” مسرحية في فصل واحد ومشاهد مجتزأة طبعاً “
صالة تكاد تكون مقفرة، ويسمَع في الخارج بين الحين والآخر صفير الرياح كأنه
عويل من جهة مجهولة، ويتقطع أحياناً، كما يخفت صوته ويشتد تارة أخرى .
” ثلاثة رجال بلباسهم الأسود، ولا يُرى سوى الأسود فيهم،
تتعالى أصواتهم خارج الخشبة، وكأنها تتحدى النظارة بالذات” :
أحدهم : إنها لحظتنا المنتظر منذ زمان، فرصتنا التي
أنعم الله بها علينا ..
ظفر يا أخي، من صبر ظفر .
الثالث: لا أروع من أن نجمع بين الدنيا
والآخرة، سنظهر للعالم من نكون، وماذا نكون أيضاً .
الأول: كيف تسنَّى لنا أن نخرج إلى العلن،
وأن نقتحم كل شيء، بمثل هذه السرعة، يا ما شاء الله ، ما أعظم نعَم الله وعظيم
هبَاته ؟
الثاني: كما قال أميرنا المجاهد في سبيل الله
وحده، لا بد أنها قوة الإيمان، الحرص على الدين، وعلى قدر كل منهما يكون العطاء الإلهي، ولا
بد، لابد أن يخضع العالم لإرادة باريه، ومن يأتمر بأمره سراً وعلانية، ونحن جنده،
ولن نتردد في القيام بأي شيء لإحقاق كلمته .
الثالث: تلك هي الكلمة التي جمعتنا، وكل منا
قادم من جهة، وله لغة أخرى، ووحدة الدين أزالت الحدود وما يسمونها بـ”
القوميات ” وهي بدع الكفار في الغرب المنحل ومن يخدعون بهم، ويظهر أن علينا
المزيد من التلاحم لهداية الضالين، وإرجاعهم إلى الطريق الصحيح، علينا أن نكون
أكثر جلَداً وتحملاً للشدائد، وألا تضعفنا صرخة الضال أبداً والمضل والأفاك.
” يدور الأول حول نفسه، ويكاد يكشف عن وجهه، فيتنبه
الآخران ” :
أحدهما: احذر ماذا تفعل احذر احذر ؟ لا يجب
أن يرانا أحد، لا يجد أن يستدل أي كان على قسمات وجهنا ..
الآخر: إنها علامة رهبتنا وإخافتنا للآخرين، وعلينا
أن نكون مغايرين لهم، أن نبعث المزيد من الرعب في نفوسهم.
صاحبه : كل من يكشف عن وجهه أمام الآخرين، يضعف
إيمانه، عدا عن أننا بالطريقة هذه نتوحد أكثر، بقدر تخفّينا، كما لو أننا شخص
واحد، وقوتنا واحدة، وبقدر ما نكون مخفيين، بقدر ما تزداد خشية الآخرين منا .
الأول: لم أنتبه إلى ذلك، كيف فاتتني هذه ؟ حمداً
لله، لأنكما هنا ونبهتماني، وبارك الله بكما .
” يلتفت إلى الصالة “، وهو يحرك إصبعه تجاهها:
حتى بالنسبة لهؤلاء عليهم ألا يروا وجهي، أو وجه أي كان
منا..علينا أن نكون أكثر حرصاً،
“: حذار من أي وشاية بنا !
الثاني: هذا ما يجب علينا حفظه والالتزام به.
ألم يقل أميرنا المجاهد أن علينا المزيد من الحذر، وأن لا بد من اليقظة التامة،
لأن أي خطأ يخرجنا عن طريقنا القويم، ولن ينوبنا رضى الرحمن.
الثالث: كما هو الحال اليوم، إذ لا بد أن هذا
الذي فتحه الله على أيدينا مبعثه تمسكنا برسالة أكرم الخلق، والتمسك بجوهر ديانتنا السماوية السمحاء التي
بات كثيرون من أهل ديننا، وحتى أخوتنا بعيدين عن مضمونه، ولا بد من هدايتهم.. لا
بد ..
(مشهد ثان)
راية سوداء تحمل عبارة” لا إله إلا الله: في الأعلى-
الله : في الأسفل “، سيكون اسمه لاحقاً : حامل الراية، وهو مزهو بها.
حامل الراية: ليرى العالم من نكون، سنكون كما نريد أن
نكون، وسيكون العالم الذي يقف في طريقنا ما نريد له أن يكون، ولن نكون إلا كما
نريد أن نكون بقدرة الله وعزمه، وتعليمات أميرنا الأكبر، ومن لا يريد لنا أن نكون
ما نريده، فسوف يكون ما نريده أن يكون، سنستأصله من جذوره، وقبلها سنتمكن منه ومن
كل من له صلة به عن قرب وعن بعد .
” الثلاثة يتابعونه، ووقفة كل منهم، تظهِر أنهم في حالة استغراب،
من الطريقة التي يتكلم بها ”
الأول: يا أخي المسلم، نعم، أنت تتحدث عنا،
ولكننا لا نفهمك هكذا، وبأسلوبك يقل نفع ما لديك من ذخيرة معلومات
حامل الراية ” وهو يستمر في ذرع الخشبة جيئة
وذهاباً بنوع من الاستعراض، ويضحك كلما نطق بجملة، وبصوت عال لا بد أنه مقصود، كونه في كل مرة يحرك رأسه ذات
اليمين وذات الشمال :
هذا ما أريده، وهذا ما يجب أن يكون، وهو التعبير الأوفى عن
حقيقة تنظيمنا، عن إسلامنا الحنيف العفيف الشريف، وقوة رجاله المجاهدين المؤمنين،
وقدرة كل منهم أن تكون له شخصيته، وهو في الآن عينه متحد مع غيره.. نعم، نعم، يا
أخي المسلم، كما علّمنا الله في كتابه العزيز، علمنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه
وسلم بحديثه الشريف أن نتمثل الإسلام الأنقى، وأن نعطي أفضل صورة وأبهى صورة وأكثر
الصور إخافة لديننا الحنيف ورسولنا الأعظم، وأن نعلّم الآخرين أن كلاً كغيره، وفي
الآن عينه، لديه ما يميزه عنه، حتى يكون على بيّنة من حقيقتنا.. ثم ” وأرسل
ما يشبه الضحكة في الهواء، ملتفتاً ناحية الصالة ” :
كما قلت يا أخي المسلم، يا أخوتي في الدين، أنا الذي أتحدث
بطريقتي الخاصة، وهي نعمة ديني الحنيف علي، ودين رسول الله خاتم ألأنبياء والرسول
وفضل أميرنا الأجمل علي أنا أيضاً، كما هو فضله عليكم وعلى كل أخي جهادي معنا..
أنا أنا، وأنت أنت.. وهو هو، ونحن نحن نحن كذلك ” يضحك طويلاً “: وهأنذا
أضحك لإغاظة الأعداء والكفار والمنافقين، رغم كراهيتي للضحك وعواقبه، وليأتوا
إلينا صاغرين، أو لينتظروا حين نذهب إليكم وليعلموا أي نتيجة وخيمة تنتظرهم.. إنه
وعد الإسلام الحق لمؤمنيه .
الأول: لقد حرَّكت في أشجاناً يا أخي المسلم ” وبصوت يظهر
عليه التوتر “: لقد فاتني أن أتعلم كما أنت، وآخرين من أخوتنا الجهاديين
الأفاضل والمخلصين في الدين وفي تنظيمنا العظيم ..
حامل الراية ” وهو يحرّك الراية نحوه ،
وينظر ناحيته “: أطلب من أخي أن يتوقف هو وغيره عن استخدام ” الفاضل
والمخلص “، لأنك بالطريقة هذه كأنما تشير إلى أن هناك من هو خلافه، لا سمح
الله طبعاً، فكلنا جهاديون، إذاً كلنا أفاضل ومخلصون، ولولا ذلك لما عشنا هذه
الروح الجهادية المشتركة وهذه الاستماتة من أجل قضية إسلامنا الحنيف .
الأول: والله كلامك عسل يا أخي المسلم..
حامل الراية: إن فضل الدين وولي أمره علينا، وليس علي
وحده، أنا مجرد مسلم ودعواي الإسلام النقي فقط .
الثاني: سيتحقق هذا بإذن من الله، سيتحقق، أنتم ترون،
وتحصدون الثمار الطيبة، كم نتقدم نحن ونحرز الانتصار تلو الانتصار على الكفرة
والأنجاس والمنافقين وأولئك الذين تركوا دينهم وباعوه بدنياهم الرخيصة ” يتفل
على الأرض بحركة رأسية ” .
الثالث : وهذه هي نتيجتهم، عقاب الله لهم وعليهم. لو
كانوا على الدين الصحيح في الصراط المستقيم لما انهاروا أمامنا، لقاوموا..أي بؤس
أكبر ممن يدّعي أنه مسلم، ويكون ميتاً أو شبه ميت، إذ يفتقر إلى إرادة المسلم في
الدفاع حتى عن عرضه وماله وبيته؟ أليس ما نعيشه هو ضعف إيمانهم الذي كان سبب
ظهورنا، تخاذلهم أمام أعداء الإسلام، والسكوت عن الخطأ، والضيم، والظلم؟ أليس ما
يلحق بهم من هزيمة تلو هزيمة ترجمة حية لموت أرواحهم، كما قال أميرنا، وكما يعلمنا
ديننا الحنيف مذ كان بجرثومته الميمونة ؟
وانظروا ماذا عملنا بهم ؟ كيف لاذوا بالفرار، وتركوا لنا
كل شيء ؟ وما غنمناه حلال زلال علينا، وهؤلاء الأنجاس الكفار الذين تمكنا منهم ومن
كل ما يملكون، مما يسمّون بالإيزيدية كانوا الغنيمة الأكبر لنا نحن أخوة الدين
الواحد، ومن مكّنونا منهم ؟ ” وبانتشاء، كما هو ظاهر من صوته “: هل هناك
أروع، وأعظم، وأبهى من تنال من كافر لا خلاف عليه، ويسيء إلى ديننا الحنيف جهاراً،
وهو بهذا العدد ؟ أليس على قدر جهادنا يمنحنا الله شرف النصر والتمكن من الأعداء ؟
” ثم يتجه إلى الصالة وكأنه يخاطب
النظارة “: إنما انتظروا
فهناك المزيد من المغانم وما تشتهيه أنفسنا بشرع الله ورسوله، انتظروا، انتظروا
تروا، ولينتظرنا الآخرون ممن يعانون من ظلم ظلَمتهم، إن خلاصهم من طغاتهم على
أيدينا .
( مشهد ثالث )
وبلباسه الأسود، يتمايل، كأنه ثمل، وهو بضخامة لافتة، ويلفت أنظار الآخرين، حيث
يتوقفون عن الحركة، ويركّزون عليه، في مشيته، وكأنهم ينتظرون منه ما يشتهون سماعه
”
الأول: أووه، أهلاً بجهاديّنا الكبير، بأخينا في
الجهاد أبو القعقاع، بذي الروح العفيفة
وخفة الدم، أمتعْنا بما لديك من جديدك
كعهدنا بك منذ أن شرّفنا الإسلام بالتعرف عليك .. أمتعنا ..”.
أبو القعقاع : السلام عليكم يا أخوتي، السلام
عليكم أيها المجاهدون، يا لفرحتي بكم، ويا لفرحتي حين أستشهد دفاعاً عن هذا الدين
الذي شرفني به الله أولاً، وألهمني رسوله، مثلما نوّرني أميرنا المجاهد العظيم
العظيم .
صاحب الراية ” محرّكاً نحوه يده اليسري “: نحن
بانتظار أخبارك المحفّزة لنا على الجهاد يا أبو القعقاع.. هاتها لنا ..
” متوقفاً ، ومتحركاً باتجاه الصالة، ثم قاطعاً الخشبة،
وهو يتكلم، وفي كل عبارة يحرّك رأسه، ويلفت الأنظار بحركات يديه ، ولصوته نبرات
متقطعة، دالة على اندماجه بحديثه الأقرب إلى المغامرة ” :
من أين أبداً .
الثاني: ابدأ
” الآخرون يضحكون، ويضحك أبو القعقاع بدوره “:
سأبدأ.
كان هناك رجل اسمه أبو القعقاع الذي هو، كان
هناك أبو القعقاع وهو رجل وهو الذي ترونه أمامكم ..
الثالث: نعم، نحن نرى أمامنا أبو القعقاع .
أبو القعقاع ” ببعض من الحركات البهلوانية “:
سمعاً وطاعة، وهِبتُ لقباً، وكنته كما هو ..
الأول: بالله عليك يا أخي، هلا علّمتنا بمعنى
اسمك ؟
أبو القعقاع : على عيني، على مؤق عيني يا أخي في
الجهاد..كل صوت مرافق لحركة معينة: أن تمشي ويكون لحركة رجليك صوت، أن تقاتل
ويُسمع لحركة سيفك صوت، أي جسم صلب يرتطم بسواه، ويصدر صوت، هوذا القعقاع، وأنا
القعقاع، كما كان سلفنا القعقاع الأول في إسلامنا الحنيف العظيم ” ثم
متوقفاً، ومرسلاً ضحكاً متقطعاً في الهواء “: أنا كلّي القعقاع، كل ما في
جسمي يقعقع: مفاصلي تقعقع، رجلاي تقعقعان، يدي تقعقعان حتى دون استخدام أي
كلماتي نفسها تقعقع، صوتي يقعقع، حتى سكوتي فيه قعقعة ” متوقفاً وموجّهاً
سؤالاً إليهم وهو قبالتهم “: ألا تسمعون قعقعاتي ؟
” الجميع يضحك، وخاصة صاحب البلاغة “:
تقعقعْ وليس لقعقعتك مثيل، ومرحى بالقعقاع
وأبو القعقاع وكل قعقعة تصدر عنك.. أنت قعقعات ملهِمة .
أبو القعقاع: أووه لكم أنت ظريف يا أخي.. اسمعوا بهذه
المناسبة، وقبل أن أرشكم بجديدي، أن بعض أخوتنا الجهاديين، يصعب عليهم لفظ ”
العين ” وحتى ” القاف ” وهو يلفَظ ثقيلاً، فتراهم ينادونني: أبو
الكاكاء، أبو الكاكاء ..
” الجميع يضج ضحكاً إزاء سماعهم لهذه الطريقة في
تهجئة الاسم ”
أبو القعقاع: ما أروعهم أخوتنا الجهاديون هؤلاء الذين
قدموا إلينا من كل بقاع الأرض، ولا بد أن لهم فضل في أن أكون أكثر ادخاراً
بالقعقعات، قعقعة تلو أخرى، قعقعة لا تشبه أخرى، أنا ديوان قعقعات، وفي كل يوم
تضاف قعقعات أخرى، وهي فضيلة لا تُنسى لهذا الدين الذي ننتمي إليه، وهذا الجهاد
الخالص لوجه الله والذي جمعنا معاً .
صاحب الراية: يا أبو الكاكاء.. أمتعْنا أمتعنا ..
أبو القعقاع ” محرّكاً يده نحو، وهو يهز رأسه
“: وأنا أريد أيضاً أن أاستمتع، وأمتّعكم بما استمتعت به، إنما تمالكوا أنفسكم
جيداً، لأن ما عشته، وما قمت به، ربما لم تقوموا به بعد، ولم تجرّبوا متعته في
أولئك الكفار الذي تمكّنا منهم .
الثالث: أتقصد هؤلاء الإيزيديين ؟ هؤلاء الضالين في
التاريخ المخطر المهدد لكل دين آخر؟
أبو القعقاع : هم وليس سواهم، وسواهم، إنما
دون أن تغفل عنهم، لأنك في كل ما تعمله فيهم من قوة وبطش وترهيب إعلاء من شأن
الدين، وذود عنه .
” طريقته في الكلام تشجعهم على الضحك “:
سأدخل في بعض التفاصيل، لأن ما عشته وقمت به يتطلب
وقتاً طويلاً… اسمعوا إذاً :
ماذا تعرفون عن المتع الحلال، المتع التي
أباحها لنا الدين، إسلامنا الحنيف، على قدر دفاعنا عنه وإخلاصنا له ؟
هذا يتعلق بوعي الجهادي وإيمانه وقدرته على تحمل
المشاق ومداهمة الموت نفسه: أن تستمتع، هو أن تقدّر الثمن الذي عليه تحمُّل دفعه
بروحك وبسالتك ورباطة جأشك وكيفية تمكنك من أعدائك وخصومك ومخالفيك في الدين .
” يتلمظ قليلاً، إذ يتضح ذلك من حركة وراء لثام وجهه
“: اسمعوا:
هل جرّبتم متعة العلاقة مع نساء بأشكال
وألوان مختلفة ، تلك التي تدخل في نطاق ” ما ملكت أيمانكم “؟ لا أروع
ولا أهنأ ولا أمرأ من التمتع بنساء بأحجام مختلفة، وصدور مختلفة، و…مؤخرات
مختلفة: كبيرة، مستديرة، هابطة، عالية، مستدقة، ناعمة، صلبة، قابلة للانفجار،
موازية للظهر، بارزة بشكل غير معقول، ذات فلقتين مثيرتين للشهوة..
” الآخرون مسمَّون في أماكنهم، وهم يتابعونهم ”
إنهم نعم من الرحمن، لا بد أنه وهبها ويهبها
لمؤمنيه الخلَّص، ولا بد أن نكون في الواجهة، لقاء إيماننا، أو ثمرة جهودنا.
لقد جرَّبت الكثير من المتع، وكلَّها مصوَّرة، أتفرج
عليها عند الفراغ، لأجدد إيماني وإخلاصي لله ودينه ورسوله وصحابته طبعاً، إنها متع
النساء اللواتي على قدر النيل منهن، يكون التلذذ وكسب الثواب، وهو حق للرجال قبل
كل شيء.
هذا ما عشته مؤخراً: داهمت بيتاً، فلم أجد فيه سوى
امرأة، جمدت عندما وقع ناظراها علي، هجمت عليها في الحال، وقاومت بصمت، ولكنني نلت
منها سريعاً، يا الله لكَم كانت لذيذة، تركتها بعد ذلك ميتة، لأرهب أعداءنا.
مثال آخر: داهمنا بعض الأخوة الجهاديين منزلاً، لم يكن
فيه أيضاً سوى امرأة، إنما بجانب رضيع لها، خافت، واحتضنت رضيعها. هؤلاء من
الكفار، يجب ألا تأخذك بهم بهم.. أشرت إلى أخي مسلم لي أن يصوّر بديجيتالي الخاص،
ما أقوم به.
تقدمت منها، ونزعت رضيعها، وهددتها بين أن تهدأ وتهبني
نفسها، أو أقتل رضيعها وأنال منها.. كنت ليّناً معها حينذاك، لكنها من خلال
حركاتها ظهرت عنيدة، لم أتردد قذفت بالرضيع ليرتطم بالحائط، وكان هناك صوت وحيد
منه” آآآه “، وتوقفت فيه الحركة..المرأة فقدت وعيها، ولكنني لم أفقد
وعيي.. نلت منها.. ياه لكم كانت حارة..حارة.. وخرجنا وقد تركناها مذبوحة.. الفاجرة
أرادت أن تمانع، فنالت جزاءها ..
” ثم هدأ قليلاً، وتلمظ ليتابع “:
اسمعوا الأطرف من ذلك:
هجمنا بعض الأخوة الجهادين على مجموعة بيوت، وكان هناك
بعض الرجال والنساء، جمعناهم، كانوا مرعوبين، أردنا الاستمتاع، عرفنا فيهم الآباء
والأخوة والأخوات والزوجات، أتعرفون ماذا عملنا ؟
” صوت من الجميع “: ماذا يا أبو القعقاع ؟
أبو القعقاع: قلنا، لن نسيء إليكم أبداً، إنما عليكم أن
تثبتوا أنكم تهابوننا، قالوا : كيف ؟ باغتناهم: يجب أن يواقع كل منكم زوجة الآخر
وأمام أعيننا.. وكان هناك من يصوّر..جمدوا في أمكنتهم، ولم يتحركوا.. عرينا نساءهم
أمام أعينهم، وكانت فوهات البنادق موجهة إليهم.. لم نشأ الإطالة، لأنه كان هناك
متعاً أخرى بانتظارنا.. قضينا عليهم خلال دقائق.. توزعنا، دخلنا نحن ثلاثة إلى بيت
على طرف البلدة، ونحن في غاية الحذر، فهؤلاء الإيزيدية كما نعرفهم شرسون..يا
لفرحتنا، فوجئنا بوجود أكثر من رجل وشاب وامرأة في البيت، لا بد أنهم لم يتوقعوا
مداهمتنا لهم..
حشرناهم في إحدى الغرف.. يا للجمال الإيزيدي..أردنا أن نقوم بملعوب
معهم أولاً. أخذنا فتى في مقتبل العمر ومعه أمه، قلنا له: أتريد الخلاص؟ قال : نعم
” وكل ما يجري كان يجري تصويره “، هز رأسه مرعوباً، والآخرون في حالة
رعب، ولا بد أن أخبارنا بلغت مسامعهم ليخافوا هكذا.. قلنا حسن.. نطلب منك شيئاً
بسيطاً لا يكلفك أنت وأمك سوى عدة دقائق..لم يعرف ما سيطَلب منه، ولا الآخرون وهم
يركّزون أنظارهم علينا..خاطبت الفتى قائلاً: عليك أن تفعل بأمك أمامنا هنا.. أليس هذا
بالأمر السهل ؟ ارتعب وارتعدت فرائصه، وتملَّك الذهول أمه.. الكلب ابن الكلب لم
يتحرك..
أردنا الإطالة قليلاً، جربناها مع آخر، إنما أن يفعلها مع أخته،
وثالث مع ابنته، لنترك الجميع سالمين.. طبعاً كانت لعبة، إذ كيف يمكن ترك الكفار
في كفرهم ؟ مللنا منهم، ذبحنا الصغار أمام أهلهم، ومن ثم الكبار أمام نسائهم، ثم
سبينا النساء إلى الجهة التي يجب أن يكن فيها بعد أن نلنا منهن هن الأخريات ..
في بيت آخر، وجدت فتاة تقول للقمر: أين أنت مني ،
الفاجرة بنت الفاجرة قاومت كثيراً، كان أخي مرافقي يصور كما علّمته بذلك، لأنها
ذكريات، وعليها أن تبقى، شدتني بشراستها ومقاومتها، فتجاوبت معها، مزقت ثوبها، يا
لبيض الجسم الصلب الأملس، يا لجبنة نهدها الرجراج..أوقعتها أرضاً بسرعة ونلت
منها.. لم أعش متعة كتلك التي عشتها معها.. بعدها تركتها مقطوعة الرأس ثمن عنادها
ولئلا يطأها غيري…
” الجميع في تصفيق
صاحب البلاغة: نحن أيضاً عشنا متعاً، ولكن اسمك مسمى، وقد
أثرتنا والله، يا لك من جهادي لا تلين له قناة .
أبو القعقاع: بالمناسبة ، هل سمعتم التسجيل الصوتي الأخير
والمكثف لأميرنا المجاهد ؟
الجميع: لا .
” يخرج أبو القعقاع جهازاً صغيراً ويضغط على زر، وينطلق الصوت
عالياً “:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الجهاد
أخوتي في الدين والدنيا
قووا أنفسكم واحموا إسلامكم الحنيف، ولتكونوا
أقوياء بالله اتبعوا التالي:
إياكم والشفقة
إياكم والرحمة
إياكم والضعف في النفس في لقاء من ليس منكم
إياكم والتردد
إياكم والغضب السريع
بالمخالف ؟
إياكم والرأفة بالنساء
الكبار غداً
إياكم وتأجيل ما أنت ناوون على فعله
إياكم والانقسام في الرأي
الكفار
الدين حتى آخر قطرة دم في عروقكم
إياكم والافتتان بما يمكن أن يقوله كافر أو
زنديق أو منافق أو من يحب استدراجكم
وحوره العين وما لا عين رأت ولا أذن سمعت
كفره وزيغه عن الدين وتخلفه وبدعه
بين الأخوة سوى قضاء الله وقدره، وأنكم ملاقوه يوم الدين
إياكم ونسيان أن ما تغنمونه فلكم، دون أن تنسوا
واجبكم الجهادي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
” ثم يستأذن ويخرج قائلاً “: علي
أن أذهب لأن هناك من ينتظرنا لنستمر في جهادنا .
( مشهد رابع )
يتحرك ثقيل الخطى
صاحب البلاغة: أبو ريشة الصعيدي، يا حيا الله، ماذا
جرى لك ؟
أبو ريشة الصعيدي :إنها غنائم، غنائم حرب
شريفة يا أبو البلاغة، مغانم حصلت عليها..
الآخرون : أية غنام ؟ أهي نقود ؟
أبو ريشة الصعيدي” وهو يتمايل رغم ثقل خطواته
“: وهل هل غير الغنائم، يا أخوة الإيمان ؟
الأول: وما نوع النقود التي تحملها أيها الأخ
في الجهاد ؟
أبو ريشة الصعيدي: من كل الجنسيات: دولارات، يورو،
جنيه، دنانير، ريال، دراهم، قطع ذهب ..و..
الثاني: ما شاء الله ومن أين حصلت عليها ؟
أبو
بيتاً، كان قصراً منيفاً، توقعنا أننا سنجد فيه ما نشتهي وهذا ما حصل .
الثالث: ولكنها نقود كثيرة، وكثيرة عليك يا أبو ريشة
؟
أبو ريشة الصعيدي: إنها جهادنا يا أخي المسلم، كما هو جهادكم،
وأستطيع أن أهب كلاً منكم مبلغاً مما غنمت ..
صاحب البلاغة” متقدماً منه ، وبصوت محتد “: الموضوع
أبعد من ذلك يا أبو ريشة، إنه ملك التنظيم، وأميرنا حفظه الله ورعاه هو من يقرّر،
ولو كان المبلغ صغيراً لاختلف الوضع.. ثم ما الذي ستفعل بهكذا مبلغ وأنت تحصل على
كل شيء؟
أبو ريشة الصعيدي ” شاعراً بما لا يطمئن “:
هو ما تفضلت به يا أخي، لكن ثمة كثيرين حصلوا على غنائم أكثر، حتى من جهة النساء
بالمقابل..
الأول: دع ما لديك يا جهادي، والأمير هو من يقرّر
..
أبو ريشة الصعيدي ” واقفاً ، ومن عينيه يظهر
اضطراب ما “: كيف يكون ذلك؟ وهناك آخرون؟ سأخرج منا هنا ؟!
الجميع ينقض عليه، وخلال لحظات يتم التخلص منه، وثمة صوت
واحد، هو صوت صاحب البلاغة وقد عتّم على الخشبة، وهو يتردد في الأنحاء:
لا بد أنه جهادي لم ينضج بعد، فنال جزاؤه، كما أن
أمثاله سينالون جزاءهم .
ثلاثة رجال بلباسهم الأسود، وهم يتحلقون حول
رجل طاعن في السن بلباسه الأبيض، مقيد اليدين والرجلين معاً:
الأول: إيه الإيزيدي البائس، حدّثنا عن دينك، عن
هذا الذي يحميك، وهو عاجز عن حماية نفسه واسمه ، أما كان لكم أن تسلموا أفضل من
هذه النتيجة الوخيمة التي انتهيتم إليها ؟
الإيزيدي: ” رافعاً رأسه، وهو بلحيته البيضاء
وشاربيه اللذين ينحدران متداخلين ومتحدين مع لحيته “: لقد بان الفرق؟
الثاني” محاولاً ركله برجله اليمنى “: عن أي
فرق أيها الكافر ؟
الإيزيدي: أنتم بسوادكم فيما تستمرون عليه ونحن
ببياضنا فيما عرِفنا ونعرَف به ونستمر عليه ؟
” ينظرون إلى بعضهم بعضاً ”
الثالث : سوَّد الله وجهك أيها النتن، أو تحسب نفسك
في أمان لتتحدث هكذا ؟
الإيزيدي: أنا على أمان مع نفسي، وكما علمتني عقيدتي
يا الأخ المسلم ..
” مندفعاً نحو، وهو يحاول ضربه بخشبة في يده، لكن
الأقرب إليه يحول دون ذلك “:
اهدأ، ألم يقل أميرنا أن علينا تمالك أعصابنا يا أبو
حمزة اليمني ، لنلعب معه قليلاً .
أبو حمزة اليمني: ولكن يا أبو ملحم الأنباري، ألا تنظر كيف
يتمادى في وقاحته ؟
أبو عرَّة الموريتاني: ورغم ذلك، فإن علينا تمالك أعصابنا لنرى
نهايته .
أبو حمزة اليمني: لا بأس لا بأس، لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم..إيه يا الإيزيدي، أما كان عليك أن تكون مسلماً أفضل من هذا الوضع
المشين الذي حللت فيه ؟
الإيزيدي : عقيدتنا علمتنا أن نتحمل كل أذية في سبيلها،
لأنها عقيدة مسالمة، ونحن من نعرف الله أكثر منكم وأنتم تدعون أنكم تمثّلون
العقيدة الصحيحة ؟ هل العقيدة الصحيحة أن تجبر الآخرين في أن يغيروا عقيدتهم،
وتستولي على أعراضهم؟
أبو ملحم الأنباري: يا العجوز النحس، عن أي عقيدة صحيحة تتحدث؟
وما أدراك بالعقيدة الصحيحة وأنت كافر ؟
الإيزيدي: الكافر هو من ينال من أعراض الناس، ويعتدي
عليهم، ويغصبهم على ما لا يشتهون وهم آمنون في بيوتهم ؟؟
أبو عرَّة الموريتاني: يظهر أن ضيفكم ثقيل الظل هذا، واثق من نفسه
كثيراً، ولا بد أن عقيدته قد أفقدته رشده .
الإيزيدي” ناظراً إليه ومحدقاً فيه “: بل هو أنت
ومن معك، وماذا جاء بك إلى هنا؟ لتقتل الناس وتغتصب أعراضهم، وتخرب كل شيء؟ وهل
صلحت أمورك أنت وغيرك لتنصب من نفسك قوّاماً على الآخرين وعلينا ؟
أبو حمزة اليمني: لم أجد إيزيدياً عنيداً، ضالاً كهذا، لقد
تسمم فيه كل شيء ..
الإيزيدي: وهل الذي يغير على بيوت الناس
وينهبها ويقتل أهلها هو السليم المعافى ؟
أبو ملحم الأنباري ” يركله في خاصرته “: أيها
الملعون، يا ملعون الأسلاف والأخلاف، لا بد أن إلهك المزيف قد نال منك كثيراً،
لتكون عاجزاً عن رؤية ما ينجيك مما أنت
فيه..
الإيزيدي : الله الواحد هو الذي خلقني، وأنا موحَده،
أنا وكل أهل عقيدتي، ومن تقصده نحن أدرى به منكم أنتم الذين تمارسون القتل في
الناس، أوليس الذي يصدر عنكم من قتل وتخريب ونهب يعرّف بكم، مثلما أن ما نؤمن به
يعرّف بنا مذ كنا وكما نحن الآن هاه ؟
أبو عرة الموريتاني : يا له من رأس يابس ” ثم محاولاً الهدوء
“: قل أيها العجوز الخرفان، ماذا تتوقع منا ؟
الإيزيدي: وماذا يُتوقَع من الهمجي المسعور غير العض
وسفك الدماء؟ إنما بقدر ما تزيدون في عتوّكم، ستظهر الأيام من منا يكون إخلاصه
لإلهه أكثر من الآخر، وأكثر حباً بالسلام والعيش المشترك والحياة الهادئة ..
” ينظر الثلاثة في بعضهم بعضهم ”
أبو حمزة اليمني : يبدو أن لا فائدة ترجى منه …
أبو ملحم الأنباري: فإذاً ..
أبو عرة الموريتاني : لنلحقه بغيره، ولينقذه شنكاله
ولالشه وهذا الذي يسمونه طاووس ملكه …
” الثلاثة يشهرون حرابهم ، وينقضون
عليهم، مع صيحة ” الله أكبر ” ، ويسود ظلام ..
يهبط من عل، ومن أكثر من جهة، فضاء خشبة المسرح معتم نسبياً، يلونه وميض، يظهِر
هيئة كائن بلباس أبيض، لا يمكن تبين ملامحه، ما حوله فراغ ” :
كان الذي كان
كان الذي يكون
هل كان الذي كان سيكون ؟
ما كان له أن يعرَف إلا باسمه
ما كان له أن يتنقل إلا باسمه
يحتضن عالمه بين جنبيه
سماؤه تسمّيه كما هي أرضه
جهاته تقول التائهين إلى منازله التي تعتمر
بالنجوم وأصوات الطيور
لغته البسيطة لا تغفل عنه
سوى أنه كان في مبتداه يجمع بين ذرى الجبال وخفق
الأرواح في المياه العميقة، وامتداد السهوب
ما كان له سوى معبود واحد: إلهه الموحد الوحيد الأوحد،
وما تبقَّى يتبعه
كيف اندفع هؤلاء إليه من كل الجهات ؟
أتراه كان خصماً لهم دون أن يدري ؟
لكن قبة السماء تحمل مليارات النجوم، والأرض تسع
مليارات البشر، فلماذا يريدونه هو أكثر من غيره هدفاً لهم؟
كيف الطريق إليه الآن وهو ملسوع، ملدوغ في روحه ؟
لا لسانه بقادر على التعبير عما يعاني،
لا روحه تتحمل كل هذا الضغط على جسمه
إزاء هذا العدوان عليه ؟
لا بد من أن ندع الأحداث تتكلم
أن نتكلم الآثار تتكلم
أن نصغي إلى الدروب التي مر بها والمسالك التي لاذ
بها وتمكن من مغافلة هؤلاء المداهمين لحرمة أرضه وبيته ونفسه
أن نتعقب آثار خطواته التي تمتلك الكثير مما عانى
ويعاني
الشجر، الحجر، الحيوان المصدوم بهذا العدوان
بقايا الثياب، الأحذية المقطعة في الطريق الطويل
أشلاء الأجسام البريئة والمتناثرة على جانبي الطريق
والممرات الخطرة والمنحدرات
لا مناص من البحث في ذلك، لا مناص لمن يريد
النظر إليه عن قرب، وعليه أن يتمالك نفسه، إن كان فيه روح إنسان، كائن حي، لنتعرف
إلى أمر هذا المنكوب: الإيزيدي 74، فرمانه الآخر والرهيب وليس الأخير كما يظهر .
لنتعرف إلى القادم والقادم أعظم، وكأن الإيزيدي
أضحية تاريخ كل من أراد تجريب عنف خاص فيه أكثر من سواه.
” كأن الصوت موجَّه إلى الصالة ”
أنتم المعنيون بما تقدم، أنتم السؤال
والجواب، الذاكرة والتاريخ، وقد رأيتهم بعض بعض مما كان ويكون، وقد سمعتم بعض بعض
مما دار ويدور حتى الآن.. الكرَة في مرماكم، ولا استثناء لأحد هنا .
( مشهد سابع )
قلب الخشبة، وثمة آخرون يتحدثون مع بعضهم بحركات اليدين، وكأن ثمة أمراً ما يشغلهم
جميعاً.. سنسمي الرجل بالمندفع ” :
أسمعتم ما جرى ويجري الآن ؟
أحدهم: وماذا هناك أكثر من المأزق الذي نحن فيه ؟
المندفع: إن كل ما رؤي وسمَع كان مسجلاً ومخططاً له ،
وهذا خلاف المألوف فيما بيننا ..
أحدهم: إلا م ترمي ؟
إنه المؤلف الذي قادنا إلى هنا وعرَّف بنا كما يريد..
أحدهم: ليقل ما يقوله، وليهذر على طريقته، المهم
نحن، فعلينا ألا نضعف .
المندفع : إنه هو من استنطقنا، هو من أراد التحكم بنا
كما يريد، وكأننا نتبعه، ونحن نعلم أن لا أحد يتقدمنا، أو يقدّمنا للآخرين كما
يريد، وفي الوقت الذي يريد..
أحدهم: ولكن ما العمل ؟ نحن لا نستطيع فعل شيء، فهو
الذي سمّانا ولا سلطة لنا عليه..
المندفع: هذا استسلام..إنما لا يجب لأحد أن
يأخذه تفكير كهذا، فنحن من يقرر متى يكون الكلام، وكيف وأين، وهو حين أرادنا
فلنفسه وبأسلوبه، ليبقي الإيزيدي 74 مشهراً بنا، ومسلطاً الأضواء علينا ..
أحدهم: لكن ثمة أموراً لا يمكننا التحكم فيها، أو
تغيير مسارها كما نريد ؟
المندفع : علينا أن نبعث الرعب المضاعف في نفوس
الآخرين لئلا يجرؤ أحد على الاقتراب منا،
والمؤلف هذا، كما يظهر، قد تجاوز كل الخطوط، ولا بد أنه سينشر كل كلمة أطلقها
بألسنتنا وبمقاييسه الخاصة .
أحدهم: إننا نواجه مأزقاً، إزاء ما جرى ويجري،
ويظهر أن شنكال سيطاردنا ومن وراء شنكال، ومن يكون له شأن في شنكال ..
المندفع : إنما لا تنسوا المؤلف، فكل ما تفكرون فيه
كان بسببه ..
الجميع: إذاً، المطلوب ؟
المندفع : لا بد أن ننال من المؤلف، ونضع له حداً، قبل
أن يقبِل الآخرون على قراءة ما اختلقه باسمنا، وينتشر في العالم أجمع، أسرعوا،
أسرعوا، قبل فوات الأوان ..
” صوت حاد، مجلجل يسود الصالة ويتردد في المكان ، يلتفت
الجميع “:
أحدهم: ما هذا ؟
” الجميع يستمر في الالتفاتة والدوران بحركة تترجم خوفاً
يتملكهم ”
المندفع : لقد أسقِط في أيدينا.. إنه.. إنه صوت..طاووس
ملكَهم ..
الجميع : مااااذا ؟
ويتعالى، وجلبة كبيرة ترافقه على الخشبة..”