نزوة .. أم حب..!*

دهام حسن

هجرتُ كي أنسى مها
من صغري عشقتها ولم أزلْ أحبُّها
ماذا أقول في الهوى .. من شغفي.!
فقسمتي من الهوى..
أرى كمن يلسعني بجمرة من لهب

قد قيل لي في حينها.. ما هو إلا نزوةٌ
سرعانَ ما تنسى مها
عشقُكَ ذا ..
ليس سوى عشق مراهق صبي

واليومَ .. ها في كبري قد كبر الحب معي
فلم أزلْ أحبّها..
ولم أزلْ ألامُ في حبي لها
حبي لها ضراعة.. مثل خشوع لنبي

ماذا فعلتِ يا ترى بحاليهْ
لا منك حـبٌّ يا مها.. ولا أرى كراهيهْ
من خجلي كنتُ إذا رأيتُها..
مقبلة نحوي فلا أعرفُ كيفَ أختبي

حبـّي لـها ..من طرفي.. هزيمة دائمة
وهجرتي ليست سوى عجزي..بها
فلم يزدني الحبّ ُ إلا هربا في هرب
ٌ
لم أنسَ ما قاله يومَها أبي
ينصحني في صغري.. من شغبي
يزجرني في كبري
لما رأى تأثري وعزلتي.. وغيبتي
اعقلْ بنيْ…
ألم تزلْ ذاكَ الصبي.؟

أمـّا.. مها … (حضرتـُها)..
فلم تزلْ تضحكُ مني بعدما
استنشقتْ فضلَ عطاء متربِ

يا ويلَها من طبعـِها …مجنونة ٌ غبية ٌ..!
تبحثُ عـنْ نــدّ لها غباوة
فالتقطت غبية لها غبي

أما أنا حبي لها …
ما كان لي منه ولا من وعدها ..
سوى سحاب خلّب

أيا ترى..
كيف تنامُ ليلـَها..؟
ومن ترى خيالـُه أمامـَها..
يمثلُ في منامـِها..؟
ذاك العجوز أم ترى هذا الصبي

ويا ترى ..أما تزال في الهوى تذكرني.؟
تعرفُ أنـّي لم أزلْ أحبّـُها
أقولـُها صراحة حبي لها..
محمـّلٌ بالتعب.. ملاحقٌ بالعتبِ

غباؤها طفولتي.. فؤادي المعذّب..
جميعها كان عناوينَ لنا
فهل ترى.. اقتنعت بما عليها صنعه.؟
أم لم تزلْ تنكر حبّا قد هوى من دون أدنى سبب..

قد قيلَ في أمثالنا:
(العقلُ تاجٌ نسجُه مرصّـعٌ بالذهبِ
لا يستوى إلا على هامِ الكرامِ النـُجُبِ)

———-
* أخي الكريم .. كفانا ألما فلنعلل أنفسنا قليلا، أو فلنقل نخادعها، بعد هذه الغمّة، في رحيل أحبابنا  بشيء من البث الوجداني..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…

حاوره: إدريس سالم

تنهض جميع نصوصي الروائية دون استثناء على أرضية واقعية، أعيشها حقيقة كسيرة حياة، إلا إن أسلوب الواقعية السحرية والكوابيس والهلوسات وأحلام اليقظة، هو ما ينقلها من واقعيتها ووثائقيتها المباشرة، إلى نصوص عبثية هلامية، تبدو كأنها منفصلة عن أصولها. لم أكتب في أيّ مرّة أبداً نصّاً متخيّلاً؛ فما يمدّني به الواقع هو أكبر من…