سيامند إبراهيم
حطت سفينة الملكة السلوقية لادوسيا في اللاذقية, وتعطرت بأبجدية أوغاريت, وتلمست حروفها وانتعشت بعطر الندى الساحلي الرقيق, و نفسها تتوق برحلة بحرية مع حنا مينة, وقرأت (المصابيح الزرق) و شرب كأس من نبيذ سعد الله ونوس الذي أبقاها ف” كلنا محكومون بالأمل” وكانت تبحث في بحرها الأزرق عن كنوز الحضارة والرقي الفينيقي الذي وصل إلى العالم بأباريق السمو والنقوش التي تمخترت في قرطاج وفلورنسا, وجاءها العرب فاتحين, واستوطنوا فيها, ثم تتالت الشعوب تعمر, فجاءها التركمان, والأرمن, ولكن بصمات الأكراد كانت أعلى مقاماً وتوجه صلاح الدين الأيوبي في بناء قلاع الساحل السوري كله, وكانت له من الشهامة والتسامح ما يفتقده حكام اليوم؟ وعاشت هذه البقاع مع باقي المكونات الأخرى بمحبة ووئام وسلام.
وفي العصر الحديث وسموها العرب بلاذقية العرب, لكن أي هم العرب من هذا النزيف الذي يضرب في صميم قلبها ضرباً مدويا جنونياً تندى لها جبين الإنسانية , والحكام العرب؟! وإلا ماذا نسمي هذا القصف الوحشي بحراً وبراً ؟! آه لو استيقظت الملكة السلوقية جوليا ورأت ما يحل بروحها في ربوع هذه المناطق لأصابتها الموت على الفور؟!
وحده الشاعر (أدونيس) قال كلمته النهائية, ومشى إلى بيروت يضرب رأسه الجميل من الحزن على مصير وطنه, و يفكر في تمزيق مهيار الدمشقي إرباً إرباً حنقاً وغيظاً لما يجري لأبناء هذه المدينة الجميلة؟! ولأن أسمي بالمسمى الطائفي لأنني أكره العنصرية والطائفية التي فرقت بيننا منذ خمس عقود؟!
إلى أين أنتم ماضون يا سادة القتل في هذا الوطن؟ العنف لا يولد سوى العنف والكراهية لمكونكم الضعيف والبائس الذي لا حول له والذي عاش مع المكونات الأخرى بعز وكرامة لا فرق بين الكل؟ قلوبنا تتفطر ألماً لسماع هذه الأخبار السيئة جداً جيش يقصف شعبه بالزوارق الحربية, معتقلون ينكل بهم في المعتقلات, أطفال في عمر الورود يسحقون تحت أقدام الدبابات, شيوخ يقنصونهم الشبيحة الوطنيين؟!
العالم كلهم أصبح ضد قمعكم هذا؟ من الشرق إلى الغرب والشمال إلى الجنوب لم يبق لكم أصدقاء سوى ذاك الصفوي اللعين محمود نجاد, وربيبه حسن نصر الله؟! ولم يعد أحد يصدق نظرية المؤامرة والمسلحين والمتسللين, والجراثيم… لقد سقطت كل رسائل وتوسلات أصدقائكم في سلة المهملات؟! وهل يعقل هذا الذي يجري بحق أبناء الوطن؟!
أتمنى أن تنزلوا من برجكم العاجي الذين تعيشون فيه؟! وتسترقون السمع إلى صوت الشعب الحقيقي؟ وتشاهدوا ما حل بالشعب من قمعٍ, وتكفوا عن سماعنا اسطوانة القنوات العربية المغرضة؟! وترسم صورة غير حقيقية عن الأوضاع البركانية المتأججة في كل مكان تحط فيها آلياتكم العسكرية الفتاكة بالناس العزل؟! ملايين الحناجر تهتف للحرية المهدورة؟ ومنهم آلاف الشباب الكردي الذين يخرجون يساندوا المدن الأخرى وتنادي بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي في سوريا, ويجب أن تأخذوا بالحسبان أنكم عمقتم الشرخ بينكم وبين الشعب؟ وما أبشع مناظر هذه الدبابات والمدرعات التي تدخل إلى ساحات المدن الجميلة؟!
وأنت يا حماة الرقيقة تباً لتلك الأيادي التي تريد إسكات صوت النواعير الساحرة؟! أخ يا أبو الفداء الأيوبي مؤسس مملكة حماة الأيوبي؟ دمر الشعب ودمر ضريحك ومزارك الذي كان الفرنجة يأتون من كل حدب وصوب ويقفون إجلالاً لشجاعتك ولشجاعة الحمويين الذين انضووا تحت ظلال سيوفك, وأنت تقارع أمراء الممالك الفرنجية؟
لقد نصحكم أصدقائكم المخلصين لسوريا الحبيبة, مئات الشخصيات العربية المحايدة والأجنبية التي كانت صديقة لوالدكم, ومئات الكتاب والصحافيين في العام العربي والأجنبي كتبوا لكم, راجين أن تقوموا بالإصلاح الحقيقي, ووقف القتل المجاني قبل أن تستفحل الأمور إلى هذا الحد الذي لا رجوع يفيدكم؟ هذه الشخصيات الكبيرة كانت قلبها على سوريا, ومستقبلها, مئات الفنانين وقفوا ضدكم سوى القلة التي مسحت الجوخ لكم؟! الفنان الثوري مارسيل خليفة, شفان برور نجم كردستان وسميح شقير وغيرهم, وقفوا وغنوا ضدكم؟ وساندوا الشعب السوري الذي يتظاهر يطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة؟ ولم يصدقوا البتة سوريا الممانعة؟!
ويستمر مسلسل الفقر وانهيار سوريا الشعب؟! البلاد أفلست؟! السياحة ماتت؟! المعامل توقفت؟! الوطن لم يعد يتسع للمدافن؟! الحدائق صارت مقابر؟! لكن ثمة مفهوم واضح لديكم وهو القمع والموت لمن يطالب بالحرية والديمقراطية؟! ومحاسبة الفاسدين من أركان حكمك؟! وينتابني الألم والحزن ليس فقط لهذا النزيف؟! لكن للمستقبل الغامض للكل؟! وأحب أن أذكركم بتعرف جنون العظمى :” حلم ببلوغ المعالي لكن بعينين مفتوحتين” لكنك يا سيدي أدميت قلوب الكل, وأدمعت عشرات الآلاف من عيون السوريين؟! ولم يسلم من قمعكم حتى الفلسطينيين المشردين؟! لذلك يخرج السوريون في كل يوم يهتفون لا للنظام الأمني, لا للنظام الذي يقتل شعبه, ونعم للحرية و لآزاديا الشعب السوري. وبكلمة مختصرة أخرى: لن تستطيع أية قوة مهما عظمت وتجبرت, وطغت, أن تقهر إرادة شعب.
وحده الشاعر (أدونيس) قال كلمته النهائية, ومشى إلى بيروت يضرب رأسه الجميل من الحزن على مصير وطنه, و يفكر في تمزيق مهيار الدمشقي إرباً إرباً حنقاً وغيظاً لما يجري لأبناء هذه المدينة الجميلة؟! ولأن أسمي بالمسمى الطائفي لأنني أكره العنصرية والطائفية التي فرقت بيننا منذ خمس عقود؟!
إلى أين أنتم ماضون يا سادة القتل في هذا الوطن؟ العنف لا يولد سوى العنف والكراهية لمكونكم الضعيف والبائس الذي لا حول له والذي عاش مع المكونات الأخرى بعز وكرامة لا فرق بين الكل؟ قلوبنا تتفطر ألماً لسماع هذه الأخبار السيئة جداً جيش يقصف شعبه بالزوارق الحربية, معتقلون ينكل بهم في المعتقلات, أطفال في عمر الورود يسحقون تحت أقدام الدبابات, شيوخ يقنصونهم الشبيحة الوطنيين؟!
العالم كلهم أصبح ضد قمعكم هذا؟ من الشرق إلى الغرب والشمال إلى الجنوب لم يبق لكم أصدقاء سوى ذاك الصفوي اللعين محمود نجاد, وربيبه حسن نصر الله؟! ولم يعد أحد يصدق نظرية المؤامرة والمسلحين والمتسللين, والجراثيم… لقد سقطت كل رسائل وتوسلات أصدقائكم في سلة المهملات؟! وهل يعقل هذا الذي يجري بحق أبناء الوطن؟!
أتمنى أن تنزلوا من برجكم العاجي الذين تعيشون فيه؟! وتسترقون السمع إلى صوت الشعب الحقيقي؟ وتشاهدوا ما حل بالشعب من قمعٍ, وتكفوا عن سماعنا اسطوانة القنوات العربية المغرضة؟! وترسم صورة غير حقيقية عن الأوضاع البركانية المتأججة في كل مكان تحط فيها آلياتكم العسكرية الفتاكة بالناس العزل؟! ملايين الحناجر تهتف للحرية المهدورة؟ ومنهم آلاف الشباب الكردي الذين يخرجون يساندوا المدن الأخرى وتنادي بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي في سوريا, ويجب أن تأخذوا بالحسبان أنكم عمقتم الشرخ بينكم وبين الشعب؟ وما أبشع مناظر هذه الدبابات والمدرعات التي تدخل إلى ساحات المدن الجميلة؟!
وأنت يا حماة الرقيقة تباً لتلك الأيادي التي تريد إسكات صوت النواعير الساحرة؟! أخ يا أبو الفداء الأيوبي مؤسس مملكة حماة الأيوبي؟ دمر الشعب ودمر ضريحك ومزارك الذي كان الفرنجة يأتون من كل حدب وصوب ويقفون إجلالاً لشجاعتك ولشجاعة الحمويين الذين انضووا تحت ظلال سيوفك, وأنت تقارع أمراء الممالك الفرنجية؟
لقد نصحكم أصدقائكم المخلصين لسوريا الحبيبة, مئات الشخصيات العربية المحايدة والأجنبية التي كانت صديقة لوالدكم, ومئات الكتاب والصحافيين في العام العربي والأجنبي كتبوا لكم, راجين أن تقوموا بالإصلاح الحقيقي, ووقف القتل المجاني قبل أن تستفحل الأمور إلى هذا الحد الذي لا رجوع يفيدكم؟ هذه الشخصيات الكبيرة كانت قلبها على سوريا, ومستقبلها, مئات الفنانين وقفوا ضدكم سوى القلة التي مسحت الجوخ لكم؟! الفنان الثوري مارسيل خليفة, شفان برور نجم كردستان وسميح شقير وغيرهم, وقفوا وغنوا ضدكم؟ وساندوا الشعب السوري الذي يتظاهر يطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة؟ ولم يصدقوا البتة سوريا الممانعة؟!
ويستمر مسلسل الفقر وانهيار سوريا الشعب؟! البلاد أفلست؟! السياحة ماتت؟! المعامل توقفت؟! الوطن لم يعد يتسع للمدافن؟! الحدائق صارت مقابر؟! لكن ثمة مفهوم واضح لديكم وهو القمع والموت لمن يطالب بالحرية والديمقراطية؟! ومحاسبة الفاسدين من أركان حكمك؟! وينتابني الألم والحزن ليس فقط لهذا النزيف؟! لكن للمستقبل الغامض للكل؟! وأحب أن أذكركم بتعرف جنون العظمى :” حلم ببلوغ المعالي لكن بعينين مفتوحتين” لكنك يا سيدي أدميت قلوب الكل, وأدمعت عشرات الآلاف من عيون السوريين؟! ولم يسلم من قمعكم حتى الفلسطينيين المشردين؟! لذلك يخرج السوريون في كل يوم يهتفون لا للنظام الأمني, لا للنظام الذي يقتل شعبه, ونعم للحرية و لآزاديا الشعب السوري. وبكلمة مختصرة أخرى: لن تستطيع أية قوة مهما عظمت وتجبرت, وطغت, أن تقهر إرادة شعب.