إلى أخي لقمان محمود

ابراهيم محمود

أخي لقمان
تحية أخ لأخ

اليوم مساء” بتاريخ 11 اكتوبر 2013″ حاولت الاتصال بك ثلاث مرات من دهوك” حيث أقيم لاجئاً ومضطراً” كما تعلم، وأنت في المقيم في السليمانية، ولم يتم الرد. حاولت الاتصال من باب السلام والود، ولأعلمك يا أخي لقمان، أن كلاً منا يتعلم بطريقته الخاصة، ولكَم هو رائع أن نتعلم من بعضنا بعضاً، لأن العمر ليس رهاناً هنا طبعاً، ووددت أن أخبرك أن ما كتبتُه عن كتابك، وهو ليس كتابك تماماً، أعني” البهجة السرّية: انطولوجيا الشعر الكُردي في غرب كردستان”، ونشِر حديثاً في موقع ” ولاتي مه” في 9اكتوبر 2013، كان بمثابة تفاعل مع طريقتك في إعداده، ففيه ما يمكن الترحيب به، وما يمكن التوقف عنده والسؤال عنه، وما يمكن الاعتراض عليه، وهذا يخص أي كتاب.
أما بصدد الانطولوجيا، أي انطولوجيا، فحسبك، كأي كان، أن تنجو من النقد، كما الحال في إعداد القاموس أو المعجم” للعلم، وكما ذكر مؤرخ الأدب الكردي الدكتور معروف خزندار، في ” موجز تاريخ الأدب الكردي المعاصر/1993، أن أول انطولوجيا حول الأدب الكردي، وعن الشعر منه كانت سنة 1938، وتتالت لائحة انطولوجيات فيما بعد وكل منها تستند إلى الأخرى وتكمّلها وتكتمل بها إلى اليوم ولاحقاً، وهذه بداهة”، وحين أهديتني إياه مشكوراً، فرحت به كما فرحت به وأنت تعلمني بصدوره، وحتى وأنت تعلِمني أنه على وشك الصدور، ولا أخالك أهديتني إياه لأكيل له مديحاً، وأكتب عنه كما ترغب، فهذه ليست طريقة في النقد إطلاقاً. هذا ينطبق على أي كتاب يهدى من كاتب لآخر، وإذا كان الأمر خلافه، فبئس الهدية وبئس النظر إلى المهدى إليه، لأن ثمة كثيرين يعرفون بعضهم بعضاً، ويتبادلون كتبهم هدايا: ماذا يحصل إذا كان كل منهم يكتب عن كتاب الآخر كما يريد أو يرغب وكناقد؟
ولعلمِك أخي لقمان، إضافة إلى التذكير ببعض النقاط الخلافية والمتعلقة بتقديمك لانطولوجياك، ولم أعدِم القيمة المعرفية والنقدية لكتابتك، والمقال منشور حديثاً شاهد على ما تقدم، كان هناك بعض الإشارات إلى كلمات وردت خطأ، ولم أتهكم على كتابتك واعتبارك ضعيفاً في النحو والإملاء، بقدر ما حرصت عليها” على كلماتك” وتمنيت أن تأتي الطبعة الثانية وهي أكثر سلاسة، وليت كل قارئ يشير إلى كلمات ناقصة أو وردت خطأ في كتابة لي وصححها بعيداً عن الهزء والسخرية، لأكون له خير شاكر لخير مقوّم لما أكتب، أما النقطة الأكثر برزواً فتخص إشارتي إلى عدم أمانتك في  وضع نصوص شعرية ذكرتها تخص الشعراء أحمد نامي وتيريج وفرهاد عجمو، باعتبارها من ترجماتي، ولم أتهمك بالسرقة، ولو أنني استخدمت هذه الكلمة” أي السرقة“، لما كنتُ متجاوزاً الحد، لأن ما تم هو سرقة بالفعل، واستخدمت عبارة أكثر لطافة، وهي في لزوم التذكير بذلك، أما وأنك تنكرت لذلك، وتجاهلت كل ما تقدمت، فلا أظنني الآن متجاوزاً الحد في أنك مارست سرقة وسطواً على نصوص شعرية كاملة لمن ذكرتُهم، ومنشورة في موقع” ولاتي مه” ولا يمكنك التنكر لذلك، وهذا فظيع!
من جهة أخرى، وفيما يتصل بالنقد وطريقة تعاطيه، وعذراً عن إثارة النقطة هذه التي قد تكون تطاولاً، فإن إثارتك للموضوع دون التذكير بأي نقطة مما ذكرت، وأنت تكتب في مكان ما عن كاتب آخر، وأعني به الكاتب هوشنك أوسي، وتشير إلي مشكوراً مباشرة تذكيراً لمن يجب عليه أن يتعلم كما يظهر (وهنا أذكر ابراهيم محمود الذي كتب عشرات الدراسات عن المبدع سليم بركات، حتى وصل به الامر إلى عبادته .. لكن ماذا حصل عندما استقبله الصديق العزيز بركات في المطبخ.. نعم استقبله في المطبخ.. لكن ماذا حصل فيما بعد.. ما حصل هو تأليف كتاب من العيار الدسم في لا إبداعية بركات.. هذا المنطق من النقد ومن الحوار لا ألتفت إليه.)، تضعنا في منحىً مغاير لما نرتئيه معاً، وأنا أشكرك قبل كل شيء، لأنك ذكرت اسمي كاملاً” ابراهيم محمود” وأنت الكاتب والناقد والمترجم والشاعر لقمان محمود، منحى المغايرة هنا هو في إشارتك إلي وما كتبته عن كاتبنا سليم بركات” عذراً عن الكاتب: الروائي والشاعر سليم بركات، بالنسبة إلي، أما بالنسبة إليك فهو الصديق العزيز” نعم،” أرأيتَ لكم هو الفارق كبير بيننا، وأنا لم أُحَطْ به علماً يا أخي وها قد نبَّهتني إليه مشكوراً مجدداً؟!”، سوى أنني أستطيع أن أقول أن ما ذهبت إليك أقصاكَ كلياً عن موضوعنا المشترك، أولاً، أنا لم أكتب يا أخي لقمان عشرات الدراسات عن بركات إلى حد عبادته، وليتك تذكّرني أين ومتى وكيف كتبت عنه ما تعنيه وأنا شبه عابد له، وإلا فإن السرقة المذكورة ستضم إليها صفة أخرى هي…..” قدَّر ذلك”، على الأقل، أقول إن ذلك محض هراء وافتراء، وبوسعك أن تقول العكس لأشكرك بالثلاث على الملأ، وحسبي أن أشير إلى الفصل المكتوب عنه في كتابي ( وعي الذات الكردية- 2004، صص227-285) لترى أين هذا مما ذكرت، أما فيما كتبتُه لاحقاً في كتابي عنه، فلا أدري أي مخيلة مرضية لديك يا أخي وأنت تتحدث عن استقبال صديقك العزيز لي في مطبخه وثورتي المفترضة على ذلك؟ ومن أين جئت بهذا التلفيق؟ واسمح لي وأنت الكاتب الكبير، بالقول بأنك لم تقرأ ما أشرت إلى ما جرى بيننا في الملحق بالكتاب” في بيت سليم بركات” ثانياً، وما ورد في الكتاب لم يكن تسفيهاً له، إنما محاولة مقاربة نقدية، إلا إذا اُعتبرَ مجرد التفكير في النقد تطاولاً؟ وللعلم، فليس كل ما كتبه بركات على المستوى ذاته، وحسبك أن ترجع، إذا تكرمت إلى ما كتبته عن روايته الصادرة لاحقاً” السماء شاغرة فوق أورشليم”…ثالثاً، أما الحديث عن” لا إبداعية بركات” فاسمح لي بالقول بأنك جاد بالفعل إلى درجة أن تقوّلني بأشياء أخرى من نوع الخيانة العظمى في هذا التلفيق رابعاً، أو هات دليلك !
أذكّرك أخي لقمان أن ما يجعل أحدهم صديقاً معرفياً اليوم، خلافه غداً، هو محك المواقف والمستجدات، كما الحال مع الذين يحاولون الإشارة إلى أنني مدحتهم بالأمس” أي قبل سنوات طويلة” وأسأت إليهم فيما بعد، بالحرف الواحد، دون النظر كلياً في المتغيرات، وخصوصاً على خلفية انتفاضة 12 آذار 2004، وما يخص علاقة الكاتب بحقيقة كتاباته.
ليتنا يا أخي لقمان، نبقى” ليس أنت وأنا” إنما كل من يعمل كاتباً: أصدقاء معرفة وعلم وأدب، والنقد يقوم على الدليل.
واسلم لأخيك، وأنا في انتظار إساءة أخرى منك، لأفتح لك قلبي وأقول: شكراً، مع تمنياتي بالارتقاء، وإن كنت أسأت إليك فسامح أخاك وأنت الكبير مقاماً إزاء مبتدئ بالكتابة!
=======
ثمة ملاحظتان، ربما تعتبَران ” حكّويات”، يبدو أنهما لما تزالا ترتبطان بعادة من عاداتي السيئة:
الأولى، تتلخص في أن أحدهم، وهو من عامودا، رغب أن يشتري شقة في بناء طوابقي لأهلي، وزارني في البيت، وأنا مستقل عن الأهل، وقال لي بعد السلام  مع ابتسامة: لدي رغبة في شراء شقة من شقق بناية أهلك، رغم أنك زعَّلت” أهل” عامودا! فاستغربت إزاء هذا الربط، وكيف لي، ومن أكون لأزعّل أهل عامودا وفيهم الأهل والأحبة والأصدقاء والمعارف؟
رد وهو يستمر في رسم ابتسامته: لأنك تهجمت على سليم بركات! تصوروا كيف هو حال الأدب, وبوسع الفضولي أن يذهب إلى هذا الرجل، وهو يقيم الآن في البناء المذكور، في حي الكورنيش، شارع” الكهاريز” ويسأله عن حقيقة ذلك!
الملاحظة الثانية، وهي تؤكد أكثر عدم مقدرتي في التخلص من عادات سيئة لي جداً، وهي أن الأخ لقمان محمود، وليته يتحملني وأنا أسمّيه الأخ لقمان هنا!، وفي آخر اتصال بيننا، وتحديداً في 2اكتوبر2013 طبعاً، حسبما أذكر، وظهراً تماماً، تناولنا أموراً عديدة، من بينها حديثه عن مجلس ثقافة وأدب كان حاضراً فيه، وقد جيء على ذكر اسمي، وهو يناقش أحد الحضور، فأنكر أحدهم أنه يعرفني، وكما قال هو بالذات، فما كان منه، أي أخي لقمان، إلا أن قال له حرفياً: إما أن تخرج من هنا أو أخرج من هنا، كيف تقول بأنني لا أعرفه يا رجل؟
عذراً لأنني شعرت بنشوة التذكير بالاسم هنا، ولكنني متألم إزاء شعور أخي لقمان، وأنا أسرّب هذا القول الشفهي، أقول ذلك، وربما فقدت ذاكرتي وأصبتُ بالوهن المعرفي.
ما أهمية هاتين الملاحظتين؟ أترك الجواب والتفسير لدى المعنيين بالموضوع !

ابراهيم محمود- دهوك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…