أمريكا.. أمريكا.. هاي أمريكا

 ابراهيم محمود

في القرب الأبعد أمريكا
في البعد الأقرب أمريكا
في الجرح الأعظم أمريكا
في الداء الأكبر أمريكا
إذ يغدو النمر الأرقط ثعلوباً
ويصير الفأر وليس سوى الفأر بذاته ديكا
في صحة أمريكا، تعلنها دول
في صحة أمريكا، تعلنها أصوات شعوب وسياسات
نخب العزم الأمريكي، وليس لغيره يجري نخبٌ
تمثال الحرية أمريكي، وبأمريكا للحرية تصطف تماثيل الحريات بغير حساب
وعلى الناظر في الحرية بالمعيار  الأمريكي تماماً أن يختبر المردود من الحرية هذه
أن يعتمد التاريخ العملي وليس كما قال السيد أوباما أو جون بايدن أو كيري أو أيٌّ من بلغاء المنطق في أعراف سياسة أمريكا
أن يأتي بالظل الأمريكي ويدقق في المتردد باسمه، كيف يكون المستلقي طيّه
لا شيء ودون استثناء، من إغراء الظل الأمريكي المعتاد، وحتى اللحظة، لا شيء يخيف، وفي عرف السائد حتى اللحظة من هذا الظل وما يدعمه الظل، وما يُنصب فيه من أفخاخ لا يبصرها إلا الموهوب بعين ثالثة
في الوضع الآمن أمريكا
في الوضع الساخن أمريكا
في الوضع الشائن أمريكا
في الوضع الطاعن أمريكا
في الوضع الضامن أمريكا
في الوضع الفاتن أمريكا
في الوضع الماجن أمريكا
في الوضع الداجن أمريكا
في الوضع الداكن أمريكا
في الوضع الحارق والمارق والساكن أمريكا
فإذاً ما أحلى أن نسمعها مزيكا
تحت رعاية هذي الـ” أمريكا “
ما أحلى أن تأتي كلاً منا حسناء أمريكية، هوليوودية، أوسكارية، تفخيماً
ويطوقها بذراعيه وهما في عطش ٍ أنتيكا
وهو يسبّح ذاك التسبيح الأثري لعينين تشعان مباهج، نشْوات
وهو يسيل بكامل جسمه شوقاً، عالي الاسم إلى فعل عناق ووصال تاريخي
ما أعظمها هذي الـ” أمريكا ” إذ تهب الأجرب تاجاً
ما أحكمها هذي الـ” أمريكا ” وهي تسمّي من ليس يُسمّى فحلاً
ما أروعها هذي الـ” أمريكا ” إذ تأتيها قارات، لتسمى باسم أعظم: أمريكا
ما أبدعها هذي الـ” أمريكا “، إذ يتقدمها الثور الأمريكي ويشار إليه ببنان محسوب
ما أجملها هذي الـ ” أمريكا ” وهي تبث العالم ما يجعله العالم في بورصة أمريكا
ما أفظعها هذي الـ” أمريكا ” وهي تسمي الأبيض أسود والأسود أحمر، والأحمر رملياً
ما أسرعها هذي الـ ” أمريكا ” في رفع المفعول ونصب الفاعل تبعاً للجملة والموقع والحد: براغماتيكا
الساعة تتبع عقربها، والتوقيت الأمثل أمريكا
لا اسم يعزَّز خارج هذي الـ” أمريكا “
لا أباس من فاقد عقله إذ يسخر منها ” أمريكا ؟ “
لا أسلم من يأخذ في الحسبان أصالة هذه الـ “أمريكا “
لا أوقع في رعب المجهول وتاليه من يعلن أن العالم كله: أمريكا
صفر في واحد أو اثنين وعشرة دون الصفر وفوق الصفر بعهدة أمريكا
ضرب الواحد في الخمسة والتسعة والألف يساوي واحد أو دون الواحد أحياناً
تبعاً للضرب الأمريكي ومن يعرف أمريكا
للقسمة تصريف حساب آخر، مثل الطرح
على طاولة العمليات الكبرى في عهدة أمريكا
الكم صنوف في عهدة أمريكا
الكيف منازل في عهدة أمريكا
والدولار زعيم النقد وساحر كل الأنظار
وكل الشطّار، وليس سواه سواء
كم هذه مدهشة أمريكا
إذ تطلق أسماء تترى تعني العالم أجمع
لا عالم يمكنه النطق بحرف دون الإيقاع الأكبر أمريكا
لم لا ؟ أوليس العالم مولود القوة والقوة امبريكا ؟
لم لا ؟ أوليس التاريخ نظير القوة والقوة صانعة العالم
لا شيء بماض ٍ دون القوة لا شيء يُصيّر شيئاً
ولأمريكا أن تعلي من قيمة هذا الدرس ومن في بدعة أمريكا
من أدرك حكمة هذا المأثور بذات الدقة مثل خلاصة عالمنا: أمريكا
أعلي إذاً أن أختتم هذا القول بصحة أمريكا
أم أن علي سلوك الجهة الأخرى من هذي الـ” أمريكا “
العالم أصبح أمريكا
لكنْ ليس العالم  أمريكا
فإذن، ما بين الدائر والدائر أمريكا
ما بين الحائر  والحائر أمريكا
ما بين النافر والنافر أمريكا
ما بين السافر والسافر أمريكا
ما بين الغادر والغادر أمريكا
يبقى أن أوقف ظلي، إن كان يمثّلني
وأنا في الدور الصائر والصائر أمريكا
دهوك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…