جمعية سوبارتو وحوار عن: التاريخ الكُردي بين التزييف والحقيقة

احتضن مركز جمعية سوبارتو التي تعنى بالتاريخ والتراث الكردي نشاطاً جديداً لجمعيتها تحت عنوان التاريخ الكردي بين التزييف والحقيقة، وذلك في مدينة قامشلي يوم السبت 25/5/2013م. بحضور شخصيات من الحركة السياسية الكردية ومثقفين وإعلاميين، ومهتمين بالتاريخ الكردي.

تضمن النشاط عرضاً للقاء تلفزيوني بين الأستاذ محمود لاوندي والدكتور مال ميسانج، كان قد تم عرضه في الفضائية الكردية kurd1 ضمن برنامج تاريخنا (dîrokame).
حيث يتحدث ميسانج عن الاضطهاد الذي تعرض له الكرد على يد النظام التركي، ويركّز على بدايات القرن العشرين مع صعود الاتحاد والترقي إلى دفة الحكم، ليدخل في صلب الموضوع وهو التزييف الذي مورس حيال التاريخ الكردي، وكل الثقافة الكردية بمنهجية، وتوظيف مؤسسات خاصة لهذا الغرض، ليشمل تأليف كتب خاصة تحمل أسماء وهمية، وإدراجها في المكتبات الثقافية لتصبح مراجع يعتمد عليها. كما بين ميسانج خطورة ما جرى حيال الكرد وضرورة رصد كل حالات التزييف لإظهار الحقيقة.
وبعد انتهاء الحوار جرت مداخلات عديدة شارك فيها كل من الأساتذة:
1- أحمد إسماعيل إسماعيل: أكد حدوث تزييف في التاريخ الكردي في مواضع عديدة وبمنهجية مدروسة، واستشهد بتاريخ جمهورية كردستان في مهاباد، حيث تتعدد وجهات النظر وتختلف كثيراً حيال قيامها وسقوطها، كما أكد أن الكرد أنفسهم زوروا تاريخهم كرد فعل في حالات انفعالية وعاطفية وغيرها، كما لعب المنطلق الايديولوجي والمنطلق الحزبي وغيرها من المنطلقات في تزييف التاريخ.
2- حسن صالح: خص بالحديث عن الكرد في سوريا ومحاولات النظام المتكررة بطمس الهوية الكردية خدمة لتزييف الوقائع والتاريخ، وسرد بإيجاز ما تعرض له الشعب الكردي من حالات قمع واستبداد في المجالات المختلفة، والمشاريع العنصرية التي نفذت بحقه كالتعريب التي تعد من أخطر المشاريع العنصرية التي تعرض لها الكرد، وفي مواجهة هذا التزييف والمشاريع بين أنه لم يقف الكرد مكتوفي الأيدي بل ناضلوا بكل السبل الممكنة في سبيل إظهار الحقيقة ورفع الغبن والاضطهاد  فتعرض كل من يدافع عن تاريخ وجوده إلى الاعتقالات.
3- حسن رمزي: تحدث عن حالات كثيرة تعرض له الكرد لتغيير الواقع الاجتماعي والسكاني للكرد، واستشهد بوقائع حدثت بين قيادات دولة الوحدة حينها (الوحدة المصرية السورية) وكيف حاولوا منذ البداية رسم سياسة تقضي بتزوير الحقائق والوقائع والتاريخ وكل ما يخص الكرد، ومن ضمنها مسألة جلب سكان غير كرد إلى المناطق الكردية لتقليص جغرافية الوجود الكرد، وغير ذلك من تبعات لهذا الموضوع.
4- حسين بدران حسين: خصص حديثه عن تزييف التاريخ الكردي في سوريا، والمنهجية التي اتبعت في هذا التزييف من قبل النظام وحتى من قبل المثقفين العرب، وعرض بعض الكتب التي قامت بهذا الدور الهدام والتخريبي للتاريخ الكردي، والتي حاولت رسم صورة غير حقيقية بل ومشوهة للكرد، وللحركة الكردية، وللتاريخ النضالي للشعب الكردي الذي طالما بقي موقف المدافع عن وجوده وتاريخه.
5- خالص مسوّر: أكد على ما ذكره الذين سبقوه في الحديث، وأضاف بأن تزييف  التاريخ الكردي ورد في بعض المصادر الإسلامية كالمسعودي عندما وصف الشعب الكردي بأنه من الجن و…..الخ، كما تأسف لقيام بعض المثقفين العرب وأساتذة جامعيين بتزييف التاريخ الكردي في مؤلفاتهم بتحريض من المؤسسة السياسية التي ينتمون إليها خدمة لأهدافهم العنصرية.
6- فواز كانو: تحدث عن دور الحركة الكردية في التصدي لكل محاولات التزييف، وبين الدور الذي لعبه أعداء الكرد في تشويه صورة الكرد وتزييف صورة اللغة الكردية، وتمنى أن تتظافر الجهود من أجل إظهار حقيقة الكرد وتواجدهم في كل مناطقهم.
7- صبري رسول: أكد أنه ثمة كثيرين شوهوا التاريخ الكردي، ومهما اختلف صورة الكردي عند العرب، فثمة ما يؤكد أن بعضهم تقصدوا تشويه التاريخ، وبنوا رواياتهم التاريخية معتمدين على مصادر دينية مقدسة حتى لا يقترب منها أحد وينقدها لاحقاً، كما وأن التاريخ الكردي لم يزيف وحسب بل وتم الاعتداء عليه في أماكن كثيرة.
8- عبد الصمد داوود: وضح من خلال أمثلة بأن تزييف التاريخ الكردي كان لغرض سياسي ممنهج، ويكاد يكون هناك تطابق منهجي بين الأنظمة التي تغتصب كردستان على سياسية التزييف وهي ليست مصادفة أبداً، والتزييف الذي حدث في سوريا كان فاضحاً جداً، حيث نظّروا لها، وصرحوا جهاراً بأنه يجب صهر الكرد في بوتقة القومية العربية، سواء في الأدبيات أو في الافعال والممارسة.
9- علي العاصي: بين وجهة نظره كسياسي عربي، وأكد أن النظام هو من مارس سياسة التزييف، ليس تزييف التاريخ وحسب وإنما تزييف كل الحقائق حتى الحجر، وأراد من ذلك هدم كل ما يمكن أن يخدم التعايش المشترك الكردي العربي، وذكر أمثلة عن التعاون بين الشمر والكرد، كما أكد حقيقة وجود مؤرخين عرب كثر لعبوا وساهموا مع أنظمتهم في تزوير التاريخ الكردي، وتمنى من الأخوة الكرد أن لايقوموا بهذا الدور في المستقبل لأنهم عانوا هذا الأمر، وأثنى على كل من سبقوه في الحديث عن حالات التزييف في التاريخ الكردي.
للمزيد يمكنكم متابعة صفحة جمعية سوبارتو على الرابط:
www.facebook.com/subartukomele

والتواصل على البريد الالكتروني:    subartukomele@hotmail.com

 

 

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إعداد وسرد أدبي: خوشناف سليمان
(عن شهادة الراوي فاضل عباس في مقابلة سابقة )

في زنزانةٍ ضيقةٍ تتنفسُ الموت أكثر مما تتنفسُ الهواء. كانت الجدران تحفظ أنين المعتقلين كما تحفظ المقابر أسماء موتاها.
ليلٌ لا ينتهي. ورائحةُ الخوف تمتزجُ بالعَرق وبدمٍ ناشفٍ على أرضٍ لم تعرف سوى وقع السلاسل.
هناك. في ركنٍ من أركان سجنٍ عراقيٍّ من زمن صدام…

صدر مؤخرًا عن دار نشر شلير – Weşanên Şilêr في روجافاي كردستان، الترجمة الكردية لرواية الكاتبة بيان سلمان «تلك الغيمة الساكنة»، بعنوان «Ew Ewrê Rawestiyayî»، بترجمة كلٍّ من الشاعر محمود بادلي والآنسة بيريفان عيسى.

الرواية التي تستند إلى تجربة شخصية عميقة، توثّق واحدة من أكثر المآسي الإنسانية إيلامًا في تاريخ كردستان العراق، وهي الهجرة المليونية القسرية…

حاوره: ابراهيم اليوسف

تعرّفتُ على يوسف جلبي أولًا من خلال صدى بعيد لأغنيته التي كانت تتردد. من خلال ظلال المأساة التي ظلّ كثيرون يتحاشون ذكرها، إذ طالما اكتنفها تضليلٌ كثيف نسجه رجالات وأعوان المكتب الثاني الذي كان يقوده المجرم حكمت ميني تحت إشراف معلمه المجرم المعلم عبدالحميد السراج حتى بدا الحديث عنها ضرباً من المجازفة. ومع…

مروى بريم

تعودُ علاقتي بها إلى سنوات طويلة، جَمَعتنا ببعض الثَّانوية العامة في صفّها الأول، ثمَّ وطَّدَت شعبة الأدبي صحبتنا، وامتَدَّت دون انقطاع حتى تاريخه.

أمس، انتابني حنينٌ شبيهٌ بالذي تقرّحت به حنجرة فيروز دون أن تدري لمن يكون، فوقه اختياري على صديقتي وقررتُ زيارتها.

مررتُ عن عمَدٍ بالصّرح الحجري العملاق الذي احتضن شرارات الصِّبا وشغبنا…