نارين عمر
يا لهوْلِ العينِ
ممّا يبصره إنسانُ عينها
بأيّةِ ريشةٍ تُصوّرُ الأحداثُ!؟
يا ويلَ السّمْعِ
وهل يصدّقُ ما يرْويه
غشاء الطّبل من قرقعاتٍ
وفرقعات الرّواةِ
يا لقلْبيَ الممزّقِ
كيفَ له ردّ تسلّل صورِ العارِ
أطْفالُ وَطني…
يمضغهم عنوةً الاغْتيالُ
صاروا وقوداً للانتقام
نساءُ وَطني….
صرْنَ قواريرَ العارِ
والانهيارِ
صرْنَ عصا التّهديدِ
والدّمارِ
يا ويلتاه على رجالِ وطَني…
يجرّون أذيالَ القيدِ
والانكسارِ
مَن القاتل؟
مَن الجاني في وطني؟
لا نعلمُ
الكلّ باتَ قاتلاً
الجميعُ أضْحى الجاني
أطْفالُ وَطَني
رأوا في دموعِ المَطَرِ
طيبَ الكوْثَرِ
وفي عَبَراتِ الثّلْجِ
مَذاقَ زمْزم
كِسْرَة خبْزٍ في جيبٍ عتيقٍ
تحوّلتْ إلى أطايب الجنان
خان الدّواب والحظيرة
باتتْ تفوحُ بالمسْكِ والعنْبَرِ
فقط لأنّها باتت تأويهم
من لعْنةِ الغولِ والعفاريتِ
وغريبي الأْلوانِ
الثّرواتُ لفظْتْهَا
مجاهيلُ الّليالي
أرجعوا إليّ بسْمة طفلي
المهووسِ منهوْلِ كوابيسِ
رؤى اليَقَظةِ
وخذوا ما شئتم من الأحْلامِ
الخيّراتُ بلَعتْها
غياهبُ الضّحى
لم أعد أريدُ هذا
ولا أرغبُ في ذاك
فقط أعيدوا إليّ وطَني.