خلوتي خمرتي

  د/ بهاء الدين عبد الرحمن

ما بين خمرةِ سكرانٍ بحانته
                      وبين رامزةٍ للحبِّ في الأزلِ
تنداحُ آنيةُ الصهباءِ  ساقيةً
                   صدى الهيام سُمُوّا أو إلى سِفَلِ
فكلُّهم ذائقٌ والطعمُ مختلفٌ
                    وكلُّهم هائمٌ، كلٌٌّ على نُزُلِ
 تسمو المنازلُ في دربِ التي اصطُفيتْ

             وحاكتِ النورَ صَفْوًا في رُؤى المُقَلِ
يسلِّم العقلُ في مِحرابِ شاربِها
                   يُجلُّها خاشعا والروحُ في شُغُل
أما التي ثَقُلَتْ في الحسِّ فانحدرتْ
                 في ظلمةٍ نَفَجَتْ في عقلِ مختبَلِ
فدع مقالة مُسْتشفٍ بها شَغِفٍ
                  كيف الشفاءُ من الأدواءِ بالعِللِ
 وقُمْ بنا ننتبذْ إشراقَ خلوتِنا
                 ونحتسي الرَّاحَ في جنّات مُعتَزَلِ
في خلوتي خمرتي تحلو لذائذُها
             حيثُ الرياحينُ فاحتْ من ندى الطِّلَل
من لذّة الدمعِ أشواقي لها أرَجٌ
                ينساب في خافقٍ داعٍ على وَجَلِ
يا كأسَ نجوايَ في جوف الدُّجى مُلِئَتْ
                     من نورِها كستِ الظلماءَ بالحُلَلِ
تهفو الملائكُ في أنوارِها صُعُدا
                       إلى السماء تُزَجِّي وَجْدَ مبتهِلِ
أنتِ الرجاء لنور يوم غاشية
                      به النجاة من الأحزان والوَهَلِ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…