الادب هو وعي الشعب
(فيساريون بيلينسكي) ان الادب هو مرأة عاكسة عن المجتمع و هو ارث حضاري و لكل شعب ادبه,والادب لدى الشعب الكردي هو من ثمار تطور الشعر الكردي و تاثره بعظماء الادب الكوردي امثال: ملاي جزيري,ملا احمد الخاني و جكرخوين……..
وتاكيدا على اصالة الادب الكوردي يقول البروفيسور قناتي كوردو”لو ترجمت قصائد جكرخوين الى اللغات الروسية و الالمانية والفرنسية لأحس العالم أن الامة الكوردية امة سعيدة بين الامم لأن شاعرا عظيما تقدميا امميا ديمقراطيا قد خرج من بين احضان كردستان ويحق للامة الكوردية ان تفتخر باسم جكرخوين”.
الفلكلور الادبي الشفوي لدى الشعب الكردي زاخر بالابداع الخلاق الذي انتقل من جيل الى اخر يسمعه الطفل من امه والابن من ابيه ويصونه الجميع من الضياع فهو ابداع خلاق للشعب.اي ان الفلكلور الادبي للشعب الكوردي هو سمة من سمات القومية الكوردية,فيقول جيرنشيفسكي:”حافظت قصائد الشعب و اغانيه,على معالم حياته و تاريخه و عاداته و تقاليده”.كما يقول غوركي:”ان اساس الادب يكمن في الفلكلور,أي ادب الشعب,و الفلكلور مادة خام كبيرة وهو مصدر و معين لجميع الشعراء والادباء,و اذا فهمنا الماضي جيدا كان نتاجنا الحالي رائعا جدا,و سنفهم انذاك بقة اهمية الفلكلور”. ان دراسة الفلكلور الادبي الشفوي للشعب الكوردي تجعلنا ندرك قوة و غنى هذا الفلكلور فقداحتوى الفلكلور الكردي على :
** الاساطير التي جسدت عجز الانسان عن فهم الاحداث التي تجري في الطبيعة مثلا / حية الشيخ هومرز.
**الحكايات الكوردية: حيث حافظ الانسان الكوردي على حكاياته الشعبية على مر الازمان و العصور,و معظمها كانت تهدف الى تحقيق اهداف الانسان في الحياة السعيدة.
** الملاحم الشعرية: حيث ان الشعر الكوردي هو نتاج شعبي و يصب في هذه الملاحم.و هي تنقسم الى ملاحم بطولية و ملاحم عشق و غرام. مثلا/ ملحمة رستم و ملحمة بائع الزنابيل و ملحمة خج وسيامند.
** الغناء: فقد احتل الغناء مكانا بارزا في الفلكلور الادبي الشفوي للكورد, حيث كانت هنالك اغاني الرعاة و اغاني تتردد على الشفاه في جميع الاحداث و ** الحكم و الامثال الكوردية: ان هذه الحكم و الامثال زامنت الانسان الكوردي منذ فجر التاريخ و هي تعكس لنا تاريخه و مدى اصالته. وكما ان الادب لا يمكن ان يكون بدون وجود اللغة فكانت هنالك علاقة تجسيد متبادلة بيناللغة الكردية و الادب الكوردي.
ان اللغة الكوردية تنتمي الى لغات المجموعة الهندو- اوربية العريقة, وما كان التشابه بين بعض المفردات في اللغتين الكوردية و الهندية وكذلك الكوردية و بقية لغات هذه المجموعة من جهة اخرى الا تاكيدا على هذه الحقيقة في علم اللغات.حتى ان بعض المفردات احيانا تكون نفسها من حيث اللفظ و المعنى فمثلا: ان كلمة nan أي الخبز تكون نفسها في اللغة الهندية (لفظا).هذا و بالاضافة الى الكثير و الكثير من الكلمات و المقاطع و الجمل. و اللغة الكوردية تعتبر من اللغات الجميلة حيث يمكن وصفها بالموسيقية و الطنانة,كما ان الكاتبة الامريكية مارغريت كان لم تبخل في وصف جمال لغتنا.
ان اللغة الكوردية غنية بلهجاتها الثلاث الرئيسية المعروفة، هي:
1ـ الكورمانجية الشمالية: ويتحدث بها جميع الاكراد في تركيا,أرمينيا,أذربيجان, سورية ،والمناطق التي يسكنها البهدينان في كوردستان العراق، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية.
2ـ اللهجة الكرمانجية الجنوبية (ويطلق عليها أحياناً السورانية): ويتكلم بها كرد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.
ان اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث فروع، وهي:
أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات:أربيل، السليمانية، وكركوك. والمكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية…. .
ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران ، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.
ج ـ لهجات اللور والبختياري ، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، وهم الكرد الفيليين.
3ـ اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك.
كما ان اللغة الكوردية كانت قبل الاسلام تكتب بالف باء الاقوام الاخرى المجاورة كالفارسية مثلا. الا انه و بعد مجئ الاسلام بدأ ادباء الكورد يكتبون بالاحرف العربية حتى ان معظمهم كانوا يؤلفون باللغة العربية لأنها لغة القرأن الكريم و الدين الاسلامي الحنيف, الى ان جاء جلادت امين عالي بدرخان ووضع الابجدية الكوردية باستبدال الاحرف العربية بالاتينية. و الادب الكوردي بدأ يأخذ بأستقلاليته بشكل ملحوظ في العصر الحديث ,حيث انه تأثر و بشكل ملحوظ بالادب العربي في الماضي لان المساجد وحدها كانت مكان التعليم حيث كفّر الملالي كل من دعا الى السبيل العلمي.
لا ابالغ اذا قلت بان اللغة الكوردية تعرضت الى عملية القلع من الجذور فالعثمانيون سموا خلافتهم بالاسلامية و لكنها حقيقة كانت سياسة شوفينية صرفة قائمة على صهر الاقليات في بوتقة التركية أي انها كانت تمارس سياسة التتريك و طمس معالم القومية الكوردية لغة. والى يومنا هذا يمنع منعا باتا تعليم اللغة الكوردية في كوردستان سورية.فكل من يقوم بعمل يهدف الى احياء اللغة و الثقافة الكوردية يتعرض الى المضايقات لا بل السجن و التعذيب.ولا يختلف الامر عنه في كوردستان ايران.
و بالاضافة الى ذلك ونتيجة للظلم و الاضطهاد و سياسة طمس اللغة الكوردية فقد تواجدت سلبيات وخلقت لدينا نحن تجاه لغتنا القومية العريقة,حيث نادرا ما نرى جهودا ذاتية رامية الى تعلم اللغة الكوردية,فلا صعوبة ابدا في تعلم اللغة كتابة و قراءة ولا سيما اذا كنا نتحدث بها صباح مساء.فلا بد ان نقوم بتطوير لغتنا في الحياة اليومية بان نقوم بنبذ الكلمات و المفردات الاجنبية منها واستبدالها بالكلمات و المفردات الكوردية.فعيب عندما لانتقن لغتنا في حين نجيد لغات اخرى. وبما ان اللغة الكوردية هي من احد عواميد القومية الكوردية وهي سبيل بقائنا فكان لا بد من القيام ببعض الخطوات لاحيائها و يجب ان يكون للشباب الكورد دورا رياديا فيها.. فاقترح:
1-على كل كردي ان يعمل على تثقيف نفسه و تعلم اللغة الكوردية قراءة و كتابة وذلك بمعونة الاصدقاء اللذين يجيدون ذلك.
2- متابعة الفضائيات الكوردية.
3- دائما ايجاد الوقت لقراءة ما هو مكتوب بالكوردية كالشعر مثلا.
4- على كل شخص يجيد القراءة و الكتابة الكوردية ان يعرض على بعضا من اصدقائه بأن يعلمهم.
5- الفلكلور الكردي سمة من سمات القومية الكوردية فلا بد من التعرف عليه من خلال الاستماع او القراءة. فبهذه الطرق تتشكل مدرسة اجتماعية لغوية فائقة النظام.كما ان هذه الخطوات تعتبر بالمجدية فالكثير بهذه الطريقة يتعلمون لغات اجنبية.فكيف اذا كنا نجيد التحدث باللغة الكوردية….؟
و لابد من القول بانه وعلى الرغم مما تعرضت له اللغة الكوردية في ظل نير الاستعمار و عدم وجود دولة مستقلة قومية لنا الكورد فقد بقيت الكوردية على مر العصور لغة حية دون ان تتعرض الى الزوال.
النهاية.