محمد ملا
علماؤنا و أدباؤنا يستحقون كل التقدير والاحترام سواء في أثناء حياتهم أو بعد رحيلهم لأن هؤلاء ليسوا فقط من العظماء و من الذين يستحقون التكريم فقط بل لا بد من الاهتمام بهم لأنهم أناروا الطريق أمام الأجيال تلو الأجيال وهؤلاء يبقون خالدين لا يموتون لأنهم أحياء بأعمالهم ونتاجاتهم و نضالاتهم من أجل سمو بني شعبه للارتقاء نحو الأفضل ولم يبدوا اهتماماً لأمور الدنيا و سفاسفها بل كانوا يتطلعون إلى المبادئ و القيم السامية ..نعم من المؤسف اننا لا نبالي اهتماماً لدور علمائنا و مفكرينا و.. و إن قلنا بتعبير أدق لم نعرف و إن كان لا بد أن نعرف (تقديرهم و تكريمهم قولاً و فعلاً) لا في حياتهم و لا بعد مماتهم و نتمنى أن نغير ما بأنفسنا نحو الأحسن دوماً ..و من بين هؤلاء العلماء الذين خدموا و تفانوا في خدمة العلم و العلماء ..
فضيلة الشيخ عدنان حقي النقشبندي ويتحلى برقة الشعور وصفاء القلب و ذكاء وقاد و عبقرية و نبوغ و عاطفة دفاقة ينهمر دموعه لأي موقف انساني ، يحب الانفاق في سبيل الله و عمل الخيرات للفقراء و المحتاجين ، كما يقوم بواجب النصح بالحكمة و الموعظة الحسنة و لا يتودد لأحد من أجل المصالح الدنيوية بل يحب التقــــرب إلى طـــلاب العلــم و مجالســـة العلمـــاء ، يشيــــد في حقه الوالــد العلامــة ملا عبدالله ملارشيد الغرزي رحمه الله :(منذ أكثر من أربعين سنة لي اتصال بالشيخ عدنان حقي نجل شيخنا العلامة الكبير المرشد الشيخ ابراهيم حقي قدس الله روحه و الملاحظ عليه منذ تلك السنوات المتطاولة أنه يحب العلم و البحث فيه كما يحب العلماء و يكرمهم و يقربهم منه لا سيما أئمة القرى فكثيراً ما يذهب إليهم في قراهم يجلس معهم و يؤنسهم و يشيد بهم أمام الناس و يحضهم على محبتهم و تقديرهم و مساعدتهم أقام في القامشلي مدرسة شرعية يأتيها طلاب العلم و قد جلب لهم أساتذة أكفاء يعلمونهم و يؤدبونهم يتخرج من هذه المدرسة كل سنة قرابة ثلاثين طالباً يتوزعون على الكليات و الجامعات كل حسب رغبته و قد أتاه الله غيرة شديدة على الدين و الأخلاق الإسلامية فكل جلساته الوعظية دفاع عن عقيدة الاسلام ضد المتهورين المقلدين لرؤساء الضلالة الشرقية و الغربية و يستدل بأقوال فلاسفتهم فيدحض ضلالاتهم و أوهامهم و يضيق عليه الخناق في مناقشاته معهم و له آثار و تآليف تستحق أن تكتب بماء الذهب بل بماء العيون الساهرة فكتابه في العروض و القافية حاز الشهرة و القبول من أهل اللغة و كذلك كتابه (الصوفية والتصوف) الذي يبحث في تاريخ التصوف و بعض رجاله، و يعد مرجعاً هاماً في هذا المجال و له شرح موجز مع تحقيق جيد على قاموس الشيخ أحمد الخاني المسمى بـ (( نوبهار)) و له مقالات و بحوث علمية حية و هو من مشاهير علماء الجزيرة له اطلاع واسع على العلوم الشرعية و علوم اللغة العربية و هو في اسلوبه الكتاب لا يجارى و قد أعم الله عليه بأخلاق راقية من اللطف و التواضع و التودد إلى الناس فهو قريب منهم يسعى في قضاء حاجاتهم و يكاد يكون هذا شاغله الوحيد و لا يرد أحد يساله مساعدة مالية أو غير ذلك حسب طاقاته و امكاناته حازم في تعامله دقيق في مواعيده نشيط عند القيام بأعماله و مسؤولياته كثير التحمل و من المعروف أن أباه الشيخ ابراهيم حقي كان يحبه كثيراً لسلامة طباعه و استقامة أحواله هذا غيض من فيض مما استحضرته في هذا الظرف و مناقبه أكثر من هذا حفظ الله الشيخ عدنان و زاده توفيقاً ووهبه الصحة و العافية)
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء و مورث العلماء بقوله : (يرث هذا العلم من كل خلف عدوله) فكان النبي (ص) خير معلم للبشرية ثم حمل عنه الصحابة الكرام و التابعون ثم جيلاً بعد جيل..
لمحة عن حياة الشيخ و نسبه : الشيخ عدنان بن الشيخ ابراهيم حقي بن الشيخ حسين العلواني الزيباري الحسيني شيخ منطقة بوطان و ينتسبون إلى الشيخ خالد الأول و هو الذي آلت إليه الخلافة النقشبندية في منطقة بوطان و هو حفيد الشيخ سليم الحموي .. و كان الشيخ ابراهيم حقي ينشر الطريقة النقشبندية في المناطق الكردية في تركيا و بعدما قام كمال آتا تورك بانقلابه على الخلافة العثمانية و كانت الظروف السياسية صعبة للغاية بالنسبة للأكراد فقدم إلى سوريا و استقر في قرية حلوة و بنى فيها مسجداً كبيراً و أقبل على الطريقة و نشر العلم و توافد عليه الناس من كل حدب و صوب ثم توفي الشيخ ابراهيم حقي و دفن في مقبر العائلة و لا يزال أبنائه قائمين بواجب الارشاد و التوعية و نشر العلم بين الناس و من أنجال الشيخ ابراهيم حقي رحمه الله :
الشيخ محمد زكي و الشيخ محمد علوان و الشيخ عدنان حقي و الشيخ خاشع حقي و الشيخ مظفر و الشيخ مصطفى و الدكتور محمد صفاء و الدكتور سهيل و صلاح الدين و نورالدين و محمد جواد .
– ولد الاستاذ الشيخ عدنان حقي في عام 1931 م في قرية ( جفتك) و هي قرية تقع على نهر دجلة في كردستان العراق و دخل مدرسة القرية في عام 1937 و في نفس السنة هاجرت الاسرة الكريمة الى سورية و سكنت في قرية حلوة القريبة من مدينة القامشلي أيام الاستعمار الفرنسي فتابع دراسته الابتدائية في تل شعير القريبة من حلوة و نال الشهادة الابتدائية في عام 1945 ثم ذهب الى دمشق لطلب العلم وفي عام 1948 انتسب الى الثانوية الشرعية للجمعية الغراء التابعة للشيخ أحمد الدقر نجل شيخ مشايخ الشام العلامة الشيخ علي الدقر رحمه الله ثم انقطع عنها ثم انتسب الى معهد التوجيه الاسلامي بادارة الشيخ صادق حبنكة الميداني و اشراف العلامة حسن حبنكة الميداني الى أن تخرج في عام 1958 ثم انتسب الى كلية الشريعة و القانون في الأزهر الشريف بمصر و تخرج منها في عام 1965 ونال الشهادة العالية بكالوريوس بدرجة جيد و عمل مذيعاً أثناء دراسته بمصر في إذاعة القاهرة قسم البرامج الموجهة باللغة الكردية .. و كان من القلائل حيث كان يعطي دروسه الدينية وحلقات الدروس الشرعية في الجوامع باللغة الكردية و أنا كنت من بين الذين يحضرون دروسه الأسبوعية كما كتب مقدمة رائعة لكتاب الوالد رحمه الله (الفتاوى اليقينية) و هو قيد الطباعة و سينشر قريباً إن شاء الله تعالى و قد فرح كثيراً عندما قمت بجمع فتاوى الوالد و أكثرها يتعلق بأمور الزواج و الطلاق و الرضاعة و أثنى على جهودي على اعداد الكتاب حيث قمت بأخذ رأيه و كتابة ملاحظاته ..
مؤلفاته : المفصل في العروض و القافية و فنون الشعر ، والصوفية و التصوف مولد الهادي ، تراجم بعض أجدادي قامشلي 2010، المعتصر في علم التجويد ، نبذة عن أحوال المرشد العلامة الشيخ ابراهيم حقي وأثره العلمي والروحي. دمشق 2009 ، و له الكثير من المقالات و الابحاث التي نشرت في بعص الصحف و المجلات السورية والعربية
تأسيس الثانوية الشرعية في القامشلي :
لقد طالب الشيخ علوان وزير الاوقاف الدكتور عبدالمجيد الطرابلسي أن يصدر مرسوم بانشاء ثانوية شرعية في القامشلي بإدارة أخيه الشيخ عدنان حقي لخبرته في مجال التعليم و الادارة و قد صدر القرار بذلك و بعد وفاة الشيخ علوان استمر الشيخ عدنان بجهوده المتواصلة و الدؤوبة في انشاء هذه الثانوية في قبو جامع الفاروق و قسمه الى غرف حسب الحاجة و جاء الشيخ بمدرسين أكفاء و منحهم بدل التدريس أكثر من بدل مدارس التربية و قد ذهب الشيخ الى دمشق و قام بجمع التبرعات لتأسيس هذه الثانوية على غرار الثانويات الاخرى في دمشق و قد قيض الله احد التجار و هو فواز التاجي فالتزم في بمصاريف بناء الثانوية و تم البناء في أقل من سنة و كانت هذه الثانوية غرة في جبين مدينة القامشلي
-يقول والد الشيخ عدنان الشيخ ابراهيم حقي في وصفه لأخلاق ولده و مزاياه :
فمن جليل عطايا الله نعمته قرة عيني حبيب القلب عدنانُ
قد صاغه الله من لطف ومن أدب فما يماثله صُحبٌ و أقرانُ
تواقُ معرفة بالعلم ذو نهمٍ لقوله في قضايا العلم تبيانُ
مطهر القلب من أطماع فانية قنوع نفس بما يقضيه ديانُ
فلا ينافس في دنياً و لا طمع يحدوه للمكرماتِ الغر إيمانُ
قصائد الشيخ :في قصيدة له في عام 1998 ( واقعنا و الله المستعان)
شان ذا العصر ابتلاء و اضطراب و اغتصاب الحقوق و استلاب
و عمى من واجبات شأنها الصون و التقـــدير من دون ارتيــاب
و غدا ذو العلم كالمغمور في اليم لا يــــدري بــه بين العبـــاب
و صغير القـــوم أضحى عنـدهم ككبير يا لســـوء الانقـــلاب
و لئــــام النــاس فيهم شرفــــت و شريف القوم اضحى لا يهاب
و تســاوى النــــاس فيما بينهم ضاع ذو الفضل و ضاع الانتساب
لا ترى فيهم غيوراً يحفظ الحق و العـــدل و يهدي للصــواب
غاض فيهم نبـــع حـــق و سعى فيهم الظلم بأظفـــــار و ناب
هذا هو شيخنا الفاضل الذي جاهد كثيراً لخدمة العلم و العلماء خاصة داخل المجتمع الكردي و هو يستحق التقدير و نتمنى من الله أن يمدد عليه بالصحة و العافية و يطيل في عمره لأن طول عمر العالم خير و بركة و فائدة للمجتمع و طلاب العلم .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء و مورث العلماء بقوله : (يرث هذا العلم من كل خلف عدوله) فكان النبي (ص) خير معلم للبشرية ثم حمل عنه الصحابة الكرام و التابعون ثم جيلاً بعد جيل..
لمحة عن حياة الشيخ و نسبه : الشيخ عدنان بن الشيخ ابراهيم حقي بن الشيخ حسين العلواني الزيباري الحسيني شيخ منطقة بوطان و ينتسبون إلى الشيخ خالد الأول و هو الذي آلت إليه الخلافة النقشبندية في منطقة بوطان و هو حفيد الشيخ سليم الحموي .. و كان الشيخ ابراهيم حقي ينشر الطريقة النقشبندية في المناطق الكردية في تركيا و بعدما قام كمال آتا تورك بانقلابه على الخلافة العثمانية و كانت الظروف السياسية صعبة للغاية بالنسبة للأكراد فقدم إلى سوريا و استقر في قرية حلوة و بنى فيها مسجداً كبيراً و أقبل على الطريقة و نشر العلم و توافد عليه الناس من كل حدب و صوب ثم توفي الشيخ ابراهيم حقي و دفن في مقبر العائلة و لا يزال أبنائه قائمين بواجب الارشاد و التوعية و نشر العلم بين الناس و من أنجال الشيخ ابراهيم حقي رحمه الله :
الشيخ محمد زكي و الشيخ محمد علوان و الشيخ عدنان حقي و الشيخ خاشع حقي و الشيخ مظفر و الشيخ مصطفى و الدكتور محمد صفاء و الدكتور سهيل و صلاح الدين و نورالدين و محمد جواد .
– ولد الاستاذ الشيخ عدنان حقي في عام 1931 م في قرية ( جفتك) و هي قرية تقع على نهر دجلة في كردستان العراق و دخل مدرسة القرية في عام 1937 و في نفس السنة هاجرت الاسرة الكريمة الى سورية و سكنت في قرية حلوة القريبة من مدينة القامشلي أيام الاستعمار الفرنسي فتابع دراسته الابتدائية في تل شعير القريبة من حلوة و نال الشهادة الابتدائية في عام 1945 ثم ذهب الى دمشق لطلب العلم وفي عام 1948 انتسب الى الثانوية الشرعية للجمعية الغراء التابعة للشيخ أحمد الدقر نجل شيخ مشايخ الشام العلامة الشيخ علي الدقر رحمه الله ثم انقطع عنها ثم انتسب الى معهد التوجيه الاسلامي بادارة الشيخ صادق حبنكة الميداني و اشراف العلامة حسن حبنكة الميداني الى أن تخرج في عام 1958 ثم انتسب الى كلية الشريعة و القانون في الأزهر الشريف بمصر و تخرج منها في عام 1965 ونال الشهادة العالية بكالوريوس بدرجة جيد و عمل مذيعاً أثناء دراسته بمصر في إذاعة القاهرة قسم البرامج الموجهة باللغة الكردية .. و كان من القلائل حيث كان يعطي دروسه الدينية وحلقات الدروس الشرعية في الجوامع باللغة الكردية و أنا كنت من بين الذين يحضرون دروسه الأسبوعية كما كتب مقدمة رائعة لكتاب الوالد رحمه الله (الفتاوى اليقينية) و هو قيد الطباعة و سينشر قريباً إن شاء الله تعالى و قد فرح كثيراً عندما قمت بجمع فتاوى الوالد و أكثرها يتعلق بأمور الزواج و الطلاق و الرضاعة و أثنى على جهودي على اعداد الكتاب حيث قمت بأخذ رأيه و كتابة ملاحظاته ..
مؤلفاته : المفصل في العروض و القافية و فنون الشعر ، والصوفية و التصوف مولد الهادي ، تراجم بعض أجدادي قامشلي 2010، المعتصر في علم التجويد ، نبذة عن أحوال المرشد العلامة الشيخ ابراهيم حقي وأثره العلمي والروحي. دمشق 2009 ، و له الكثير من المقالات و الابحاث التي نشرت في بعص الصحف و المجلات السورية والعربية
تأسيس الثانوية الشرعية في القامشلي :
لقد طالب الشيخ علوان وزير الاوقاف الدكتور عبدالمجيد الطرابلسي أن يصدر مرسوم بانشاء ثانوية شرعية في القامشلي بإدارة أخيه الشيخ عدنان حقي لخبرته في مجال التعليم و الادارة و قد صدر القرار بذلك و بعد وفاة الشيخ علوان استمر الشيخ عدنان بجهوده المتواصلة و الدؤوبة في انشاء هذه الثانوية في قبو جامع الفاروق و قسمه الى غرف حسب الحاجة و جاء الشيخ بمدرسين أكفاء و منحهم بدل التدريس أكثر من بدل مدارس التربية و قد ذهب الشيخ الى دمشق و قام بجمع التبرعات لتأسيس هذه الثانوية على غرار الثانويات الاخرى في دمشق و قد قيض الله احد التجار و هو فواز التاجي فالتزم في بمصاريف بناء الثانوية و تم البناء في أقل من سنة و كانت هذه الثانوية غرة في جبين مدينة القامشلي
-يقول والد الشيخ عدنان الشيخ ابراهيم حقي في وصفه لأخلاق ولده و مزاياه :
فمن جليل عطايا الله نعمته قرة عيني حبيب القلب عدنانُ
قد صاغه الله من لطف ومن أدب فما يماثله صُحبٌ و أقرانُ
تواقُ معرفة بالعلم ذو نهمٍ لقوله في قضايا العلم تبيانُ
مطهر القلب من أطماع فانية قنوع نفس بما يقضيه ديانُ
فلا ينافس في دنياً و لا طمع يحدوه للمكرماتِ الغر إيمانُ
قصائد الشيخ :في قصيدة له في عام 1998 ( واقعنا و الله المستعان)
شان ذا العصر ابتلاء و اضطراب و اغتصاب الحقوق و استلاب
و عمى من واجبات شأنها الصون و التقـــدير من دون ارتيــاب
و غدا ذو العلم كالمغمور في اليم لا يــــدري بــه بين العبـــاب
و صغير القـــوم أضحى عنـدهم ككبير يا لســـوء الانقـــلاب
و لئــــام النــاس فيهم شرفــــت و شريف القوم اضحى لا يهاب
و تســاوى النــــاس فيما بينهم ضاع ذو الفضل و ضاع الانتساب
لا ترى فيهم غيوراً يحفظ الحق و العـــدل و يهدي للصــواب
غاض فيهم نبـــع حـــق و سعى فيهم الظلم بأظفـــــار و ناب
هذا هو شيخنا الفاضل الذي جاهد كثيراً لخدمة العلم و العلماء خاصة داخل المجتمع الكردي و هو يستحق التقدير و نتمنى من الله أن يمدد عليه بالصحة و العافية و يطيل في عمره لأن طول عمر العالم خير و بركة و فائدة للمجتمع و طلاب العلم .