فداك روحي يا شفان

زهرالدين دينو

قولوا ما تشاؤون يا من تسنون خناجركم على مبارد أحزابكم لتطعنوا بها أجمل كردي في عصره , وأدعوا ما يخطر على بالكم وثرثروا وغنوا وارقصوا واحلفوا بالقرآن وآفستا والإنجيل والتوراة والكعبة ولالش فإني قسماً بطهر قلب شفان ويميناً بصوته الشجي الذي سكر ويسكر الملايين من أبناء أمتنا لست بمصدقكم , يا من تخلطون الحابل بالنابل والفن بالسياسة وتوظفون الدعايات لغايات في قلوبكم . هل أصدقكم أم أصدق أذنيَّ التي أدمنت على أغاني هذا المناضل العظيم وأطربت بسحر الحانه ؟؟ هل أصدقكم أم أصدق عيني التي ما إن وقعت على صورتِه يكاد جسدي ينفجر فداءً للوطن ؟ هل أصدقكم أم أصدق روحي التي تبتهج  وتختلج – مثل صوفي يسمع ذكر الله – عندما تسمع أنين طنبوره ؟
شفان فنان ليس ككل الفنانين , هو أمة من الفنانين , وهو خير من نطق بالكردية وأجادها , وهو مثقف من الطراز الاول رغماً عنا وتاريخه أبيض ناصع رغم الأقاويل المشبوهة هنا وهناك لذا وجب احترامه .
شفان كبير وكبير وسيبقى كبيرا ومناضلا تعبده الملايين رغما عن الجميع , ومجرد ظهوره في قناة تركية لا ينقص من شانه شيئاً , وخاصة إذا علمنا أن المسؤولين الاتراك هم الذين يجرون خلفه ويحاولون الالتقاء به والتودد إليه وليس هو الذي يعدو خلفهم متمنياً رضوانهم وبركاتهم .
من حق أوجلان أن يلتقي بالمسؤولين الأتراك دون أن يكون خائناً ومن حق محمود عباس أن يجالس نتنياهو دون أن يكون عميلاً ومن حق شفان أن يغني أينما شاء – طالما لا يناقض مصالح شعبه – دون أن يعتبر مرتداً .
شفان هو الفنان الكردي الكبير الذي لم يرضخ لحزب ولا تيار طوال مسيرته الفنية العظيمة بل ظل صامداً رغم التهديدات من كل حدب وصوب واضعا نصب عينيه في المصلحة الوطنية الكردية العليا ….. وما يزال وأكرر وما يزال . وحتى إذا غنى في القناة الكردية التركية فإنه هو الذي سيفرض شروطه عليهم وليس العكس هكذا عرفنا شفان شريفاً عزيزاً صامداً لا تحنيه هبة ريح ولا رهبة دولة ولا لومة لائم , ثم إن هذه القناة رغم عدم اتفاقنا معها فإن ظهور الفنانين الكرد فيها لا يعني خيانتهم أو عمالتهم كما يدعي البعض . وليعلم الجميع أن المفاهيم كلها تغيرت في ظل العولمة , وحتى مفهوم العداوة  , العدو الذي كان ينظر إليه في السابق على أن أي تعامل أو سلام أو كلام او إشارة معه يعتبر ضربا من الخيانة التي لا تغتفر بات اليوم ينظر إليه على أنه من الممكن أن يكون صديقاً وفياً .
وإلى من يتحدث عن حب شفان للمال أقول : هل سأل أحد يوماً من أين يأتي هذا الشخص بمصروفه منذ لجوءه إلى أوروبا قبل حوالي خمس وثلاثين سنة ؟ أليس من حقه أن يعيش بكرامة ولا يمد يده إلى أحد ؟؟ هل قدمنا له شيئاً يعينه في معيشته ؟ هل قدمت له الأحزاب الكردية معونة مادية إكراما له على ما قدمه من اجل الامة الكردية وشكرا له على ما أفناه من عمره في سبيل أمته ؟؟؟ هل قدم له رجال الأعمال الأكراد هبة ؟؟؟ هل سأله أحد من أين يأكل ومن أين يشرب ؟؟
الجواب بالتأكيد لا , إذن من حقه أن يعير شيئاً من اهتمامه لجيبه ومعدته .
شفان جبل أشم لا يهزه ريح , قلعة لا تزحزحه عاصفة , ثروة لا تنضب , نبراس تهتدي به القلوب إلى حب الوطن والتضحية من أجله , تراث قومي قيم لا يقدر بمال .
شفان علم من أعلام الكرد خفاق فوق الذرى , مرفرف على القمم , آسر لقلوب أجيال , نسر عاشق للحرية , أبي حتى النخاع , شجاع حتى العظم , محبوب حد الفداء .

شفان ضمير الكرد ومن يعاديه من الكرد لا ضمير له .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…