حوار بينوسا نو مع: كيـو جكرخوين

أجرى الحوار: إبراهيم اليوسف


لم أجد، ونحن على عتبة احتفالية مرور ثلاثين عاماً على رحيل شاعر الكرد الأكبر، وأعظم كلاسيكيي الشعر الكردي التقليدي المعاصر جكرخوين، من يستطيع أن يقدم لنا مقاربة في عالمه، أكثر من نجله كيو، الذي يعد مع شقيقاته، ومنهن زميلتنا بونيا من عداد أكثر الشهود على تفاصيل حياته، ويومياته، في أحرج مرحلة من تاريخ شعبنا، ووطننا، لاسيما أن جكرخوين، كان من هؤلاء الذين ردموا الهوة بينهم وأفراد أسرهم، من خلال اعتبار جميع أفراد أسرته من أصدقائه، رباهم على الصدق، والصراحة، بل ورفع كل الحواجز الخاطئة التي من شأنها أن تكرس دكتاتورية الأب، بل إنه يعد أنموذجاً فذاً رفيعاً في المجتمع الكردي، من خلال تطبيقه الفعلي لرؤاه النظرية التي آمن بها، مع أسرته، ومن بينها ما يتعلق بتحرر المرأة.
لقد وجدتني، في فترة ما، معنياً بجزء من تراث الشاعر جكرخوين، لاسيما في ما يتعلق بشأن عضويته في الحزب الشيوعي السوري، إذ قال أحد من تنظموا على يديه، وهو الراحل عثمان إبراهيم، إذ حضرت أول جلسة، من جلسات حوارات مجلة مواسم معه، ليكملها زميلان آخران لنا، كانا قادرين على أن يتجاوزا أية عقبة كأداء في الحوار معه، ومما قاله آنذاك: إن جكرخوين كان معلماً للشيوعيين في مدرسة الكادر الأولى التي أقيمت في تاريخ منظمة الجزيرة للحزب الشيوعي، وكان هو من عدادها، بيد أنه راح يتحدث عن كيفية التآمر على عضويته في الحزب، بعد أن خشوا من جماهيريته الكبيرة، وكان ذلك-على ما أذكر- أنه والراحل رمو شيخو وربما وآخرون، حصلوا منه على كتاب خطي، يقضي بإبعاده عن التنظيم، حيث يعد هو من أوائل الذين شيدوا دعامات منظمة الجزيرة للحزب الشيوعي السوري.
وطبيعي، عندما أتحدث-هنا-في هذه الجزئية، فلأني أراها مهمة، ولأنها محور حوارات و نقاشات كثيرة، في أوساط المثقفين والسياسيين، في آن، وإن كنت في حواري هذا حاولت استفزاز ذاكرة الصديق كيو جكرخوين الذي بارك لنا في أسرة جائزة جكرخوين، بعد إطلاقنا لها، عبر رسالة نشرناها-آنذاك- على موقع “كسكسور” و”غيره” وهي من الرسائل العزيزة من عداد الوثائق التي عنينا بها في أسرة الجائزة، كما فعل كيو في آخر دورة لهذه الجائزة أيضاً.
وفي نظري، أن هذا الحوار مع كسرى جكرخوين، يعد أحد الوثائق الأكثر أهمية، ليس عن علاقة جكرخوين بأفراد أسرته، أو بقصيدته، بل بما يتعلق بعالم جكرخوين الأديب، والسياسي، والمناضل، والمؤرخ، والمفكر، واللغوي، والإنسان، لاسيما أن من حاورناه، عاش في كنف الشاعر، لحظة لحظة، وذاق معه حنظل المعاناة، وهو يواصل رسالته، في خدمة شعبه، وإنسانه، ووطنه، مسترخصاً روحه، في سبيل ذلك، في ما يلي حوار مطول حول نقاط كثيرة، تتعلق بعالم جكرخوين، منظوراً إليه، عبر شهادة من بيته، من نجله، الأمين على رسالته، وحياته، وقيمه، ولسوف نحاول في لقاءات أخرى، مواصلة الحوار مع كسرى، وشقيقاته، والمقربين من شاعرنا الكبير، من خلال إدراكنا أن هناك-فجوة- لما تسد بعد، ولابد من رسم ملامح شاعرنا جكرخوين كما هي، وكما يليق بقامته الشامخة، وروحه الأبية:


س- ما الذي تبقى من صورة جكرخوين في ذاكرتك؟

ج- جكرخوين الأب المثالي سيبقى في مخيلتي إلى الأبد، فقد كان مثالاً وصورة حية للأب الحنون، يشاركنا أمورنا في السرّاء والضرّاء. 


س – ماذا عن سيرة حياته ؟

ج- ولد جكرخوين في قرية هسار عام 1903 من أبوين فقيرين في شمالي كردستان. اسم والده حسن، واسم والدته عيشانة، ولم يبق من أفراد العائلة إلا ثلاثة: شقيقه الأكبر خليل، وشقيقته أسيا، وشيخوس. 
ذاق منذ الصغر مع عائلته الفقر والحرمان، ففي عام 1918 هاجر مع عائلته إلى عامودا، وتوفي والده فيها، وبعد وفاته بسنة توفيت والدته في قرية بيدر ممو، فبقي شيخموس تارة عند أخيه خليل، وتارة عند شقيقته آسيا، والتي كانت متزوجة في عامودا، وقد ذاق مرارة الفقر والحرمان، فقرر أن يدرس علم الفقه. 
بعد مدة طويلة من طوافه في كردستان تركيا وسوريا والعراق وإيران، للبحث عن المعرفة والفقه، لمس في تجواله الويلات الاجتماعية من طبقية وفكرية، ومعاناة شعبه من الحرمان والاضطهاد والظلم الواقع عليه، لذا أحس ما عليه من واجبات تجاه قضية شعبه، وهو الذي ذاق علقم الظلم والاضطهاد على أيدي الأغوات، فقرر النضال والكفاح لأجل مساواته مع الشعوب الأخرى، لكي يتحلى بالحرية والديمقراطية والمساواة. 
في عام 1924 بدأ بكتابة الشعر، وفي عام 1927 تزوج من ابنة خاله كحلا حجي مصطفى، ونال إجازته الدراسية الدينية عام 1928، واستقر في قرية حاصدة.  وبعد فترة خلع الجبة والعمامة، ليؤسس مع بعض الرفاق نادياً في عامودا، وفي عام 1949 اتجه فكرياً نحو النضال والكفاح القومي، واعتقل للمرة الأولى، وفي الخمسينات تعاون مع الحزب الشيوعي السوري.


س- جكرخوين الأب كيف كان ؟

ج- كان أباً رقيق القلب حنوناً متفهما لأمورنا جميعاً، لا يفرق بين أبنائه من بنات وبنين، مؤمناً بالمساواة بين المرأة والرجل، وكان ديمقراطياً وطنياً، علمنا حب الشعب والوطن، والعمل من أجل وطن حر وحياة كريمة لأبناء شعبه، وكان متواضعاً مع الصغير والكبير، ويحترم آراء غيره.


س- ألم يرغب أن تكتب الشعر ؟

ج- لا أتذكر أنه حدثني بهذا الموضوع، وأعتقد أن الشعر موهبة وعطاء، والشاعر الحقيقي لا ينتظر موافقة، أو إجازة من أحد للشروع بكتابته.



س – جكرخوين الإنسان العادي كيف كان في مجتمعه ؟

ج- كان إنساناً عادياً وبسيطاً يستقبل زواره بكل رحابة صدر، ويجالسهم ويناقشهم في كل الأمور. كان والدي رحيماً يعطف على الفقراء والمساكين والمعوزين، ولا يرد أحداً في طلبه.
درس الفقه عند الملالي في معظم أنحاء كردستان، واستقر أخيراً في عامودا عند الشيخ عبيد الله، وبعد وفاة الشيخ عبيد الله أكمل دراسته عند ملا فتح الله، ونال إجازته على يديه.


س- متى كان يكتب قصيدته ؟

ج- لم يكن له موعد لكتابة الشعر، ولكن كان يكتب الشعر في أكثر الأحيان في الصباح الباكر والناس نيام.


س- ما المراحل الأكثر  ثراء إبداعياً في حياته ؟

ج- كان أكثر ثراء في العطاء عندما كان ملاحقاً، ويعاني من الاضطهاد والظلم الواقع عليه وعلى شعبه، إذ يكتب قصيدته بلغة التحدي والإباء والكبرياء.


س – هل هناك مخطوطات ضائعة لجكرخوين ؟

ج- نعم، كما أتذكر، عندما كان في عام 1969 في الثورة الكردية في جنوبي كردستان كتب عن الثورة مجموعة كبيرة من القصائد والموضوعات، ولكنه مع الأسف فقد كل ذلك، وكذلك فإن النسخة التي جلبها معه من تلك الكتابات، فقدت أيضاً، ولا ندري كيف…؟


س – ما السبب الذي جعله يكتب النثر إلى جانب الشعر ؟

ج- لأنه اهتم بكل المواضيع المتعلقة بشعبه، صغيرها وكبيرها، وتكاد لا تجد أية مناسبة يمر بها شعبه، إلا وكان له حضوره، من خلال تناولها، وتبيان موقفه تجاهها.


س – ماذا تتذكر من معاناة الأسرة ؟

ج- كان والدي، بصراحة، غير متفرغ لأمور بيته، وأن انشغاله الأساسي كان بهموم شعبه وقضايا أمته، ولذلك فإن الحمل الأكبر كان واقعاً على عاتق والدتنا.


س- هل كانت حياة جكرخوين مهددة بالخطر ؟

ج- نعم، في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كانت حياته مهددة بالخطر، حيث سبق أن هدِّد بالقتل من قبل أشخاص غير معروفين، ولكن لم يحدث شيء بسبب هذه التهديدات.


س – ماذا عن فترات سجن جكرخوين ؟

ج- سبق أن سجن عدة مرات في عهد الشيشكلي، وفي زمن الوحدة، والانفصال، والبعث، ولقد نفي عدة مرات .


س – ماذا تقول لنا عن علاقته بالحزب الشيوعي السوري ؟

ج- سنة 1948 أصبح نصيراً للحزب الشيوعي السوري، واتخذ الاشتراكية منهجاً له، لكونها تساوي بين جميع الطبقات والفئات، ولم يكن منظماً في الحزب، وكان مسؤولاً لأنصار السلام في الجزيرة.


س – ما سبب ابتعاده عن الحزب الشيوعي ؟

ج- ابتعد عنهم لابتعادهم عن القضية الكردية، وعدم تبنيهم لها،حيث طلب من الحزب الشيوعي  طباعة النشرات الداخلية باللغة الكردية، فامتنعوا عن ذلك، وهذا ما لا يتفق مع أفكاره وتطلعاته، وهو الذي نادى بتحرير كردستان وحق تقرير المصير للشعب الكردي، غير أنه بقي طبقياً واشتراكياً حتى آخر يوم في حياته.


س – وعن علاقته بأول تنظيم سياسي كردي ماذا تقول لنا ؟

ج- بعد ابتعاده عن الحزب الشيوعي أسس مع بعض الرفاق الذين تركوا الحزب الشيوعي مثل: ملا شيخموس قرقاتي، وملا شيخموس شيخاني، وملا أحمد شوزي، وعثمان عثمان، وزبير ملا خليل، وبشير ملا صبري، وملا محمد فخري، وغيرهم من الوطنيين.. حزباً كردياً باسم “بندا آزادي”، وفي ذلك الوقت تفاوضوا مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا الذي تأسس قبل ذلك بقليل، وفي الأخير انضموا إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وأصبح والدي عضواً في اللجنة المركزية.


س – كيف كان يجمع بين السياسة والأدب ؟

ج- كان أديباً بطبيعته، وعندما وجد معاناة شعبه في أقسى، وأمرّ صورها، عمل في مجال السياسة، ومارسها للمساهمة في خلاص أمته وشعبه.


س – وماذا عن الإساءة إليه من قبل بعض الجهلاء ؟

ج- إساءاتهم لا تذكر، لذلك لن أخص لها أي مكان في كتابتي هذه، لأنهم جهلاء. هذا ما قاله لنا والدي.


س – هل تذكرنا بمرحلة الالتحاق بالثورة الكردية؟ والتدريس في بغداد ؟

ج- بعد خروجه من سوريا في عام 1958 إلى العراق- بغداد، عين هناك  في جامعة بغداد – القسم الكردي كمدرس اللغة الكردية – اللهجة الكرمانجية، وكان على اتصال دائم وعلاقة جيدة مع المرحوم ملا مصطفى البارزاني، وكان يزوره بين الفترة والأخرى.
وفي عام 1962 رجع إلى سوريا بعد طرده من العراق، وفي عام 1969 ذهب إلى كردستان العراق والتحق بالثورة الكردية، وبقي هناك حوالي العام، وساهم بقلمه وأفكاره في الكتابة والنضال في خدمة الثورة الكردية.


س – ما سبب هجرة الأسرة إلى السويد ؟

ج- كان السفر إلى خارج الوطن حلماً من أحلام والدي، لطبع نتاجه أولاً، والتعرف على حضارة الشعوب الأخرى، ثم التحقت به أسرته.



س – وماذا عن الفترة التي أقامت فيها الأسرة في دمشق ؟

ج- عندما لم نجد عملاً مناسباً في قامشلو ،بسبب التضييق علينا من قبل أجهزة الأمن، ومنعنا من أي عمل، اضطرت الأسرة السفر إلى دمشق للعمل هناك.


س – ولم بقاؤه في بيروت بعضا من الزمن ؟

ج- بعد التضييق عليه وعلى رفاقه الحزبيين من قبل الأمن السوري، ذهبوا إلى بيروت، لمواصلة عملهم السياسي، وهناك طبع ديوانه الثالث كيمه أز؟.


س – بم  تحدثنا عن حياته في السويد ؟

ج- كان ذلك في عام 1979 حيث سافر إلى السويد، ومن ثم التحقت به عائلته، وهناك طبع خمسة دواوين شعر وبعض كتبه الأخرى، وكان تواقاً للرجوع إلى الوطن رغم أنه كان ينشغل في بعض النشاطات والمظاهرات، وكانت له علاقات طيبة مع كافة الأحزاب الكردية والكردستانية في السويد.


س – هل من الممكن أن تحدثنا عن أهم المحطات الإبداعية في حياته، بمعنى، أين كتب أكثر نتاجه الأدبي ؟

ج- كتب أكثر نتاجه الأدبي في قامشلو بين أحضان الوطن.


س – أي أعمال جكرخوين كانت الأقرب إليه ؟ 

ج- كافة نتاجاته وأعماله كانت قريبة إلى قلبه، تماماً كما الأب الذي يُسأل: أي أولادك أحب إلى قلبك؟. 


س – كيف كان ينظر إلى قصائده المغناة ؟

ج- كان يعتز بقصائده المغناة، وخاصة التي تصف كردستان، لأنها تصل إلى أغلب الناس.


س – هل كان جكرخوين يستظهر قصائده ويرددها ؟

ج- لم يكن يستظهر من قصائده إلا النادر منها، وكان يرددها باستمرار.


س- من كان الشاعر الفضل لدى جكرخوين ؟

ج- كان معجباً بأفكار احمدي خاني، ولكن شاعره المفضل كان ملايي جزيري.


س- كيف كان ينظر إلى الشعراء الجدد ؟

ج- كان يشجعهم ويتمنى لهم التقدم والنجاح.


س- ماذا عن ثقته بإقامة دولة كردستان ؟

ج- كان متفائلاً جداً، ويردد دائماً:  إن كردستان آتية لا ريب فيه.


س- كيف كان ينظر إلى قامشلو وهو بعيد عنها ؟

ج- كان في حنين وشوق مستمرين إليها، وكان تواقاً لزيارتها، ليموت بين أحضانها، ويحقق حلمه، ودفن في قامشلو وفي ساحة داره حسب وصيته، لينام قرير العين مطمئناً بين أبناء جلدته.


س- ماذا عن المرأة في حياته ؟

ج- لعبت المرأة دوراً كبيراً في حياة جكرخوين، وأخذت حيزاً كبيراً من فكره وقصائده.


س- لِمَ لمْ يتم دفن والدتكم إلى جواره في بيته ؟

ج- لأن المنطقة سكنية، ولا يجوز أن نجعلها مقبرة للعائلة. أما بالنسبة لوالدي فكانت وصيته بهذا الشكل.


س- ثمة من يتحدث عن قصص حب محددة في حياة الشاعر ؟

ج- للشاعر حياته الخاصة وخصوصياته، وتندمج مع خياله الشعري.


س-أين كان يحتفظ بنسخ كتاباته في ظل ملاحقة أجهزة الأمن له ؟

ج- أن يكتب على عدة نسخ ويوزعها على الأصدقاء المقربين للاحتفاظ بها.


س- لقد قدم جكرخوين كل ما لديه لشعبه: كيف تقوم وفاء شعبه له؟

ج- لقد قدم جكرخوين كل ما لديه لشعبه بكل رحابة صدر وبدون تردد وبدون حساب.


س- هل من وصايا لجكرخوين لم تعلنوا عنها بعد ؟

ج- ليس لدينا أي وصية غير معلنة عنها.


س- ماذا عن إعادة طباعة مؤلفاته ؟

ج- لقد تم طبع نتاجاته عدة مرات، ونحاول طبع ما بقي من نتاجاته المخطوطة.


س- هل نال جكرخوين حقه نقدياً ؟

ج- شعبياً لم يقصر الشعب بحق جكرخوين، أما من ناحية النقد الأدبي فلم يكن كافياً.


كلمة أخيرة تريد قولها ؟

شكراً على إفساحكم المجال لي للتحدث عن والدي جكرخوين، ونتمنى لكم ولمجلتكم التقدم والازدهار.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…