مرحباً باللاأخلاقيات إذاً

إبراهيم محمود

كان يا ما كان
وكان يا ما كان في عهدة ” يكون ويكون ” حتى كان
كان هناك ناشدو العتمة والزوايا
مدّاحو الصمت المتقيح حباً في بقاء ما
وهم في غاية الصحة والمرونة ظاهراً طبعاً

في غاية الوداعة من باب التمويه من باب الدقة
كان هناك متنافسون على طلب الزوايا الميتة وكراهية الصباحات ومتتالياتها
كانوا يطلقون لحاهم من الأسفل، وشواربهم من الأسفل
وأصابعهم تشير إلى الأسفل
كانوا يودعون ألسنتهم في الأسفل
إيعازاً لمن يهمه الأمر أنهم يعيشون فقط
يتنفسون من أسفلهم
ويتحركون على رؤوسهم
ويتشقلبون ليروحوا عن نفوس تعنى بهم وغرابة أطوارهم وخوائهم من الداخل
كانوا شديدي الحرص على أنفسهم إلى درجة أنهم كانوا شديدي الإيقاع بالمأهولين بالحياة
كانوا في الوقت نفسه يترصدون اللحظة المناسبة
تلك التي تمنحهم اعترافاً عبر ختم أقفيتهم
والسماح لهم بالظهور في وضح النهار
لأنهم يمتلكون المقدرة الفذة على التحدث على إيقاع أصوات من مؤاخراتهم
وسط تصفيق حاد من محبّي فن مؤخراتيٍّ واستعراض مؤخراتي السمَة كردياً طبعاً
إنه جمهورهم الذي تم تشكيله من قبل أساتذة في تجميل المؤخرات وضبط أصواتها
جمهور موجَّه يتبصر مستقبله الكردي بامتياز من زاوية مؤخراتية حصراً
وتعالت أصوات مؤخراتية في اللحظة المؤاتية
قيّض لهؤلاء الذين كانوا يضغطون على مؤخراتهم وهم يلوذون بالحفر والصدوع
أن يفرَج عنهم كما همو الآن في وطن تناثر في الغالب زوايا مزدانة بالروائح النتنة
بالقيمين عليها في مبادرات بطولية ترتد إلى عين المؤخرة
لا أقول عذراً لأحد من هؤلاء، وهم كرد ومن سلالات كردية، وحريصة على ألقابها المستعارة
لا أستسمح أحداً ممن يعرفون أنفسهم سكنة الزوايا والآن أصبحوا مرايا لمن لا يبصرون
كرداً كانوا ويكونون، نعم، إنما بصفتهم منزوعي الألسنة
ليصبحوا جماع الألسنة والبلاغة في المقام الكردستاني
في الصور الملتقطة صحبة أضواء ومشاهد متلفزة وكرافيتات بلون البراز
على أرضيات بُرازية
وفي أمكنة لا تخفي عهدتها البرازية
وفي أزمنة برازية
وحضور معد لأن يكون برازياً
ووجوه خرجت من عتمتها، لتعلن شموخ كرديتها
وهي تفاخر بالبُرازي المنبثق من أفواهها
صحبة إيقاع أصوات، تعرفونها: مؤخراتية
وجوه أقفية أو قفوات
وألسنة تمتد كما هو النفاث البرازي
يا لرعب المشهديات البرازية في المجمل
يا لهوس الكرد المأخوذين بهوى ذوي شبهات حتى النخاع
إذ يتسابقون بأذيال وأذناب ويحتكرون الهواء نفسه
واللغة ذاتها باسم الكردايتي
في أمكنة منِحت أسماء وأثقِلت بروائح القيمين ذات المرجعية البرازية مجدداً
يتسابقون للتعويض
انتقاماً ممن كانوا ويكونون صحبة الضوء والفصاحة في تسمية العتاة والجناة
ليعلنوا ساعتهم بلونها البرازي وتكتكاتها المؤخراتية
سمّوها في مقامها الضراطي المقيت والمنفّر
لكنه واقع الحال صنيع من تمثلوا الكردية في رعب المركَّب فيها.
علي أن أكون أكثر واقعية يا سادة القفوات ومن لم لمهم
لعلكم تتذكرون جيداً نوع الحكمة ذات الدمغة القفوية
لعلكم تحاطون علماً بالمصير البائس الذي تريدونه حقيقة القائم كردياً
لعلكم تتناسون أو تتغابون فيما كانت عليه عتماتكم وأوبئتكم حتى الأمس القريب
تتجاهلون عري مؤخراتكم في عروض متنقلة في أكثر من جهة
وها أنتم تلتقون لتحجبوا الشمس عن أهلها
وتضفوا على الكردايتي وفي أمكنة مضاءة ومبثوثة هنا وهناك طابعاً من الفخامة المؤخراتية
وأنتم لا تدخرون جهداً في حصار من كانوا أهل الساحات الكبرى والخصبة
وأنت تبثون أصواتكم المفرقعة في جهات كردستانية باعتباركم ممثلي الوطن الموعود
وأن ثمة من تدغدغه مؤخرته طرباً لسماع مفرقعاتكم المنفّرة هنا وهناك
ليكن إذاً، ليكن هذا التصعيد بكل هذا الزخم البرازي حيث فلتان الجهات
ليكن هذا الاستئثار باللغة ورموزها بدوافع لا تعدو أن تكون برازية
وأنتم لا تمنحون راحة لمؤخراتكم ذات الصيت في متابعة خلافكم
من كانوا ومن هم أهل لوطن كان ولما يزل ملء العيون والقلوب
يا لهذه الإيقاعات التي تنتعشون على وقعها
في منافسات تتجاوز الحدود المحلية لـ” روجآڤا ” قبل غيرها ومن ينتمون إليها
منافسات تكون الأولوية لذوي الضرطات الكبرى
في تعابير تزيّنها أشكال برازية في المحصّلة
في جمهرات تحمل صفات الفن
ولسان حال كل منكم يقول : أنا أتبرز أمام الملأ إذاً أنا موجود !
يقولها مزغرداً من أسفله بشكل غير معهود
وينظر في الجهات الأربع
وفي لقطة تضع مؤخرته المتبرزة أماماً
نيابة عن وجه معلَن عنه بفتحة واحدة غائرة ليس إلا ..
أي لكل من يقول : كردستان لي وليس لغيري
وكل من يقول كردستان عليه أن ينال تصريحاً منه
وكل من يقابل ولي أمر كردستاني
عليه الحصول على موافقته البرازي
وفي وطن يفقد حس الجهات كثيراً
وللمرة الأولى حيث الوقت متاح لاستعراض المزيد من المؤخرات العارية تماماً ..
وكل منكم في انتظار وسام يقطعه شريط برازي وفي واجهة برازية وفي تاريخ برازي بامتياز
ليكن لي، أو في انتظاري أيها البرازيون ومن مقام برازي وفي وضعيات برازية مائعة
ليكن لي- أنا ابراهيم محمود- هذا القبح المنتظر
الوجه الموغل في التشوه
وقد عهدته فيكم جرّاء مفرقعات مؤخراتكم وهي في نثار خراءاتها على مدار الساعة اسماً اسماً
ليكن هذا الخروج إلى المكان الطلق والزمان الطلق
ليكن بانتظاري وسامي الذي عايشته وأنتظره منذ عقود وعقود
حيث مشهديات برازاياتكم في الجهات كافة
حتى في المكان الذي أقيم وأنّى حللت
وسامي الذي لا يعدو أن يكون بضع كلمات تعنيكم أساساً
تلك جائزتي الكبرى التي أتبصرها أنى اتجهت
رفضاً لهذه الوضعية البرازية التي تروجون لها بكلّياتكم
صورة ” الصرماية ” أو ذنب حيوان مشوه
أو جلد كائن هلامي مقيت
ليكن ذلك
تلك هي لائحة من اللاأخلاقيات التي أردت بثها
وكل الشكر لمؤخرتكم التي ألهمتني هذا القول غير المعهود

وانتظروا المزيد إذاً !

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…