خلوتي خمرتي

  د/ بهاء الدين عبد الرحمن

ما بين خمرةِ سكرانٍ بحانته
                      وبين رامزةٍ للحبِّ في الأزلِ
تنداحُ آنيةُ الصهباءِ  ساقيةً
                   صدى الهيام سُمُوّا أو إلى سِفَلِ
فكلُّهم ذائقٌ والطعمُ مختلفٌ
                    وكلُّهم هائمٌ، كلٌٌّ على نُزُلِ
 تسمو المنازلُ في دربِ التي اصطُفيتْ

             وحاكتِ النورَ صَفْوًا في رُؤى المُقَلِ
يسلِّم العقلُ في مِحرابِ شاربِها
                   يُجلُّها خاشعا والروحُ في شُغُل
أما التي ثَقُلَتْ في الحسِّ فانحدرتْ
                 في ظلمةٍ نَفَجَتْ في عقلِ مختبَلِ
فدع مقالة مُسْتشفٍ بها شَغِفٍ
                  كيف الشفاءُ من الأدواءِ بالعِللِ
 وقُمْ بنا ننتبذْ إشراقَ خلوتِنا
                 ونحتسي الرَّاحَ في جنّات مُعتَزَلِ
في خلوتي خمرتي تحلو لذائذُها
             حيثُ الرياحينُ فاحتْ من ندى الطِّلَل
من لذّة الدمعِ أشواقي لها أرَجٌ
                ينساب في خافقٍ داعٍ على وَجَلِ
يا كأسَ نجوايَ في جوف الدُّجى مُلِئَتْ
                     من نورِها كستِ الظلماءَ بالحُلَلِ
تهفو الملائكُ في أنوارِها صُعُدا
                       إلى السماء تُزَجِّي وَجْدَ مبتهِلِ
أنتِ الرجاء لنور يوم غاشية
                      به النجاة من الأحزان والوَهَلِ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أ. فازع دراوشة| فلسطين

المبيّض أو كما يلفظ باللهجة القروية الفلسطينية، ” المبيّظ”. والمبيض هذا كريم الذكر لا علاقة له قدّس الله سره بالبيض.

لم أره عمري، ولكن كنت في أوائل الابتدائية (الصف الاول والثاني) وكان يطرق سمعي هذا المسمى، علمت أنه حرفي ( صنايعي) يجوب القرى أو يكون له حانوت يمارس فيه حرفته. يجوب القرى، وربما…

مسلم عبدالله علي

بعد كل مناقشة في نادي المدى للقراءة في أربيل، اعتدنا أن نجلس مع الأصدقاء ونكمل الحديث، نفتح موضوعاً ونقفز إلى آخر، حتى يسرقنا الوقت من دون أن نشعر.

أحياناً يكون ما نتعلمه من هذه الأحاديث والتجارب الحياتية أكثر قيمة من مناقشة الكتب نفسها، لأن الكلام حين يخرج من واقع ملموس وتجربة…

أحمد جويل

طفل تاه في قلبي
يبحث عن أرجوحة
صنعت له أمه
هزازة من أكياس الخيش القديمة……
ومصاصة حليب فارغة
مدهونة بالأبيض
لتسكت جوعه بكذبة بيضاء
……………
شبل بعمر الورد
يخرج كل يوم …..
حاملا كتبه المدرسية
في كيس من النايلون
كان يجمع فيه سكاكرالعيد
ويحمل بيده الأخرى
علب الكبريت…..
يبيعها في الطريق
ليشتري قلم الرصاص
وربطة خبز لأمه الأرملة
………
شاب في مقتبل العمر
بدر جميل….
يترك المدارس ..
بحثا…

مكرمة العيسى

أنا من تلك القرية الصغيرة التي بالكاد تُرى كنقطة على خريطة. تلك النقطة، أحملها معي أينما ذهبت، أطويها في قلبي، وأتأمل تفاصيلها بحب عميق.

أومريك، النقطة في الخريطة، والكبيرة بأهلها وأصلها وعشيرتها. بناها الحاجي سليماني حسن العيسى، أحد أبرز وجهاء العشيرة، ويسكنها اليوم أحفاده وأبناء عمومته من آل أحمد العيسى.

ومن الشخصيات البارزة في مملكة أومريك،…