في دمشق ومساء الجمعة الأخيرة من كل شهر يحل المهتمون بالأدب والثقافة الكردية عموماً ضيوفاً على لجنة ” الأمسيات الكردية “şevbihêrkên kurdî” التي تقدم نشاطاتها باللغة الكردية خدمة للثقافة والأدب الكردي .
وكان الأستاذ ” صلاح برواري” ضيف نشاط الجمعة الماضي حيث قدم محاضرة تاريخية باللغة الكردية معيداً إلى أذهان الحضور الذكرى الستين لقيام أول جمهورية كردية في العصر الحديث ، فقد استهل مساهمته بنبذة تاريخية عن بداية ظهور وتشكل أولى جمهورية كردية في كردستان إيران في العصر الحديث في 22/ 1/ 1946 بقيادة القاضي محمد الذي تشرف بأن يكون أول رئيس جمهورية كردية في التاريخ .
وحسبما ذكر المحاضر فإن تلك الجمهورية – ورغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز الأحد عشر شهراً – قد شكلت انعطافة هامة في ذاكرة الشعب الكردي ، وكانت محطة يراجع فيها الكرد المنجزات التي اكتسبوها من قيام جمهورية مهاباد ، وكذلك يستخلصون العبر من الأخطاء التي ارتكبت هنا وهناك ، تلك الأخطاء التي عجلت بالسقوط الدراماتيكي للأحلام والرؤى الكردية دون أن يطيل الكرد في نعمة دولة خاصة بهم في العصر الحديث .
من جهته المحاضر اكتفى بالإشارة الخاطفة إلى انسحاب الاتحاد السوفييتي سابقاً من إيران بالاتفاق مع قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى تحريض، وفتح شهية إيران لإعادة الأمور على ما كانت عليه، وضم جمهورية كردستان التي اتخذت من مهاباد عاصمة لها إلى الجغرافية الإيرانية من جديد ، وتحقق لها ما أرادت، ويذكر أن استسلام جمهورية أذربيجان دون مقاومة تذكر للجيش الإيراني وللجنرال همايوني كان له أبعد الأثر في سهولة عمل وتحرك ذلك الجيش الذي وضع كل ثقله من أجل استباحة كردستان ، ورغم المقاومة الباسلة – يقول المحاضر – التي أبداها الشعب الكردي في كردستان إيران إلا أن الكفة العسكرية قد ترجحت لصالح العدو .
وهذه التطورات المتلاحقة جعلت القاضي محمد يقبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجنرال همايوني الذي غدر بالقائد محمد ، وألقي القبض على قواد الجمهورية ، وأعدم القاضي محمد في 31- 3 – 1947 في ساحة جارجرا ” الشموع الأربعة” وهي الساحة نفسها التي أعلن القاضي عن إعلان جمهوريته التي لم تكمل سنة، وانهارت تحت ضربات الجيش الإيراني الذي قتل من الكرد بالمئات والآلاف ، ونصب أعواد المشانق للأحرار الكرد في كل قصبة وناحية .
في نهاية المحاضرة أفسح مدير الندوة للحضور للإدلاء بآرائهم ، وإغناء المحاضرة بالمداخلات والملاحظات التي سجلت عليها . ومن الحضور الذين اشتركوا ، وناقشوا مع الأستاذ برواري
بافي شيار:
رأى أنه كان على الكاتب أن يبين لنا ، ويشرح الأسباب القريبة، والبعيدة التي أدت إلى سقوط جمهورية مهاباد
بافي كوفان :
قدم مداخلة طويلة ، حيث أضاف بعض الملاحظات التي فاتت المحاضر ، ورآها ضرورية من أجل الإلمام بهذا الجانب بشكل جيد
عمر كوجري:
قال أن الجميل من هذه المحاضرة أنها كتبت باللغة الكردية ، وأن لاجديد فيها حيث افتقرت إلى التحليل ، والمعلومات مكرورة ومعادة، كما لاحظ أن السيد المحاضر قد تخلى عن دور الباحث الموضوعي ، وشاب نص برواري الاستهلالة الشعرية وهي ليست لغة البحث والتأليف .
صالح عثمان:
رأى أن المحاضر لم يقدم جهداً كبيراً في سبيل إنجاز مساهمته، وإن هذا النشاط ماكان ينبغي أن تحدد له جلسة مناقشة وتقويم ، لأنه عبارة عن جمع معلومات تاريخية لا أكثر ولا أقل .
أحد الحضور:
شكر المحاضر على تجشمه عناء المادة التي أنجزها ، ورأى أن ملاحظات الحضور لم تغن المحاضرة ، وكانت على العموم غير مثمرة .
رشاد شرف:
قدم قراءة سريعة عن جمهورية مهاباد من وجهة نظر أخرى ، و ذكر بعض الأحداث التي وقعت، وأدت برأيه إلى سقوط الجمهورية مستنداً إلى معلومات لم يتطرق إليها الأستاذ برواري
ونهاية المحاضرة شكر الكاتب كل الذي داخلوا وساهموا في إضاءة جوانب من المحاضرة ، ورأى أن العديد منها قد أغنت أفكار مساهمته ، وأرجع عدم التحليل والاكتفاء بالعرض التاريخي إلى أن المناسبة تطلبت منه تقديم العرض التاريخي لا التحليلي ، وأكد أن وجهات النظر في شأن أسباب سقوط الجمهورية الكردية الفتية متباينة ، وكل باحث ينطلق من الأرضية الإيديولوجية التي ينطلق منها ، وهذه الثقافة الإيديولوجية هي التي تحكمت بأحكام الباحثين الذين قرؤوا جمهورية مهاباد.
emerkoceri@gmail.com