جداريات مغترب.. شارع المشي

  شيروان شاهين:

هزيمة!
اليوم وبصراحة ولأول مرة يجتاحني شعور غريب بالهزيمة, شعور أشبه بالعجز أمام كل هذا الكم الكبير من القضايا والمشاكل في وطني ومحيطي,
أصادف نفسي وحيدا! في كومة طالبي المساعدات من حولي, ومن مدينة لآخرى .. ولا أعرف ماذا سأقول لأخوتي الذي يطلبون جرعات الأمل مني,
أنا طاقاتي محدودة, ورغم كل ذلك أريد أن أغفوا قليلا هاربا..! ليتني أجد نفسي بين أخوتي الأموات ولا أعود!!
لا وجه لي للنظر في وجه كل أخوتي الذين يناشدوني على الأقل هنا في الدانمارك!!
من طالبي اللجوء.. فما بالك برفاق الداخل, رفاق الدرب.. الذين صاروا يتهمونني باني نسيتهم, وطويت صفحتهم!!

شعور الهزيمة موجع… موجع يا أمي..
****

سؤال؟!
سألني زميل لي في الدراسة.. وصديق آخر عن مصادر دخلي في السفر على معسكرات اللجوء,
والذهاب إلى كوبنهاغن دائما لتغطية المظاهرات ضد النظام *الأسد*
سألني اكثر من صديق وصديق!! واليوم أيضا صديق آخر كرر نفس السؤال,
وأنا بنفسي أسال هذا السؤال لنفسي!! فيجيبني بيتي المتواضع..  العاريُ من  المقومات المنزلية الاساسية,
السرير الذي أنام عليه اعطتنياه البلدية!!
الطاولة التي أكتب عليها, جار لي اعطانياها, حقيقة لا املك تلفزيون.. فرن ماكروويف!! وهذه من الامور الاساسية في المنزل بالدنمارك!!
وكذلك أمور كثيرة.. وكثيرة, لابتوبي الشخصي فقط من شهرين حصلت عليه! بعد ان بقيت سبعة أشهر أتطفل مستخدما كمبيوترات المكتبات العامة والأصحاب..!!!
وأشياء اخرى كثيرة,, بصراحة مصدر دخل نشاطاتي هو عري بيتي من كل شيء!!
..وأنا أسأل دائما لماذا بيتي لايشيه بيوت رفاقي في الدنمارك؟؟؟!

****

ويد الله ملوثة بالدم..!
بعد كل هذا الصمت القبيح.. عن المذابح في وطني!
****
أڤين..

والمشاعر عاطلة عن الأمل!
والحب وحيد, في خيمة عزاء,
وقلبي منذ لحظاتِ.. أعلن أستشهاده, في آخر معارك عيناك,
لكني سأبقى *أنا* ورغم كل كواراثي.. أحبكِ..
وأحبكِ..
وأحبكِ.

****

همبرغر؟

يحدث الآن.. بأني لم اكن جائع..!
فأشتريت صندويشة همبرغر بمبلغ دنماركي يعادل أكثر من 600 ليرة سورية, فلم أكمل أكل الصندويشة فرميتها في الحاوية!!
ويحدث الآن, بأن في لحظة رميي للصندويشة, أخبرتني صديقتي الدومانية باكية!!
بأن هناك طفل صغير الآن واقف على باب أحد الأفران ومعه فقط 5 ليرات سورية!!
ليشتري بها رغيفا وحيدا, لعائلته المزدحمة بالجوع!!
ويحدث الآن..بأني أنا وأشباهي, كم نحن تافهون!!!!!!!!!!

شيروان شاهين:

كاتب وإعلامي كردي سوري

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…

حاوره: إدريس سالم

إن رواية «هروب نحو القمّة»، إذا قُرِأت بعمق، كشفت أن هذا الهروب ليس مجرّد حركة جسدية، بل هو رحلة وعي. كلّ خطوة في الطريق هي اختبار للذات، تكشف قوّتها وهشاشتها في آنٍ واحد.

 

ليس الحوار مع أحمد الزاويتي وقوفاً عند حدود رواية «هروب نحو القمّة» فحسب، بل هو انفتاح على أسئلة الوجود ذاتها. إذ…

رضوان شيخو
وهذا الوقت يمضي مثل برق
ونحن في ثناياه شظايا
ونسرع كل ناحية خفافا
تلاقينا المصائب والمنايا
أتلعب، يا زمان بنا جميعا
وترمينا بأحضان الزوايا؟
وتجرح، ثم تشفي كل جرح،
تداوينا بمعيار النوايا ؟
وتشعل، ثم تطفئ كل تار
تثار ضمن قلبي والحشايا؟
وهذا من صنيعك، يا زمان:
لقد شيبت شعري والخلايا
فليت العمر كان بلا زمان
وليت العيش كان بلا…