صالح جانكو
يقول شوقي بغدادي في إحدى مقابلاتهِ ما أكثر الشعراء وما أقل الشعر, في محاولةٍ منهُ إلى الإشارةِ إلى ذلك الكم الهائل من الدواوين التي تدَّعي أنها شعرية والتي لا تمتُّ إلى الشعر بصلة.
يقول شوقي بغدادي في إحدى مقابلاتهِ ما أكثر الشعراء وما أقل الشعر, في محاولةٍ منهُ إلى الإشارةِ إلى ذلك الكم الهائل من الدواوين التي تدَّعي أنها شعرية والتي لا تمتُّ إلى الشعر بصلة.
لكني أقول لا يجوز أنْ نُطلِق لقب الشاعر إلا على من يُنتج الشعر لأنهم لو كانوا شعراء لكان هناك الكثير من الشعر.
لذلك حين تصفح ديوان (فليكن موتي سعيداً) للشاعر فايز العباس تجد نفسك أمام شاعرٍ ينتج الشعر, شاعرٍ يهديك مفاتيح قصائده , ويزودك بخارطة تدلك إلى حيثُ ترغب وذلك من خلال حركةٍ احترافيةٍ منهُ بتقسيم الديوان إلى خمس مجموعاتٍ شعرية من القصائد واضعاً لكل مجموعة عنواناً مشتركاً عد عن العناوين الفرعية لكلِّ قصيدة ضمن مجموعتها مبتدءاً ب:
المجموعة الأولى(لأدرك بأني هنا)هذا العنوان لأربع قصائد
المجموعة الثانية (ما ليس للريح)هذا العنوان لخمس قصائد
المجموعة الثالثة (بالأمسِ كانوا هنا)هذا العنوان لست قصائد
المجموعة الرابعة(تلفَّت القلبُ)هذا العنوان لسبع قصائد
المجموعة الخامسة(نمضي ليكتملَ الفراغ)هذا العنوان الأربع قصائد
إنِّ هذا التقسيم للديوان وبهذا التسلسل يوحي وكأن الشاعر يحاول توزيع الحمولات النفسية والجمالية على كامل مساحة الديوان وذلك محاولةٍ منه لخلق توازن يعيد للقصائد استقرارها معتمدا أسلوب زيادة الجرعة بالتدرج حيث بدأ بأربع قصائد في المجموعة الأولى وكلما انتهيتَ من مجموعةٍ من مجموعات الديوان كان يضيف لك قصيدة إلى المجموعة التالية إلى أن يصل بك إلى المجموعة الخامسة حيث يكتفي بأربع قصائد تاركا للمتلقي فسحة ليكمل هو باقي القصيدة بعد أن يكون قد صدَّر قلقه إليك تاركا هذا القلق الذي عبر عنه في قصيدة الشاعر .
قلِقٌ : كأن أصابع الموت المباغت في ضلوعه تستريح
قلِقٌ لأن عيونه منذورة للروح
تنثرها نجوماً في سمائه المُمْتدِ من أقصى الحمام إلى الجروح
إليه ثم تلمها في الصبح ريح
قلق فكل زلازل الإنسان تسكن في فؤاده
و الخيال يزنر الوطن المنافي و الغياب يشده
هو غائب….لكن وقع حضوره العفوي
في أرواحنا قلقٌ فسيحٌ .
هكذا يعرِّف شاعرنا الشاعر وذلك بان يجعل منه حالة من القلق الذي يجعل الشعراء في حالةٍ دائمةٍ من البحث عن الاستقرار وكأنهم البوصلة التي تهدينا إلى ذواتنا ,و تدلنا على مكامن القلق في حياتنا ذلك من خلال الصياغات التي تتطلب التشخيص الدقيق لميلاد اللحظة الشعرية التي تولد من رحم الواقع وتحيله إلى الحالة الإبداعية لتجربة الشاعر وما تتضمنها من توثيق دقيق لها.
هذا ما نلاحظه في قصيدة (حكايا ناقصة )التي يجسد فيها إحساسه بمعاناة الأرض وما عليها من ناس ونبات ودواب حينما غادرها المطر ومعاناة من غادروها ومن قاسوا الم الحياة البقاء في ارض يباسٍ تحت رحمة دموع الغيم التي جفت ولم تعد تروي بؤسهم حيث يقول:
يا غيم لا تحجب دموعك ….
وانتصر للأرض يأكلها الجفاف
لوردة مأخوذة بسقوطك الأبوي
للشجر المفرغ من عصافير الصباح
لقوتنا
أو للدواب على الأقل لأنها انتظرت ربيعك
يحكى أشياء لا تُحكى ولكن الرواة يسوغون كلامهم.
هكذا نلاحظ بأنه كلما شب حريق في الوجدان الداخلي للشاعر نقطف ثمارأكثر نضجا وأينع جمالا .
هكذا نجد الديوان ذاخرا بالقصائد الحديثة لغة وخيالا ورؤيا حيث القصيدة هنا ليست مجرد صدفة أو تلبية لمزاج معين,ليست بسطا أو عرضا لردود فعل من النفس إزاء العالم.ليست مرآة للانفعال غضبا كان أو سرورا فرحا أو حزنا , وإنما هي حركة ومعنىً تتوحد بكل أبعاده وأعماقه أو القصيدة الحياة .
يستحضر الشاعر الإرث الديني للأديان السماوية وكأنه يقول لا فرق حيث يقتبس من المزمور والإنجيل وذلك من خلال مشهد الصلب ومشهد الخطاب.
واستحضار حكاية النبي يوسف في قصيدة مذكرات النبي يوسف حيث يقول :
سبعٌ ستأكلُ ما احتوت كفاك من سبعٍ خلَونَ
وأنت منتظر فوات السجن
محتفلٌ بما خزَّنْتَ من القِ السنابلِ في صداك.
سبعٌ مضتْ وارى جفاف الأرضِ ينهرُ نومنا
يا من يشد الحلم من جهة الهلاك
أنا لا أفَسرُ هذه الرؤيا التي تنتابني لكأني بك إذ تصيح
من لي بشعبٍ ساخنٍ قبل الرغيف يحن لي
وأنا ألوك ضلوع .
من لي بتفسير الخميرة كيف تجمع ما تكسرهُ الرحى ؟.
سبعٌ كفافَ العيشِ نطْعِمُها
فمن في محنة الجوع المرابط
سوف يكفل عَيْشنا ويلمنا حول المواقد واحداً.
ياااااا قمحنا من ذا سواك .
وهكذا من خِلال التجوال بين قصائد الديوان تجد نفسك وجها لوجه أمام القصيدة التي لا تلبث أن تأخذك بين ذراعيها تغمرك بدفئها وتهمس في أذنك قائلة :
المجموعة الأولى(لأدرك بأني هنا)هذا العنوان لأربع قصائد
المجموعة الثانية (ما ليس للريح)هذا العنوان لخمس قصائد
المجموعة الثالثة (بالأمسِ كانوا هنا)هذا العنوان لست قصائد
المجموعة الرابعة(تلفَّت القلبُ)هذا العنوان لسبع قصائد
المجموعة الخامسة(نمضي ليكتملَ الفراغ)هذا العنوان الأربع قصائد
إنِّ هذا التقسيم للديوان وبهذا التسلسل يوحي وكأن الشاعر يحاول توزيع الحمولات النفسية والجمالية على كامل مساحة الديوان وذلك محاولةٍ منه لخلق توازن يعيد للقصائد استقرارها معتمدا أسلوب زيادة الجرعة بالتدرج حيث بدأ بأربع قصائد في المجموعة الأولى وكلما انتهيتَ من مجموعةٍ من مجموعات الديوان كان يضيف لك قصيدة إلى المجموعة التالية إلى أن يصل بك إلى المجموعة الخامسة حيث يكتفي بأربع قصائد تاركا للمتلقي فسحة ليكمل هو باقي القصيدة بعد أن يكون قد صدَّر قلقه إليك تاركا هذا القلق الذي عبر عنه في قصيدة الشاعر .
قلِقٌ : كأن أصابع الموت المباغت في ضلوعه تستريح
قلِقٌ لأن عيونه منذورة للروح
تنثرها نجوماً في سمائه المُمْتدِ من أقصى الحمام إلى الجروح
إليه ثم تلمها في الصبح ريح
قلق فكل زلازل الإنسان تسكن في فؤاده
و الخيال يزنر الوطن المنافي و الغياب يشده
هو غائب….لكن وقع حضوره العفوي
في أرواحنا قلقٌ فسيحٌ .
هكذا يعرِّف شاعرنا الشاعر وذلك بان يجعل منه حالة من القلق الذي يجعل الشعراء في حالةٍ دائمةٍ من البحث عن الاستقرار وكأنهم البوصلة التي تهدينا إلى ذواتنا ,و تدلنا على مكامن القلق في حياتنا ذلك من خلال الصياغات التي تتطلب التشخيص الدقيق لميلاد اللحظة الشعرية التي تولد من رحم الواقع وتحيله إلى الحالة الإبداعية لتجربة الشاعر وما تتضمنها من توثيق دقيق لها.
هذا ما نلاحظه في قصيدة (حكايا ناقصة )التي يجسد فيها إحساسه بمعاناة الأرض وما عليها من ناس ونبات ودواب حينما غادرها المطر ومعاناة من غادروها ومن قاسوا الم الحياة البقاء في ارض يباسٍ تحت رحمة دموع الغيم التي جفت ولم تعد تروي بؤسهم حيث يقول:
يا غيم لا تحجب دموعك ….
وانتصر للأرض يأكلها الجفاف
لوردة مأخوذة بسقوطك الأبوي
للشجر المفرغ من عصافير الصباح
لقوتنا
أو للدواب على الأقل لأنها انتظرت ربيعك
يحكى أشياء لا تُحكى ولكن الرواة يسوغون كلامهم.
هكذا نلاحظ بأنه كلما شب حريق في الوجدان الداخلي للشاعر نقطف ثمارأكثر نضجا وأينع جمالا .
هكذا نجد الديوان ذاخرا بالقصائد الحديثة لغة وخيالا ورؤيا حيث القصيدة هنا ليست مجرد صدفة أو تلبية لمزاج معين,ليست بسطا أو عرضا لردود فعل من النفس إزاء العالم.ليست مرآة للانفعال غضبا كان أو سرورا فرحا أو حزنا , وإنما هي حركة ومعنىً تتوحد بكل أبعاده وأعماقه أو القصيدة الحياة .
يستحضر الشاعر الإرث الديني للأديان السماوية وكأنه يقول لا فرق حيث يقتبس من المزمور والإنجيل وذلك من خلال مشهد الصلب ومشهد الخطاب.
واستحضار حكاية النبي يوسف في قصيدة مذكرات النبي يوسف حيث يقول :
سبعٌ ستأكلُ ما احتوت كفاك من سبعٍ خلَونَ
وأنت منتظر فوات السجن
محتفلٌ بما خزَّنْتَ من القِ السنابلِ في صداك.
سبعٌ مضتْ وارى جفاف الأرضِ ينهرُ نومنا
يا من يشد الحلم من جهة الهلاك
أنا لا أفَسرُ هذه الرؤيا التي تنتابني لكأني بك إذ تصيح
من لي بشعبٍ ساخنٍ قبل الرغيف يحن لي
وأنا ألوك ضلوع .
من لي بتفسير الخميرة كيف تجمع ما تكسرهُ الرحى ؟.
سبعٌ كفافَ العيشِ نطْعِمُها
فمن في محنة الجوع المرابط
سوف يكفل عَيْشنا ويلمنا حول المواقد واحداً.
ياااااا قمحنا من ذا سواك .
وهكذا من خِلال التجوال بين قصائد الديوان تجد نفسك وجها لوجه أمام القصيدة التي لا تلبث أن تأخذك بين ذراعيها تغمرك بدفئها وتهمس في أذنك قائلة :
ها قد وصلت نعم هكذا تجد نفسك في حضرة مجموعة من القصائد التي تروي عطشك للشعر.