وأنت مغمض العينين تتأمل ما فوق السحاب
وأنت مُمدّداً لتزهر فوق واحة خضاب
تروي بؤسنا لنقلع الأصفاد
وأنت مثقوب الأكتاف مثقوب الجسد !
تـُرقِع هامات الصمود وتدفع عشقاً أحمراً
وأنت صامتٌُ لا تأبه بدموعنا الحائرة
وأنت هناك تعانق الغار
وأنت ..أنت ..كما أنت
أدركتنا حجمنا
مأساتنا
صمتنا
وأهدافنا المبعثرة
وأنت منتشرٌ في الزمان
يتفاخر بك سرير
للحظات بالكاد ضمك
مستأنساً بمخلوقاتٍ لم يراه غيرك
صافحوك وقبلوك
هناؤك وطمأنوك
على
خطواتك
أيامك
شباب شعبك
وعلى باقاتِ قرنفلٍ
تركتها خلفك
* * *
وأنت هادئ لا تشبه نفسك
وأنت هادئ لا تشبه إلا نفسك
وأنت كامن في فخ المسافة
محتار التوجه
بين تخوم الحرية و الشهادة
سعيداً بالاثنتين
تحاول القفز على سجل النفوس
لتقيّد أسمك في المقدمة بين القرابين
* * *
وأنت متكئٌ على عزيمتك
لم يقع منك
سوى ابتساماتك الغامضة
و قوس قزح
قد يرفع قريباً في سمائناً
ما تركت
سوى كلمات
لأناشيد قد يرددها أطفالنا
وأغانٍ تدندن بها ” شباباتنا “
وحطب نشعل به حماسنا
* * *
وأنا أترقبك من تلك المسافة
عرفتك
كما عرفتك دائماً
تشبه شخصاً لا يشبه المارة بشيء
لا يشبهه القادمون والذاهبون بشيء
شخصاً يسمى الشهيد