم
والآخرين تقاسموا بؤبؤ عينيها
وأنا في جيبي بطاقة …. حمراء مدون عليها عبارة مائلة تسمرني وتغرب سنواتي
تلك هي سنوات الجدب في تاريخي
أما سلمى لها بريق في عينيها
بريقا َشبه حلم غامر بالفرح والسعادة تنبه جسدي وتسمر عينيَ بخيانة خيولي وفرساني
والآن
…………..؟
رغم عن ( أصدقائي و إخوتي ) سأبقى أقول عن سلمى
رغم ألمي ونفاقي وبيادر السراب في أرض أجدادي و أحفادي
رغم من تدمع عيونهم المفقؤة بسهام الغدر بسلمى وغير سلمى
لكنني سأردد إلى أن تغرغر روحي بمكان يقع ما بين صدري وصدري
اردد متمرداً
ثائراً
“هوى سلمى عليَ فرض عـينٍ ………. كحبِ الله في دينِ الهنودِ
قتلتي سيداً من قوم كردٍ ……… بلا سيفٍ ولا حشد جنودِ “(1)
لكن هل سآخذ منهم ما قسموه من ثوب سلمى وأخيطه ولو لمرة واحدة نيابة عن
(بكو)
؟؟؟؟؟؟؟
كذلك أنا الآن وأنا في سنواتي الثلاث والعشرين سنواتي الهاربة من طفولة فوضوية
هاربة هاربة هاربة من إرث عظيم تلامس أقلام (زارا ) وهو يخط حلمه جلوداً من الذهب الأسطوري
منتفضا أستنشق غبار التبر من كاوا
من حديده
من ناره التي بين جنبه
وأعود الى رشدي
من خفايا تاريخي
ترى هل سترضى سلمى بالعودة إن عدتُ إليها وإن تجاوزت سنواتي الثلاثة والعشرين بعد عدة مئات من سنوات الجدب ؟؟
ترى هل سلمى من قتلت ذلك الفارس فينا أم أننا من نحرنا فرسنا وبقينا نركب السراب نحارب السراب من اجل السراب وننسى
شيأ
مقدسا
اسمه
سلمى
——–
(1) من قصيدة كتبها بالعربية أسطورة الشعر الكوردي جكر خوين لقنني إياها احد أصدقائه