وإذا كنا قد نجحنا، في مجمل المنظمات المشار إليها، أعلاه، كما الحال في منظمة ماف التي أوليناها جهداًً كبيراً، لضرورات ملحة، معروفة، فصارت منظمة كردية سورية، معروفة على المستويين العربي والعالمي، وإن منظمة “صحفيون بلاصحف” قد صار لها “مكتبها” في باريس، لنفشل في تأسيس منظمة أخرى، تعنى بشؤون المرأة، لأسباب خارجة عن أيدينا، بعد أن حاولنا إطلاقها، عن طريق أحد مكاتب ماف، فإن عملنا في كسكايي -بدوره- لاقى بعض الصعوبات، وإن كان قد لاقى في المقابل استحسان أوساط هائلة، إلى الدرجة التي سعت الجهات الرسمية، بإيجاد منظمة شبيهة لمحاربتها، بل إن بعض المغرضين، راح يتهكم منا، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في عزائم أسرة المنظمة، لأنهم ماانفكوا ينشرون رسالتهم، ضمن ظروف الممكن، ليتم التعريف في مناطقنا الكردية في سوريا بأولى منظمة من نوعها، كان شعارها “زرع شجرة أمام كل بيت”، وذلك انطلاقاً من وعي بيئي خاص، لديهم، يتعلق بوجود انتهاكات كبيرة بحق البيئة، وتعد الأخطر، لأن أذى التلوث البيئي، لاينحصر إطاره في إلحاق الأذى، في جيل واحد، بل يذهب أبعد، في إيذاء أجيال متتالية، إلى مدى بعيد، وكان هذا كله يظهر في بيانات المنظمة التي تصدر -وإن تلكأت ففي مرحلة ما- أو في المحاضرات التي تجري ضمن نطاق محدود، من قبل أسرة كسكايي، أو من خلال آلاف النسخ التي تصدرها أسرة ” كسكايي” جريدة المنظمة، وكذلك من خلال بعض المقالات التي كانت تنشر في صفحات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية.
ولعل مايعزز ثقتي، بالمنظمة، الآن، بأكثر، هو التفاف أعداد جديدة، من الشباب المتقد حماساً، من حولها، استقطبتهم المنظمة، في السنوات الأخيرة، وهو فأل خير، لأن دائرة المهتمين تتسع تدريجياً، جنبا إلى جنب، مع الاهتمام بنويات منظمات المجتمع التي باتت تتفاعل ميدانياً، وتجذب الاهتمام بها، على نظاق واسع.
ولقد اعتبرت تغيير عنوان الجريدة، من كسكايي، إلى ” الندى” xunav، إحدى مبادرات اعتماد أسرة المنظمة، على الذات، وتلمس فضاءات جديدة، لاسيما في ظل محاولات التمادي في تلويث البيئة، على امتداد بضعة عشر شهر مضى، بوتائر أعلى، في بلدنا، وتأثير ذلك على الحياة، وهوما يستحق دراسات كثيرة، هي وغيرها -وبكل تأكيد- مدار ملفات كثيرة، لدى المنظمة، وأسرة تحرير مولودها الجديد “ندى”..! .
أجل، حين أرى أكثر تلك المنظمات التي كانت مجرد حلم -في البال- وباتت الآن، واقعاً، بل صارت تساهم،في جهود أخوة ناشطين آخرين،في المجال نفسه، في نشر هذه الثقافة التي كانت ملغاة، في ماقبل، في معجم المكان السوري، يكاد ألا يتم تناول أكثرها،إلا من قبيل اعتبارها جزءاً من المؤامرة..؟!، و جميعها، لاشك، قد أدى دورها،على أكمل وجه، وقد شكلت هذه الثقافة، نواة مهمة، في التطلُّع إلى غد سوري يليق بحلم إنسانه، وإن كان الفصل على هذا الأساس-من الناحية البيئية-أمراً غير ممكن..!