يعد الكاتب الكردي عبدالباقي حسيني، أحد الأسماء التي ظهرت في نهاية ثمانينات القرن الماضي، حيث انخرط في مجال الصحافة الكردية، فقد اشترك في إصدار أكثر من مجلة كردية باللغة الأم، واشتغل في مفاصل عديدة، منها كتابة المقال، والقصة، والبحث، والترجمة، وهو ممن أسهموا في خلق الحراك الثقافي الكردي، على امتداد عقد التسعينيات من القرن الماضي، إلى أن سافر إلى أوربا، ليقيم في مملكة النروج.
ومن التحديات التي واجهت الرابطة على الصعيد التنظيمي، تأسيس عدد من الاتحادات المختلفة، ماخلق بعض البلبلة في الشارع الثقافي، وأسهم إلى شق صفوف الكتاب، وتسلق بعضهم على حساب الثورة، وعلى حساب بعض الهيئات التي كانت قائمة من قبل، ولها تاريخها العريق، وإن كان هذا الكلام لايعمم، بل يطبق على أشخاص معدودين باتوا معروفين من قبل الحراك الثقافي.
حول هذه الموضوعات كلها، ارتأيت باعتباري محرراً لجريدة “بينوسا نو”، وبموافقة هيئة التحرير، إجراء حوار مطول مع رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الكرد عبدالباقي حسيني، يبين خلاله بعض الحقائق، لاسيما أن هناك من أراد إثارة اللغط لتمرير مشاريع خاصة، هدفها الأول والأخير خدمة أشخاص محددين، وإن كان ذلك تحت يافطات براقة.
عبد الباقي حسيني من مواليد مدينة قامشلو/ سوريا 1961، حائز على الإجازة في الهندسة الزراعية – جامعة دمشق، وماجستير في العلوم الزراعية – جامعة أوسلو.. له العديد من الكتابات والدراسات في السياسة والأدب باللغتين الكردية والعربية، ويعمل في مجال الترجمة أيضاً، حرر أكثر من مجلة:
1. مجلة “كورزك كول” عمل مع الكاتب كوني رش على إصدار 12 عدد من المجلة، منذ عام 1989 ولغاية 1991، في سوريا.
2. مجلة “زانين” عمل مع الشاعر الراحل فرهاد جلبي على إصدار 12 عدد من المجلة، منذ عام 1991 ولغاية 1997، في سوريا.
3. نشرة “ني فور أو الربيع الجديد” عمل على تحريرها بالتعاون مع عدد من الصحفيين من دول مختلفة وبأربع لغات (الكردية، العربية، الانكليزية والنرويجية)، وهي نشرة شهرية لتغطية أخبار اللجوء واللاجئين في النرويج، بين عامي 2000 و 2001.
4. عمل في هيئة تحرير مجلة (أوركيش) التابعة لـ “اتحاد مثقفي غربي كردستان في الخارج”، بين عامي 2006 و 2007 في أوربا.
له كتاب عن التراث الكردي تحت عنوان “قصص الأمراء” طبع سنة 1991 في بيروت، لبنان… وله مؤلفات عدة باللغتين الكردية والعربية، قيد الطبع.
كان لنا مع الأستاذ عبدالباقي حسيني هذا اللقاء:
* الانطلاقة الأولى للرابطة كانت بعد الانتفاضة الكردية في 2004 ضد ممارسات النظام السوري… ماذا عن انطلاقتكم الثانية بعد بدء الثورة السورية؟
انطلاقتنا الثانية هي تتمة للأولى لكن بشكل أقوى، كون الثورة السورية شملت جميع المناطق والملل على ساحة الوطن، فما كان منا إلا ان نغدو بمستوى الحدث، ونرصد جميع لحظات الثورة بشكل دقيق، فكنا ندون التاريخ من خلال نشاطاتنا الأدبية والثقافية، وكذلك كتاباتنا في الصحف والمواقع الالكترونية. فمنذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة، حاولنا أن نلملم أعضاء رابطتنا من جديد، ونضع خططاً للمستقبل ليكون للرابطة شأن عظيم في الثورة السورية عموماً، وعند كرد سوريا خصوصاً.
بمعنى انطلاقتنا الثانية كانت محفزة للكثيرين من الكتاب والصحفيين لكي يقوموا بالمهام التي تقع على عاتق المثقف في هذه المرحلة الراهنة من تاريخ سوريا.
انطلاقتنا هذه، دفعت بالكثيرين لتشكيل اتحادات و نقابات ثقافية وأدبية، وما الحراك الذي تشهده الساحة الثقافية بين كرد سورية إلا دليلاً على مانقوله، كوننا كنا الوحيدين في الساحة، منذ عشرسنوات، و حتى قبل أشهر معدودة، لكن الآن ترى كماً هائلاً من التجمعات الثقافية والأدبية بيننا.
نعم تتسم رابطتنا بتعدد نشاطاتها وفعالياتها، فنحن نقوم بالتالي:
– إصدار بيانات بشكل دائم وخاصة بالثورة السورية، والشأن الكردي، والأحداث التي تستدعي الوقوف عندها، واتخاذ مواقف حيال الحدث.
– متابعة أخبار الكتاب والصحفيين الذين يتعرضون للاعتقال أو التهديد أو المضايقة من النظام أو من أية جهة أخرى.
– إقامة نشاطات ثقافية، أدبية في الداخل و في الخارج.
– توزيع جوائز أدبية تخص الرابطة مثل جائزة بالو للإبداع، وجائزة جكرخوين للشعر، وجائزة حامد بدرخان وجائزة رشيد كرد.
– إصدار جريدة باسم بينوسا نو (القلم الجديد) بنسختيها: الكردية و العربية، وهي جريدة شهرية الكترونية.
– محاولة طبع ونشر أعمال أدبية وثقافية للأدباء، ضمن إطار محدد.
– لنا موقع الكتروني، ننشر فيه أعداد الجريدة بشكل دوري.
– نجري لقاءات مع فعاليات أدبية وثقافية مع التجمعات السورية المختلفة.
كرابطة لنا استراتيجية معينة لخدمة الكتاب والإعلاميين، كما ذكرت سابقاً، كنا من المحفزين للكتاب والإعلاميين للقيام بالمهام التي تقع على عاتقهم. نحن كرابطة نهتم بالكتاب ونتاجاتهم، وذلك بإقامة حفلات خاصة لهم، مثال حفلة توقيع كتاب جديد، في هذه الحفلة يتم دعم الكاتب بالتعرف على القراء وتشجيعه لكتابة المزيد من الانتاج..
لنا خطط في المستقبل ان نقيم دورات خاصة للإعلاميين في الداخل للقيام بالمهات الصعبة وتغطية الأحداث أولاً بأول.
عندما نوزع جوائزنا على الكتاب، وخاصة المميزين منهم، فإن هذا يدفع بالآخرين أن يجتهدوا أكثر وأن ينتجوا بنوعية أفضل.
لدينا اتصالات مع بعض المطابع التي تدعم الكلمة الكردية، لطباعة تناجات الكتاب بتكاليف أقل.
مستقبلا، سنعمل على دعم الكتاب المميزين، لكي يستفيدوا من المنح الأوربية التي تمنح لكتاب وصحفيين تعرضوا إلى الاعتقال أو المضايقة، لاستضافتهم كضيوف لمدة محددة.
* الكتاب والصحفيون تجمعهم الكلمة، ولكن لكل منهما طريقة مختلفة في التعبير عنها، لم رابطة واحدة، تشمل الكتاب والصحفيين لديكم، في آن واحد؟
الوضع الحالي، والظروف التي تحيط بالبلد، هي استثنائية، ولا يمكن أن نكون اتحادات أو نقابات مستقلة تحت هكذا ظروف. إن الفوضى التي نراها الآن من رفع شعارات براقة، ما هي إلا حالات مؤقتة و مبنية على أسس هشة. هنا لا يمكننا الإدعاء بأن كل الكتاب معنا ولا كل الصحفيين، في هكذا ظروف من المستحيل أن تكون اتحاداً جامعاً لكل الكتاب، أو اتحاداً جامعاً لكل الصحفيين، أو حتى نقابة خاصة للصحفيين، كون مستلزمات الاتحادات والنقابات كثيرة ومكلفة، أما أن تطلق تسميات كبيرة على تجمعات صغيرة و بإمكانيات محدودة، فهذا بحد ذاته خداع للنفس وخداع للآخرين. لذا اكتفينا حالياً أن نكون رابطة تجمع الكتاب والصحفيين معنا، إلى أن تستوي أمور البلد و تكون الصورة واضحة، وقتها يمكننا العمل على نطاق واسع وبحرية كاملة، لبناء مؤسستين، إحداهما للكتاب والأخرى للصحفيين.
مع الأسف، يبدو أن مرض الانشقاقات في الحركة السياسية، عندنا نحن كرد سوريا، قد انتقل عدواها إلى الحركة الثقافية أيضاً، بل صدر إليها “عبرتخطيط” محدد، فالكل يريد أن تكون له مجموعة بغض النظر عن ماهية المجموعة و نوعية الأعضاء، و كأن في الأمر مزايا أو كعكة، هم حرموا منها.
الاتحادات والنقابات التي تشكلت أخيراً لم تأت من فراغ، فبعض الأحزاب الكردية تحاول أن تلعب في الوقت الضائع وذلك بتشكيل بعض “مؤسسات المجتمع المدني” خاصة بها، فتحاول أن تجمع مجموعة من الكتاب أو من الصحفيين، والمحسوبين عليها، لتشكل منهم “اتحاداً” أو “نقابة” ، ولكي تظهر للناس بأنها (أي الحزب) مهتم بالشأن الثقافي أيضاً.
من جهة أخرى، هناك فئة من هواة الكتابة، يحاولون أن يكون لهم شأن بين هذا الكم الكبير من الاتحادات والتجمعات الثقافية، فتقوم بإطلاق أسماء كبيرة على المواقع الالكترونية أو على موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، بأنهم تجمع ثقافي، بالرغم من أن الكثيرين منهم لا شأن لهم لا بالثقافة ولا بالأدب.
بعض الأحزاب الكردية لعبت دوراً سلبياً “ومن خلال بعض قياداتها”، في تشتيت الأدباء والمثقفين، و دفعهم إلى تشكيل كيانات خاصة بهم، وهذه الحالة غير صحية، فلو قارنا أي تجمع سكاني، قومي سواء في سوريا أو في دول من العالم، لها اتحاد كتاب واحد واتحاد صحفيين واحد، ولا علاقة للأحزاب بهكذا اتحادات، إلا عندنا نحن الكرد، بعضنا يسعى وبتواطؤ من قبل بعض” المثقفين” أو” المتثاقفين”، لتمييع بعض الحالات الراقية، لتفريغها من مضامينها.
مناشدتي للكتاب الذين يحترمون أقلامهم، بأن يخرجوا من تحت عباءة السياسيين، وأن يحافظوا على شخصيتهم الاعتبارية، دون الرضوخ إلى الاغراءات المادية أو العينية.
نحن لم ننخرط مع أي من هذه التجمعات الجديدة التي تشكلت خلال الأشهر الأخيرة، كوننا رأينا فيها مجرد أدوات لتحقيق أغراض حزبية لا تتقاطع مع مهمة دورنا الثقافي، وعلى حساب دور الكلمة الكردية التي تنتج ثقافة سليمة تخدم الشعب، وتنمي الملكات الفكرية والأدبية.
* في ظل ظروف غير ملائمة جرت حوارات بينكم وبين من كانوا يدعون لعقد مؤتمر للكتاب… ماذا عن هذه الحوارات ؟، وماسبب تحفظاتكم على دخول المؤتمرالذي عقد؟
حوارات الرابطة مع الآخرين كانت تنبع من المصلحة الكردية الثقافية العليا، كنا نرى أن مايجري على هذه الساحة وفي هذا الوقت بالذات، عملية غير صحيحة وغير واقعية، لأن لأن ظروف البلد لاتسمح بتشكيل هكذا كيانات، وخاصة منطقتنا الكردية، لاتزال تحت أيدي النظام، والتسهيلات التي تتم هناك ليست مضمونة في المستقبل، لذلك كنا نطلب منهم التريث في كثير من الأحيان.
وتحفظنا كان في مكانه، فكما سمعنا مؤخراً، بان تصريحا من شخص يحمل السلاح في يده، أمر بإغلاق جميع المكاتب الحزبية والثقافية في المناطق الكردية. وهذا لا نقبله على أنفسنا، لا نقبل أن يأمرنا عسكري لاعلاقة له بالشأن الثقافي أو شؤون المجتمع المدني، الظروف في البلد غامضة، وهذه التشكيلات عمرها قصير كونها مبنية على أسس غير واقعية.
لا أخفيك سراً، أنه تم وباسم الرابطة خوض حوارين، أحدهما قام به زميل حضر أول اجتماع موسع تمت الدعوة إليه دون علمنا، وتمت تزكيته، من قبل مجموعة أغلبها ليسوا أعضاء، وسمعنا أنه وقع على ورقة بيضاء، والتقى هكذا بالكتاب والصحفيين، دفعة واحدة، وقد حقق هو ومن معه، إنجازات أكثر من الحوارالذي سيليه، الحوار الذي أخذ زمام الأمور فيه اثنان، أحدهما كان بعيداً عن المنطقة لسنوات طويلة، ووقفت الرابطة معه بكل إخلاص، لكنه تصرف ضد الرابطة التي أولته الثقة بردود فعل غريبة، وآخر غيره، جديد، وصلنا طلب عضويته للتو، وتم تقديمهما خارج اتفاقنا -ولاندري كيف- بدلاً عمن اتفقنا على تعيينهم لتمثيلنا، ولكننا نشرنا تحفظنا على المؤتمر، وتم الرد علينا أن الأمر سيرجأ إلى أن تتحسن الظروف. وأعلن عن مؤتمر”مسلوق” دون موافقة أحد العضوين الرسميين من قبلنا، رغم أننا في كلا الحوارين لم نكن لنطلع على ما تم الاتفاق عليه، إلا بعد توقيع من لم نعينه بل تم فرضه علينا، وكنا نتفاعل بعد ذلك بالتدخل على الخط، ومع ذلك فإن الأمور لم تستقم، لأن هناك من لايريد وحدة الكتاب، بل يريد هيئة يرتقي من خلالها ليحقق مكاسب ذاتية لنفسه.
المؤتمر الأخير تحفظنا عليه، وذلك عبر كتاب مفتوح نشرناه على الملأ، وقلنا إنه في ظل ظروف تقطيع أوصال منطقتنا الكردية، لايمكن إقامة مثل هذا المؤتمر، بل وفي ظل وجود النظام، وهو ما أكد صوابية رؤيتنا، وعندما أعلن المؤتمر دون علمنا، طلبنا من هؤلاء الأخوة الاستمهال عسى نجد حلاً آخر، فلم نفلح، ولم يكن لزميلينا عضوي اللجنة التحضيرية أي علم بإعلان موعد المؤتمر الأخير، بل إن أحد المتحمسين الذين نفذوا المؤتمر، كان قد أعلمنا -وبالوثائق- أنه لن يعقد أي مؤتمر في ظل هذه الظروف، وإنه لن يكون أي مؤتمر إلا بالاتفاق مع رابطتنا، وإنه لن يرشح نفسه للرئاسة، وقد خالف كل هذه النقاط .
ثمة إغراءات كثيرة تمت، وثمة انتهاكات كثيرة تمت بحق صفة العضوية، وثمة إدعاءات تمت بتنبني أطراف ما لمؤتمرالاتحاد، وقد تأكدنا أنها غيردقيقة، وأن لعبة ماقد تمت، ومع هذا فإننا لا نغلق أبوابنا تجاه وحدة الكتاب وهكذا بالنسبة لوحدة الصحفيين.
* ماشروط وحدتكم مع الاتحاد الذي أعلن عنه؟ ثم… لماذا اتحادا الكتاب والصحفيين، والرابطة موجودة ؟، ولم تم تأجيل مؤتمركم حتى الآن؟
الرابطة لها تاريخ وأعضاؤها بالمئات، ومن المفروض أن تنضم هذه التجمعات الصغيرة تحت لواء الرابطة، لا أن يتم فرض شروط مسبقة على الرابطة، و لا أن يتم تحديد مسار المؤتمر كون حزب ما قدم دعماً مادياً له، أو أمّن صالة لإقامة المؤتمر، الذي يجمع المثقفين كتاب و صحفيين هو الكلمة، لا أية مناصب وديكوارات آنية.
بالنسبة للشق الثاني من السؤال، كما قلت سابقاً، هي “موضة” أن يكون لكل حزب “اتحاد” كتاب أو صحفيين خاص به، فهناك من حاولوا استمالة الرابطة إلى طرفهم، لكن الرابطة حافظت على استقلاليتها و شخصيتها، بعيدا عن تأثيراتهم و إغراءاتهم. لذا دفعوا ببعض المثقفين المحسوبين عليهم والقريبن من حزبهم إلى تشكيل هذه التجمعات.
أما عن مؤتمر الرابطة وتأجيله، فله قصة طويلة، والحقيقة، طلبنا في عام 2011 أن نقيم مؤتمرنا في هولير وبمساعدة بعض المقربين من الرابطة، للاتصال بحكومة الإقليم، وهو ما أثار بعض الكتاب والصحفيين للتداعي إلى اتحاد الكتاب واتحاد الصحفيين، وقد أكدنا في بيان خاص لنا أننا سنعقد مؤتمرنا على أرض الوطن ريثما تتحسن الأمور، لكن البعض دفعهم الحسد وبادروا إلى إعلان اتحاداتهم.. الآن ننتظر أن تستوي الأمور في الداخل إلى أن نعقد مؤتمرنا في أجواء صحية و سليمة، وقد خسرنا عدداً من زملائنا، ولكن إذا كان هناك من غرر به، فقد اكتشفنا هرولة بعضهم الآخر وراء المنافع بعيداً عن رسالة الكلمة.
* أعلنت الرابطة في الكثير من بياناتها أنها ستقيم مؤتمراً للصحفيين بالتزامن مع مؤتمر الكتاب عند انعقاده عندما تسنح الظروف المناسبة… ماموقفكم الآن من وحدة الكتاب في هيئة والصحفيين في هيئة أخرى؟
هذا الأمر سيكون طبيعياً، عندما نعيش في ظروف طبيعية، فالكتاب لهم اتحادهم والصحفيون سيكون لهم اتحادهم،.. لكن رابطتنا منذ تشكيلها وحتى الآن لم تر الفرصة المناسبة لفرز هاتين المجموعتين من بعضها البعض، نظراً لاستهدافنا حتى من جهات متناقضة. ولأكن صادقاً معك، منذ اليوم الأول من تشكيل الرابطة وحتى الآن لم تعترنا نحن الكتاب والصحفيين في الرابطة أي إشكال أو سوء فهم، بل كل واحد يعمل في مجاله ضمن الإطار المتفق عليه..، فأغلب الأعضاء كتاب وصحفيون، وهذا زادها قوة.
على العكس، جريدة الرابطة بينوسا نو، زادت من قوة الرابطة، ونحن كأعضاء الرابطة كنا بحاجة ماسة إلى جريدة خاصة بنا، لنشر موادنا ونتاجاتنا فيها بشكل منظم و نوعي، وهذه (أي الجريدة) نعتبرها من المقومات الأساسية للرابطة وذلك للحفاظ على الكلمة الكردية ونشر الثقافة والأدب الكرديين باللغتين الكردية والعربية ليتسنى للقراء السوريين والعرب التعرف على الثقافة واللغة الكرديين.
* ماذا عن قرار بعض زملائكم بحجب الثقة عن هيئة الخارج؟
هم بعض الزملاء، وحقيقة لا يتعدون أصابع اليد، نحن نحترمهم، المشكلة ليست فيهم، بل في من ليسوا أعضاء، وهم من جهات وأطراف سياسية لعبوا دوراً في خلق آخر شقاق ممكن، وبالتالي إصدار ما يسمى بـ “البيان”، بحجب الثقة عن هيئة الخارج، وهم يعرفون جيداً، أن هيئة الخارج هي العمود الفقري للرابطة، وبدونها لا يتم أي شيء، وكانوا أذكياء عندما سموا هيئة الخارج بالاسم لضرب الرابطة وتشويه سمعتها، ولكن كل متابع يعرف حقيقة دورنا، وأنا هنا لاأريد أن أبوح بسبب ذلك البيان حرصاً على حبنا لزملائنا الموقعين عليه. رد فعلنا كان هادئاً، تم الاتصال بهم كثيراً، لكي يعدلوا عن قرارهم ويسحبوا البيان، ولم يبق الآن غير اثنين من الأعضاء الموقعين على البيان خارج الرابطة، وقمنا درءاً للالتباس بإصدار بيان توضيحي، وبلغة هادئة، نظهر فيه بعض الحقائق، لأننا حريصون على من خدموا رابطتهم، وحريصون على ألاّ نجرح مشاعر أحد منهم، فقد كنا إلى الأمس في أسرة واحدة، كما أن من هم غير أعضاء وأسهموا في خلق تلك البلبلة، فأبواب الرابطة أمامهم مفتوحة، إذا كانت شروط العضوية متوافرة فيهم.
* ماذا عن الوضع المالي للرابطة، ألا ترون أنكم بحاجة إلى تمويل ثابت؟
ربما يكون هذا السؤال هو بيت القصيد، فهناك من يعتقدون أن هناك من يدعم الرابطة ويقدم لها الكثير من المال، وهم محرومون من الكعكة، فالحقيقة لم نتلق من يوم تأسيس الرابطة وحتى الآن أي “فلس” من أي شخص أو من منظمة أو جهة دولية، وضعنا المالي كوضع جميع الموسسات الثقافية في الشرق الأوسط، فإما أن تكون محسوباً على السلطة فتمولك، أو تكون مستقلاً، فتصرف من جيبك، ونحن في الرابطة نعتمد أولاً وأخيراً على التبرعات الشهرية لأعضائنا في الهيئة الإدارية، ولم نكلف حتى أي عضو خارج الهيئة أن يدفع اشتراكاته، كوننا نعرف الظرف العام و ظروف كل واحد منهم، التمويل الثابت، يحتاج إلى مكان ثابت و ظروف ثابتة، وهذا لم يتوفر في الوقت الحالي.
وثمة نقطة أريد قولها هنا، وهي أن البعض ما إن يتقدم بطلبه إلى إحدى مؤسسات المجتمع المدني حتى يفكر بأن يصله مردود مالي مقابل عضويته، نعم هناك من يسرقون باسم هذه المؤسسات، ولكننا في هيئة الرابطة نقول بصوت عال: نتحدى أن نكون مددنا يدنا إلى أية جهة كردية، أو دولية، أو باسم مؤسسات الثورة السورية، وأنا مسؤول عن هذا الكلام أمام التاريخ. ولو كان لدينا تمويل لما وجد أكثر من اتحاد، ولما خسرنا بعض كوادرنا.
* الرابطة من مؤسسي المجلس الوطني الكردي، ماذا عن علاقتكم الآن بالمجلس؟
نحن ساهمنا في بناء المجلس الوطني الكردي، وكان لنا بعض الأعضاء في المجلس منذ تأسيسه، لكن كما يبدو للجميع، بأن حصة المستقلين في المجلس ماهي سوى ديكور ديمقراطي، بينما الأمور الأساسية هي للسياسيين الحزبيين. حالياً لا علاقة بين الرابطة والمجلس الوطني الكردي، كون السياسيين استفردوا بكل المهام، وأقصوا المثقفين، مع أننا كنا نعمل باستقلالية ضمن أول تجربة في تاريخ كردستان الغربية.
* هل كنتم عضواً في المجلس الوطني السوري؟ أو الائتلاف من هيئات المعارضة السورية؟
شخصياً تم طرح اسمي من خلال مؤسسة غير رابطة الكتاب، ولكنني ترددت وحسمت الأمر بعدم الانضمام.. والرابطة وقفت مع الثورة السورية، منذ بداياتها، كما أنها تقف مع القضية الكردية في سوريا، بعض زملائنا كانوا أعضاء مؤسسين في المجلس الوطني السوري -باسم التنسيقيات أو أحزابهم- ومنهم الشهيد مشعل التمو والزميل إبراهيم اليوسف، ولكن ذلك لم يكن باسم الرابطة، نحن لم ننظر لأية مؤسسة من مؤسسات الثورة من خلال نعوت النظام وشبيحته لها، وعندما وجدنا أخطاء هذه الجهات، فإننا بادرنا إلى نقدها، وزميلنا إبراهيم اليوسف انسحب من المجلس في تشرين الثاني2012، ولم يعد إليه إلا بغرض أداء مهمة كلفه بها اتحاد التنسيقيات، حيث التقى الكتلة الكردية في هولير خلال صيف2013، ليجمد عضويته بعد ذلك بسبب عدم ظهور موقف من الظلاميين.
أما الائتلاف، فلم ننظر أيضاً إليه من خلال مايروج ضده من قبل النظام وشبيحته، لكننا ترددنا في الانضمام إليه، بسبب سلوكيات بعض وجوهه، بل حسمنا الأمر للسبب نفسه الذي جعلنا نتخذ موقفاً من المجلس الوطني السوري الذي لم نتبعه-كمؤسسة- ودخول أي عضو من قبلنا أية مؤسسة وطنية شريفة، هو أمر خاص به، فنحن مؤسسة مستقلة، بيننا أصحاب الآراء المتناقضة، والمختلفة.
أتمنى من الكتاب والصحفيين في الداخل والخارج، أن يحافظوا على مكانتهم و يعملوا لأن تكون لهم شخصية اعتبارية بين الشعب، لا أن يكونوا تابعين أو منتهزين للفرص، وبالتالي عليهم أن يعملوا ضمن إطار عام وواحد يحفظ له مكانتهم و يحمي استقلاليتهم..
ملاحظة: الحوار خاص ب جريدة (بينوسا نو ) الصادرة عن رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سورية، ولأهمية الحوار، يتم إعادة نشره في المواقع الكردية الإلكترونية.