ثورة الحرية طريق لثورة الفن

مهرجان الربيع في القامشلي ما كان ليولد ويرى النور لولا الثورة السورية…….. ثورة المجد والكرامة
لم تعد الكلمات تؤدي واجبها لوصف الألم والوجع ………
لم يعد البلد الذي اخترع أول أبجدية في التاريخ قادراً على تحمل صورة المشهد السوري اليوم.

وأمام هذا الخراب والدمار بصيص أمل قادم من شمال شرق سورية ، و تحديداً من مدينة القامشلي ذات التنوع الحضاري والقومي الغني.
7 نيسان مهرجان الربيع الأول، لوحة متكاملة من شبابنا الكورد والسريان والعرب الطموحين الرافضين لحمل راية اليأس والاستسلام تعاونوا ليكسروا حاجز الخوف والبعد الذي وضعه النظام بينهم .
أكثر من 600شخص كانوا على الموعد في مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية بالقامشلي ،في خطوة جمعت حيوية شباب المنظمة الاثورية الديمقراطية و طموح ائتلاف شباب سوا بمشاركة مجموعة من الشباب العرب ، ضمن فعاليات المهرجان التي ستستمر لمدة أسبوع يتخللها مجموعة من المسرحيات و الأفلام الهادفة إضافة لمعرض فني تشكيلي و فوتوغرافي و أمسية شعرية. برنامج اليوم الأول تضمن.

فرقة
( آرتا ) الكردية
اعادتنا إلى حضارة تمتد لمئات السنين ، من خلال مجموعة تضم أمهر العازفين على مختلف الالات الموسيقية ، رافقها كورال (ميتزو) مجموعة من الشباب حملوا معهم رسالة الغد من خلال أصواتهم الرائعة ، غنوا باللغة الكردية والأرمنية والعربية و أتقنوها و برز هذا من خلال تفاعل الجمهور معها ، فصفق السرياني والعربي قبل الكردي مستأنساً بظاهرة تعتبر الأولى من نوعها على أرض القامشلي.

فرقة قيثارة
(أور)
كورال سرياني أخذنا معه إلى أرض سومرو أكاد و بابل الأرض التي أعطتنا المقامات الموسيقية الثمانية ،أفتتح برنامجه بأناشيد من الطقس الكنسي السرياني ، التي تعتبر من أقدم الألحان على وجه الأرض كيف لا ؟ و الذي الفها مار يعقوب الرهاوي و مار أفرام السرياني،و قدم الكورال أغنية بعنوان سوريا الحضارة ومن شدة حماس الجماهير و تاثرهم بها هتفوا من أجل سوريا واحدة و شعب واحد ، ثم قدم الشاب أورابا كورية أغنية باللغة الاشورية أتحفنا من خلالها بصوته العذب ، و تخلل البرنامج أغنية باللغة السريانية موجهة للوطن الأم سورية ، وبعدها أغنية اؤمن التي شارك فيها الجمهور بالغناء مع الكورال فكان صوتهم المرتفع كالضوء المنبثق من خلف عتمة الليل  جعل من الجميع يغني كلمة واحدة صوت واحد موجه إلى القلب المكسور الحزين سوريا ، وأنهى الكورال غناؤه بالأغاني الوطنية باللغة العربية والسريانية.

        
تصريحات اللجنة الإدارية
سامي ابراهيم عضو في لجنة الإدارة لتنظيم المهرجان، أشار بأن المهرجان يسعى لإيصال رسالة لكل العالم بأننا في مدينة القامشلي شعب واحد و يد واحدة في سبيل إعمار الغد، فالنظام الذي أصبح من التاريخ حاول دائماً تفرقتنا و بث الكراهية ولكننا تغلبنا عليه، و نقول له أن مؤامرته ولدت ميتة فلم تر النور ولن تراه .
و بدورها أكدت الانسة كلبهار أحد أعضاء لجنة الإدارة، أن الثورة في سوريا ليست فقط مسلحة بل هي أيضاً ثورة فكر وفن، فالسلاح ليس فقط أداة لتحرر الشعوب و بناء الأوطان، فالأقلام و الآلات الموسيقية تكتب أيضاً على صفحات التاريخ لتحفر في عقول أفرادها بأننا شعب طموح نابض بالحياة و الاستمرارية .
إن هذا المهرجان لا يبحث عن الكمال بقدر ما يبحث عن التوثيق لجوانب من حياتنا الشعبية التي نبنيها من جديد في ظل الثورة،فسورية نسيج اجتماعي متنوع و للحفاظ عليه لا بد للمجتمع أن يكفل الوحدة لمواطنيه وينمي هويتهم بالتواصل و الثقافة والإندماج، ” مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة ” هكذا قالوا فهل تبدأ الخطوة الأولى في مشوار الحرية من المشهد القومي؟ كل ذلك ممكن، لكن المهم أن تكون هناك خطوة أولى ، لنبدأ الخطوة و الغد ينتظرنا فاتحاً يديه للحب .. للعمل…  للإنسان ….للوطن سوريا.

اللجنة الإعلامية للمهرجان
بقلم : كينورا توما

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…