لقد ظهر اسم البرازية لأول مرة في التاريخ عام 750 م ، ويقول بعض المؤرخين : يحتمل أن يكون مسكن البرازية قبل هذا التاريخ جبال شنكال ، أما المعروف أنهم من قصبة باريز ، الواقعة في منطقة كرمنشاه ، وقد كتب السائح ناصر خسرو صاحب كتاب سفر نامه : إنهم كانوا يعيشون في منطقة جبلية شديدة الارتفاع ، حيث يبلغ ارتفاع إحدى القمم 3960م .
ونسبة لبروز هذه المنطقة ، أطلق عليهم أسم : برزي – بريزكان – برزيني– وبرازي .
فكلمة برز تعني باللغة الكردية (اللهجة السورانية) : العلوّ ، والبرزية نسبة لتلك المنطقة المرتفعة ، وقد كان للبرازية كتائب عسكرية جنوب بحر قزوين ، ثم أسس أميرهم حسنوي بن حسين البريزكاني الدولة الحسنوية عام 959 م ، التي تزامنت مع الدولة الحمدانية ، وكان امتداد هذه الدولة من بحر قزوين إلى منطقة كرمنشاه جنوبا.
يقول العلامة محمد أمين زكي في كتابه ( مشاهير كرد وكردستان ) ص 52 : ( حسين بن الأمير حسين البريزكاني هو مؤسس الحكومة الحسنوية الكردية ، التي حكمت إقليمي الجبال وشهرزور منذ عام 959 م وهو كبير عشيرة ( بارزيني ) ولي الحكم بعد وفاة والده الأمير حسين ، ساعد ركن الدولة البويهي في الحملة على خراسان واستفاد من الوضع هناك ، ثم أخذ لإتمام ما شرع به والده لاستقلال مملكته ، ونجح فعلا فيما سعى إليه .
وبعد ذلك أخذ في توسيع مملكته شيئا فشيئا ، فامتدت من نهر( كرخا ) حتى ولاية ( مكري ) و شهرزور و الزاب الكبير ، حيث دخلت جميع الولايات الكردية تحت حكمه، وكانت عاصمته ( سارماج ) الواقعة في جنوبي جبل ( بهستون ) كما كانت الدينور و همدان ونهاوند وخرم آباد من مدنه .
اشبك هذا الأمير عدة مرات مع عضد الدولة البويهي وتوفي عام 980 م ، وقد حمد المؤرخ أبن الأثير الجزري حسن إدارته وسياسته وتبصره في الأمور وأخلاقه العالية ) .
استلم الحكم بعده ابنه ناصر الدين والدولة أبو النجم بدر الدين بن الحسنوي ، وقد تبع هذا الأمير عضد الدولة ، وعندما توفي عضد الدولة استلم الحكم ابنه شرف الدولة ، فتوترت العلاقة بينه وبين بدر الدين الحسنوي ، وقد سير شرف الدولة جيشا لمحاربته بقيادة ( قره تكين ) .
فقطع بدرالدين الطريق عليه قرب كرمنشاه وانتصر عليه وقتل من جيشه عدداً كبيراً ، وبعد مصاعب جمة تمكن ( قره تكين ) من النجاة ، واستتب الأمر لبدر الدين ، فوسع مملكته وخدم شعبه وقد كان ذو خصال حميدة ، منحه الخليفة العباسي لقب نصر الدين والدولة .
وفي سنة 397 هـ أرسل بدر الدين جيشاً لمحاربة ( رافع بن محمد ) لأن أبا الفتح بن عناز حاكم ( حلوان ) الذي احتل بدر ولايته كان أسيراً في قبضة رافع ، فوصل جيش بدر إلى قلعة بردان مركز رافع واحتلها .
كان بدر الدين محارباً شجاعاً ، وسر نجاحه كانت حماية الضعغاء وعدالته ، قتل في مؤامرة بيد أحد أمرائه ، خلفه في الحكم أبنه هلال وانحرف عن مسار العباسيين و أعلن العصيان ، وبدأت الحرب بينهم حتى أسر وأودع السجن في بغداد .
ثم خلفه أبنه طاهر في رئاسة البرزينية والدولة الحسنوية ، ولم يكن طاهر ناجحاً كأبيه في إدارة أمور الدولة .
وفي عام 1015 م قتل في صدام مع العباسيين ، بعد ذلك بقوا البرزينية ( البرازية ) فترة من الزمن دون قائد حتى استلم ابنه هلال ( بدر الدين ) واستقل في كرمنشاه .
ثم بعد سنة من حكمه عام 1046 م انتهت الحكومة الحسنوية في زمن السلاجقة ، وهاجر قسم كبير من العشائر البرزينية الى حيث حلفائهم في
منطقة ( بين كول ) Bîngol ، واستقروا البرزينية في وادي هناك ، فسميّ ذلك الوادي فيما بعد بـ (كلي برازان ) GlÎ Brazan ، وهنا اختلاف لفظ بين اللهجة السورانية واللهجة الكورمانجية ، وليس البرازية نسبة للخنزير كما يقول البعض .
يقال عندما هاجرة البرازية من كرمنشاه إلى منطقة بين كول ، وعند مرورهم بمدينة جزيرة بوتان ، بقيت أسرة من أمراء البرزينية في الجزيرة
وإن البدر خانيين أمراء جزيرة بوتان من تلك الأسرة ، وعلى هذا الأساس كانت تلك الصلة الوثيقة بين آل شاهين بيك والبدر خانيين .
والبرازية كما هو معروف ائتلاف عشائري كالملليين والجان بكية ، بعد فترة من استقرارهم في كلي برازان توسعوا جنوباً حتى بلغوا( سَروج)
وقد اتخذوا سَروج منطقة استقرار شتويّ لهم .
حسب احصائيات الدولة العثمانية للعشائر الكردية عام 1800 م ، كان تعداد البرازية 13000 ألف بيت شَعر ، وكان أكبر عشائر هذا الائتلاف كالتللي : شيخان 4000 بيت ، يسكنوا في : أورفا – ديار بكر – بتليس – ماردين – وسَروج .
كيتكان 2700 بيت ، يسكنوا : أورفا – بيراجيك – سَروج – كوباني – و جرابلس.
بيشان (PÎĴan) 800 بيت ، يسكنوا : هكاري- ألشكرت – أورفا – سَروج – و كوباني .