والملفت في هذا العدد، أنه يحمل أسماء نخبة من المبدعين الذين يؤكدون يوما بعد يوم على انسانية الثقافة، وذلك من خلال مدّ الجسور بين الثقافات المؤمنة بقيم الحوار والأمن والسلام لتعميق قيم الحرية من خلال دمقرطة الخطاب الثقافي.
وفي هذه الجغرافيا نشأت الأمّة الكُردية، وقد مرّت تلك النشأة بالمراحل ذاتها التي مرّت بها نشأة بقيّة الشعوب، فكان أسلاف الكُرد على شكل جماعات في العصور الحجرية (القديم، المتوسط، الحديث)، ثم صارت الجماعات قبائل، ثم تجانست القبائل ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وانتقلت إلى مرحلة تكوين (شعب/أمّة)، وهو تكوين قائم على الجغرافيا المشترَكة، والتاريخ المشترَك، واللغة المشترَكة، والثقافة المشترَكة.
كما نقرأ للباحث نوزاد جمال بحثا قيّما حول ضرورة الفكر اليوتوبي في التغيير الاجتماعي والسياسي، مستندا في ذلك إلى مقولة أميل سيوران: تصبح الحياة خانقة بدون يوتوبيا، على الاقل بالنسبة الى الجموع، ولا بد للعالم من هذيان جديد كي لا يتحجر.
أما الباحث أمانج حسن أحمد فيكتب عن مشروع بناء الدولة من خلال أنموذجين مختلفين هما اقليم كردستان العراق واسرائيل.
أما في محور دراسات تاريخية، فنقرأ فيه (الديانات والمعتقدات الكردية) للدكتور مسعود كلزاري، (الكرد والتركمان والمادة 140) للكاتب لطيف فاتح فرج، (الخوارج تاريخيا وسياسيا وفكريا) للدكتور فريد أمعضشو، (نبذة مختصرة عن ثلاث إمارات لورية) للدكتور مهدي كاكه يي، و (الجهود الحربية الكردية في العهد الزنكي الثاني) للدكتور سوزدار ميدي.
في محور الحوار، فقد ضم هذا العدد حواراً طويلاً مع الكاتب الكردي الكبير الدكتور عزالدين مصطفى رسول، الذي أنجز حتى الآن أكثر من ثمانين كتابا بين القصة والشعر والدراسات الأدبية والمذكرات. أجرى هذا الحوار محرر المجلة لقمان محمود.
في محور الدراسات الادبية والنقدية، نقرأ (الكاتب والروائي الكردي محمد أوزون: مؤسس الرواية الكردية الحديثة باللهجة الكرمانجية) للشاعر اللبناني اسكندر حبش، (الشعر بوصفه هوية: من التشكيل إلى العلامة) للناقد د. محمد صابر عبيد، (جماليات الصورة الشعرية وتجليات العشق المقدس في القمر البعيد من حريتي) للناقد د. عادل كرمياني، (سركون بولص، الآشوري التائه: أكتب باليد التي هجرتني) للدكتور محمد آيت لعميم، (أنطولوجيا البهجة السرية من أهم المصادر المهمة في المكتبة الكردية) للشاعر والناقد هشام القيسي، (المسكوت عنه في رواية الحرب) للناقد زهير الجبوري، (نواف خلف السنجاري.. وابداع القصة القصيرة جدا) للناقد أنور عبد العزيز، (القصة القصيرة والرسم) للناقد أمجد نجم الزيدي، (أيهما أسبق القراءة أم النص؟) للناقد وجدان عبد العزيز، (أزاهير من الشعر السرياني المعاصر) للناقد عدنان أبو أندلس، (صباح الخير يا خانم) للناقد عباس علي موسى، (الكتابة والحية) للناقد ابراهيم محمود، و (ذاكرة الكرد في سِفر الروائح) للناقد لقمان محمود.
في محور الابداع، نقرأ (كانت إحداهن تحلم بي) للقاصة دلشا يوسف، (قصة بصيغ متعددة) للقاص الحسن بمنونة، (قصائد) للشاعر محمد القذافي مسعود، (من رسائلي البيضاء) للشاعرة عزيزة عيسى، (الجروح البيضاء) للقاص آكو كريم معروف.
أما في محور محطات ثقافية، فنقرأ (حكايات الانكسار الذاتوي في شعر أرخوان رسول) للناقد شاكر مجيد سيفو، (الشاعرة والمترجمة الكردية دلشا يوسف في اصدارها الجديد) للكاتب جان كورد، (الدر الثمين في شرح مم وزين) للكاتبة ريم غنايم، (التناص الابداعي في قصيدة ما رواه الهدهد) للناقد داود سلمان الشويلي، (ذرية آدم وأمنا حواء) للشاعر زهير بهنام بردى، (ذاكرة كركوك في انتظار شاعرها الحميم) للكاتب فاروق مصطفى، و (لغة الجبل في السياسة والدبلوماسية الكردية) للكاتب جان كورد.
أما المحور الاخير، والخاص بالرسائل الثقافية ، فنقرأ فيه عرضا مقتضبا للمهرجانات والندوات التالية: (مهرجان الشعر الكردي في رانية) من لقمان محمود، (رسالة الشاعر سلمان داود محمد في مهرجان الجواهري الأخير) من وجدان عبد العزيز، (السليمانية تحتضن نادي القلم الكردي – pen) من دلشا يوسف، (تقرير مفصل عن تكريم السينما الكردية في المملكة المغربية) من نوزاد شيخاني، و (في تأبين المفكر فلك الدين كاكايي) من هوزان أمين.
جدير بالذكر أن مجلة “سردم العربي”، جاءت في (400) صفحة من القطع الكبير، و حملت بصمة كلٍ من: د. دانا احمد مصطفى (رئيس التحرير)، لقمان محمود (المحرر)، آرام علي (تصميم الغلاف)، أوميد محمد (المصمم المنفذ)، و فرهاد رفيق (المشرف على الطباعة). مع الأخذ بعين الاعتبار أن رئيس مجلس الادارة والمدير المسؤول – الفخري هو الشاعر الراحل شيركو بيكس.