أشواق مبعثرة

زهرة أحمد
تتوه المسافاتُ عن أنفاق القلب المنسيّة
يهمسُ الصّوتُ بخجلٍ أنيقٍ
يهدي مذكراتي أرشيفاً وحكاياتٍ 
هي، مذكراتي، أنينُ زنبقةٍ صامدة 
أحلامٌ تهذي بالاندثار
و تتوه في أغوار الكلماتٍ المُتعَبة 
العيون المكتحلة بالغياب مازالت تنتظر
أماكنٌ تائهةٌ من الوعد باللقاء باردةٌ إلى حدّ التجمّدِ
تاهَت عن خيالك المركّب من همساتي
وعن حلم مخدش بالحياء.
سنابلٌ تُدفِئُ قلقَ الصَّباحات
 قناديلُ المساء الخافتةُ معلّقةٌ بأحلام جريحة 
نوافذُ الوجد تنزفُ حسرةً ونكباتٍ
الشَّوق يستلبُ حريةَ الكلمات ويسكبُ فيها معاني جديدةً
الشّوقُ يرقدُ على تخوم الحلم الشَّريد.
هزائمُنا المتتالية والآفاقُ المشوَّهة بالغدرِ
ملحمةٌ متصدعةٌ في مواقيتَ اللقاء
هزائمُنا سطورٌ نافرة لعبق الألوان 
صفحاتٌ نائية 
ملونة بصدى اليأس.
كأبةُ الأيام وبلادةُ الزَّمن
وأجنحةُ الشَّفق المشبعة بلونِ الغروب
انتظارٌ يبعثرُ ألواني
أشواقٌ تائهة في أفق القرار
صمتٌ يضج بأنين الذكريات.
لم يبقَ من الأشواق إلا همسات حائرة
وأنينَ الدُّعاء باللقاء

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مصطفى عبدالملك الصميدي/اليمن*

تُعدّ ترجمةُ الشَّعر رحلة مُتفَرِّدة تُشبه كثيراً محاولة الإمساك بالنسيم قبل أن يختفي سليلهُ بين فروج الأصابع، بل وأكثر من أن تكون رسماً خَرائِطياً لألوانٍ لا تُرى بين نَدأَةِ الشروق وشفق الغروب، وما يتشكل من خلال المسافة بينهما، هو ما نسميه بحياكة الظلال؛ أي برسم لوحة المعاني الكامنه وراء النص بقالبه…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

تَتميَّز الرُّوحَانِيَّةُ عِندَ الكاتب اللبناني الأمريكي جُبْرَان خَليل جُبْرَان ( 1883_ 1931 ) بِعُمْقِها الفَلسفيِّ، وقُدرتِها عَلى تَجاوزِ الماديَّاتِ ، والتَّعبيرِ عَن الحَنينِ إلى مَا هُوَ أسْمَى وأرْقَى في النَّفْسِ البشرية . وَهُوَ يَرى أنَّ الرُّوحَانِيَّة لَيْسَتْ مُجرَّد شُعورٍ أوْ طُقوسٍ تقليدية ، بَلْ هِيَ حالةُ وَعْيٍ مُتكاملة…

ابراهيم البليهي

من أبرز الشواهد على إخفاق التعليم الذي لا يقوم على التفاعل الجياش عجزُ الدارسين عن اكتساب السليقة النحوية للغة العربية فالطلاب يحفظون القاعدة والمثال فينجحون في الامتحان لكنهم يبقون عاجزين عن إتقان التحدث أو القراءة من دون لحن إن هذا الخلل ليس خاصا باللغة بل يشمل كل المواد فالمعلومات تختلف نوعيا عن الممارسة…

خلات عمر

لم يكن الطفل قد فهم بعد معنى الانفصال، ولا يدرك لماذا غابت أمّه فجأة عن البيت الذي كان يمتلئ بحنانها. خمس سنوات فقط، عمر صغير لا يسع حجم الفقد، لكن قلبه كان واسعًا بما يكفي ليحمل حبًّا لا يشبه حبًّا آخر.

بعد سنواتٍ من الظلم والقسوة، وبعد أن ضاقت الأم ذرعًا بتصرفات الأب…