رطوبة الحزن

كريمة رشكو

إبتسامتك 
بعد أعوام من الغياب 
ماالذي أتى بك ؟
وأنا التي إعتقدت 
بأنك هناك
تراقص النساء
وأنا هنا 
لا أعلم كيف أسيطر 
على قنبلة الغيرة
التي تسكن أحشائي
لمن تعرى صوتك في غيابي ؟
لمن قلت كلاما كان لي؟
إخلع عني الخجل 
وأخلع عنك الصمت 
ففي غيابك سيدي 
كان الحزن جميلا 
البكاء جميلا
كم إشتقتك 
إخلع عتي الأسود
فأنت تدري 
بأن الفستان الذي أرتديه 
يحرق جسدي 
الأسود في غيابك 
كان كل ما أملكه 
ومن كان يدري 
أن الأقدار ستأتي بك إلى هنا 
وأنك ستراني أرتديه 
لايزال لصمتك 
جسدا …
رائحة …
ملمس..
لايزال كل مايبقيني على قيد الحزن
أجئت تقضي العمر معي ؟
أم مجيئك كان مجرد صدفة 
ها نحن ذا 
أنا و أنت 
في مناظرة صامتة 
أقوم بجولة في عينيك
أنحني ببطئ أنثوي
أقدم اللجوء إلى جسدك 
دون أن أخلع عني الخجل
وأواصل الرقص على جسدك
دون أن تخلع عنك الصمت
لأجعل من الصدفة 
التي جاءت بك 
تاريخا 
لصمتك 
ولخجلي المتمرد

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…