إبراهيم محمود
معانقاً خطوات الشباب الجذلى، أقول:
مرحى للشباب.. أحب إطلالة النجوم عليهم وهم أهل شبوبيتهم حقاً
درب التبانة تحت وقع أقدامهم يزداد نصاعة
أحب الشباب، شبابي الينبوعي، إنما النهر فيه لا السيل
مرحى للشباب.. أحب إطلالة النجوم عليهم وهم أهل شبوبيتهم حقاً
درب التبانة تحت وقع أقدامهم يزداد نصاعة
أحب الشباب، شبابي الينبوعي، إنما النهر فيه لا السيل
مرحى للشباب، إنما مرحى استهلالاً للتروّي وللشباب الشباب
الشباب في الشارع
الشباب في الطريق العام
الشباب في الأزقة
الشباب على أبواب المحلات
الشباب على ناصية الشارع هذا أو ذاك
شعاراتهم المجلجلة
بأحجارهم المعدَّة لأكثر من غرض
موحّدة بين قدسية الوطن والكلمات الأكثر بذاءة
إنني غر وأريد أن أعرف
أي طريق مخصص للسير فيه ليحسن الشباب تصرفاً مع عنفوانهم
أحتاج لفقيه في الأعمار وفي المصطلحات ليتدبر لي أمر تعريف الشباب:
ابن الثالثة عشرة
ابن السادسة عشرة
ابن العشرين
ابن الثلاثين..
وماسك الحسابات العمرية جانباً
كشكول شبابي عصي على التمييز فيما بينهم
أضف إلى ذلك متصابي الخمسين والستين حباً بالشباب وأشياء أخرى
سوداء شعورهم، علامة أوان نضجهم وانطلاقتهم.
سوداء شعورهم من صباغة تزيّف عمرهم وتبقيهم شباباً
حامل الراية المختلفة، وراكب الدراجة الهوائية والدراجة النارية
حيث الشعور اللامعة من وقع زيت الشعر ومثبته كثيراً
ثمة لاقطو صور وفيسبوكييون ومعدُّو أنفسهم لدعايات
ومستميلي قلوب المراهقات والمغتلمات في الجوار أو عبر إيميلات و” ميسجات” موبايل
تغيّر في مواقف الآباء والأمهات الأكثر تشدداً
عرسان يطلبون زيجات على هواهم في الهواء الطلق
هاهمو شباب الثورة في الغالب إذاً
خائن من يلجأ إلى التفريق
الطليعي من يعلن انتسابه إليهم ولو في عمر يبوسة العظم
حتى لو رأينا زعران الحارة هذه أو تلك
حتى لو رأيت من هو مشبوه بالعين المجردة
حتى لو عرفت المتصابي باسمه ملتصقاً بصغار صيروا شباباً
نعم ، أنا أيضاً، كنت شاباً بالمقاب وكان لي عمري الشبابي
أحتاج إلى دورة تمييز في الأعمار وتفهم غرابة أطوار الحالة
إنها الحرية التي أوقظت أبناءها
صرنا أبناء أبنائنا وتحت سلطتهم هنا وهناك في المجمل
أستثني القليل الذي يهددني بسبابته
لأنني لا أساير فيه دخان دراجته النزقة
ويتوعدني بقطع الطريق على ابنتي الوحيدة حيثما كانت
وحتى زوجتي غير مستثناة من زفر لسانه الثوري راهناً؟!
الشباب .. الشباب.. مهلاً!
الشباب في الشارع.. أي شارع؟
الشباب في الشارع.. في أي اتجاه؟
الشارع يمتد بعيداً، أو يلوى عنقه هنا وهناك بفالج مباغت
من يدير المفتاح في القفل؟
من يحدد حركة برغي أو جهاز الرصد وما يحمَل ويقال
الشباب عازمون على المستحيل وتركيعه
هكذا هم بأقوى أرصدة أحلامهم
ليس من مسار محدد كما هو المسمى والمعرَّى..
” جاي ع بالي أعمل مظاهرة.. يقول الأول للثاني
وأنا جاي ع بالي أعمل شي ما حدا عملو.. يقول الثاني للأول
وأنا جاي ع بالي أفَرجي الناس مين نحن.. يرد الثالث على الاثنين.. وهكذا”
كل الطرق إذاً تؤدي إلى رغباتهم- كما يبدو-
الشباب يلزمونني بإغلاق كوَّتي الوحيدة بصراخهم
داخلون في الأحياء الشعبية لاعنين من لا يشاركهم حريتهم الطليقة دون رصيد مطلوب
الشباب على باب بيتي
الشباب في مطبخي يعبثون بأدواته
كم أنا رجعي ومتخلف لأنني مختلف عنهم
هكذا تقول الحرية.. طوبى لها!
تقودهم خطواتهم غير المسبوقة
وعلي أن أتحمل غبارهم والغاز المفرّق لهم وهو يتسلل إلى عقر داري خانقاً طفلي الصغير
أو مزيداً بما لا يقاس من تحسسي الربوي
وجاري الشاكي من ذبحة صدرية
وجارتي التي تعاني من نقص تروية دماغي..
سيتحمل النظام كل شيء
هذا هو تبريرهم
ملعون هو عنف النظام وبطشه غير المسبوقين طبعاً
إنما ليس باسم خرابه الحادث، لا يبقى شيء على حاله؟
أوه.. من يوقف الشباب وقد تداخلت أعمارهم ومن يمارس تصريفاً لهم
الشباب الشباب آباؤنا الأصلاء والأوصياء على نبضات أفكارنا
أيها الأباء مرحى لخصيّكم
لم يعد هنا من كبار
ثمة تسنين لقوانين جديدة
حتى الله نفسه لم يعد هو الله في جامعه المقلقل وعلى الأرصفة اللاهثة
الشباب يرشقون الحجارة ويتراشقون بها
ثمة رؤوس في غفل منها تتثاءب دماء وتتنبه مصدومة
ثمة القليل القليل مما يستحق ضخ القلب لهم وإبقاء العقل يقظاً
ثمة الزعران والملغزون وفاقدو الوعي والسكرجية
يبحثون عن بطولات في أفلام يركّبها هم كما يخرجها هم والثمن الشعبي موزَّع هنا وهناك
تلك ثورة من نوع مغاير لتاريخها حتى في الأمس القريب
أي مشرّع آدمي يتهجى خطواتهم ويدون تاريخ هذا اللغط كثيراً ودون انتظام؟!
أي معنى يركّب لكلمات كثيرة مستقدمة دون معاينة؟
حتى الفحش من الكلام صار جسارة في النظام الجديد للثورة النابتة
رغم عشقي اللامحدود للتغيير الذي يهبني رغيفاً ضاحك باستوائه
كل الأمكنة حلبات مفتوحة لهم..
نحن موعودون بالطريقة هذه بما لا يخطَر على بال أحد، طي شباب تتداخل أعمارهم
إنها البصيرة التي صودرت بتهمة التحريض على التروي
رجعيٌّ هو من يطالب بالتهدئة قليلاً
ثمة أسئلة تعن في البال
سؤال: أيها الشاب من أنتم هؤلاء الشباب؟
الكل للواحد والواحد للكل.. كل مندفع هو شاب، بغضّ النظر عن عمره ولحيته واحديداب ظهره..
أيها الشاب الجميل ماذا يدور في خلدك؟
لن أترك شيئاً على حاله.
وبعد؟
لنكون حالاً أخرى.
وبعد؟
ليكون لكل منا إمارة رغبات.
وبعد؟
أن لا يبقى حلم، أي حلم، دون تحقيق.
وبعد؟
لأتمكن قريباً من إزاحتك كلياً لأعيش ما انتظرته منذ عقود وعقود..
أيها الشباب في الاندفاع غير المخطط كما تقول المغامرة
ومن يرصد المغامرة، حيث وطن يُتلاعَب به دون رصيد رشديٍّ
أنا معكم في نهركم الأمازوني العظيم
لكن ثمة تماسيح فتاكة تطوّح بالطرق والساحات وأرصفتها المتقرحة ومن عليها.
دونما تبصرة للجاري في ظل نظام يبطش بكيفيات جمة
ستزداد سيولة الخراب خراباً أمثل
وثمة مسالخ في انتظارنا دونما توقع.
إن بقينا خارج السيطرة والتغطية العقلية المطلوبة من أجل تواصل وطني أعم
موعودون نحن بأن يأكل بعضنا لحم بعضنا الآخر
عندها سيوضع حد للمجاعة والحياة المفكَّر فيها
أعني لحياتنا نهائياً بالجملة، وأنتم في الصدارة أو بعد لأي
ليرث سجلاتنا آخرون في لغات أخرى
ومن خارج حدود نائية جداً
طوبى لكم بالجملة
حيث الأيام تزداد ثقلاً تحت وطأة رهانات تنزِف الوطنَ حدودَه كاملة..
========
ملاحظة: كل اقتباس جزئي إساءة لوحدة النص. إنه تنويه يجب التنبه له..
الشباب في الطريق العام
الشباب في الأزقة
الشباب على أبواب المحلات
الشباب على ناصية الشارع هذا أو ذاك
شعاراتهم المجلجلة
بأحجارهم المعدَّة لأكثر من غرض
موحّدة بين قدسية الوطن والكلمات الأكثر بذاءة
إنني غر وأريد أن أعرف
أي طريق مخصص للسير فيه ليحسن الشباب تصرفاً مع عنفوانهم
أحتاج لفقيه في الأعمار وفي المصطلحات ليتدبر لي أمر تعريف الشباب:
ابن الثالثة عشرة
ابن السادسة عشرة
ابن العشرين
ابن الثلاثين..
وماسك الحسابات العمرية جانباً
كشكول شبابي عصي على التمييز فيما بينهم
أضف إلى ذلك متصابي الخمسين والستين حباً بالشباب وأشياء أخرى
سوداء شعورهم، علامة أوان نضجهم وانطلاقتهم.
سوداء شعورهم من صباغة تزيّف عمرهم وتبقيهم شباباً
حامل الراية المختلفة، وراكب الدراجة الهوائية والدراجة النارية
حيث الشعور اللامعة من وقع زيت الشعر ومثبته كثيراً
ثمة لاقطو صور وفيسبوكييون ومعدُّو أنفسهم لدعايات
ومستميلي قلوب المراهقات والمغتلمات في الجوار أو عبر إيميلات و” ميسجات” موبايل
تغيّر في مواقف الآباء والأمهات الأكثر تشدداً
عرسان يطلبون زيجات على هواهم في الهواء الطلق
هاهمو شباب الثورة في الغالب إذاً
خائن من يلجأ إلى التفريق
الطليعي من يعلن انتسابه إليهم ولو في عمر يبوسة العظم
حتى لو رأينا زعران الحارة هذه أو تلك
حتى لو رأيت من هو مشبوه بالعين المجردة
حتى لو عرفت المتصابي باسمه ملتصقاً بصغار صيروا شباباً
نعم ، أنا أيضاً، كنت شاباً بالمقاب وكان لي عمري الشبابي
أحتاج إلى دورة تمييز في الأعمار وتفهم غرابة أطوار الحالة
إنها الحرية التي أوقظت أبناءها
صرنا أبناء أبنائنا وتحت سلطتهم هنا وهناك في المجمل
أستثني القليل الذي يهددني بسبابته
لأنني لا أساير فيه دخان دراجته النزقة
ويتوعدني بقطع الطريق على ابنتي الوحيدة حيثما كانت
وحتى زوجتي غير مستثناة من زفر لسانه الثوري راهناً؟!
الشباب .. الشباب.. مهلاً!
الشباب في الشارع.. أي شارع؟
الشباب في الشارع.. في أي اتجاه؟
الشارع يمتد بعيداً، أو يلوى عنقه هنا وهناك بفالج مباغت
من يدير المفتاح في القفل؟
من يحدد حركة برغي أو جهاز الرصد وما يحمَل ويقال
الشباب عازمون على المستحيل وتركيعه
هكذا هم بأقوى أرصدة أحلامهم
ليس من مسار محدد كما هو المسمى والمعرَّى..
” جاي ع بالي أعمل مظاهرة.. يقول الأول للثاني
وأنا جاي ع بالي أعمل شي ما حدا عملو.. يقول الثاني للأول
وأنا جاي ع بالي أفَرجي الناس مين نحن.. يرد الثالث على الاثنين.. وهكذا”
كل الطرق إذاً تؤدي إلى رغباتهم- كما يبدو-
الشباب يلزمونني بإغلاق كوَّتي الوحيدة بصراخهم
داخلون في الأحياء الشعبية لاعنين من لا يشاركهم حريتهم الطليقة دون رصيد مطلوب
الشباب على باب بيتي
الشباب في مطبخي يعبثون بأدواته
كم أنا رجعي ومتخلف لأنني مختلف عنهم
هكذا تقول الحرية.. طوبى لها!
تقودهم خطواتهم غير المسبوقة
وعلي أن أتحمل غبارهم والغاز المفرّق لهم وهو يتسلل إلى عقر داري خانقاً طفلي الصغير
أو مزيداً بما لا يقاس من تحسسي الربوي
وجاري الشاكي من ذبحة صدرية
وجارتي التي تعاني من نقص تروية دماغي..
سيتحمل النظام كل شيء
هذا هو تبريرهم
ملعون هو عنف النظام وبطشه غير المسبوقين طبعاً
إنما ليس باسم خرابه الحادث، لا يبقى شيء على حاله؟
أوه.. من يوقف الشباب وقد تداخلت أعمارهم ومن يمارس تصريفاً لهم
الشباب الشباب آباؤنا الأصلاء والأوصياء على نبضات أفكارنا
أيها الأباء مرحى لخصيّكم
لم يعد هنا من كبار
ثمة تسنين لقوانين جديدة
حتى الله نفسه لم يعد هو الله في جامعه المقلقل وعلى الأرصفة اللاهثة
الشباب يرشقون الحجارة ويتراشقون بها
ثمة رؤوس في غفل منها تتثاءب دماء وتتنبه مصدومة
ثمة القليل القليل مما يستحق ضخ القلب لهم وإبقاء العقل يقظاً
ثمة الزعران والملغزون وفاقدو الوعي والسكرجية
يبحثون عن بطولات في أفلام يركّبها هم كما يخرجها هم والثمن الشعبي موزَّع هنا وهناك
تلك ثورة من نوع مغاير لتاريخها حتى في الأمس القريب
أي مشرّع آدمي يتهجى خطواتهم ويدون تاريخ هذا اللغط كثيراً ودون انتظام؟!
أي معنى يركّب لكلمات كثيرة مستقدمة دون معاينة؟
حتى الفحش من الكلام صار جسارة في النظام الجديد للثورة النابتة
رغم عشقي اللامحدود للتغيير الذي يهبني رغيفاً ضاحك باستوائه
كل الأمكنة حلبات مفتوحة لهم..
نحن موعودون بالطريقة هذه بما لا يخطَر على بال أحد، طي شباب تتداخل أعمارهم
إنها البصيرة التي صودرت بتهمة التحريض على التروي
رجعيٌّ هو من يطالب بالتهدئة قليلاً
ثمة أسئلة تعن في البال
سؤال: أيها الشاب من أنتم هؤلاء الشباب؟
الكل للواحد والواحد للكل.. كل مندفع هو شاب، بغضّ النظر عن عمره ولحيته واحديداب ظهره..
أيها الشاب الجميل ماذا يدور في خلدك؟
لن أترك شيئاً على حاله.
وبعد؟
لنكون حالاً أخرى.
وبعد؟
ليكون لكل منا إمارة رغبات.
وبعد؟
أن لا يبقى حلم، أي حلم، دون تحقيق.
وبعد؟
لأتمكن قريباً من إزاحتك كلياً لأعيش ما انتظرته منذ عقود وعقود..
أيها الشباب في الاندفاع غير المخطط كما تقول المغامرة
ومن يرصد المغامرة، حيث وطن يُتلاعَب به دون رصيد رشديٍّ
أنا معكم في نهركم الأمازوني العظيم
لكن ثمة تماسيح فتاكة تطوّح بالطرق والساحات وأرصفتها المتقرحة ومن عليها.
دونما تبصرة للجاري في ظل نظام يبطش بكيفيات جمة
ستزداد سيولة الخراب خراباً أمثل
وثمة مسالخ في انتظارنا دونما توقع.
إن بقينا خارج السيطرة والتغطية العقلية المطلوبة من أجل تواصل وطني أعم
موعودون نحن بأن يأكل بعضنا لحم بعضنا الآخر
عندها سيوضع حد للمجاعة والحياة المفكَّر فيها
أعني لحياتنا نهائياً بالجملة، وأنتم في الصدارة أو بعد لأي
ليرث سجلاتنا آخرون في لغات أخرى
ومن خارج حدود نائية جداً
طوبى لكم بالجملة
حيث الأيام تزداد ثقلاً تحت وطأة رهانات تنزِف الوطنَ حدودَه كاملة..
========
ملاحظة: كل اقتباس جزئي إساءة لوحدة النص. إنه تنويه يجب التنبه له..