عيون حائرة

روشن علي جان-السويد
ماعادٓ ظلّي هناك…
جاوزتُ كل الدروب
المكسؤّة بالأشجارِ والرغبة…
أبتعدُ أكثرٓ مايكونُ
عن أسرارِ مدينةٍ منهكةٍ
بأقدامٍ حافيةٍ
ويدٍ مبتورةُ الأصابع…
لا أريدُ أن أحتميٓ بمظلة
هاهنا يهطلُ المطرُ
بتواضعِ همسة…
أتركُ ضفائري
السمراءٓ
تكتبُ عناوينٓ الغيمِ
تقتفي آثارٓ القبراتِ
لتتعثّر الجهاتُ بخطواتكٓ
وأنت تعبرُ الجسرٓ المائّي
مزدحماً بالغياب…
مالونُ عينيكٓ؟! أخبرني…
أخبرني عن شلحِ الزنبق
الطالعِ من خاصرتك…
عن قصائدي التي ماتزالُ
غافيةٍ على أكمامِ
قميصكٓ الأرجواني…
عن سلالمِ الشوقِ
التي اعتليتُها يوماً
بنزقٍ طفولي…
مازلتُ أعتذرُ للملحِ
في عيونٍ حائره…
لأصابعٓ تكفكفُ وجعٓ
الصفصافِ في ابتهالاتِ
الكلام…
وحدهُ صوتكٓ الباذخُ
مايزالُ يهطلُ مطراً
فوقٓ أشلاءِ قصائدي
يسقي ماتبقى من
نخلِ الغواية
لأُدركٓ أن ظلّي ما عادٓ هناك
وأن الشتاءٓ لا يأتي
في غيابك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…

حاوره: إدريس سالم

تنهض جميع نصوصي الروائية دون استثناء على أرضية واقعية، أعيشها حقيقة كسيرة حياة، إلا إن أسلوب الواقعية السحرية والكوابيس والهلوسات وأحلام اليقظة، هو ما ينقلها من واقعيتها ووثائقيتها المباشرة، إلى نصوص عبثية هلامية، تبدو كأنها منفصلة عن أصولها. لم أكتب في أيّ مرّة أبداً نصّاً متخيّلاً؛ فما يمدّني به الواقع هو أكبر من…