أسئلة أخرى حول ملتقى فناني قامشلو

خليل مصطفى

قرأتُ: للنَّفـسِ آفاتٌ (الكبر، العُجب، الحسد، الرِّياء، حبُّ الدنيا)، فـ حتى الفنانون التشكيليون (المميَّزون عن البشر)، بعضهم يُضمِر بداخله تلك الآفات.!؟ وعليه: قبل فترة قرّرتُ ومجموعة (من فناني قامشلو) تشكيل مُلتقى لـ الفنانين التشكيليين المقيمين في مدينة قامشلو. وضعتُ بنود النظام الداخلي للملتقى، كـ أسس لـ يتَّبِعُها الأعضاءُ في العمل داخل الملتقى وخارجه، وأجمعنا على أن تكون (هنا ولأوَّل مرَّة) القيادة جماعية، وبعد عدَّة اجتماعات، وفي آخرها أقسمنا (جميع الأعضاء) بعهد يُلزم الجميع بـ تطبيق بنود النظام الداخلي.. وأقررنا تحضير معرض لأعضاء الملتقى (في صالة سوبارتو)، وزِّعت الأدوار، وبناءً على رغبة عضوين أحدهم (يعتبر نفسه: فناناً عالمياً)، تم تكلِفهما بتجهيز ديكور صالة العرض، المُهم أنهما لم يُحسنا إتقان المُهِمَّة الموكلة إليهما، دخلتُ الصالة بتاريخه (قبل يوم من إفتتاح المعرض).
اعترضتُ على مشهد ديكورات الصالة، وأبديت سبلاً أفضل، إلا أن الفنان العالمي إعتبر تدخلي بشأن الدِّيكور طريقة ديكتاتورية (لأنها مُهِمَّتهُ الخاصَّة)، فوجَّه لي عبارة سوقية.!؟ وساندهُ آخر، بالنتيجة: أعلنتُ أمامهم إنسحابي الفوري من الملتقى، بسبب خرقهما بنود النظام الداخلي، وحنثهما القسم، وغادرتُ الصالة (وبقيتْ أعمالي في الصالة). هم افتتحوا المعرض، وبإنتهاء مُدَّة أيام المعرض، أعلنت رسمياً (على النت) إنسحابي من الملتقى، بغيابي انفرط شمل الأعضاء، وتلاشى الملتقى.! والغريب أن قناة فضائية (روناهي) استضافت الفنانين في لقائين منفصلين (بعد فترة)، الأول مع الفنان العالمي، واستضافت الآخر الذي قال ما يلي: (على الفنانين أن يجتمعوا ويترابطوا.. حتى أرى مجموعة.. أتمنى أن أرى فناناً يعمل بجد وإخلاص.. وسأنحني له.. آلام أمتي هي آلامي).!؟ وللتنويه: جاء في بنود النظام الداخلي الآتي: {فإنَّ الملتقى بفنانيه التشكيليين في قامشلو: يتوخَّى من كافة أبناء المجتمعات الإنسانية (في منطقتنا) ضرورة إتِباعهم لسلوكيات الأخوَّة الإنسانية، المُعبِّرة عن رِضاهم بالعيش المُشترك، فبذلك سوف تتلاشى (رويداً..رويداً) كل حالات الانحطاط الإنساني المعاصرة.! فما أجمل مجتمعاً سُورياً تسود بين أبنائه، علاقات المحبة، والتسامح، والإيثار.! فأبناء مجتمع تلك صفاتهم، هم جديرون بالحياة.}.! أصدقائي: 1ــ لماذا الأثنان (اللذان تبروظا في روناهي) لم يلتزما بالتعهد والقسم.!؟ 2ــ لماذا لم يُحافظا على استمرار مُلتقى فناني قامشلو التشكيليين (الذي تلاشى في الهواء بعد إنسحابي)، إن كان الإثنان (الأول فنان عالمي، والثاني بعباراته الأفلاطونية) صادقين ومُخلصين.!؟ 3ــ هل يحق معاتبة أناس عاديين، إن كان بعض فناني واقعنا المعاصر (كما أعلاه).!؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

ولد الكاتب والصحفي والمناضل الكوردي موسى عنتر، المعروف بلقب “آبي موسى” (Apê Musa)، عام 1918 في قرية “ستليلي” الواقعة قرب الحدود السورية، والتابعة لمدينة نصيبين في شمال كوردستان. ترعرع يتيماً بعد أن فقد والده في صغره، فحمل في قلبه وجع الفقد مبكراً، تماماً كما حمل لاحقاً وجع أمّته.

بدأ دراسته في مدارس ماردين، ثم انتقل…

أسدل يوم أمس عن مسيرتي في مجلة “شرمولا” الأدبية الثقافية كمدير ورئيس للتحرير منذ تأسيسها في أيلول 2018، لتبدأ مسيرة جديدة وسط تغييرات وأحداث كبرى في كُردستان وسوريا وعموم منطقة الشرق الأوسط.

إن التغييرات الجارية تستدعي فتح آفاق جديدة في خوض غمار العمل الفكري والأدبي والإعلامي، وهي مهمة استثنائية وشاقة بكل الأحوال.

 

دلشاد مراد

قامشلو- سوريا

19 أيلول 2025م

الشيخ نابو

في زمن تتكاثر فيه المؤتمرات وترفع فيه الشعارات البراقة، بات لزاما علينا أن ندقق في النوايا قبل أن نصفق للنتائج.

ما جرى في مؤتمر هانوفر لا يمكن اعتباره حدثاً عابراً أو مجرد تجمع للنقاش، بل هو محاولة منظمة لإعادة صياغة الهوية الإيزيدية وفق أجندات حزبية وسياسية، تُخفي تحت عباءة “الحوار” مشاريع تحريف وتفكيك.

نحن لا نرفض…

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…