سليمان يوسف: جيلنا الذهبي في نادي الجهاد لن يتكرر لـ 100 عام

حوار: آلان أسعد

   

يعد لاعب خط الدفاع
السوري سليمان يوسف من مواليد 1975 ، عمل موظفاً في المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع
الحبوب في قامشلو، لعب مع فريق الأخوّة الشعبي واستمر معه إلى أن هاجر بلده، أما
انطلاقته الكروية فكانت في خط الدفاع مع نادي الجهاد مدة 11 سنة، تخللها انتصارات
وعلاقة كروية مع زملائه ومدربيه، واحترف مع نادي تشرين وأمية، ويوضح أن أسعد أيامه
الرياضية كانت أثناء مشاركته بصعود نادي الجهاد من الدرجة الثانية إلى دوري
المحترفين بعد انتفاضة قامشلو 2004/2005 ، أما أسوأ حدث في حياته هو استشهاد نجم
نادي الجهاد هيثم كجو. ورغم كل الظروف التي مرّت بها الكرة السورية نتيجة الأحداث
الدامية ومواقفه الثابتة نحوها واستقراره في سويسرا، فسوف يشارك بتأسيس نادي رياضي
في سويسرا باسم الكرد في “روج آفا”، كما حدثنا في هذا الحوار. 

– حبذا
لو تطلعنا على مسيرتك الرياضية وانضمامك لنادي الجهاد؟

– بداية، لا بدَ من الإشارة إلى فريق الأخوّة
الرياضي، أول وآخر فريق شعبي لعبت معه حتى سفري إلى سويسرا، وهو فريق عريق يستحق
اﻻحترام وتقدير جميع الأصدقاء الذين اشرفوا على إدارته، أما بدايتي الكروية فكانت
مع أشبال نادي الجهاد، بقيادة المدرب سمير برصوم، بعدها ترفعت لفئة الناشئين
بقيادة المدربين والمربيين القديريين فؤاد القس وملكي موسى، ثم انتقلت إلى فئة
الرجال في 1994 ، ولعبت في خط الدفاع مع المخضرمين، عمار يوسف، وحسن جاجان،
وصاموئيل شابو. وكان مثلي الأعلى عالمياً “بكنباور”. 
 

– من هم أهم المدربين الذين تلقيت التدريبات
على أيديهم؟

كان هناك عدد من
المتميزين، وهم شيخ المدربين موسى شماس، والأساتذة القديرين أديب الياس، وشوقي
وملكي موسى، والكابتن طارق طعيمة والأخ الغالي الكابتن أنور عبد القادر، والأخ
العزيز الكابتن محي الدين تمو. 
 

– ما الذي كان يميز نادي الجهاد في حقبة
التسعينات من القرن الماضي؟

عشنا في تلك الفترة
أجمل لحظات الفرح والحزن واﻻنتصار والخسارة، وكان وقتها حب اللاعبين لكرة القدم
واخلاصهم لناديهم ووفائهم لمدينتهم قامشلو أهم من كل الأموال والشهرة، وأظن أن
الجيل الذهبي أيامنا لن يتكرر إلى مئة عام قادم، ومنهم النجوم، سامر سعيد، وهيثم
نوري، حسن جاجان، عمار يوسف، عبد الباسط الخاني، غاندي بدران، غانم شابو، لطفي
نعميصة، خاجيك بيدو، قذافي عصمت، وليد العلي، رشيد فرحان، رياض نعوم، زانا حاجو،
داؤود يعقوب، المرحوم الغالي على قلبي هيثم كجو، ماهر ملكي، مالك سهدو، شامان كحلا،
هيثم حجي، صموئيل شابو، وعودة مروان طاهر إلى ناديه الأم، وخدمته الكبيرة للنادي. 
 

– ما هي الأندية السورية الأخرى التي لعبت
معها؟

لعبت مع نادي الجهاد
11عاماً، وبعد انتفاضة قامشلو 2004 احترفت مع نادي تشرين الرياضي 3 سنوات، تلاها
رحلة حترافية أخرى إلى إدلب وناديها الكبير أمية الرياضي، حتى قيام الثورة السورية
في 2011، حيث كنا أول نادي في سوريا قاطعنا الدوري السوري، وعلى إثرها عوقب النادي
بالهبوط إلى الدرجة الثانية وتحرير كشوف جميع ﻻعبيه في العام نفسه، فعدت إلى نادي
الجهاد الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، واستطعنا بفضل الله بالصعود إلى مصاف
الدوري السوري لللمحترفين، وفي 2012 لم نشارك بدوري المحترفين رداً على قتل النظام
الشعب السوري بالبراميل المتفجرة.  

– لمن توجه كلمة شكر؟

أشكر كل من دربني،
وهم كثر وجميعهم لهم الفضل في وصولي الى اﻻحترافية والشهرة، وأخصهم بالذكر الأخ
الكبير فؤاد القس، والأخ ملكي موسى، والكابتن محي الدين تمو، والكابتن رياض نعوم،
والكابتن أنور عبد القادر، والكابتن طارق طعيمة، والكابتن محمد ختام، والأخ العزيز
الكابتن عماد دحبور، وختامهم شيخ المدربين الكابتن القدير موسى شماس، والشكر
الجزيل للأخ جوان لمتابعته جميع اللاعبين في المهجر 

– ما هي أجمل الذكريات التي تحملها خلال تلك
المسيرة الرياضية؟

أسعد أيامي الرياضية
كانت أثناء مشاركتي بصعود نادي الجهاد من الدرجة الثانية إلى دوري المحترفين بعد
انتفاضة قامشلو 2004/2005 ، ثم مساهمتي بصعوده 2011/2012 ، أما مع نادي تشرين فهو
نهائي كأس الجمهورية 2005/2006 ، ومع نادي أمية فهي ﻻ تعد وﻻ تحصى مع أهل إدلب المعروفين
بكرمهم ورجولتهم، وأبرزها تصدرنا للدوري السوري للمحترفين والمنافسة على اللقب. 
 

– ما هو أقسى تلك الذكريات؟

أسوأ حدث في حياتي
الرياضية وحياتي الخاصة هو استشهاد نجم نادي الجهاد هيثم كجو والسائق أبو أدهم، في
الحادث الذي تعرضت لها حافلتنا لدى توجهنا إلى دير الزور، وأجسادنا التي انهمرت
منها الدماء، هذا المشهد ﻻ أستطيع نسيانه، وكل هذه التضحية من أجل أسمى القيم
والوفاء لنادي الجهاد والمدينة العريقة قامشلو. 
 

– ما تقييمك لواقع الكرة في ظل الظروف الصعبة
التي تمر بها بلدنا سوريا؟

ﻻتوجد رياضة حقيقية
أو دوري حقيقي منذ بدء الثورة، فاتحاد الكرة ينظم الدوري السوري للعام الثالث
“دوري مجموعات”، ينتهي خلال شهر، وﻻ يوجد هبوط، ولو استمرر هكذا سيشارك
في الدوري 100 فريق. للأسف فأن اتحاد الكرة السورية الفاسدة مثل النعامة التي تضع
رأسها في التراب وكأنها لا تر شيئاً، لكن الحقيقة واضحة كوضوح الشمس. 
 

–  وماذا
عن مشاريعك الكروية في سويسرا؟

نحن بصدد تأسيس نادي
باسم الكرد في “روج آفا”. 
 

– كلمة أخيرة؟

هي سياسية أكثر من
أنها رياضية، لأن بلدنا يمر بظروف استثنائية، فهجمات داعش المدعومة من جميع
الأنظمة المستعمرة لكردستان تهدد جميع الكرد، لذلك على أخوتنا في كل كردستان إلى
توحيد الصف وضرب داعش بيد من حديد، مع ترك الخلافات والتهجم عبر وسائل الإعلام
وصفحات التواصل اﻻجتماعي، ولنجعل شعارنا “إما كردستان أو الفناء”،
والرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا. عاشت سوريا حرة ديمقراطية، بجي كرد وكردستان،
وشكراً لكم. 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…