أنتم …. أنتم .. بأثدائكم السّبعة تنسون رضاعتي مُغبّرة
تنسونني قرب القليل من الماء, نهرٌ مقاربٌ لإغفاءة جبل هرم وغصن الحزن الملفوف حول خاصرته, وتلتهون عني بماء كثير ومشاهداتٍ أكثر, بقنواتٍ لبنانية تصلكم على حافة الجبل, تسبحون, تشربون, تلعبون دوني,..,.., والأهم تشاهدون المباريات من قلوبكم بينما أراها من فوق جدار النادي.
أرواحنا رغم هذا الميزان المغمض القلب, تحابت بالوردات الثلاث لصاحب الوجه الأبيض, التي سرقتّها مني طاولة الشاطئ-حينذاك-.
والمصارع –كرجلٍ عضلات ساعده كرتا قدم- بودّه بوجهه القمحيّ, المخمن بأن الشمس لا تلبس تنورة إلا بحضور حورية الشِّعر وراقصة الفنجان وفوز فريقٍ عاشرناه مُذ كنّا ” كرة “.
والرامي –هداف القلوب-المولود في قشرة برتقال وجدارٍ أزرق, يحرس مدفئة خصّها لتدليك ظله, وليدل على شخوصه المجنونة في السرد وكذا في لعبة شدِّ الأعصاب والشَّعر.
قلت لكم سابقا بأني لا أصلح لأن اصنع من كفي منديلاً لعرق العالم-كأس العالم- أو أن أجعل من عشِّ اللحظة تمثالاً لسقراط اللاعب-جكارة بسقراط العقل- ولا أصلح لمسامرة ماء النهر بمفخخات العطس, ولا أميّز بين نجاسة الأرض وطهارتي السّماوية, أو بين الفرق المتحاربة أو المتحابة.
علينا أن نقف على الجسر غبَّ كلِّ مباراة ونرمي من تحته الشتائم وآلاف الأنهار الخائنة, والفرق الخاسرة!!.
من هناك مرَّ صبيٌّ يجر الفجر كطائرة ورق استانبولية, جزراويٌ صوته عديم الملح وعينه العارية الماء, هناك تلقفنا توسلات حفظناها وهدهداتٍ مكعبة, ملكٌ أضع تكشيرتي على النص, لذا حاجبا شِّعري عاقدان أبدا
وخاتمتي زقاقٌ مُحصّى, وعنب لقائنا الأبيض عانق ريح الهداية, نهشت عراء الغيم بعضات ثلوج تائهة, إخوتي يلتقطون معي الجهات وتهافت سنابل وجوهنا المسقيّة بالشِّعر, هم- أصدقاء حفظتهم عن ظهر حب-
أصدقائي أُخرج لهم من حنجرتي زقزقات للنهارات الآتية, وهتافات المدرجات كطوابق الإقطاعية وأُقدّم فرحتي بيتزا اللقاء, ففرحي ناقصٌ ما لم تجاوره أعاصيركم وأنتم تشتمون فريقي ومهاجمي المفضل.
بريدي الماطر بمحابر, لأشجار لا تقف في السنة إلاّ حين تمرُّ أفكارنا وظلالنا من تحت وفائها, وجوهكم الجَدْوَلية معي تتبع خرافات الصّدق والورق في آن, ما الذي سيفعله حراس المرمى دون خطايا, وما الذي سنفعله بهم دون أهداف.
دون كره يمتشقونه سلماً لأفواهنا الصدئة
تجارة الحب بين واحدٍ أبيض, بخارجه, بشيبه, بهتافهُ
ابيضٌ بداخله, بسبابته الموجهة للزمن المسالم, ولسانه الذي أخرجه لرقصة الهدف.
وآخر بدين الجسد وكذا روحه المتخمة بالصدق حتى الثمالة
والرامي المنتهك لهتافاتي الإلهية, المولود على قشرة برتقال ورغم عصارة اللغة الفواحة يعشق تفاحات الكتابة
……… أحبتي معكم لن العب إلا رأس حربة.
جريدة تشرين /ملحق أبواب الثقافي عدد 18/